مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-04-2004, 02:19 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي نبذة عن حياة عز الدين القسام

http://www.odabasham.org/odaba/ta-odaba-qassam.htm
عز الدّين القسام
للأستاذ محمد سعيد الطنطاوي

1300-1354 هـ-1882-1935م
محمد عز الدين ابن عبد القادر القسام، من أسرة كريمة في جبلة-من مدن اللاذقية، على الساحل-.
ولد في مطلع القرن الرابع عشر –سنة 1300
وتلقى علومه الأولى في بلده، ثم ذهب إلى الأزهر، فأتم علومه فيه، ثم قدم منه سنة 1327 -1909- بصحبة الأستاذ عز الدين التنوخي، فأقام قليلاً في جبلة، ثم ذهب إلى تركيا يعظ هناك ويرشد ويوجه إلى الخير، مدة سنة، عاد بعدها إلى جبلة، ليقوم بنهضة تعليمية فيها واسعة، شملت الصغار والكبار، فكان في النهار يعلم الغلمان، ويقوم بالليل بتعليم الرجال، وكان والده شيخ طريقة صوفية، له مكتب يعلم الأولاد فيه تعليماً صوفياً يقتصر فيه على الأذكار وطرق الصوفية ومناقب المتصوفة وأخبارهم. فجدد الشيخ عز الدّين في طرق التعليم وأخذ يعلم القرآن والتفسير والفقه وما إلى ذلك من العلوم، وفي نفس الوقت أخذ يربي النفوس على تفهم الإسلام، والعمل به وإقامة الحياة على أسسه.
وكان يدعو الناس وقلبه من وراء لسانه، وسيرته تؤيد دعوته، وإخلاصه يظهر في مقاله فاستجاب لدعوته الناس، وصلحت الأحوال، وكانت قبل مجيئه بالغة السوء وحصل من الإقبال على الطاعة، والتزام حدود الإسلام، ما كانت النساء معه يخرجن يوم الجمعة إلى السوق دون حجاب، لا يصادفن من الرجال أحداً، يذهب الجميع إلى المساجد حتى القائمقام وحتى الحراس، إلا حارساً واحداً للمساجين.
ولما قام الطليان بغزوهم الغادر لطرابلس الغرب، ووقف المجاهدون العزل أمامهم، يصمدون بإيمانهم للموت لا يفرون ولا يهابون، أخذ الشيخ عز الدين يجمع التبرعات للمجاهدين يثير في الناس عواطف الخير، ويحرك فيهم نوازع الإيمان، حتى اجتمع من التبرعات قدر ليس باليسير وانهال الناس على تقديم ما يستطيعون، وقدم الكثيرون،الكثير من أثاث بيوتهم وتقدمت الكثيرات من النساء بحليهن للمجاهدين.
وأراد القائمقام –ويسمى حمدي الجلاد- أن يكون هو المشرف على جمع التبرعات، فثار الناس وأبوا ذلك عليه، فكان أن اضطغنها على الشيخ وسعى به إلى الأتراك، يزعم لهم أنه يحرض الناس على الثورة عليهم، وكان الأتراك وقتذاك يجلون الإسلام، ويسيرون على هديه فأرسلوا محققاً إلى جبلة وبحث المحقق في الأمر، وحضر دروس الشيخ، فتبين له حقيقة الفرية، وإنها وشاية كاذبة وأن الشيخ إنما يحث على الجهاد ويدعو إلى الوحدة الإسلامية وكان أن أقالوا القائمقام.
ولم يكتف الشيخ، ورأى أنه لم يؤد حق إخوانه المجاهدين عليه، حين يقدمون هناك صدورهم لرصاص الكفرة المغيرين فيكتفون بتقديم بعض المال إليهم، كما يساعدون شعباً غريباً عنهم، وكأنهم ليسوا أمة واحدة يجمعهم دين واحد، وتذكر أنه إذا توغل الكفار في أرض المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم فيها.. فقام يحث الناس على التطوع ويدعوهم إلى الجهاد، حتى اجتمع له من هذه البلدة الصغيرة، عدد من المتطوعين كبير، وذلك لما لمسوا فيه من الصدق والإخلاص فانتقى الشيخ من أقويائهم ومن المدربين على السلاح بينهم مئتين وخمسين من الشباب، ولم يهمل الشيخ عيال هؤلاء المجاهدين، فألف لجنة تتولى الإنفاق عليهم في غيابهم، بحيث يصيب الفرد الواحد من عيال المجاهدين ثلاثة (مجيديات) في كل شهر، وذهب المجاهدون إلى اسكندرون ليبحروا من هناك فلبثوا فيها أربعين يوماً، ولم يتمكنوا من السفر، مما أثار سخط الشيخ الذي كان يتحرق شوقاً إلى الجهاد، وزاد في غضبه أن أمرتهم الحكومة أخيراً بالعودة إلى جبلة، فأنشأ بأموال التبرعات مدرسة لتعليم الأميين في النهار.
وكان الشيخ لا يترك فرصة لجهاد أعداء الإسلام إلا انتهزها فلما قامت الحرب العامة، ساهم فيها، وبقي يجاهد فيما يستطيع من الميادين إلى نهاية الحرب.
وما لبث الفرنسيون عقب الحرب أن دفعتهم الصليبية الغربية، والطمع الأوروبي، إلى غزو سوريا، فثار الشيخ، وألف عصبة من المجاهدين بقيت تقاوم الفرنسيين في منطقة صهيون وتحاربهم وتنزل بهم الخسائر إلى أن وقعت دمشق بأيدي الفرنسيين وانقطعت عنه إمدادات الذخيرة، فالتجأ قسم من المجاهدين إلى تركيا، وانسلّ الشيخ مع الباقين إلى فلسطين، وذلك سنة 1339هـ-1921م-.
وتابع الشيخ هناك جهاده الذي نذر له حياته، في الميادين الثلاثة: فأخذ أولاً الناس في حيفا، حيث عُيِّنَ خطيباً فيها، يحث الناس على الجهاد، ويحضّهم على الاستعداد، ويثير فيهم الحمية والحماس، وإلى جانب ذلك أخذ يدرّس في مدرسة أهلية ليطبع الجيل الجديد بطابع الجهاد، وينشئهم على خلائق الإسلام، ويعلق قلوبهم بالأمجاد والفضائل والتوق إلى الجنة، ولو عن طريق الموت:
يا شباب الله هيـا نحيِ مجد المسلمينَ
نجرع الموت شهياً أو نُرى في الظافرينَ
وينفخ فيهم روح الأنفة من الذل، والاستكانة تحت نعال الأعداء مقابل حفنة من حطام هذه الدنيا وسفسافها:
الموت ، والحرية الشـ ـماء، والشرف المكين
هـي خـير ما نحيا له وهـي الغنى للمؤمنين
أما المفضَّض والمذهَّـ ـب والمفوَّف والنضيد
فلـقد تـركناهـا لعبّـ ـاد الحُـطَام وللعبيـد
ولم يغفل الميدان الثالث، فمع أنه يدرك أن النصر ليس بالجيوش والأسلحة والحلفاء، ويؤمن أنه فقط من عند الله العزيز الحكيم، إلا أنه كان يعلم أيضاً أن الله عز وجل أمر بالاستعداد والتهيؤ والتماس الأسباب، فألف جمعية خاصة لجمع المال وشراء السلاح والتدرب على القتال، وأخذ يذهب إلى القرى يحثهم على التدرب والاستعداد، ويحضهم على شراء السلاح.
وكان قد أتى معه من جبلة ستة من إخوانه، فكانوا يسكنون في بيت واحد، يعملون هم في البحر كعمال، ويعمل هو في وظيفته، حتى إذا أتمها سبقهم إلى البيت فهيأ لهم الطعام وقام بما يحتاجون إليه.
وكان إلى هذه الغيرية وهذا الاهتمام بإخوانه، لا يكاد يهتم بحظوظ نفسه، ولا يفكر بطعام لنفسه أو ثياب أو راحة ويرى ذلك أحقر وأتفه من أن يشغل نصيباً من اهتمامه.. فكان في حياته على درجة من البساطة، حتى لقد بقي سنة ونصفاً ينام إذ ينام على حصيرة، ويجعل ما يجد من ملابسه تحت رأسه حتى أتاه أحدهم بفراش.
وكانت زوجته وبناته مازلن في جبلة، محظوراً عليهنَّ الخروج من سوريا. فالتقى الشيخ عز الدين بشيخ مغربي –اسمه مجد العلمي، كان قد هاجر إلى المدينة حين احتلال الفرنسيين للمغرب، ثم خرج بعدها إلى فلسطين –عرض عليه أن يكلف بعض أصدقائه في الجيش المغربي –التابع للفرنسيين –بالوساطة لدى الفرنسيين ليسمحوا لعائلته بالخروج. فرفض الشيخ عز الدين ذلك، متكلاً على الله، رافضاً الاستعانة بالكفار. فسُرَّ الشيخ المغربي منه وقال له:
- إنهم سيأتون إن شاء الله.
- فأتوا بعد مضي خمسة أيام من ذلك.
وكان وإخوانه جميعاً يسكنون مع عيالهم داراً واحدة ويأكلون معاً، بحيث تطبخ كل يوم إحدى النساء للجميع، وكانت تقدم إليه جميع النقود التي يحصل عليها إخوانه فيضمها إلى الوارد الكبير الذي كان يأتيه من التعليم وعقد الأنكحة والوظيفة، فلا يستنفدها في البلاليع الكبيرة لهذه المدنيّة الغربية القذرة رغم أنه لم يكن في بيته أريكة حتى ولا بساط، وإنما كان ينفق اليسير منها عليهم ويشتري بالباقي أسلحة للجهاد، وهذا كان دأبه منذ القديم، حتى إنه لما كان في جبلة، كلف أحد إخوانه أثناء قتاله للإفرنسيين، أن يبيع له داره، فاشترى بثمنها أربعاً وعشرين بندقية.
وكان كثير العبادة، يحرص على صلاة الجماعة، والقيام قبل الفجر للتهجد، والأذكار بعد الصلاة، والصيام.. وكذلك كان أكثر إخوانه عبادة. وبجده وأدبه أصبح إخوانه متعلمين واعين، بعد أن كان أكثرهم أميين.
وكان عندما يزور المزارعين يساعدهم في السقي وحمل الماء والحراثة كما كان يَنْهَى في خطبه ودروسه رجال القرى عن تشغيل نسائهم بالفلاحة وجلب الحطب.
وطلبت إليه الحكومة تعليم الموظفين العرب، اللغة العربية في الليل.. فرأى أحدهم مرة ثملاً، فصفعه على وجهه وطرده، ورفض التعليم إلا بشرط أن يوافق على كل موظف، وألا يدخن أحد أثناء الدرس.
وكانت طريقته قادرية، ولكنه لم يكن يسير فيها مغمض العينين بل يأخذ منها الخيّر المفيد مما وافق الكتاب والسنة، ويترك ما رابه منها، ولم يكن يدعو أحداً إلى طريقته، بل كان يحارب البدع ويدعو إلى تركها، وقد أبطل كثيراً مما كان يُصنع على المآذن وفي المساجد من بدع، مما أثار عليه بعض الجهال والمسترزقين بالبدع، فكادوا له حتى عُزل عن الخطابة، ولكنهم خُذلوا، فأعيد الشيخ رغم أنوفهم، وجربوا سهماً آخر، حين صعد أحد الخطباء مدفوعاً منهم، ولكن الناس أنزلوه، وصعد الشيخ..
وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم، فقد طلب منه عندما مات عباس البهاء –وهو كغلام أحمد القادياني رأس فرقة من فرق الضلال التي تتمسح بالإسلام – أن يؤبِّنَه، فرفض فطلبوا إليه أن يخرج على الأقل، فأبى، وخطب منكراً على كل من مشى في جنازته أو حمده. وعند إقامة نصب (عمود فيصل) الذي أقامته الحكومة الإنكليزية رفض الحضور أو إلقاء كلمة.
وقامت سنة 1347 هـ ثورة، خُشي معها أن يهجم اليهود يوم الجمعة على الجوامع، فطلب أحد المشايخ من الإنكليز حراسة المساجد، فأرسلوا الجنود لذلك، فغضب الشيخ، وخطب بأن المسلمين لا يجوز أن يحفظهم عدوهم الكافر من عدو آخر والواجب أن يحفظوا هم أنفسهم، فحدثت ضجة وطلبه الإنكليز فحققوا معه، فأضربت البلد مما اضطرهم إلى إخلاء سبيله.
وتابع الشيخ عمله في الاستعداد حسب خطة محكمة للقيام بحركة للجهاد واسعة، وكانت له قدرة عظيمة على بث دعوته واستمالة الناس إليه بإيمانه الصادق، فكثر أتباعه في شمال فلسطين عامة وفي حيفا خاصة، وكان يذهب إلى كل بلد وفد يقيم في بعض البلدان أياماً، يتعرف إلى الذين لديهم الاستعداد للثورة، فينظمهم، ويجعلهم يشترون للفقراء منهم البنادق التي يحتاجونها، ويعين لكل فئة منهم رئيساً ليتلقى التعليمات والوقت الذي تحدث فيه الثورة، فقد كان في نيته أن تقوم الثورة في كل أنحاء فلسطين بآن واحد.
وعندما رأى –سنة 1354- أنَّ وقت الثورة قد حان، ترك الوظيفة، وخطب في مسجد حيفا خطبة مشهورة، دعا فيها إلى الخروج للقتال، واندفع على إثرها إلى الجهاد مع إخوانه، وكانت لهم مواقف رائعة، وكان مما قاموا به أن قتلوا حاكم لواء الناصرة وبعض كبار قواد الإنكليز وكانوا خلال ذلك يتدربون على القتال، ويحثُّون الناس على الاستعداد وحمل السلاح.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م