عرفت الحب

[وليد الظهران]

" أكبـــرالــــــــوهم "

الاحلام تتكدس امام بابي ، والأوهام تنبت في حديقتي ، والحكايات التي
اخترعتها لا تكتب ، لكنها تسكن حياتي .
سوف أحكي لك حكايه . قد تكون ممله وباهته ،لا حياة فيها ، ولا حقيقه
تشد المستمع اليها ،لكنها حكاية المعاناه التي أعيشها يومياً منذ ان فقدت
الثقه بالحقيقه ، ومنذ أن أصبح الحب كابوساً ، ومأساه اهرب منها وأخافها ،
واذا تقدمت إليها فبحذر .
الحب ياصديقي لا يعترف بالحذر ، فأما ان تلقي بنفسك فيه بلا تخطيط ،
وإما ان تتجنبه وتتناسى وجوده .
ولكن كيف اعيش بلا حب ؟ كيف ارفض نعمة الحياه ، دمعتها وابتسامتها ؟
لذلك اخترعت الاحلام ، ورسمت الخيال ، وعشت الحكايات التي لا تكتب ، حكايات
الحب التي لا اخافها ولا تهدد وجودي وتعرقل خطواتي .
اعرف ما ستقوله عني . انا جبانه اهرب من الحقيقه ، لا اواجهها ... انا
بخيله بحبي ، اخزنه واخرّس نبضات قلبي .
سنواتي عشتها احنط عواطفي ، كي تعيش ابداً .. واخبئ أحاسيسي لليوم
الذي اشعر فيه بالحاجه والعوز اليها .
اعرف اني اعامل عواطفي كرغيف خبز ، كقطعة نقد ذهبيه ، واعرف اني اقف
مكاني لا أتركه ، والعالم كله يسبقني ، ويتغير . حتى الحب تغير وانا ما زلت
امسح الغبار عن عواطفي ، امنع عنها الضوء والشمس ، وأتوقع ألا تصاب
بالعفونه .
قصص الحب تجتاح العالم ، يبعثرها العشاق في كل بقعه من الارض . الحب
ينبت حتى في الصحاري ، وتحت الجليد ، ويحيا من قلب المآسي .
وأنا مازلت أكدس الأحلام على عتبة بيتي ، وأترك الأوهام تنمو في حديقتي
حتى تحجب الرؤيه ، وأخترع لنفسي حكايات حب وهميه ، أعذبها بتخطيطي لها
أكثر مما تملكني .
هذه هي حكايتي يا صديقي ، حكاية حب أكبر من الوهم ، ومن الخيال ، وما
زلت أتمسك بها .
لذلك يا صديقي اعتذر لك دوماً ، لأني لن أستطيع أن أعطيك من حبي
وعواطفي وحناني . فقد جربت في يوم من الأيام وفشلت ولن أحاول من جديد ، لأني لا
اريد ان اخسر من حبي شيئاً ، كما خسرت الكثير الكثير من حبي وظننت ان
الناس تستحق حبي ، وقلت لنفسي لما لا أعطيهم من حبي ؟ لما اختزنه ؟ ولما ... ؟
ولما ... ؟
سألت نفسي اسأله كثيره ووجدت الجواب نفسه .. انهم لا يستحقون اي من
الحب الذي اختزنه داخلي .. داخل قلبي وجسدي ، واني لن استطيع ان أحب وأن
اكون صادقه في زمان هو كاذب على نفسه .


homeless2002@yahoo.com ahhhhh[*]1[img]http://[/img]