مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-05-2002, 04:11 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي حقيقة كفر وجرم حزب الله في لبنان فضحه الله

حقيقة مقاومة حزب الات ( في لبنان ) المسمي بحزب الله

قراءة في أوراق الحركة السياسية الشيعية في لبنان
عبدالمنعم شفيق

أثار حزب الله في الفترة الأخيرة ، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ، سواء عن مذهب الحزب ، أو عن دوره في لبنان ، أو عن شعاراته ، ويأتي هذا الكتاب للإجابة على كثير من التساؤلات المطروحة ، فيعرض لتاريخ الحركة السياسية الشيعية في لبنان منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، مروراً بالواقع الشيعي في لبنان وتحولاته ، وحركة موسى الصدر ، وحركة أمل ، وبدايات النشأة لحزب الله ، والارتباط مع إيران وسوريا ، ودور الحزب الذي يقوم به ، والخدمات التي يقدمها وأهدافها ، ثم يعرض لحقيقة أهداف الحزب ، وما الذي تحقق منها ، وحقيقة الشعارات التي رفعها ، وحقيقة النجاح العسكري .

---------------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
====
عيد المقاومة .. وعرس التحرير!!

( وقل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً ) [الإسراء: 18].

أيها اللبنانيون الشرفاء يا أبناء شعبنا الأبي . اليوم يزهر الدم القاني ، دم الشهداء ، عبير النصر الفواح ، ويقطف اللبنانيون ثمرة تضحياتهم وصمودهم عزا وفخارا ومجدا وكرامة وحرية.

واليوم يدخل لبنان كما لم يدخل من قبل قلب التاريخ من بابه الواسع، باب الانتصار بفخر على الغازي المحتل، فيعيد استحضار مجد صيدا وصور وجبيل.

ولا ريب أن التاريخ سيسجل للبنان بأحرف من نور، وسيتوج أهله بإكليل من الغار، لتسجيلهم أول انتصار حقيقي على الغازي المحتل الإسرائيلي منذ قامت قضية الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة.

وسيسجل التاريخ أيضا كيف تحول كل لبنان إلى مدرسة في البطولة والفداء والإيثار، وفي الترفع عن الصغائر في سبيل القضايا الكبيرة.

أيها اللبنانيون، يا أبناء شعبنا الأبي، لقد بتم المثل والنموذج لكل أمة تفتش عن الحرية من ربقة جلاديها ، وبتم المعلمين الكبار في البذل والتضحية والإيثار، وفي العزة والكرامة والمجد.

لذا ، فلتكن أيامنا هذه أيام عيد، وهل ثمة عيد أسمى من عيد الحرية والعزة والكرامة.. وهل من فرحة أعظم من فرحة كسر شوكة الظالم وقهر الغاصب، والثأر من حقده ولعناته (1).

كان هذا البيان الذي أصدره حزب الله اللبناني عقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، واعتبار يوم 25/5/2000م عيدا وطنيا رسميا .

وعد أولئك هذا النصر التاريخي ( و الفتح المبين ) على أنه منارات شاهقة في مشروع نهضة العالم العربي والإسلامي، وظلت الأقلام تشيد بهذا الإنجاز الذي أعاد للأمة شرفها المسلوب وكرامتها المهدرة!!

وراح المطبلون والمزمرون يهرقون دماء أقلامهم ويزخرفون لنا الصورة عساها أن تنطلي على بعض منا ، وينقلب الباطل حقا والحق باطلا بتأثير السحر الإعلامي.

جاء الانسحاب الإسرائيلي ليتم تصويره على أنه نصر ليس كأي نصر ، فإن له مدلولات خاصة ، وطعما خاصا ، ونكهة خاصة، ونسي أولئك إكمال العبارة الدعائية.. إنه ألذ.. ألذ.. ألذ!!

لكم عانت أمة الإسلام من خلط المفاهيم وتشويه صورتها ومن تبديل الحقائق وتزويرها، ولكم عانت كثيرا من تجارب مريرة خدعتها زخرفة الصورة وبهاء منظرها وحلو منطق مزخرفها، ونحن لا نرد على المبالغة بمبالغة ولكن نريد أن تصور الحقائق كما هي، فهي ليست على سبيل المثال هذه الصورة التي رسمها أحدهم حين يقول: ( كانت إسرائيل تعتقد أن اجتياحها للأراضي اللبنانية هو المقدمة الكبيرة لابتلاع مارد الصحوة الإسلامية الموضوعية)التي اجتاحت العالم العربي في 11 شباط 1979م عبر الانتصار الإسلامي في إيران بقيادة الإمام الخميني.لكن هذه الصحوة وخصائص ( المشروع الخميني ) في التاريخ العربي الراهن والدعم العربي القومي السوري في هذا المجال أعطيا الزخم الواقعي في بلورة القرار السياسي للمواجهة، وفي صناعة الكتلة القيادية التي تتفهم نهضة العالم الإسلامي وتواكب تحولات الصحوة وتقفز على ركام الهزيمة وتحول الاجتياح إلى قرار باجتياح القرار الإسرائيلي، والمخطط الأمريكي بتمزيق الأمة.

لقد أفرزت عملية التحرير أن المقاومة الإسلامية هي الشرف العربي الأول بعد أن تراجع هذا الشرف إلى مقاعد الدرجة العاشرة بعد المئة بفعل مشروع الهيمنة أمام إسرائيل طوال نصف قرن )!! (2)

وليست الأمور كما يوردها كاتب آخر وتحت عنوان: ( لماذا انتصرت المقاومة فيما عجزت عنه الجيوش ) (3) حين يصور أن حزب الله حقق ما لم يحققه جيش عربي وأتى بما لم يأت به الأوائل!!

(لا نريد أن نغبن حق الجيوش وتضحياتها في مواجهة العدو.. ولكن السؤال يطرح نفسه بإلحاح: فلأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل ننجح في طرد العدو، بينما أسفرت كل معاركنا السابقة إما بهزيمة نكراء كما حصل عام 1948م أو بنكبة حزيران في عام 1967م أو بهجوم تمثل في عبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973م سرعان ما أعقبه دفرسوار إسرائيلي وعبور مضاد كاد أن يؤدي إلى تطويق الجيش المصري شرق القناة لولا ما يقال عن تهديد سوفييتي جاد ، وقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن.

عندما قادت الجيوش المعارك كنا نسارع لنستصرخ الدول الكبرى ومجلس الأمن ونسارع في طلب وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية.. كانت إسرائيل على العكس تأخذ كامل وقتها لإنجاز أهدافها.

فما الذي حصل هذه المرة لتطالب إسرائيل أولا بتطبيق القرار 425 والانسحاب من الأراضي اللبنانية بقرار منفرد، ومن دون شروط، فخرجت وهي تجر أذيال الهزيمة بعد احتلال دام 22 عاما ؟

كيف نجحت المقاومة اللبنانية، وبالذات حزب الله في تحقيق هذا النصر المبين؟

هل حسن حال البلاد وزال الفساد واتحدت الكلمة، وهو الأمر الذي سوغنا به نكبة 1948م؟

أم أخذت المقاومة إسرائيل على حين غرة فبادرتها بتدمير طائراتها وهي جاثمة على مدرجاتها وأسرت جنودها وقضت على تفوقها الحربي وعزلت بينها وبين حلفائها وهو الأمر الذي سوغنا به هزيمة 1967م؟

أم تفوقت على إسرائيل في التكنولوجيا ولم تتحرك إلا بعد أن حلت الديمقراطية والحريات في بلداننا وصار لها الحظوة نفسها لدى الأمريكان لتصحح من التوازن الاستراتيجي كما يقولون، وهي الحجج التي سوغنا بها أيضا دفرسوار أكتوبر (تشرين الأول) 1973م ؟

هل تحول جنوبنا في لبنان إلى ما يشبه مستنقعات فيتنام وبدأنا بتلقي الدعم البشري واللوجستي من الصين والاتحاد السوفييتي وخضنا حربا شعبية بأمواج بشرية نقاوم بها أمواج الصواريخ والطائرات والأساطيل؟

أم كسبنا تأييد ما يسمى بالرأي العام العالمي؟

لا شيء من كل هذه الحجج التي سوغنا بها هزائمنا الماضية، لا شيء من كل هذا غير أمر واحد، هو أن المقاومة اللبنانية وبالذات حزب الله قد اكتشف الطريق الصحيح الذي يناسب مواجهة هذا العدو الخبيث ليستثمر نقاط القوة في صفوفه وليضرب في نقاط الضعف في صفوف العدو.. فالكل يعلم حالة الإحباط والتمزق التي يعيشها العالم العربي اليوم.. والكل يعلم حالة الانهيار التي بلغها بعض في الانبطاح أمام إسرائيل والولايات المتحدة، والكل يعلم أن الاتحاد السوفييتي الذي ناصر العرب إلى حد ما لم يعد قائما ، والكل يعلم أن الهوة التكنولوجية بيننا وبين العدو ومن يدعمه قد ازدادت اتساعا ، والكل يعلم أن حزب الله لم يولد ولادة سهلة وأن قوى محلية وأجنبية هائلة وكبيرة وقفت ضده.

رغم ذلك نجحت المقاومة اللبنانية وحزب الله بالذات في تحقيق واحد من أعظم الانتصارات التي عرفها العرب والمسلمون في هذا القرن.

الجيوش العربية لم تدرك الحقيقة، وهي إذا ما أدركتها فإنها لا تستطيع تحقيقها لأن العديد من قادتها تعلموا قواعد الهزيمة والنصر والقوة والضعف في المعاهد الأمريكية والروسية والبريطانية، ونسوا الدروس التي حقق بها أسلافهم انتصاراتهم ونجاحاتهم.كان لا بد أن تسقط في فخ الحسابات حول الموت والحياة والقوة والضعف فخسرنا المعارك في سيناء، وفي الجولان وفي القدس والبحيرات والضفة. بل خسرنا الحرب كلها ؛ لأننا عندما كنا نقرع طبولها كنا نؤذن بالسقوط في فخ أعدائنا، فكأن جيوشنا ذهبت لتعلن التقسيم في 1948م، ولتحقق مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر في 1967م ولتوقيع صلح كامب ديفيد في 1973م ).

وإن كانت هذه الصورة التي ر سمت للجيوش العربية صحيحة إلى حد كبير، إلا أن المقارنة غير صحيحة إلىحد أكبر.

لقد جاء الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ليثير كثيرا من التساؤلات والاستفهامات حول أشياء عديدة تدور في المنطقة ، بيد أن القضية الأكثر إثارة وإلحاحا ، هي قضية المقاومة اللبنانية، وهذا الانتصار الذي عُد ملحمة ضخمة ومدرسة كبيرة وفتحا مبينا ، ولذلك تأتي هذه الدراسة لإلقاء الضوء على هذه المقاومة وقصتها وحقيقتها، من خلال إثبات الإيجابيات والسلبيات دون مبالغة أو تزوير.

---------------------------------------------------------------------------------------


تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #2  
قديم 05-05-2002, 04:13 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

توطئة
====

( الوهابيون رجس من عمل الشيطان، سننتقم من الوهابيين، لن تمر هذه الجريمة دون عقاب !! ) كانت هذه عبارات مكتوبة ومحمولة على لافتات في تظاهرة أخرجها ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني عقب اتفاق الطائف الذي كان من أسباب وقف الحرب الأهلية التي كانت تدور في لبنان.

في المظاهرات تخرج الكلمات غالبا من القلب، منطوقة أو مكتوبة.

على جانب آخر كانت هناك كلمات أخرى خرجت من القلب كذلك ترسم صورة أخرى مغايرة.

فيقول أخو العشيرة عن الحزب إنهم صفوة الصفوة، وطليعة الأمة، ومرشدوها، وباعثو دينها وحضارتها ومجدها، ومعلموها، ورساليوها، و..أنبياؤها) (1).

( إن المقاومة الإسلامية في لبنان تمثل لنا ضوءا باهرا في الأفق المعتم، وصوتا جسورا وسط معزوفة الانكسار، وقامة سامقة تصاغر إلى جوارها دعاة الانبطاح والهرولة، وهي مع هذا كله لم تنل ما تستحقه من متابعة وتقدير في الخطاب الإعلامي العربي. ويحزن المرء أن بعضا منا أغمضها حقها، محاولا النيل منها وتلطيخ صورتها الوضاءة.

إن الإفصاح عن مشاعر المؤازرة والامتنان لأولئك الشباب بمثابة (فرض عين( لا يسقط بالتقادم!! إنهم يدافعون بهذا الدور البطولي الذي يقومون به عن شرف الأمة العربية وعن الأمل في أعماق كل واحد فينا، إنهم يرفعون رؤوسنا عاليا ويرصعون جبين أمتنا )(2)

( إن حزب الله يقوم بدور رائد في إيقاظ الأمة وتقديم الدليل على قدرتها لصد العدوان) (3).

( فالمقاومة الإسلامية لحزب الله واحدة من أبرز معالم نهضة الأمة وأكبر دليل على حيويتها) (4).

( إن المؤشرات تدل على فشل محاولات التسوية الجارية لكونها انهزامية، وهذا يفتح الباب واسعا لبقاء حزب الله رمزا حيويا للمقاومة الإسلامية، بل والعربية، وسيتمتع في هذا الإطار بالشموخ والاستعلاء على كل دعاوى التسوية الاستسلامية السائدة في المنطقة) (5). ( لماذا حظيت المقاومة الإسلامية في لبنان بهذا القدر الهائل من التضامن الشعبي العربي والإسلامي؛ بل من كل المستضعفين في العالم ؟ وهل يتحول الطرح السياسي والحضاري لتلك المقاومة إلى أيديولوجية للمحرومين في كل مكان في العالم في مواجهة النمط الحضاري والقيمي الغربي الذي يهدد العالم بأسره ؟ لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في أن تصبح طليعة لكل قوى التحرر العـربي على اختلاف مشاربها الدينية والطائفية والسياسية والطبقية ؟! وبصيغة أخرى: لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في الخروج من مأزق الطائفية الضيق إلى رمز للتحرر لكل إنسان مسلما كان أم مسيحيا ، عربيا أم عالميا ، أبيض أو أسود ؟ لماذا كانت المقاومة وحزب الله بالتحديد هي الجزء الحي في النسيج العربي الذي اهترأت الكثير من أجزائه وأطره الفكرية والتنظيمية ؟ ) (6).

صورتان متناقضتان تثيران أسئلة كثيرة عن قصة الحقيقة، ولا يخفي بعض الناس شدة الحيرة التي تنتابه مع هذه الصور المتباينة الشديدة التنافر ؛ فبين مسلمات عقدية راسخة، وأصول مستقرة، وبين واقع ضاغط على الفكر والشعور، تضطرب الرؤى وتحار العقول.

وحقيقة فقد كانت الكتابة عن الحركة الشيعية اللبنانية بعامة، وحزب الله بخاصة، هي محاولة خوض في حقل ألغام، وذلك لعدة أسباب:

الأول: ذلك المفهوم المستقر في نفوس كثير من الناس عن أن حركة المقاومة يجب أن تدعم مهما كان توجهها، ما دامت منضوية تحت راية (الإسلامية( وإن المرء ليعجب من بعض أهل الفضل والفهم حين يرون في أن الخطاب السني الموجه إلى الشيعة عامة هو خطاب يحتاج إلى إعادة النظر في أصوله ومنهجه وطريقة عرضه. وهذا المسلك بدأ في الظهور لدى طبقة المثقفين والمفكرين المنتسبين إلى الفكر السني. وهذا المفهوم في حد ذاته يمثل عائقا كبيرا في أن تجد مجالا خصبا لتبادل الآراء حول الحركة بما لها وبما عليها. كما أنه يذهب بك إلى أن تبدأ نقاشك بعرض المسلمات المنهجية والبدهيات الفكرية لمنهج أهل السنة والجماعة.

الثاني: أن حجم التأثير الإعلامي لتلك الحركة كان كبيرا ومؤثرا ، وكان هذا الإعلام ضاغطا على انهزامية الأمة واستسلامها وخضوعها أمام الاستكبار العالمي لليهود، والشيطان الأكبر، مما أعطى تفريغا للشحنات المكبوتة في نفوس كثير ممن ضاق بهم أفق الأمل في وعد الله، أو حين رأوا أن الحلول القومية وتوابعها الفكرية والسياسية قد سقطت في مزبلة التاريخ والتزييف، فراحوا يتعلقون بأية راية تزعم حلا لواقع الأمة المنكوبة، فكان توجيه الحديث إلى تلك الفئة صعبا كذلك، حين يرون في هذه الصورة التي يرونها وردية لأحلامهم صورة أخرى مغايرة، ولذلك فإن من يوقظ النائم الحالم ليشعره بأنه في واقع آخر حقيقي، لا بد أن يصيبه من لومه ونقده.

الثالث: تلك الأنفة التاريخية التي ترسخت لدى الكثيرين من عدم القبول بالنقد والتحليل، وخاصة للحركات التي تتبنى العمل المسلح؛حيث يرون أن الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم هم أرفع الناس عن النقد وأبعدهم منه، فكان ذلك المفهوم عائقا نفسيا في أن يجد الحديث مسلكا سلسلا يتجاوز به حتى نصل إلى مسائل الاتفاق.

وبرغم ذلك فسيبقى أن من الضرورة التي سبق أن نبه إلى مثلها علماء الأمة أن ترصد الحركات الفكرية والعقدية والسياسية والعسكرية التي تعمل في جسد الأمة، معملة فيها معاولها البانية والهادمة ، ليميز الله الخبيث من الطيب:

( فأما الز بد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) [الرعد: 71].

ولا أظن أن أمة من الأمم كان فيها مثل هذا السجل الضخم من تراجم الرجال وسيرهم، ولا عرض لمنهج الفرق والملل، مثل أمة الإسلام.

ولا أزعم الإلمام بكافة جوانب القضية ، بيد أنها محاولة لرسم صورة تقريبية عن ) حزب الله ) في لبنان، والحركة السياسية الشيعية فيها.

وبداية لا بد من التنبيه إلى عدد من النقاط الهامة قبل الخوض في تفاصيل هذه الدراسة:

أولا : هذه دراسة نقدية للحركة السياسية الشيعية المعاصرة في لبنان، وعلى رغم ذلك فإن العدل يلزمنا أن نذكر محاسن هذه الحركة كما نذكر مساوئها، وهذا أمر مقرر شرعا ، والآيات والأحاديث شاهدة عليه، ولكن عندما نورد هذه المحاسن فهي ليست من باب (التلميع( كما قد يظن ذلك وإنما للوقوف على طريقة العمل ومواطن النجاح وسبله للاستفادة والاعتبار.

ثانيا : مع أن حزب الله ينتمي إلى فرقة الشيعة الإثني عشرية إلا أن هذه الدراسة لن تعنى بعرض تفاصيل هذه الفرقة ونقدها لأني أعتقد أن مناقشة المنهج العقدي لها ليس هذا محلها، حيث إن ذلك مبسوط في كتب السلف والخلف، وأحسب أن فيها الغنية والكفاية.

ثالثا : واقع أهل السنة في لبنان _ من حيث الجملة _ واقع غير مرض ، وهو بحاجة إلى الوقوف عليه لإدراك تطوراته وتحولاته، وتاريخه غير واضح المعالم، ومع هذه الأهمية للحديث عن واقع أهل السنة في لبنان، إلا أن دراستنا هذه لم تتعرض لتفاصيله، ولا لمداخلاته مع الطوائف الأخرى لأن ذلك سيجرنا إلى الخروج عن أصل هذه الدراسة.

كما أننا لن نتطرق إلى الحديث عن العلاقة التاريخية بين أهل السنة والشيعة وتفاصيل تلك العلاقة، حيث إنه مبسوط في كتب أخرى كثيرة(7).

وحزب الله في لبنان جزء من قصة طويلة وصراع مرير، والحديث عنه وعن حقيقته وأهدافه أمر ضروري في وقت بدأ فيه تحول كبير في دور الحزب، بعد أن تحقق جزء كبير من أهدافه التي ر سمت له، خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وفي الوقت ذاته حظيت المقاومة بدعم عربي لم يسبق له مثيل، بيد أن المسألة متشعبة شديدة التعقيد فرضتها عوامل شتى؛ لذا كان من المهم استعراض حقائق الأمور وتفاصيلها.

تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #3  
قديم 05-05-2002, 04:17 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

لبنان.. أي أرض.. أي دولة !!؟
===============

يصف أحد المؤرخين اللبنانيين الواقع اللبناني فيقول: «إن الشعب اللبناني لم يكن في الماضي أمة واعية لكيانها، وموحدة في أهدافها، وإنما كان مجموعة من الطوائف جمع بينها حلف هو أقرب ما يكون إلى العقد الاجتماعي. وتاريخ لبنان ـ منذ القرن الثامن عشر ـ هو في المقام الأول، تاريخ تطور هذا العقد الاجتماعي وأثره في نمو البلاد»(1).

وعندما زار الجنرال ديجول لبنان بعد الحرب العالمية الثانية، قال: «إني جئت إلى الشرق المعقد بأفكار ساذجة»(2).

«فلبنان بلد صعب المراس مولع بالعنف، من المستحيل فهم الشرق الأوسط قبل فهم لبنان»(3).

«لبنان أرض سائبة يتقاتل عليها وفيها الآخرون، إنه بلد موبوء بمختلف الفيروسات الاجتماعية التي لا يرجى منها شفاء»(4).

«الوطن الأعجوبة الذي اسمه لبنان، مارس فيه المقاتلون كل أنواع العنف اللا أخلاقي والوحشية المفترسة والتعصب الطائفي والهمجية القبلية، وتشريع أبوابه على مصراعيها لكل أجنبي يتوسله ويستخدمه لا لحماية استقلاله وكيانه، بل لحماية طوائفه والحفاظ على مكاسبها، وربط ما تبقى من استقلاله في عجلة هذه أو تلك الدولة الأجنبية، ومن المؤسف أن سمعة لبنان منذ أن صار له اسم على الخريطة السياسية هي سمعة الارتماء في أحضان الحماية»(5).

إن الخوض في الأزمة اللبنانية أو حتى التاريخ اللبناني عموماً، هو خوض في مستنقع كبير قد لا يخرج الإنسان منه بشيء إلا تعب الخوض وعلامات الاستفهام الكثيرة، وقد يصيبه من طين المستنقع ومائه الآسن، فيخرج بأفكار وتصورات مركبة. هذا هو ما أريد لأي مطَّلع على الشأن اللبناني أن يخرج به، وهكذا أريد لهذا البلد الصغير أن يظل لفترة طويلة وقريبة مكاناً مناسباً للمنافسة وتصفية الحسابات وتحقيق المصالح. ولا شك أن الوضع اللبناني بالغ التعقيد، إلا أنه قابل للفهم لمن أتى الأمور من أبوابها، ولعلنا نعرض موجزاً سريعاً ومجملاً لصور ذلك التعقيد.

لن نذهب في التاريخ بعيداً، وإنما سنذكر صورة منه، فقد قامت الدولة اللبنانية على ركيزة أساسية هي «الطائفية»، وولد الاستقلال والميثاق في أحضانها، وورث الاستقلال نهجاً يجسد التفسخ الوطني في إطار علاقات سياسية تعمل على إبقاء هذا الأمر واستمراريته.

هذا النهج السياسي وقف عائقاً أمام تطوير الواقع الطائفي ومحاولة تجاوزه، وحمل الاستقلال معه كل أمراض التخلف والتعصب والتفرقة؛ لأن أبطاله لم يعملوا على استئصال الرواسب وإقامة الوطن على قاعدة الانتماء إليه؛ بل اكتفوا بوحدتهم الفوقية وتركوا التشتت الطائفي في القاعدة؛ فقام لبنان على قاعدة تعدد الطوائف المتعايشة على أرض واحدة تقتسم المغانم فيما بينها.

إن الاستقلال والدستور قد قاما على ركيزتين أساسيتين هما: تجميع الطوائف وتجميع المناطق؛ وشتان ما بين التجميع والانصهار.

لقد استبدلت الوحدة الوطنية(6)ـ كما هو الحال في الدول الأخرى ـ بوحدة الطوائف المتعايشة، ورعت دولة الاستقلال المؤسسات الطائفية لتوسع نشاطاتها ولتزيد من انقسام المواطنين.

ففي الحقل التربوي بقي لكل طائفة مؤسساتها التربوية لتلقن المواطنين ثقافات مختلفة، وعلى الصعيد التنظيمي السياسي صار لبعض الطوائف مجالس مِلّية تحولت إلى مؤسسات سياسية تسهم في السلطة بدرجة أو بأخرى. وعلى الصعيد السكاني بقيت المدن الكبرى ذات طابَع طائفي؛ وعلى الرغم من احتوائها على اختلاط سكاني من مختلف الطوائف إلا أنها تمتعت بغالبية سكانية من طائفة معينة، أو تضمنت أحياء سكانية لكل طائفة، أو لكل مذهب حي يجمع أبناء المذهب نفسه، وهذا الأمر قد سهَّل فيما بعد الانقسام الجغرافي؛ حيث هجَّرت كلُّ منطقة الأقليات الموجودة في

ها من الطوائف الأخرى؛ مما جعل السلطة عبارة عن حكم بين مختلف الأطراف «الطوائف» لا

سلطة دولة بيدها المبادرة والقرار الذي تستطيع فرضه على الجميع.

في لبنان ازدواجية سلطوية: قامت سلطة الدولة وتساكنت جنباً إلى جنب مع سلطة الطائفة، وكثيراً ما أذعنت سلطة الدولة إلى سلطة الطائفة البارعة في توظيف التمايزات الدينية لأغراض سياسية. والطائفة هنا تلعب دور الحزب السياسي المُدافِع عن مصالح الأفراد، وتحل مشكلة انتماء الفرد طالما أنه لا توجد أطر أخرى أكثر فعالية لتنظيم حياته وضمان توازنه المادي والنفسي، وهكذا يندفع الفرد إلى أحضان الطائفة؛ فالتخلي عنها ضياع لآلية التضامن الأسري والعائلي إذ لم يسنده ظهور مؤسسات تضامن جماعي نقابي ومدني أعلى، كما يعني العزلة للأفراد، ويعني الاغتراب النفسي والاجتماعي كذلك .

لقد عجزت الدولة اللبنانية عن بناء الإطار الفكري والسياسي والإداري والاقتصادي الذي يوحد الشعب ويبني إجماعاً؛ إنها لم تمتلك رسالة اجتماعية تسمح لها بأن تكون دولة الشعب لا دولة الجماعات. وبدلاً من أن ترتفع ـ باعتبارها مؤسسة سياسية وسلطة ـ فوق التمايزات والتناقضات، انخرطت هي نفسها بفعل طبيعة بنيتها وتركيبتها العصبية في التناقضات التي أخذت تمزقها، أو بالأحرى تبرز تمزقها الداخلي المستور بأيديولوجيا الوفاق والتعايش.

لقد اعترفت الدولة القانونية في لبنان بتعدد القوى السياسية، ومنحتها حق التنافس الحر حتى بلغ حد الفوضى المسلحة؛ فالتدريب والتسلح غير المشروع، وقيادة الجيوش غير النظامية، وتخريج دفعات من الميليشيات اللبنانية كان يتم في احتفالات علنية تنقلها الصحف اليومية تحت سمع الدولة وبصرها. كان نشوب الحرب بتلك الضراوة والشراسة، وقدرتها على الاستمرار لأعوام طويلة ما كان يمكنها لولا وجود ميليشيات قد أنشئت أصلاً؛ لأن لها دوراً يُنتظر أن تلعبـه.

وإثر الاعتداءات (الإسرائيلية) المتكررة على الفلسطينيين داخل الأراضي اللبنانية منحتهم الدولة حق الدفاع عن أنفسهم ضد الاعتداءات الخارجية عليهم بدلاً من أن تكون هي المسؤولة عن حماية كل من يقطن داخل حدودها سواء بالطرق السلمية أم بالقوة؛ فالدولة عادة ـ كل دولة ـ تقدم نفسها مركز استقطابٍ وحيد لممارسة العنف القانوني في المجتمع؛ فعنف الدولة له أساليبه ـ أي قانونيته ـ لكن الدولة اللبنانية بتركيبتها الضعيفة سلطوياً قد سمحت لنباتات (العنف اللاشرعي) ـ أي الخارج عن إطار الدولة ـ أن تنمو على جوانبها، ومهدت للاحتراب بين اللبنانيين عندما وقفت شاهد زور من استعداداتهم للحرب، وهي بتركيبتها الطائفية الحساسة لم تستطع التعامل مع القضية الفلسطينية كما تعاملت معها سائر الدول العربية، فمهّدت بذلك لحرب الآخرين على الأرض اللبنانية.

حتى الأحزاب التي تؤكد أنها غير طائفية من حيث المبدأ والغاية، وتلك التي ترفع شعار العلمنة والديموقراطية والمساواة لا تفلت من فخ الطائفية إلا قليلاً. والظاهرة البارزة التي نشأت في ظل الحرب هي تعدد الأحزاب والمنظمات والحركات بشكل لم يسبق له مثيل. واللافت للنظر أن إمعان الأحزاب والمنظمات في تحديد هويتها الطائفية ربما كان لاستقطاب أكبر عدد من (الأتباع) أو لإبراز(خصوصيتها).

وفي جميع الأحوال انخرطت تلك الأحزاب في لعبة الطائفية نفسها التي استخدمها الإقطاع السياسي لإحكام سيطرته وتثبيت مواقعه. أما الأحزاب العلمانية فإن كلاً منها قد اتخذ صبغة القطاع الطائفي (الكانتون) الذي يـوجد داخل حـدوده.

وحددت الأحزاب والميليشيات مناطق نفوذ لها، وأخذت تثبت مواقعها داخلها؛ واعتباراً من عام 1984م أخذت الخطوط الفاصلة بين مناطق النفوذ تتضح؛ ففي بيروت وضواحيها وفي جزء من جنوب لبنان هناك سيطرة لقوات أمل الشيعية وحلفائها، وفي ضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق البقاع والهرمل هناك سيطرة لقوات حزب الله الشيعية، وفي بيروت الشرقية وضواحيها وبعض مناطق الجبل هناك سيطرة للقوات اللبنانية المارونية على جزء منها، وسيطرة فئة من الجيش اللبناني على الجزء الآخر في عام 1990م، وفي الشوف سيطرة لقوات الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزية وحلفائها، وفي الشمال سيطرة لقوات المرَدة المارونية المعادية للقوات اللبنانية، وفي أقصى الجنوب هناك الحزام الأمني الذي صنعته (إسرائيل) بينها وبين جنوب لبنان، يسيطر عليه «جيش لبنان الجنوبي» المدعوم من قِبَلِ (إسرائيل).

فماذا بقي للدولة وسط هذه (البانوراما السلطوية) حتى تسيطر عليه؟



تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #4  
قديم 05-05-2002, 04:18 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

من جهة أخرى، شكلت الطائفية أفق الدولة اللبنانية الذي استوحت منه تصوراتها للمجتمع والكون ونمط الوجود، وللتنظيم الاجتماعي، والتوزيع البيروقراطي، كي تجند لا جيشاً عقلانياً عسكرياً واحداً وجيشاً مدنياً منظماً واحداً (من البيروقراطيين وموظفي الدولة) بل جيوشاً طائفية مرتهنة لجماعاتها المتنطعة والمتوجهة عقلياً وعاطفياً نحو الذات الطائفية المنغلقة.

ثم بدأ طرح إلغاء الطائفية السياسية؛ لأنها سبب البلاء، ولأنها تمنع الانصهار الوطني، وتحقيق المواطنة الحقة. والمطالبون بإلغاء الطائفية السياسية أغلبهم في مواقع طائفية بعضها شديد العصبية؛ فالأحزاب المطالبة بإلغاء الطائفية أحزاب طائفية بتركيبتها، وبدهي أن المطلب الصادر من موقع طائفي هو طائفي أياً كان التعبير اللفظي عنه، ومطلب إلغاء الطائفية يعني تحديداً: استبدال ديمقراطية عددية تعني سيطرة على الحكم والإدارة بحكم العدد أو بحكم ما يظن من غلبة عددية بالديمقراطية الإصلاحية المركبة المعقدة أساساً للعيش المشترك اللبناني(7).

لقد كان لبنان في خاتمة الأمر تركيباً مرقعاً من العشائر والعقائد والمجموعات العرقية التي تعيش في توازن قلق، وهذه حالة كان معترفاً بها من خلال التقاسم المعقد للمناصب العامة والامتيازات، مهما كانت صغيرة وثانوية، على أساس الهوية الطائفية. وكان من أعجب ملامح النظام اللبناني استمرار النفوذ السياسي لحفنة من الوجهاء مدة طويلة، والانقسامات الطائفية والسيطرة على الحياة الاقتصادية من قِبَلِ شبكة من الأسر والعوائل العاملة في التجارة والصيرفة والتي تهمها أرباحها أكثر من الصالح العام. وكانت الترتيبات سبيلاً لمحاباة الأقارب، ومقاومة الإصلاح، والمناورة والتلاعب من قِبَلِ قوى خارجية أي أن هذه الأوضاع كانت تولد بنفسها الخصوم والأعداء في لبنان الذي تصل فيه الحرية للجميع إلى حد التسيب؛ حيث تطبع أكثر من خمسين صحيفة يومية من بين عدد آخر لا يحصى من الدوريات، وراحت تنمو وتزدهر مجموعات ضغط صاخبة الأصوات من خارج البرلمان، وتستورد إلى البلد مختلف التيارات والمشاجرات السياسية السائدة في العالم العربي الفسيح، وأخذ الشيوعيون، والاشتراكيون، والبعثيون، والناصريون، والقوميون السوريون، والأجنحة والفئات والتكتلات المتفرعة منهم أو المنشقة عنهم، يشنون الحملات بعضهم ضد بعض وضد الجهاز السياسي الذي لم تمتد إليه يد الإصلاح في لبنان. إن مثل هذا المجتمع المجزأ قد جعل نفسه عرضة للاختراق والتلاعب والمناورات على يد وكلاء وعملاء من البلدان المحيطة به ومما هو أبعد منها. وفي هذا «المركز» للعالم العربي، حيث تتم المتاجرة والتبادل بالأموال، والأفكار والعقائد والسياسات، اشتد الصراع على النفوذ بين (إسرائيل) وجيرانها، بين سوريا وخصومها العرب، العراق ومصر، وبين بريطانيا وفرنسا، وبين فرنسا والولايات المتحدة، وبين الاتحاد السوفييتي والغرب، مما أدى إلى اضطراب المشهد السياسي المحلي وتعكيره(8).

ويصف أحد أبرز الرموز الشيعية في لبنان، وهو محمد حسين فضل الله الواقع اللبناني فيقول: «إن الموقف اللبناني بالغ التعقيد، والموقف السياسي في لبنان أكثر صعوبة من الموقف السياسي في أي بلد آخر، وذلك بسبب هذه التعددية الواسعة الموجودة بداخله، ويخلق هذا الموقف حواجز نفسية متعددة في لبنان إلى جانب حواجز طائفية. إن كل طائفة في لبنان تتصرف كأنها دولة مستقلة لها وجودها ومصالحها الخاصة بها، ولهذا فإن من الصعب أن يكون هناك تبادل حر للأفكار بين أفراد الطوائف المختلفة، ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تجميد لبنان، وسيستمر لبنان في الانهيار طالما أن لدينا نظاماً طائفياً»(9).

ولقد كانت الدول الغربية والجهات التي تقف خلف هذا التمزق ترمي بخلق هذا الواقع المرير في لبنان إلى أهداف أخرى أشد مرارة وأكثر خبثاً، لكي تحقق أهدافها التي تريدها. «إن لبنان يُعد لكـي يكون الحفرة التي يساق إليها العـرب جميعاً برجالهم أو أموالهم أو بخلافاتهم، إنها الحفرة التي يراد منها أن ينسى العرب ما قبلها، فالإنسان لا ينسى كارثة إلا بكارثة تتلوها يراد بها أن تكون دماراً يضحى فيها بلبنان، ولكن أيضاً لكي ينسى العرب فلسطين»(10).

هذا الواقع المأزوم والمَرَضِي مثَّل مرتعاً خصباً لأحلام كل طائفة في السيطرة ـ وفي لبنان خصوصاً ـ لا تمثل قوة الطائفة إلا بمددها الخارجي وتبعيتها الدينية والسياسية والمالية. ولعل ذكر صورة لأثر التدخل الخارجي في الشأن اللبناني يوضح بعضاً من تعقيد هذا الواقع وهو ما أدى إلى أحداث الفتنة المشهورة في لبنان بين 1858م ـ 1860م. «فما أن جاءت أواخر 1857م حتى أصبحت الحالة في لبنان في منتهى التعقيد. فقد جرّ طغيان مشايخ الدروز ووكلائهم في المناطق الجنوبية خلاف الدروز والنصارى إلى هاوية الأزمة. وهنا أيّد البريطانيون الدروز، فيما أيّد الفرنسيون النصارى. أمّا في المناطق الشمالية، فلم تكن الحالة أقل سوءاً؛ إذ وقف الفلاحون والإكليروس الماروني، يؤيدهم الفرنسيون والنمساويون وجهاً لوجه أمام الأسر الإقطاعية، تشد أزرها بريطانيا. وفي الوقت نفسه دعم الفرنسيون القائمقام بشير أحمد أبي اللمع وأنصاره من الحزب الأحمدي، فيما انتصر البريطانيون للعسّافيّين. أما العثمانيون، فسعوا إلى توسيع شقة الخلاف في قائمقامية النصارى، وهكذا أصبحت القضية اللبنانية من التشابك بحيث لم تقع حادثة في لبنان إلا كان لها صدى في عواصم أوروبا، وخصوصاً لندن وباريس، وفي ذلك قال أحد زعماء اللبنانيين آنذاك: لقد أصبحت أمورنا في هذه الأيام تابعة لإنجلترا وفرنسا، وإنه إذا ضرب أحدهم رفيقه تصير المسألة إنجليزية فرنسوية، وربما قامت إنجلترا وفرنسا من أجل فنجان قهوة يهرق على الأرض»(11).

واستمرت هذه الصورة إلى الوقت القريب وكان لها نفس الأثر السلبي على البلد بكامله. «فلبنان هو ضحية اللعبة السياسية القذرة للمعسكرين الشرقي والغربي. كل المنظمات الفاعلة على الساحة اللبنانية ارتبطت بإحدى الدول العربية، أو بإحدى القوى الخارجية، وكل هذه المجموعات والمنظمات تورطت بشكل عميق وكثيف في لبنان، وكافة التطورات التي جرت فيه»(12).

وكانت الطائفة الشيعية التي يمثلها «حزب الله» سياسياً وعسكرياً ـ موضوع حديثنا ـ من تلك الطوائف التي أرادت ـ أو بالأصح أريد منها ـ أن تحقق الحلم بتكوين دولة تقوم على تبني المذهب الجعفري الاثني عشري منهجاً ونظاماً؛ فلبنان أريد به أن يكون: إما دولة نصرانية عربية بميول غربية وسط تجمع مسلم ضخم، وإما دولة شيعية عربية بميول فارسية وسط تجمع سني ضخم كذلك. والدولة الأولى: النصرانية لعل لها حديثاً آخر، أما المراد الآخر فلا بد من الوقوف فيه أولاً على بعض المرتكزات؛ حتى تتضح الصورة من بداياتها وصولاً إلى منتهاها.

---------------------
(1)كمال الصليبي، تاريخ لبنان الحديث ، ص 28، دار النهار، بيروت، الطبعة السابعة، 1991م.
(2)حرب الألف عام في لبنان، جوناثان راندال، ص 10، ترجمة: فندي الشعار، دار المروج، 1984م.
(3)المصدر السابق، ص 6.
(4)المصدر السابق، ص 10
(5)رياض نجيب الريس، المسيحيون والعروبة، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، ص 27
(6)من المسلَّم به أن الوحدة الوطنية وغيرها من الشعارات والرايات التي ملأت العالم الإسلامي ضجيجاً، لم تفلح ـ ولن تفلح ـ في حل قضايا الأمة، لعدم انطلاقها من المنهج الإسلامي القويم.
(7)انظر: د. فاطمة بدوي، الحرب، المجتمع والمعرفة، الحرب الأهلية وتغير البنى الاجتماعية والعقلية في لبنان، ص 99 ـ 118، دار الطليعة، بيروت، ط 1/1994م. وانظر: د. محمود حسن عبد العزيز الصراف، الطائفية اللبنانية من النشأة حتى الأزمة، دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، 1987م، وانظر: هاني فارس، النزاعات الطائفية في تاريخ لبنان الحديث، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1980م وانظر: ألبير منصور، الانقلاب على الطائف، ص 51 ـ 57، دار الجديد، بيروت، ط/1/1993م.
(8)انظر: باتريك سيل، الأسد؛ صراع على الشرق الأوسط، 440 ـ 442، دار الساقي، لندن، الطبعة الثانية.
(9)محمد حسين فضل الله، قراءة في فكر زعيم ديني لبناني، حلقات: الإسلام والكونجرس الأمريكي، الحلقة/ 37، د. أحمد إبراهيم خضر، مجلة المجتمع، العدد: 954، ص 42.
(10)أحمد بهاء الدين، لبنان في حرب دولة لا تنتظر نصائح الملوك والرؤساء، جريدة الأهرام، 30/6/1978م.
(11)تاريخ لبنان الحديث/ 114
(12)أمل والشيعة، نضال من أجل كيان لبنان، أ.ر. نورثون، ترجمة: غسان الحاج عبد الله، دار بلال، الطبعة الأولى، 1408هـ ـ 1988م/ 139.

تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #5  
قديم 05-05-2002, 04:18 PM
المهند المسلول المهند المسلول غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 488
إفتراضي

لله درك

وجزاك عنا الف خير وليتك تنسخه في القسم السياسي
__________________
<center>

  #6  
قديم 05-05-2002, 04:23 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

لبنان وإيران .. قصة العلاقة
===============

تعد العلاقة بين لبنان وإيران علاقة متميزة على اختلاف مراحلها الزمنية، ووقفت إيران ـ غالباً مواقف حُمدت لها في لبنان، وكان وراء هذه العلاقة قصة يحسن أن نقف عليها لإدراك أبعادها.

حين استولى الصفويون على حكم إيران، في مطلع القرن السادس عشر، وجعلوا من التشيع الإمامي دين الدولة والأمة، وحصنوا إيران به بإزاء الفتح العثماني «التركي السني» كان التشيع يذوي ويتلاشى، سواء في مـدارس النجف أو في مدارس خراسان، فعمد الشاه إسماعيل إلى استقدام علماء من جبل عامل ـ جنوب لبنان ـ لتدريس الفقه الإمامي، فكان منهم: (بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد، 953هـ ـ 1031هـ ) الذي أصبح شيخ الإسلام في أصفهان في عهـد الشاه عباس الكبير، والمعروف بـالمحقق الكركي (علـي بن الحسين بن عبد العالي العاملي، ت 940هـ ـ 1533م) الذي قَدِم النجف ثم رحل إلى بلاد العجم لترويج المذهب، والسلطان حينئذ الشاه إسماعيل الصفوي الذي مكنه من إقامة الدين وترويج الأحكام، وكان يُرغِّب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ومراسم الإسلام، ويحثهم على ذلك بطريق الالتزام، وكان أن جعل في كل بلدة وقرية إماماً يصلي بالناس ويعلمهم شرائع الدين، وبالغ في ترويج مذهب الإمامية؛ بحيث لقبه بعضهم بمخترع مذهب الشيعة(1).

ومنطقة جبل عامل (أو عاملة) في قلب جنوب لبنان كانت أهم مرجعية شيعية في العالم بين القرنين الميلاديين الرابع عشر والسادس عشر، ومع بداية هذا التعاون مع الدولة الصفوية أُبيد الآلاف من السُنّة من العامة والعلماء؛ ففي تبريز ـ العاصمة ـ وحدها كان السُنّة فيها لا يقلون عن 65% من السكان، وقد قتل منهم في يوم واحد 40 ألف سني!! كما أُجبر الألوف على التحول القسري إلى مذهب الإمامية(2). كما كانت هناك مؤامرات عديدة وتعاون مع قوى غربية على إسقاط الدولة العثمانية، وهي من الأمور غير الخافية عبر التاريخ(3).

«وقد استهوت التجربة الصفوية الشيعية «المضطهدين» في العراق وجبل عامل ـ جنوب لبنان ـ والبحرين، وذهب العلماء بالخصوص ليدعموا تأسيس الدولة الشيعية الصفوية الوليدة»(4).

ونستطيع أن نتجاوز حقبة زمنية بعيدة حتى نصل إلى صورة قريبة تبين تلك العلاقة الحميمة والوطيدة التي يحاول نفر من الناس فصلها وتزييف الواقع ووقائعه.

فقد قيل لـ (حسن نصر الله)(*) الأمين العام لحزب الله إن دور حزبه لن ينتهي؛ لأنه حزب مستورد من الخارج، (سوريا أو إيران) فقال:«لنكن واضحين ونحكي الحقائق: الفكر الذي ينتمي إليه «حزب الله» هو الفكر الإسلامي، وهذا الفكر لم يأت من «موسكو» أيام الاشتراكية ولا من «لندن وباريس» ولا حتى من «واشنطن» في زمن الليبرالية، هو فكر الأمة التي ينتمي إليها لبنان، إذن نحن لم نستورد فكراً، وإذا كان من يقول: إن الفكر إيراني. أقول له: إن هذه مغالطة؛ لأن الفكر في إيران هو الفكر الإسلامي الذي أخذه المسلمون إلى إيران، وحتى هذا الفكر خاص بعلماء جبل (عامل). اللبنانيون هم الذين كان لهم التأثير الكبير في إيران على المستوى الحضاري والديني في القرون السابقة؛ أين هو الاستيراد؟ هذا الحزب كوادره وقياداته وشهداؤه لبنانيون»(5).

وفي إحدى الاحتفالات التأبينية التي تقام في لبنان قال إمام جمعة مسجد الإمام المهدي، الشيخ حسن طراد: «إن إيران ولبنان شعب واحد وبلد واحد، وكما قال أحد العلماء الأعلام: إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً»(6).

وفي مناسبة تأبينية أخرى قال الناطق باسم حزب الله ـ ذاك الوقت ـ إبراهيم الأمين: «نحن لا نقول: إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران»(7).

ويقول محمد حسين فضل الله المرشد الروحي لحزب الله: «إن علاقة قديمة مع قادة إيران الإسلامية بدأت قبل قيام الجمهورية الإسلامية، إنها علاقة صداقة وثقة متبادلة، ورأيي ينسجم مع الفكر الإيراني ويسير في نفس سياسته»(8).

وقد عين مرشد الثورة السيد علي خامنئي الشيخ محمد يزبك عضواً شورياً لحزب الله والمدرس بحوزة الإمام المنتظر ببعلبك، والسيد حسن نصر الله أمين عام الحزب، «وكيلين شرعيين» عنه في لبنان في الأمور الحسبية والوجوه الشرعية، فيستلمان عنه الحقوق ويصرفانها في مصالح المسلمين ويجريان المصالحات الشرعية، ويعينان الوكلاء من قِبَلِهِمَا(9).

ويقول حسن نصر الله: «إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب! وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا»(10).

«وفي وقت الاجتياح الإسرائيلي كادت الحرب تتسع وتطول سوريا وتصبح إقليمية؛ إذ أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا»(11).

«وإذا أقمت علاقة مع من يساندون الحق العربي أكون متهماً؟! فأنا أعتز بهذه التهمة ولا أتبرأ منها»(12).

ويُؤَمِّن على كلام أمين الحزب مساعد وزير الخارجية الإيرانيـة للشؤون العربية والإفريقية، د. محمد صدر، فيقول: إن السيد حسن نصر الله يتمتع بشعبية واسعة في إيران كما تربطنا به علاقات ممتازة(13).

وقد حذر علي خامنئي مرشد الثورة من إضعاف المقاومة الإسلامية وقال: إنه يجب التيقظ ومنع الأعداء من ذلك. إن شعلة المقاومة يجب أن لا تنطفئ؛ لأن أولئك الأبطال واجب على إيران مساعدتهم(14).

هذه العلاقة والرابطة المذهبية بين إيران وشيعة لبنان جرت على لبنان ويلات زادت من نار الحرب المستعرة في أرض غير مستقرة في الأساس، وكان لسعي الحركة الخمينية إلى تثبيت أقدامها في لبنان، الأثر البالغ على لبنان. يقول وضاح شرارة: «كما كان لبنان ساحة مهمة لعمل الحركة الخمينية، وكان على لبنان أن يصطلي بنار أرادت الحركة أن تستمر إلى أن تحقق أهدافها؛ فهذا إبراهيم السيد ـ الناطق السابق باسم حزب الله ـ يقول: إن الأساس في لبنان بالنسبة إلينا أن يبقى ساحة وموقعاً للصراع مع (إسرائيل)، إن مصلحة الإسلام أن يكون لبنان كذلك!!»(15).

«إن الأجهزة الإيرانية كافة، من حوزات قم إلى حرس الثورة، ومن الدعاة، إلى وزارة الداخلية، سهرت على الشأن اللبناني، وأعملت فيها رأيها وآلاتها»(16).

بيد أن هذا الوجود الإيراني كان يستلزم أن يبقى لبنان في حالة من الضعف المستمر، ومن اقتتال جماعاته وأحزابه، ودوام انقسامه السياسي الشديد مع عدم تمكين فئةٍ مَّا من السيطرة، وذلك كله لإكمال الأهداف والأعمال دون أن ينتبه أحد لما يراد بالبلد. كما يمثل لبنان أهمية تتجاوز الارتباط العقدي ومضافة إليه في الوقت ذاته، وهي أن لبنان يمثل منفذاً لإيران على دول المشرق العربي بمجمله للتأثير السلبي أو الإيجابي؛ فبدون لبنان ستبقى إيران معزولة عن تلك المنطقة، وهي منطقة جوهرية من الصعب تعويضها في مكان آخر. وهكذا يتبين الترابط المتكامل بين إيران الثورة وحزب الله وشيعة لبنان؛ فقد أصبحت إيران الأم الرؤوم والمحضن الدافئ والمرعى الخصيب والنموذج الذي يتطلع إليه عموم الشيعة؛ فهي القبلة الدينية والسياسية لهم.

------------------------------

(1)انظر: أحمد الكاتب، تطور الفكر السياسي الشيعي، ص 378 ـ 385، دار الجديد، بيروت، ط/1/1998م، وتاريخ جبل عامل، محمد جابر آل صفا،دار 1النهار، بيروت، ومحمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، دار التيار الجديد، ط/10/1409، ص 182 ـ 183، وانظر: تجربة الإسلام السياسي، أوليفيه روا، ترجمة نصير مروة، ص: 162، دار الساقي، ط/2/1996م.
(2)انظر: تاريخ الصفويين وحضارتهم، بديع جمعة ـ أحمد الخولي ، ص 55، دار الرائد العربي، وأحمد الكاتب، مصدر سابق، ص 378، و عبد الله الغريب، وجاء دور المجوس، ط/6/1408هـ.
(3) انظر: محمد العبدة، مئة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية، ص 77، 125، وانظر: د. وجيه كوثراني، المسألة الثقافية في لبنان، الخطاب السياسي والتاريخ، ص 83 ـ 88، منشورات بحسون الثقافية/ط/1/1404هـ.
(4)أحمد الكاتب، مصدر سابق، ص 379.
(*)حسن عبد الكريم نصر الله، من مواليد 21 أغسطس 1960م، في حي شرشبوك في محلة الكرانتينا ببيروت، متزوج ولديه 4 أولاد. تلقى دروسه الأولى في مدرسة النجاح الخاصة، والتكميلية والثانوية التربوية في سن الفيل، ثم انتقل مع بداية سني الحرب إلى البازورية في قضاء صور، وعين مسؤولاً عن حركة أمل في البلدة دون الانقطاع عن دروسه في ثانوية صور الرسمية. سافر إلى النجف في العراق عام 1976م لتحصيل العلم الديني الإمامي، فتعرف على عباس الموسوي، ونشأت بينهما علاقة وثيقة، وعاد إلى لبنان عام 1978م، وأكمـل علومه الدينية في مدرسة الإمام المنتظر في بعلبك، استأنف نشاطه في حركة أمل عام 1979م وعين مسؤولاً سياسياً عن إقليم البقاع وعضواً في المكتب السياسي عام 1982م، ثم ما لبث أن انفصل عن الحركة، وانضم إلى العمل مع حزب الله وعين مسؤولاً عن بيروت عام 1985م، ثم عضواً في القيادة المركزية وفي الهيئة التنفيذية للحزب عام 1987م، واختير أميناً عاماً على أثر اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992م مكملاً ولاية سلفه، ثم أعيد انتخابه مرتين (1993م و 1995م).
وردت هذه الترجمة لنصر الله في مقدمة حواره مع مجلة المشاهد السياسي، العدد 147، 3/1/1999م.
(5)مجلة المقاومة، العدد: (40)، ص 29، وهي مجلة شهرية تصدر في مصر، تعنى بشؤون حزب الله وأخباره، يصدرها د. (رفعت سيد أحمد) مركز يافا للدراسات والأبحاث.
(6)جريدة النهار اللبنانية/11/12/1986م.
(7)جريدة النهار/ 5/3/1987م.
(8)حلقات الإسلام والكونجرس، الحلقة /38، ص: 46 د. أحمد إبراهيم خضر، نشرت في مجلة المجتمع، العدد: (955)
(9)جريدة السفير اللبنانية، 18/5/1995م.
(10)مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15 ـ 16.
(11)مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.
(12)حواره مع مجلة المشاهد السياسي، العدد: 147/3/1/1999م.
(13)جريدة الشرق الأوسط، عدد: (7482) 9/2/1420هـ ـ 24/5/1999م.
(14)جريدة الحياة، العدد: (13252)، 6/3/1420هـ ـ 20/6/1999م.
(15)دولة حزب الله، ص 336.
(16)انظر: الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الطبعة الأولى، 1996م، 104



تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #7  
قديم 05-05-2002, 04:25 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

المنتظرون.. إلى متى؟

نتعرض هنا لقضية مهمة حول «التبديل» الكبير الذي حدث في عقيدة الشيعة الاثني عشرية ومنهجهم الذي حوَّلهم من طائفة على هامش التاريخ بفعل «نظرية الانتظار» بعد دخول محمد بـن حسن العسكري السرداب وغيابه ـ على حـد قولهم ـ إلى طائفة ثورية تريد تغيير العالم كله ومواجهة قوى الاستكبار في العالم وإنارته بالإسلام «الصحيح»، وتطهير الأرض من رجس يهود!! وقد كان لحزب الله نصيب وافر من هذه الشعارات الرنانة.

وتقوم نظرية «الانتظار والتَّقِيَّة» على تحريم الثورة والإمامة والجهاد وإقامة الحود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلاة الجمعة؛ فقد تأثر الفكر السياسي الشيعي تأثراً كبيراً بنظرية وجود الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري داخل السرداب، واتسم لقرون طويلة بالسلبية المطلقة؛ وذلك لأن هذه النظرية قد انبثقت من رحم النظرية الإمامية التي تحتم وجود إمام معصوم معيَّن مِنْ قِبَلِ الله!!، ولا تجيز للأمة أن تعيِّن إماماً أو تنتخبه؛ لأنه يجب أن يكون معصوماً، وهي لا تعرف المعصوم الذي ينحصر تعيينه من قِبَلِ الله؛ ولذلك اضطر الإماميون إلى افتراض الإمام الثاني عشر، بالرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية على وجوده.

وقد كان من الطبيعي أن يترتب على ذلك القول بانتظار الإمام الغائب، تحريم العمل السياسي، أو السعي لإقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة، وهذا ما حدث بالفعل؛ حيث أحجم النواب الخاصون بالإمام عن القيام بأي نشاط سياسي في فترة الغيبة الصغرى، ولم يفكروا بأية حركة ثورية، في الوقت الذي كان فيه الشيعة الزيدية والإسماعيلية يؤسسون دولاً في اليمن وشمالي إفريقيا وطبرستان(1).

لقد كانت نظرية انتظار الإمام الغائب بمعناها السلبي المطلق تشكل الوجه الآخر للإيمان بوجود الإمام المعصوم ولازمة من لوازمها؛ ولذلك فقد اتخذ المتكلمون الذين آمنوا بهذه النظرية موقفاً سلبياً من مسألة إقامة الدولة في عصر الغيبة، وأصروا على التمسك بموقف الانتظار حتى خروج المهدي الغائب.

وسنورد هنا روايات عديدة لأئمتهم على مر التاريخ، الذين يحرمون فيه العمل لإقامة دولة في ظل غياب الإمام، وكيف كان لهذه النظرية الأثر البالغ في وقف العمل المسلح، ولننظر إلى أي مدى استقرت هذه النظرية، ثم لنرى بعد ذلك ما أحدثوه من إهدار لكل هذا التاريخ العلمي، والتبديل لهذه النظرية «العقدية».

فقد نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أفضـل أعمال أمتي انتظار فـرج الله ـ عز وجل ـ» يعنون به خروج الغائب المنتظر، وجعلوا الانتظار أحب الأعمال إلى الله، و«المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان»(2).

وبالرغم من قيام الدولة البويهية الشيعية في القرن الرابع الهجري، وسيطرتها على مناطق واسعة من الدولة العباسية، فإن العلماء الإماميين ظلوا متمسكين بنظرية الانتظار وتحريم العمل السياسي، وقد قال محمد بن أبي زينب النعماني (توفي سنة 340 هـ) في كتـابه الغيبة: «إن أمر الوصية والإمامة بعهد من الله ـ تعالى ـ وباختياره، لا من خلقه ولا باختيارهم؛ فمن اختار غير مختار الله وخالف أمر الله ـ سبحانه ـ وَرَدَ موردَ الظالمين والمنافقين الحالِّين في ناره».

وقال في باب «ما أُمر الشيعة به من الصبر والكف والانتظار للفرج وترك الاستعجال بأمر الله وتدبيره» بعدما ذكر سبع عشرة رواية حول التَّقِيَّة والانتظار فـي عصـر الغيبة: «انظروا ـ يرحمكم الله ـ إلى هذا التأديب من الأئمة وإلى أمرهم ورسمهم في الصبر والكف والانتظار للفرج، وذكرهم هلاك المحاضير والمستعجلين، وكذب المتمنين، ووصفهم نجاة المسلمين، ومدحهم الصابرين الثابتين، وتشبيههم إياهم على الثبات بثبات الحصون على أوتادها، فتأدبوا، رحمكم الله، وامتثلوا أمرهم، وسلِّموا لهم ولا تتجاوزوا رسمهم، ولا تكونوا ممن أرداه الهوى والعجلة، ومال به الحرص عن الهدى والمحجة البيضاء».

وكان من تلك الروايات التي اعتمد عليها محمد بن أبي زينب النعماني في تنظيره لفكرة الانتظار، ما رواه عن أبي جعفر الباقر أنه قال: «الزم الأرض، لا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك، وإياك وشذاذ آل محمد؛ فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين معه عهد النبي ورايته وسلاحه.. فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك». «أوصيك بتقوى الله، وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء هؤلاء الناس، وإياك والخوارج منا؛ فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء». «انظروا إلى أهل بيت نبيكم؛ فإن لبدوا فالبدوا، وإن استصرخوكم فانصروهم تؤجروا، ولا تستَبِقوهم فتصرعكم البلية». «كل راية تُرفع قبل راية المهدي فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله». «كل بيعة قبل ظهور القائم فإنها بيعة كفر ونفاق وخديعة». «واللهِ لا يخرج أحدٌ منا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به»(3).

وجاء في كتاب بحـار الأنـوار عن المفضل بـن عمر ابن الصادق أنه قال: «يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعة كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع والمبايَع له»(4).

وكما أثَّرت قضية الإمامة والولاية فكذلك أَثَّرتْ نظرية «الانتظار» على موضوع حديثنا، العمل الثوري «الجهاد» فتعطل، وكان مُحرَّماً. وقد نتج عن الالتزام بنظرية الانتظار، وتفسير شرط الإمام المُجمَع عليه في وجوب الجهاد أنه الإمام المعصوم نتج عن ذلك أن تَعَطَّلَ الجهاد في عصر الغيبة. فقد اشترط الشيخ الطوسي في كتاب المبسوط ـ في وجوب الجهاد ـ اشترط ظهور الإمام العادل الذي لا يجوز لهم القتال إلا بأمره، ولا يسوغ لهم الجهاد دونه، أو حضور مَنْ نصَّبه الإمام للقيام بأمر المسلمين، وقال بعدم جواز مجاهدة العدو متى لم يكن الإمام ظاهراً، ولا مَنْ نصَّبه الإمام حاضراً، وقال: «إن الجهاد مع أئمة الجور أو من غير إمام خطأ يستحق فاعله به الإثم، وإن أصاب لم يؤجر وإن أصيب كان مأثوماً».

وقال: «إن المرابطة في سبيل الله فيها فضل كبير وثواب جزيل، غير أن الفضل فيها يكون في حال كون الإمام ظاهراً، ومتى لم يكن الإمام ظاهراً لم يكن فيه ذلك الفضل». واشترط الشيخ سعد الدين عبد العزيز بن نحرير بن براج الطرابليسي القاضي (400 ـ 481هـ) في كتابه المهذب في وجوب الجهاد أن يكون مأموراً به من قِبَلِ الإمام العادل أو مَن نصَّبه الإمام، وحرَّم الخروج إلى الجهاد في حالة عدم وجود الإمام أو نائبه الخاص، وقال: «إن الجهاد مع أئمة الكفر، ومع غير إمام أصلي، أو من نصبه قبيح يستحق فاعله العقاب، فإن أصاب كان مأثوماً ،وإن أُصيب لم يكن على ذلك أجر». وكذلك قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة في (الوسيلة إلى نيل الفضيلة): «إنما يجب الجهاد بثلاثة شروط: أحدها حضور إمام عدل، أو من نصبه الإمام للجهاد، ولا يجوز الجهاد بغير الإمام ولا مع أئمة الجور». وقال السيد حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، المعروف بأبي المكارم (511 ـ 585 هـ) في كتابه (الغنية): «الجهاد يجب بأمر الإمام العادل، به أو من ينصبه الإمام، أو من يقوم مقام ذلك من حصول خوف على الإسلام أو على النفس أو الأموال، ومتى اختل شرط من هذه الشروط سقط فرض الجهاد بلا خلاف أعلمه».

واعتبر ابن إدريس: «أن الجهاد مع الأئمة الجُوّار أو من غير إمام خطأ يستحق فاعله به الإثم، إن أصاب لم يؤجر وإن أُصيب كان مأثوماً»، وقال: «إن المرابطة فيها فضل كبير إذا كان هناك إمام عادل، ولا يجوز مجاهدة العدو من دون ظهور الإمام». وصرح يحيى بن سعيد في الجامع للشرائع بحرمة الجهاد من دون إذن إمام الأصل، و «أن وجوبه مشروط بحضور الإمام داعياً إليه أو من يأمره». وقسم العلاَّمة الحلِّيّ في تحرير الأحكام وتذكرة الفقهاء الجهاد إلى قسمين: الأول: الدعاء إلى الإسلام، والثاني: الدفاع عن المسلمين؛ واشترط في الأول إذن الإمام العادل أو من يأمره الإمام. واعتبر الحلي في تذكرة الفقهاء القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير. واشترط في كتاب (الألفين) أن يكون الرئيس المكلف بقيادة الجهاد معصوماً؛ لأن الجهاد فيه سفك الدماء وإتلاف الأموال، فلا بد من أن يتيقن صحة قوله. وتساءل باستغراب: «كيف يقاتل وغير المعصوم لا يحصل الوثوق بقوله فتنتفي فائدة التكليف؟!».

وقال المقداد السيوري في كنـز العرفان: «الجهاد المأمور به إنه هو الجهاد مع الإمام المعصوم، لا أي جهاد كان».

وبالرغم من قيام الدولة الشيعية الصفوية تحت رعاية المحقق الكركي الشيخ علي بن الحسين، فإنه رفض تعديل الحكم في عصر الغيبة، وحصر في كتاب (جامع المقاصد في شرح القواعد) وجوب الجهاد بشرط الإمام أو نائبه، وفسَّر المراد بالنائب بـ «نائبه المنصوص بخصوصه حال ظهور الإمام وتمكنه، لا مطلقاً». وأغفل الشيخ بهاء الدين العاملي بحث الجهاد في كتابه: (جوامع عباسي) وفسر سبيل الله في عصر الغيبة ببناء الجسور والمساجد والمدارس. وحصر السيد علي الطباطبائي في كتاب: (رياض المسائل في بيان الأحكام بالدلائل) وجوب الجهاد مع وجود الإمام العادل، وهو المعصوم أو من نصبه لذلك، أي النائب الخاص المنصوب للجهاد أو لما هو أعم. أما العام كالفقيه؛ فقال: «إنه لا يجوز له ولا معه الجهاد حال الغيبة بلا خوف أعلمه». وأكّد أن «النصوص متضافرة من طرقنا بل متواترة، منها: أن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، ومنها: لا غزو إلا مع إمام عادل، والجهاد واجب مع إمام عادل». وصرح الشيخ جعفر في كتاب: (كاشف الغطاء في كشف الغطاء) باشتراط حضور الإمام أو نائبه الخاص دون العام في وجوب الجهاد الذي يُراد به الجلب إلى الإسلام، واعتبر أن ذلك مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وبمن نصبوه بالخصوص دون العموم.

وذكر الشيخ محمد حسن النجفي (1266 هـ) في (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام)، نصوصاً كثيرة حول اشتراط وجود الإمام في وجوب الجهاد، وقال: إن مقتضاها كصريح الفتاوى في عدم مشروعية الجهاد مع الجائر وغيره، (العادل غير المعصوم). وفي كتاب: (المسالك) وغيره: عدم الاكتفاء بنائب الغيبة، فلا يجوز له توليه، ونفـى علم الخلاف فيه حاكياً له عن كتاب: (ظاهر المنتهى) و (صريح الغنية) وظاهرهما الإجماع، مضافاً إلى ما سمعته من النصوص المعتبرة وجود الإمام. وأكد النجفي عدم إذن الأئمة للفقهاء في زمن الغيبة بجهاد الدعوة المحتاج إلى سلطان وجيوش وأمراء، وادعى علم الأئمة بعدم الحاجة إليه وإلى بعض الأمور المشابهة في عصر الغيبة، وقصور اليد فيها عن ذلك. وربط بين إمكانية الجهاد في عصر الغيبة وبين ظهور دولة الحق، أي دولة الإمام المهدي الذي لم يختفِ إلا تحت وطأة الخوف.

تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #8  
قديم 05-05-2002, 04:27 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

ولم يتحدث السيد كاظم اليزدي (1919م) عن الجهاد في (العروة الوثقى)، وفسر سبيل الله الوارد في مصارف الزكاة بأنه جميع سبل الخير، كبناء القناطر، والمدارس، والخانات، والمساجد، وتعميرها وتخليص المؤمنين من يد الظالمين، ونحو ذلك من المصالح، كإصلاح ذات البين، ودفع وقوع الشرور والفتن بين المسلمين، وكذا إعانة الحُجَّاج والزائرين، وإكرام العلماء والمشتغلين، مع عدم تمكنهم من الحج والزيارة والاشتغال ونحوها من أموالهم. ولا يـذكـر أحدٌ من العلمـاء المعاصرين ـ كالكبايكاني والشاهرودي والخونساري والخوئي والقمي والشريعتمداري الذين يعلقون على العروة الوثقى ـ لا يذكرون شيئاً عن الجهاد أو تفسير كلمة سبيل الله به.

ومن هنا ـ وإذا استثنينا عدداً محدوداً جداً من الفقهاء الذين شككوا في تحريم الجهاد، وربطه بالإمام العادل المعصوم ـ يكاد يكون إجماع الفقهاء الإمامية عبر التاريخ ينعقد على تحريم الجهاد، بمعنى الدعوة للإسلام والقتال من أجل ذلك، وخاصة لدى العلماء الأوائل منهم(5).

وقد قال الخميني: «في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البدأة بالجهاد»(6).

فهكذا كانت هذه النظرية «العقدية» والسياسية عائقاً كبيراً أمام الشيعة الإمامية في الانطلاق إلى تحقيق عقيدة الثأر الكربلائية، والانتقام ممن قتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ وإن كان هذا الموقف ظاهرياً يُخفي خلفه أحلاماً توسعية فارسية(7)؛ فقد بدأ الانقلاب على البدعة ببدع أخرى؛ ولكنها هذه المرة تساعد على الخروج من هذه الشرنقة القاتلة التي وضعوا أنفسهم فيها بعد أن ضاقت عليهم بدعتهم وقال قائلهم: اللهم طال الانتظار، وشمت بنا الفجار، وصعب علينا الانتظار(8).

------------------------------
(1)انظر بيان بدول الشيعة وأحوالها: محمد جواد مغنية، مبحث دول الشيعة في كتابه: الشيعة في الميزان، ص 127 ـ174، دار التيار الجديد، ط /10/1409هـ.
(2)بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي ج/52/122، عن أصول مذهب الشيعة للقفاري ، ج2/860.
(3)أحمد الكاتب، تطور الفكر السياسي الشيعي، ص 271 ـ 272.
(4)المصدر السابق، ص 276، وراجع: د. موسى الموسوي، الشيعة والتصحيح، ص: 9 ـ 50، 61 ـ 65/ 1408هـ.
(5)انظر: أحمد الكاتب، مصدر سابق، ص 292 ـ 299، باختصار.
(6)تحرير الوسيلة للخميني، /ج/1/482.
(7)انظر: عبد المنعم شفيق، ويل للعرب «مغزى التقارب الإيراني مع الغرب والعرب»، ص: 108 ـ 131، مكتب الطيب، القاهرة، ط/1/1420هـ.
(8)انظر: د. ناصر عبد الله القفاري، أصول مذهب الشيعة، ج/2/847 ، 892 ـ 897، ط/1/1414هـ.

======================================
يوم غد انشاء الله ستكون الحلقة الثانية امل من الشيعه ان يزيلو الغمص من العيون وان يتفكرو بالله وقدراته ليس بحزب الات وقدراته الى الحلقة الثانية يوم غد انشاء الله في موقع جديد ....... khatm
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
__________________
khatm
  #9  
قديم 05-05-2002, 04:28 PM
نور العين نور العين غير متصل
علي و على أعدائي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2002
المشاركات: 797
إفتراضي

إقتباس:
(5)مجلة المقاومة، العدد: (40)، ص 29، وهي مجلة شهرية تصدر في مصر، تعنى بشؤون حزب الله وأخباره، يصدرها د. (رفعت سيد أحمد) مركز يافا للدراسات والأبحاث.
(6)جريدة النهار اللبنانية/11/12/1986م.
(7)جريدة النهار/ 5/3/1987م.
(8)حلقات الإسلام والكونجرس، الحلقة /38، ص: 46 د. أحمد إبراهيم خضر، نشرت في مجلة المجتمع، العدد: (955)
(9)جريدة السفير اللبنانية، 18/5/1995م.
(10)مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15 ـ 16.
(11)مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.
(12)حواره مع مجلة المشاهد السياسي، العدد: 147/3/1/1999م.
(13)جريدة الشرق الأوسط، عدد: (7482) 9/2/1420هـ ـ 24/5/1999م.
(14)جريدة الحياة، العدد: (13252)، 6/3/1420هـ ـ 20/6/1999م.
(15)دولة حزب الله، ص 336.
(16)انظر: الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الطبعة الأولى، 1996م،


هل اصبح كلام الجرائد و المجلات قرآنكم الذي تستشهدون به؟؟؟
__________________
دنيا مليــــــانة عجايب...
  #10  
قديم 05-05-2002, 04:47 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

تمنيت بان انتضر ليوم غد حتي الحلقة الثانية ولكن اضطريت ان اقول

ان الشيعه : كانو لا يسمعون ولا يرون

واليوم هم لا يقرإون

نور العيون من الغباء الاجابة قبل القرائة اقرئي اولا ثم عقبي

ان المجلات والجرائد كلها ( شيعية _ شيعيه ) الا تفقهون لا تكونو كمن قال فيهم رب العزة والجلاله ( كلحمار يحمل اسفارا ) صدق الله العضيم

كان الاستشهاد بها ( برهان عليكم انتم الشيعه ) صح النوم ؟؟؟؟


الى الحلقة الثانية وبدون مجلات ولا جرايد ونشوف مين يفهم ويفقه

الله يهديك

khatm
__________________
khatm
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م