مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-10-2005, 12:18 PM
محمد الكيلاني محمد الكيلاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 3
إفتراضي الصداقة الحقيقية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد:

أيها الأحباب:

فإن المرء لا غِنى له في دنياه عن اصطناع الأصدقاء واصطفاء الأخلاّء، فإنه بمصاحبة الأصفياء تهون الخطوب، وتنفرج الكروب، ويكون الأصحاب عوناً له في الضّراء وأُنساً له في السّراء، وفي المثل السائر: لولا الوِئام لهلك الأنام.
ولكن مصاحبة الأخيار لا تخلو من الغُصص والأكدار، ولا تصفو من همّ الليل وغمّ النهار! ولربما انقلبت الصُّحبة خصومة، والخُلَّة عداوة! وحلّ التناكر بعد التعارف، والاختلاف بعد الائتلاف!
وقد يحتاج المرء إلى دوام التحرّز من أهل الرَّيب ليكون موفور العرض سليم الغيب؛ فإن التثبّت ومداومة الاختبار أمر متعذّر، وقد ضرب الشاعر ذو الرمّة المثل بالماء فيمن حسن ظاهره وخبث باطنه فقال:
ألم تر أن الماء يخبُث طبعهُ ** وإن كان لونُ الماء أبيضَ صافياً
ولهذا فلا غِناء لك عن ملازمة الصاحب النّافع الذي لو عجمت عوده، وتفحّصت معدنه، وخبرت أمانته، وعرفت نفعه، لأقبلت على مصاحبته، وحرصت على مطاوعته، ولما أطقت مفارقته، ولأقررت بأن البعد عنه خطأ جُماح، وأمر فيه جُناح.
ذلك الصاحب النافع هو العمل الصالح؛ وقد جاء في أمثال الترغيب بصالح العمل، أن رجلاً كان له ثلاثة أصحاب لا يقوى على مفارقتهم، وكان يميل إلى اثنين منهم ميلاً شديداً، ولا يركن إلى الثالث إلا قليلاً؛ فاتُّهم ذات يوم بتهمة خطيرة، وزُجّ به في السجن وهو بريء، فأرسل إلى أصحابه الثلاثة يطلب منهم أن يذهبوا معه إلى دار القضاء، ويشهدوا ببراءته، فاعتذر الأول لكثرة أشغاله، والثاني ذهب معه إلى باب المحكمة ثم أحجم عن الدخول خوفاً من هيبة الحاكم، وأما الثالث فلم يتردّد بمرافقته والدخول معه أمام القضاء. فلما مثل بين يدي الحاكم، شهد لصاحبه بالحق، وعلم الحاكم صدقه في الشهادة، فقبلها وحكم ببراءة المتّهم.
فالمراد بالأصحاب الثلاثة المال والعيال وصالح الأعمال، فإن لكل امرئ في هذه الحياة أصحاباً ثلاثة: ماله وأهله وعمله، لا ينفكّ عنها، فإذا ما فاضت روحه إلى بارئها فارقته أمواله التي هي أعزّ أحبابه، وأما أهله وعياله فيمشون معه إلى باب القبر، ثم يتركونه راجعين الى منازلهم يتنازعون ما ترك من وصايا ومواريث! وأما عمله الصالح فإنه لا يفارقه بل يصحبه في قبره، ويجاوره في برزخه، إلى أن يكون يوم البعث والنشور، فيقف معه بين يدي العزيز الغفور، ويشهد لصاحبه بحسن أعماله، فيشمله الله بعفوه، ويدخله فسيح جنانه. وفي ذلك يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله» متفق عليه. أتراك تجد خيراً من هذا الصاحب الوفيّ الذي لا كدَر في صحبته ولا شَجن، هل تزهد في صحبة من في الدنيا ينفعك ويرفعك، وفي القبر يصحبك ويؤنسك، وفي الآخرة يشفع لك وينقذك؟
إنه الصاحب الأَوْفى والوليّ الأَزْكى، ولسوف ينطق يوماً بأعظم البشرى حين يأتي المؤمنَ في جوف قبره بصورة رجل حَسَن الوجه، حسن الثياب، طيّب الرّيح، فيقول له: «

أبشر بالذي يسرّك! هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح!» رواه البخاري.

(وقُل اعْمَلُوا) شعار القرآن لأهل الإيمان، يدعوهم إلى الصالح من البرّ والخير، ويهديهم إلى الطيِّب من العمل والقول.
وإنه لا يُحصَد زرع بغير بَذْر، ولا يُجْنَى ثَمر بغير غَرْس، ولا يطير شَرر بغير قَدْح، ولا يُرفَع دعاء بغير عمل وكدح، فعليكم بالباقيات الصالحات فاضربوا فيها بسَهم، فإنها والله المنجّيات، عسى أن تكونوا من أهلها، وتفوزوا بثوابها!

__________________
ابو المجد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م