واقعة حزينة

[نوفان العجارمة]

هذه القصيدة لمواطن أردني من سكان البادية ومن عشيرة الحويطات تحديدا ، كان مولعا بالصيد ، وكان عنده ابن وحيد في ريعان الشباب ، ألح الابن على أبيه أن يعلمه الصيد ، ولكن دون جدوى ،لان الأب كان يخشى على ابنه المخاطر ، وفي ذات يوم خرج الأب إلى الصيد في يوم شديد الحرارة وإذا بطائر يرقد على صخره أطلق عليه ..وكان هول المصيبة؟؟ لقد أطلق النار على راس ابنه الذي كان يستظل برش الطائر. كتب قصيده للشاعر نمر بن عدوان …يقول فيها :

يا راكب الملحا لها الكور شدّي .. قم يا وليفي واعتلي فوق هياف
تسبق نسيم الريح يوم تمدي .. أسرع من الي بالسما ريشها أرداف
ودّي تدور السند والهند ودّي .. ودّي تدور الكون من الكاف للكاف
ودي لابن عدوان مكتوب ودي .. ودي للنمر إلي للخطاطير وقاف
يا نمر وين إلي بنى قصر جدي ؟.. وين الصحابة؟ وين أهل الكاف ؟
وين السليم من النية والتعدي؟ .. والبين لطّم خدودي ولا شـــاف
من قبل منك مرود العين صدى.. والعين تذرف دمعها اجواز ورداف
على جنين بأول العمر مدي .. هو مهجتي يا نمر جوات لأصنــاف
صيدُه حباري والحر زايدٍ شدي .. وناثرٍ من الجنحان على راس دفداف
ِكن لاحلي بالزول مثل المهدي .. مشعل فتيله وناهضٍ بالأكتــــاف
وعليّ بمغيضة(1) ما تغالط بيدي .. ثار الطّلق من ثورته القلب خــاف
شلته بيدي واعتضدته بزندي .. ودمعي نزل من مقلة العين رشّاف
راحت ورجعت ومابه تحدي ..وتقول عزارئيل ما حد عـــــــــــــــاف
الموت ما ينجّيه كثر التحدي .. ويرميك ولو كنت على راس مشرّاف
ـــــــــــ
(1)المغيضة: اسم البندفية التي كان يستعملها