منذ سقوط بغداد بدأ المجتمع الدولي بمطالبة قوات الاحتلال (الحلفاء) باعتماد مقاييس معاهدة جنيف في مـمارسة الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق لا سيما دول الخليج التي طالبت منذ سبعة أشهر في البيان الختامي للمؤتمر التشاوري الرابع لوزراء داخلية دول مـجلس التعاون الخليجي بتطبيق معاهدة جنيف في العراق فيما كان البحث عن صدام حسين على أشده.
وفيما تستمر الممارسات الأميركية بمخالفة القانون الدولي في التعرض للمدنيين العراقيين فاجأ البنتاغون قوى المعارضة العراقية بإعلان صدام حسين "أسير حرب" في عملية عمدت إلى تحديد سقف لمـحاكمته وفتح أبواب جديدة للضغط على القوى المتمثلة في مجلس الحكم الانتقالي ليقدم على منح تنازلات أكبر للولايات المتحدة في إدارة النفط العراقي.
ومـما لا شك فيه ان هذا الاعلان أعطى الرئيس العراقي ضمانات في تدويل مـحاكمته أو على الأقل في تدويل الدستور الذي سترتكز عليه هذه الـمحكمة في اصدار احكامها، الأمر الذي من شأنه أن يسبب مشاكل خطيرة للقوى المتعاملة مع الاحتلال، لا سيما داخليا بين قياداتها وقواعدها الشعبية، مما حدا برئيس اللجنة القضائية في مـجلس الحكم الانتقالي إلى إظهار امتعاضه من القرار الأميركي الذي اتخذه البنتاغون من دون التشاور مع المـجلس.
ويرجع الخبراء القرار الأميركي إلى عاملين مهمين أولهما الـمحافظة على صدام حسين كـ "فزاعة" جاهزة وتحت الطلب دائما في مواجهة أطماع المعارضة السابقة المتمثلة في مـجلس الحكم الانتقالي وضد أية مـحاولات عربية للمساهمة في إدارة قطاع النفط (الكويت السعودية قطر الإمارات)، والرأي الثاني يقول أن ثـمة صفقة سرية بين جورج بوش وصدام حسين تتمثل في قنبلة دعائية ستنفجر قبيل الانتخابات الاميركية ليستعين بها جورج دبليو في الوصول مرة أخرى إلى سدة الرئاسة الاميركية، الأمر الذي حدا بـ "مارك كيميت نائب قائد قوات الاحتلال الأميركي" ما تردد عن وجود صفقة بين القوات الأميركية وصدام حسين كانت وراء تغيير وضعه إلى أسير حرب.
يذكر ان مـحاكمة جنرالات الحرب النازيين الألمانيين تـمت داخل ألمانيا ولكن بقضاة من دول عديدة ومختلفة وفي مـحاكم ترجع خلفيتها الدستورية إلى القوانين الدولية التي لم تكن آنذاك تـحرّم قانون الإعدام بـخلاف ما تقوم عليه القوانين الدولية اليوم، ويومها أعطي "أدولف هتلر" صفة مـجرم حرب.
آخر ما ينبغي تسجيله للملاحظة في هذا الـمجال أن القرار الأميركي صدر في ظرف تتصاعد فيه أعمال المقاومة العراقية من جهة ومن الأخرى تصريحات الحاكم الأميركي على العراق بتقسيم العراق إلى (كانتونات) فيدرالية يقال بأنها لن تكون عرقية!!.
__________________
[HR]
يا رسول الله
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ورؤيتكم أيا تاج الجمالِ = أحبُّ إليَّ من أهلٍ ومالِ
تأصّلَ حبّكم في القلبِ حتى = تعلَّقَ فيكمُ فكري وبالي
نقيبُ القلبِ لذتُ اليوم فيكم = فيحلو في محبتكم مقالي
وحالي ضاربٌ بالشوقِ صبٌّ = متى النظراتُ تسعفُ ما بحالي
[/poet]
[HR]
}{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}{
|