فتح الجديدة تسوق برنامجا يقتصر فيه الوطن علي الضفة والقطاع.. وينهي اي علاقة بالمنظمة

[fadl]

Man9ool
www.alquds.co.uk


منطلقات جديدة للحركة تنقلب علي النظام الأساسي ولا تستخدم كلمة تحرير : فتح الجديدة تسوق برنامجا يقتصر فيه الوطن علي الضفة والقطاع.. وينهي اي علاقة بالمنظمة
2005/12/17

عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين:
أخطر ما يقلق بعض القادة الأساسيين لحركة فتح وخصوصا قادة الخارج والمؤمنين بصلة وثيقة مع منظمة التحرير، ليس فقط الإنقسامات الحادة التي ظهرت مؤخرا عشية الإنتخابات في صفوف الحركة ومرشحيها للمجلس التشريعي، بل الإطار الفلسفي والفكري الذي تضمنته رؤية فتح الجديدة ، كما رسمها ونظر لها القيادي الفتحاوي ناصر القدوة، ليس بصفته وزيرا للشؤون الخارجية في السلطة، ولكن بصفته رئيسا للجنة السياسات في حركة فتح، وهي لجنة مكلفة بإعداد برنامج سياسي مفصل يفترض ان يدرسه ويقره المؤتمر العام الحركي المحدد ـ إذا عقد أصلا ـ في شهر آذار (مارس) المقبل.
وفي هذا السياق أرسل القدوة لفعاليات فتح في الداخل والخارج وثيقة تتضمن رؤيته للجانب السياسي الخاص بمستقبل الحركة.
وفي الورقة التي اثارت الكثير من الضجة والإستغراب في صفوف حركة فتح يحقق القدوة أول انقلاب حقيقي علي فتح القديمة بكل تفاصيلها من العنوان عندما يركز في برنامجه علي تصنيف وتعداد ما يسميه بـ منطلقات حركة فتح متجاهلا حسب فتحاوي عريق ومخضرم عدم جواز تحديد المنطلقات الآن لانها محددة في الواقع منذ تأسست حركة فتح وموجودة في النظام الأساسي ومقررة من كافة مؤسسات الشرعية الفتحاوية.
وفي التفاصيل يقول خبراء فتح المعنيون بالثوابت ان ثمة انقلابات منظمة وصغيرة يقترحها القدوة علي كل تقاليد فتح وثوابتها، فورقته تحدد سبعة منطلقات جديدة وأساسية لحركة فتح مما يعني تلقائيا إلغاء المنطلقات الأساسية القديمة الموجودة في النظام الأساسي للحركة.
أول المنطلقات السبعة للقدوة يتحدث عن استقلالية القرار للحركة وهي إشارة تعني الإستقلالية عن مؤسسات منظمة التحرير مستقبلا. والمنطلق الثاني هو تمسك فتح بالشعب وهو تعبير جديد تماما وغامض لم يسبق ان تضمنته كل ادبيات الحركة. والمنطلق الثالث يحدد آليات التعبئة الوطنية عبر انقلاب ممنهج ومفصل علي تراثيات أبو عمار في قيادة الحركة. اما المنطلق الرابع فيتحدث عن ضرورة بناء مجتمع مدني. والخامس يتحدث عن الحوار الوطني والوحدة الوطنية، اما السادس فيشمل بند (التسوية السياسية) وفيها انقلاب كبير علي الثوابت الكلاسيكية وفيها ايضا تعريفات جديدة، والمنطلق السابع يحدد طبيعة العلاقة بين فتح ومؤسسات السلطة الفلسطينية.
وبجميع هذه المنطلقات لم يأت برنامج القدوة علي ذكر منظمة التحرير او أي من مؤسساتها كما يتضمن البرنامج تقويضا بطيئا ومتدرجا لدور وهياكل المنظمة في الخارج لانه لا يجوز حسب الأوساط الفتحاوية تبديل منطلقات حركة فتح، واي تبديلات ينبغي ان تأتي في ســـــياق تكتيكي ولم تتضمن منطلقات القدوة الجديدة اي كلام عن تحـــرير الأرض الفلسطينية مما يعني ان الجميع إزاء حركة جديدة تحمل إسم فتح.
ويفيد فتحاويون أغضبتهم قراءات وتفسيرات ونصوص الوزير القدوة وتحدثوا لـ القدس العربي ان الورقة السياسية التي يحاول القدوة تسويقها الآن لا تعترف أبدا بوجود مؤسسات منظمة التحرير ولا بقواعد وقادة حركة فتح الموجودين بالخارج ولا تمنحهم اي دور من أي نوع، والأخطر ان التسريبات داخل اوساط الحركة تتحدث عن تفسيرات للنصوص تعتبر الشعب الفلسطيني هو فقط الشعب الفلسطيني الموجود في الضفة الغربية وقطاع غزة وتعرف الأرض الفلسطينية علي اساس مفهوم تكتيكي مرحلي مفترض يعتبر ان ارض فلسطين التي يتحدث عنها الجميع هي فقط الضفة والقطاع فيما تم استبعاد عبارات التحرير تماما من خيارات البيانات التي تقدم بها الوزير القدوة.
ولا تذكر هذه الأدبيات الجديدة ايضا الشتات الفلسطيني، وتؤشر المصادر في الوقت نفسه الي ان حدة الانقسام تزايدت في صفوف حركة فتح في الآونة الأخيرة خصوصا بعدما فاجأ مروان البرغوثي الجميع باستعداده للتواجد علي رأس قائمتي الحركة للترشيح لانتخابات التشريعي.
وعلمت القدس العربي ان البرغوثي يتعرض حاليا لضغوط عنيفة جدا من قبل الحرسين القديم والجديد لكي يحسم خياراته باتجاه إحدي القائمتين فيما يتسرب بأن الرجل قد يتم الإفراج عنه وفقا لما وعد به حصريا قدورة فارس إذا ما تفاعل مع خيارات فتح الجديدة.
ويؤكد مصدر مطلع جدا لـ القدس العربي ان احتمالية انعقاد المؤتمر الحركي لفتح ضعيفة جدا في ظل الإنقسام الحاد والاستقطابات الحادة حاليا داخل الحركة حيث برزت إنقسامات جهوية وجغرافية داخل الحركة وولدت تعبيرات جديدة علي أدبيات الحركة تخص بعضها الفلاحين وغيرها اللاجئين.