مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-01-2007, 08:13 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي خطبة الجمعة للعلامة السيد محمد حسين فضل الله في بيروت




بيروت:26 -01- 2007 م الموافق 07 محرّم 1428 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

المنهج الإسلامي في حلّ النـزاعات والخلافات:
الدعوة بالحكمة والموعظة والجدال بالّتي هي أحسن...



ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:





يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(النحل/125)، ويقول تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصلت/34-35).

الدّعوة إلى الله بالحكمة: يبيِّن الله تعالى في هذه الآيات منهج الدعوة والجدال بين الناس فيما يختلفون فيه، وكيف يعالجون المشاكل التي قد تحدث بينهم، والنتائج التي ينبغي أن يستهدفوها من خلال أسلوبهم في مواجهة هذه المشاكل.

في المجال الأول، في قضية الدعوة، يقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، فعندما تريد أن تدعو إلى طريق الله لتدفع الناس إلى الإيمان به، والالتزام بالإسلام، والسير على خطِّه المستقيم، فإنّ عليك أن تكون حكيماً في الدعوة. والحكمة هي أن تضع الشيء في موضعه؛ أن تدرس عقليات الناس، لأن لكل إنسان ذهنيته فيما يمكن لك أن تخاطبه وتقنعه، فبعض الناس قد يحتاج إلى الطريقة العقلية العلمية لأنه صاحب علم وعقل، وبعضهم قد يملك إحساساً وشعوراً وعاطفةً، فعليك أن تخاطبه بالأسلوب العاطفي الذي يفتح شعوره ويحرك إحساسه.

دراسة الواقع قبل الدّعوة

لا بد لك من أن تدرس المناخ الذي تحرِّك فيه الدعوة، فربما يكون المناخ غير ملائم، لأنّه هناك عصبية في المجتمع لا يتحمّل معها أن تثير رأياً غير الرأي الذي يأخذ به، أو أن تدعو إلى دين غير الدين الذي يؤمن به، وهذا ما لاحظناه مثلاً فيما أثير أخيراً من قِبَل بعض العلماء المسلمين في بعض المؤتمرات، من التحدّث بشكل سلبي مثير، عن أن الشيعة يعملون بأساليبهم وضغوطهم على إدخال السنّة في التشيّع، وهو ما تحدَّث به بعض العلماء في مصر وقطر والسعودية وما إلى ذلك، والواقع أن القضية لا أساس لها.

نحن نقول إنّ من حقِّ كلِّ صاحب فكر أن يدعو الآخرين إلى فكره، ونحن لم نناقش في وقت من الأوقات أن بعض السنّة يحاولون دعوة الشيعة إلى التسنُّن، لكن هذا الأمر أُثير لكي يخلق حساسيةً حادّة ضد الشيعة في العالم الإسلاميّ السنيّ، وخصوصاً في ظلِّ الأجواء التي تُثار بينهما، سواء في العراق، أو فيما زحف إلينا في لبنان، فما يعملون له هو محاولة إيجاد عناصر من الإثارة.

وفي الواقع، ليس عندنا فريق يخطِّط لذلك، قد يحاول شيعي أن يقنع سنياً بالتشيّع، والعكس كذلك، ولكن يبقى ذلك على مستوى فردي، وقد أُثير في لبنان سابقاً وفي غيره، أن المسلمين يدعون إلى الإسلام في المناطق المسيحية، ويريدون أن يؤسلموا المسيحيين، وثارت الثائرة في هذا المجال، مع أنّنا نعرف أنّ التبشير المسيحي يشمل العالم، من دون أن يثير المسلمون أي حالة حادة في هذا المجال.

لذلك، لا بدَّ للداعية من أن يدرس المناخ الّذي يريد الدّعوة فيه، حتى لا يحاول الآخرون إثارة مشاكل تعطّل حركة الدعوة من الأساس، ولا بد أيضاً من أن يدرس الواقع الاجتماعي هنا وهناك: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ـ والموعظة تمثِّل الخطَّ في الأسلوب والمضمون الذي يدخل إلى القلب والإحساس، بحيث ينفتح القلب لها ـ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ـ أما إذا حصل جدال بين الناس، سواء كان الجدال دينياً أو سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً، فإن الله يريد لنا أن يكون جدالنا بأفضل الأساليب، فلا نلجأ إلى السباب واللعن والإثارة، وإنما نخاطب الآخر الذي ندخل معه في جدال ديني أو مذهبي أو سياسي بطريقة نوحي له بأننا نحترم فكره كما ندعوه إلى أن يحترم فكرنا، أما إذا تحرك الجدال بالأساليب السلبية، فإنه لن يؤدِّي إلى نتيجة ـ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(النحل/125).

وقد ركّز الله تعالى على الجدال مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى بالتي هي أحسن، قال تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ـ فليكن الجدال علمياً حضارياً إنسانياً لا يشعر فيه الآخر أنك تحتقره، بل عليك أن تقابل الفكر بالفكر، والنظرية بالنظرية بطريقة علمية ـ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ـ لأن الظالمين لا يأخذون بأسباب الحوار، وإنما يفرضون قوّتهم عليك ـ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(العنكبوت/46). ركّزوا على نقاط اللّقاء، وابدأوا الحوار على هذا الأساس.

العنف يعقِّد الأمور:

أما على مستوى الخلاف بين المسلمين، كما يختلف السنّة والشيعة في بعض القضايا التاريخية أو الفقهية أو الاختلاف في النظرة إلى الخلافة، فإن الله تعالى يؤكِّد الرجوع إلى كتاب الله وسنّة نبيّه(ص): {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ ـ ارجعوا إلى كتاب الله، وهو الفصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ وَالرَّسُولِ}(النساء/59).

أما على مستوى حلّ المشاكل، فإن الله تعالى يقول: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ ـ وهي الأسلوب السلمي ـ وَلا السَّيِّئَةُ ـ وهي الأسلوب العنيف ـ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ـ إذا واجهتك مشكلة، فادرس ما هي أفضل السبل للوصول إلى نتيجة إيجابية مع الإنسان الذي تختلف معه ـ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ـ حاول أن تتبع الأسلوب الذي يحوّل أعداءك إلى أصدقاء، ولكن هذه المسألة تحتاج إلى وعي وصبر ـ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصلت/34-35). وقد ورد في حديث رسول الله(ص) في نبذ العنف في الكلام، أنّه قال لزوجته أم المؤمنين عائشة: «يا عائشة، إن الفحش لو كان ممثّلاً لكان مثال سَوء، إنَّ الرفق لم يوضع على شيء قطّ إلا زانه، ولم يُرفَع عنه قطّ إلا شانه». وقد كانت أخلاق رسول الله(ص) تنطلق بهذا الخط، والله تعالى يحدّثنا عنه(ص) فيقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران/159).

هذا هو الأسلوب الإسلامي الذي لا بدّ من أن نأخذ به في كلّ ما نختلف فيه، ولا سيّما إذا كان الذي نختلف حوله رأياً سياسياً هنا، أو رأياً سياسيّاً هناك، مما يمكن أن يتحاور فيه الفريقان ليقنع كل واحد منهما الآخر في المعطيات التي يقدّمها إليه، لأن الرأي السياسي لا يمثل أي قداسة حتى يدخل الإنسان في مسألة القداسة التي قد يرى أن الآخر يحطمها ولا يحترمها؛ الرأي السياسي هو رأي شخصي، إما أن يصير إليه الإنسان باجتهاده الفكري، وإما أن يصير إليه من خلال تقليده لزعاماته هنا أو لحزبياته هناك.

لذا، لا بدّ لنا، في خلافاتنا الفكريّة، من اتّباع الأسلوب الأحسن، لأنّ العنف لن يحلّ مشاكلنا، وقد لاحظنا أنّ الأزمة الّتي يعيشها البلد، قد دفعت الكثيرين من هنا وهناك إلى استعمال كل أساليب العنف ضد الإنسان الآخر، ولكنّ هذا العنف، مهما بلغت شدته، لن يوصل أي طرف إلى القناعة برأي الطرف الآخر، فلو فرضنا أن التابعين لهذا الفريق السياسي استعملوا العنف وأطلقوا الرصاص واستعملوا العصيّ ضدّ الآخرين، فهل يستطيعون أن يقنعوا الطرف الآخر برأيهم؟ إنهم سيزيدونه تعصباً، وهكذا الطرف الآخر، فالعنف لا يحلّ مشكلة، ولا سيما إذا كان العنف في وطن واحد ودين واحد، فنحن مسلمون، ولا يجوز لمسلم أن يقتل مسلماً أو أن يجرحه أو أن يعتدي عليه في دمه وماله وعرضه، ولا يجوز لمسلم أن يلعن مسلماً أو أن يشتمه.

ولذلك فإننا نعتبر أن ما حدث بالأمس يدل على أن الذين قاموا بما قاموا به من العنف ضد الآخرين بمبادرة منهم، هم أناس لم يأخذوا بأسباب الإسلام، ولا يفهمون الإسلام، ولا يلتزمون بأخلاقيته ومناقبيته، حتى ولو صاموا وصلّوا، فقيمة الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والاعتداء على الآخر منكر.

لذلك نحن نقول للمسلمين جميعاً، ولا سيما أن هناك من خارج الواقع الإسلامي من يوسوس لهم ويثيرهم ويريد لهم أن يعيشوا في فتنة مذهبية لا تنطلق من خلال الحوار فيما تختلف فيه المذاهب، بل تنطلق من خلال العنف والعداوة والبغضاء، نقول لهم إنّ هذا ما لا يقبل به الإسلام، فإن رسول الله(ص) يقول: «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

بعض العلماء يثيرون الغرائز:

إننا نريد لكلِّ القائمين على التوجيه الديني والسياسي والوطني أن يثقّفوا شعبهم تثقيفاً إسلامياً أخلاقياً وطنياً، لأن ما نشهده من ردات الفعل الانفعالية يدلّ على أن الكثيرين ـ حتى من علماء الدين ـ يحاولون إثارة غرائز الناس ولا يحاولون إثارة عقولهم، ويحاولون ربط الناس بالجانب الغوغائي ولا يحاولون ربطهم بالجانب العقلاني، وقد قيل إن «الطبخة إذا فسُدت نصلحها بالملح»، والعلماء هم ملح المجتمع، أما إذا أصبحوا تابعين للسياسيين والقوى الخارجية التي تكيد للإسلام والمسلمين، فمن الذي يُصلح المجتمع؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م