شهداءُ التتريك

[محمد حيدر]

شهداءُ التتريك

6\5\2003\

********

بمناسبة ذكرى شهداء السادس من أيار الذين أعدموا من قبل العثمانيين

الأتراك كانت هذه الأبيات 0

**********

شهداءُالتتريك ذكرى قديمه

أوشكت أن تصير من غير قيمه

شُنِقوا يومَهَا لإسكات صوت

عربي شكى تنامي الجريمه

يومها كان للعروبة صوت

ولسان ودعوة مفهومه

ولها مرجعية تتصدى

لتعاني مع الضعيف همومه

يستوي عندها مواطنُ (فاسٍ)

بمقيم في الشرق يرعى نجومه

شُنِقوا يومها فألجأنا الظلم

إلى الإحتماء بابن اللئيمه

خدعتنا حضارة الغرب فيما

أظهرته من المزايا الرحيمه

بعضُ حرية الكلام وبعضٌ

من حقوقٍ كانت حقوقا هضيمه

خدّرتنا عن مِديَةٍ قطّعَتنا

إرَباً وفق موجبات الوليمه

واقتُسِمنا بين الجياع طعاما

رغبته شراهة مستد يمه

واحترفنا نسيان من مات منا

أوتبقّى يعيش ذل الهزيمه

قتلتنا الحروب من غير حرب

وادّعَينا نصرا ونحن الغنيمه

**********

شهداءَ التتريك ما عفتموه

أصبح اليوم من منانا العظيمه

هوّدونا فصار تتريك ما لم

يتهود هو السراط القويمه

ليتكم لم تقاوموا وانتهينا

من قديم نهاية معلومه

********

عربُ اليوم هم بقايا نزوح

من خيامٍ تَبلى لأخرى سليمه

وشعارُ التتريك أمسى يراهم

عِلّةً مستد يمة ووخيمه

سوف تطويه تركيا من كتاب

حفظته بين الصحاف القديمه

لو بُعِثتم بمثل ما نحن فيه

من حياة كئيبة وعقيمه

لأنكفأتم إلى القبور سريعا

إن قبر الشهيد أرضٌ كريمه

ما عدا قبر من تسمّى شهيدا

من ضحايا تصادماتٍ أليمه

أوضحايا هزائمٍ لحروب

صيرت أرضنا السليب يتيمه

عربُ اليوم كالقطيع لراع

ما لهم منه غير فسق الشتيمه

وهو يشكو لأنهم لم يزودوا

عنه ضد الذي استباح تخومه!!!

********

ياملوك الأعراب من لم يدافع

عن شقاوات أهلكم لن ألومه

والشهيد الذي قضى وأبحتم

بعده أهل بيته وحريمه

سوف يأتي يوم الحساب خصيما

يتشكى إلى القضاة خصيمه

*********

محمد حيدر – بيروت6\4\2003\

[rmadi41]

عدت للاكاذيب يا يوري مرقدي
و اعلم ان الذين تقول عنهم شهداء التتريك هم
اولا هم ليسوا عربا بل هم من ال العظم الذين هم اتراك مستعربون ارادوا الخروج على الدولة و استقطاع جزء من الحكم لأنفسهم
ثانيا انه قد حكم عليهم بالاعدام لوجود وثائق وجدت في السفارة الفرنسية في الشام تدل على خيانتهم و تعاونهم مع الفرنسيين
واذا صبرت الى الاسبوع القادم فسوف اوافيك بالقصة موثقة و انقلها كاملة فاصبر حتى اعود الى مراجعي

[rmadi41]

ان مؤلف هذا الكتاب من ال العظم من جهة الامو شفيق الذي اعدم هو قريب المؤلف , جد المؤلف لأمه هو محمد جميل بك ال العظم (1868 استانبول- 1933 الشام ) له مؤلفات عديدة بالعربية و التركية , حصل على رتبة ملازم من السلطان عبد العزيز . يقول المؤلف بعنوان :
14 - قضية ديوان حرب ( مجلس عرفي عسكري ) عالية (1916 م) :
اتخذ جمال باشا مقره في الشام كقائد للجيش الرابع بصلاحيات مطلقة في كامل اراضي الشام و الحجاز . الغي لواء دير القمر الكائن في جبال لبنان و المستقل ذاتيا , وضع اليد على أرشيف القنصلية الفرنسية العام في الشام و أخذ في دراسة الوثائق السرية . اكتشف بدهشة ان الكثير من رجال الدولة العثمانية الذين هم من الطبقة السورية الراقية , اسسوا علاقات منذ سنوات عديدة مع انكلترا و فرنسا بوجه , خاص ضد الدولة العثمانية و اخذوا منهم المساعدات , قدم رجال الدولة العثمانية هؤلاء السوريين الى المجلس العرفي العسكري الذي شكلوه في الضاحية الجميلة لبيروت عاليه .
توجد في الكتاب المسمى , عليه ديوان حرب عرفيسنده تدقيق اولونان مسألة سياسية حقندة ايضاحات , دوردونجي اوردوي همايون طرفندن نشر ايدلمشدر , در سعادات 1332 م , نسخ مصورة باللغات الفرنسية , التركية و العربية لوثائق كثيرة جدا , وثائق كاملة لخيانة دولة . يشاهد بوضوح أن الاشراف السوريين الذين تزعمهم محمد شفيق مؤيد بك ال العظم (1861 - 1916 م)اتفقوا مع فرنسا . طمح شفيق بك في ان يكون اميرا على سوريا كلفت فرنسا وقتئذ كيجه جي - زاده فؤاد باشا , و في 1914 م جمال باشا , أن يكون خديويا على سوريا رفض كل من فؤاد باشا باباء و جمال باشا بإزدراء , و المعلوم ان كليهما صديق لفرنسا و قريب جدا للثقافة الفرنسية . من الواضح ان فرنسا تريد صنع باي تونس اخر في شرق البحر الابيض , و عموما فقد نالت قصدها في نهاية الحرب , وفي ضوء ما تقدم فإن رأي سوريا الرسمي الذي يعتبر الذين حوكموا في عاليه مجاهدي الدولة العربية و الدولة السورية المستقلين , رأي غير صحيح . ياترى هل الاستقلال الذي لم يتمكن من تأمينه سلطان فاس بهيبته التي تعود الى 10 عصور مضت تجاه الفرنسيين , سيتمكن من تحقيقه احفاد ال العظم بكوات التركمان الذين هاجروا في اواخر العصر 17 من قونية الى المعرة , و الذين ليس لهم تاريخ عدا انهم شغلوا منصب ولاة عثمانيين لمدة طويلة ؟ هل سيتمكن ال العظم باعتبارهم أعلى اشراف سورية من تأمين ذلك ؟ و هل سيعامل الاستعماريون الفرنسيون , شفيق بك في حالة فصلهم اياه من الاتحاد العثماني الاسلامي معاملة مميزة عما عوملت به السلالات ذات الاصل التركي كال قاوالالي في مصر (اسرة محمد علي) من قبل الانكليز , و الحسينيين في تونس من قبل الفرنسيين ؟

[rmadi41]

من هو شفيق بك ؟ هو الابن العاشر لاحمد مؤيد باشا ال العظم (1800 - 1888 م)
و عم صادق مؤيد ال العظم (1858 - 1910 م) , خدم السلطان عبد الحميد 8 سنوات كمترجم في المابين و صار مقربا له , حصل من البادشاه على رتبة بالا ( رتبة مدنية تعادل فريق اول ) و على وسامي العثماني الأول و المجيدي الأول , انفصل عن سراي ييلدز في 1908 م , لكنه دخل في العام نفسه مجلس النواب العثماني كنائب للشام و انتخب لدورتين اخريين , عند اعدامه كان لايزال نائبا للشام . ابن اخيه صادق مؤيد باشا تخرج في المدرسة الحربية في استانبول , كان مرافقا حربيا للسلطان عبد الحميد استعمله في اشد الاعمال سرية , كان فريقا اول عثمانيا و منح كذلك اوسمة العثماني الاول و المجيدي الاول هو من الجنرالات الذين قرر السلطان عبد الحميد قبل خلعه بقليل ترقيتهم الى مشير لكن لم يسعفه الوقت .
زوجة شفيق بك كانت ارملة الصدر الاعظم جواد باشا , 3 من بنات شفيق بك ال 4 تزوجن بشبان اتراك من استانبول و لا يزال اولادهم يعيشون في استانبول , إن شخصا كهذا يسعى للقومية العربية شيء يصعب تصديقه .
ابن شفيق بك , واثق مؤيد بك (1880 - 1941 م) و كيل المندوب فوق العادة للدولة العثمانية في بلغاريا عام 1908 م , و في 1914 صار سفيرا لمدريد . غضب لاعدام والده و تجنس بالجنسية السورية عام 1919 م و صار واليا على الشام في سوريا و ناظرا للداخلية و المواصلات .
و بناءا على قرارات مجلس عاليه العسكري , اعدم 20 نصفهم في بيروت و النصف الاخر في الشام أمام الشعب (6/5/1916 م) . كان من بين اعدم , ابناء و احفاد المجاهد الجزائري الكبير الامير عبد القادر . اكرمت الدولة العثمانية هؤلاء كثيرا و اسكنتهم الشام و في 1916 م كانت سن علي باشاابن الامير عبدالقادر 56 عاما . منحه السلطان عبد الحميد الباشوية , جعله الاتحاديون وكيلا لرئيس مجلس النواب , كتب جمال باشا في مذكراته ان هذا كان ضمن شبكة الخيانة و أن مكاتباته مع فرنسا موجودة لديه لكنه عفا عنه بسبب عدم رغبته في نكبة عائلة امير اسلامي بطل كعبد القادر . ان ال العظم هي احدى عائلات الوزراء العثمانية النموذجية التي قدمت للدولة العثمانية 25 وزيرا و 100 باشا تقريبا, ان عبد القادر بك بن اسعد باشا العظم (1882 - 1962 م) صهر شفيق بك عين متصرفا على جناقلعة بعد اعدام والد زوجته , كان متخرجا في المدرسة الملكية . و محمد فوزي باشا بن علي باشا العظم (1858 - 1920 م) هو الشخص الذي جعله السلطان مديرا لمجلس ادارة سكك حديد الحجاز , و صار نائبا عثمانيا من 1911 الى 1920 م , اشترك في وزارة الغازي احمد مختار باشا كناظر للاوقاف و قام بوظيفة النائب الاول لرئيس مجلس النواب ابنه خالد بك , صار رئيسا للوزراء في سورية 4 مرات .
عرب احمد عزت حلو باشا (1850 - 1924 م) صهر لال العظم وهو اصلا من بكوات الاكراد , كان كاتبا ثانيا للمابين ( البلاط ) في ال 13 سنة الاخيرة للسلطان عبد الحميد رحمه الله , كان بمرتبة وزير و حاملا ل 4 اوسمة عثمانية .
كيف يخون بعض افرادعائلة كهذه دولتهم اثناء استمرار الحرب ؟ ان وراء هذه القضية , جمعية التشبث الشخصي و عدم المركزية التي اسسها عميل BIS (وكالة المخابرات البريطانية) سلطان زاده حقي بك (1860 - 1955 م) (الذي صار فيما بعد رئيسا للوزارة في سوريا و رئيس للمجلس مرتين) , شعبة القاهرة لجمعية الامير صباح الدين هذه باسم" لا مركزية " حكم عليه بالاعدام في مجلس عاليه العسكري , لكنه هرب و نجا , و صار مساعدا في علاقات شفيق بك الذي يستند على فرنسا مع انكلترا . ان هذه الفعاليات بدأت في اواخر سني السلطان عبد الحميد و تكثفت في 1908 م . بينما كان الاتحاد و الترقي , حتى كارثة البلقان في 1913 م ينتهج سياسة (اتحاد عناصر) فإنه بدأ يبدل هذه السياسة في 1913 م بسياسة القومية التركية
(انتبهوا للتواريخ) و بناء على ذلك , و بسبب بدء العلاقات السرية مع فرنسا و انكلترا قبل هذا التاريخ , فإن الإدعاء بأن مناداتهم بالقومية العربية كان بسبب ان الاتحاد و الترقي نادى بالقومية التركية اولا , إدعاء غير صحيح تحت ظروف تلك السنين . كانت هناك دولة اسلامية و كانت هذه الدولة هي الخلافة العثمانية . أعطى الاتحاديون لمحمود شوكت باشا و سعيد حليم باشا المعروفين بأنهما من أصل عربي أعلى منصب في الدولة اعطوهما الصدارة , لم يبدر من الاتحاديين اي شعور بعدم الاحترام تجاه العروبة و الشعب العربي و ثقافته , هم فقط لم يتمكنوا من ادارة الدولة و السياسة جيدا كالسلطان عبدالحميد , لقد ولدت عدم كفائتهم أضرارا و كوارث كبيرة , لكن القدر الاكبر من هذه الكوارث لم يصب رعايا الدولة العرب بل أصاب مواطنيهم الاتراك , الاتحاديون لم يدركوا التوازن الخارق للعادة لسياسة السلطان عبد الحميد في الاتحاد الاسلامي

[rmadi41]

جمال باشا كان عسكريا شديدا وهو لم يسع لاحكام اعدام لعداء نحو العرب , فجمال باشا نفسه ألف قبل 7 سنوات مجلسا عسكريا أعدم فيه الكثير من أشراف أضنه بتهمة قتلهم الارمن بلا داع في الوقت الذي كان فيه الارمن يقومون بعصيان مسلح . اذن فالادعاء القائل بان جمال باشا عمل ذلك لعداء نحو العرب ليس صحيحا و بأي حال من الاحوال من الواضح انه استهدف بذلك سياسة الشدة خلال الحرب للحيلولة دون ظهور حركات داخلية مماثلة و اذا كان القرار الذي اتخذه غير صائب و غير سياسي فمسئوليته تعود الى جمال باشا ,
كان الصدر الاعظم سعيد حليم باشا قد أعلم جمال باشا بأن خيانة الذين قدموا الى المحكمة ثابتة و انه لا يعترض على ذلك لكن يجب الا يصدر احكام اعدام و يكتفي بوضعهم تحت المراقبة و في عكس ذلك فانه سيتيح لانكلترا و فرنسا الدعاية بأن ذلك نتيجة ظلم الاتراك للعرب و هذا ما حدث بالفعل من دعاية كاذبة .
لأن ادارة الدولة لم تكن بيد مرجعهاالطبيعي الصدر الاعظم كانت بيد الثلاثي
الذي دمر الدولة بادارته السقيمة (طلعت - جمال - انور رحمه الله) كان الثلاثي الذي جرد الخليفة و الصدر الأعظم و الحكومة من صلاحياتهم قد كبد الدولة و الاتراك أضرارا كبيرة جدا , و يقع الان على العرب نصيبهم من هذا الضرر . هذا هو التحليل الصحيح غير المنحاز و إضافة الى ذلك إن جعل هذه المسألة مسألة عداء عربي - تركي هو خطأ تاريخي فإن هذه هي بعينهاالنظرة
الاستعمارية الرسمية التي لقنتها فرنسا لسوريا , لم تكن في الدولة العثمانية تفرقة الوطن الأم - مستعمرة , كما هي الحال في الدول الاستعمارية الغربية و الشرقية مثل الصين و اليابان , ولو كان كذلك لكانت دولة الخلافة أكثر مقاومة و أطول عمرا و اكبر اتساعا و لما تلف العنصر التركي إلى هذه الدرجة . إن دعايات الدول الغربية للاقوام التي تجهل التاريخ , حول معيشتهم حياة استعمار في الدولة العثمانية مضحكة و باطلة و مع الاسف انها خدعت اقواما كثيرة (امثال يوري حيدر)