مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 06-04-2004, 09:14 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

دعني أبقى

- ويحك يا نورة.. سأريك..
صحت بها بعد أن أغلقت الباب في وجهي.. ضربت الأرض برجلي بقوة ثم اتجهت لغرفتي وأنا أتمتم بكلام غاضب غير مفهوم..
دخلت غرفتي.. وصفقت الباب خلفي.. جلست على السرير.. أخذت الوسادة ووضعتها على حجري.. أحس أن بي موجة غضب أود تفريغها بإلقاء الأشياء.. فأخذت الوسادة ورميتها.. لم أكتف ولم تنتهي موجة الغضب.. فألقيت بنفسي على السرير.. ويحك يا نورة.. لم تقولين هذا؟ من قصدت بمن يحبني؟؟ ومن قصدتي من لا يحبني؟؟ أقصدتي نواف؟ نواف من لا يحبني؟ كيف لا يحبني؟ كيف لا يحبني يا نورة؟ سنتين من المشاعر النبيلة الصادقة وتقولين لا يحبني؟ ألأنه رحل؟ على الأقل رحيله كان متوقعا.. وليس كما فيصل الذي تصفينه بمن يحبني.. على الأقل هاهو أخبرني أنه سيرحل.. صحيح أني لم أعرف سبب رحيله ولكنه ليس فيصل.. ليس فيصل الذي صدمني بالواقع.. صدمني بالرحيل.. دون سابق إنذار..
أخبريني يا نورة كيف يتساوى الإثنان؟ كيف يتساوى من أخلص لي وكان معي في الشدة والرخاء.. من وهبني قلبه عى طبق من ألماس.. مع من غدر بي.. دفنني بالحياة.. نحر أوردتي بخنجر مسموم.. تخلى عني بكل سهولة.. أخلف وعوده وضرب بها عرض الحائط..
أخبريني يا نوره كيف يتساوون؟ لا يتساوون أبدا ولن يتساوون..
نواف.. أين أنت يا نواف؟ لم فعلت بي هذا؟ لم تريد أن ترحل؟ لم تبتعد عن حياتي؟ لم تتركني في هذه الدنيا وحيدة.. دون وقوفك بجانبي؟ لم تتخلى عني؟ قل لي يا نواف.. كيف أعيش بدونك؟
ليتك أوضحت لرحيلك سبب.. ليتك أعطيتني عذر.. بينت لي لم ترحل.. لكان عذابي أخف وأهون.. أعلم أنك لن تعود فترسل لي.. إذا لماذا لم تخبرني؟
لا أعلم كيف أعرف سبب رحيلك.. لحظة بل أعرف.. أعرف كيف سأصل إليك.. أجل.. لا مفر من ذلك.. لم تترك لي وسيلة أخرى يا حبي.. وسأفعلها.. لأجلك وحدك.. أنت فقط.. سأفعل ما أراه مناسبا ولا يهمني أحدا.. لا يهمني سوى أن أعرف.. فقط أعرف..
وبينما أنا أفكر قطع حبل أفكاري طرق متواصل على الباب.. سألت بحدة فلقد توقعت أن تكون نورة: من هناك؟
أجاب الطارق: أنا فهد افتحي الباب..
- ماذا تريد يا فهد؟
- افتحي الباب.. أم سنتكلم من خلف الباب؟
نهضت متثاقلة.. فتحت الباب وقلت: ماذا تريد؟
- أولا أنا أخيك الأكبر منك سنا فتكلمي معي باحترام أفهمت؟
- فهمت.. وثانيا؟
- ثانيا هيا سنذهب للبيت.. أم تريدي أن تبيتين هنا؟
- لا.. هنا لا..أريد الذهاب إلى بيتي بعيد عن نورة..
عندما سمعت أننا سنذهب للبيت..تعالت دقات قلبي.. سأفعل ما أريد.. فعلا..
ضحك فهد وقال: أمازلت غاضبة من نورة؟
- أجل.. وما دخلك أنت؟
- هيا هيا لا تكثري الكلام.. سأنتظرك في السيارة.. لا تتأخري أيتها المتعجرفة..
- حسنا يا زوج السيدة نورة..
لم يمض وقت كثير حتى كنت بجانب فهد بالسيارة.. كان يبحث عن شيء لا أعلم ما كان.. دخلت للسيارة وأغلقت الباب بقوة حتى ينتبه أني أتيت..نظر إلي مستغربا وقال: روز؟
- نعم.. ماذا تريد؟
- كيف أتيت؟
بسخرية أجبت: نزلت من السماء أتصدق؟؟ وكيف أتيت يعني؟ بالتأكيد فتحت الباب ودخلت.. هيا لنذهب..
لم يتحرك وإنما ظل ينظر إلي فقلت له: فهد.. أتنوي المبيت في السيارة اليوم؟
- لا.. لا أريد ذلك.. وإنما أريد معرفة شيء ما..
- وماذا تريد أن تعرف؟
- ما بك؟
- بي أنا؟
- أجل.. ليس من عادتك أن تكوني بمزاج سيء كهذا.. وليس من عادتك أن تتخاصمي مع نورة رغم خصامكم الدائم إلا أنكما لا تتخاصمان لمدة طويلة.. أطول خصام دام بينكم كان لمدة خمسة دقائق.. والآن مضت ساعة وأنتي لا تريدين أن تكلمي نورة.. حتى أنك خرجت ولم تودعي أمي أو نورة.. والأهم.. أنه ليس من عادتك أن تصرخي بوجهي أو تكلميني بعدم احترام دون أن تعتذري..
أحسست أني أتمزق خجلا.. فما قاله فهد صحيح.. لم أعتذر من أخي رغم قلة أدبي في الحديث معه.. قلت له بخجل: اعذرني يا فهد.. أنا آسفه.. لا أدري ما أصابني..
شغل فهد السيارة وسار مبتعدا عن البيت ثم قال: أختي.. نحن كنا ولازلنا أصحاب.. فلماذا لا تخبريني ما يضايقك؟
- آه يا فهد.. لا أدري ما بي.. أحس أني متضايقة.. مزاجي ليس بأفضل حالاته.. ولكني لا أعرف السبب.. إنما فهد.. أرجوك لا تخبر سعود.. أنت تعرف أنه لن يتركني في حالي أبدا ما أن يعرف.. فهو كأبي حسن رحمه الله.. فأرجوك لا تخبره..دع الموضوع بيني وبينك.. ومن ثم فإن الموضوع ليس مهما أبدا.. مجرد حالة عصبية بسيطة من الحالات التي تمر بها الفتيات..
ضحك وقال: أجل صحيح..
أجابني إلا أن عينيه كانت تقول: لا أصدقك..
- فهد.. عدني ألا تخبره..
- أعدك.. لن أخبره.. وماذا أخبره؟؟ أنك بمزاج سيء؟ هل أخبروك أني طفل؟
ضحكت وقلت: لا بل أنت رجل يعتمد عليه..
- أشكرك.. أخبريني.. هل تريدين أن أمر بالمتجر لنشتري المثلجات؟ بصراحه أحس برغبة في أكل عشرة مثلجات.. ومن ثم فهي جيدة لذوي المزاج المتعكر..
- حسنا يا سيد طفل لنذهب.. أنا أريد مثلجة متعددة النكهات حسنا؟
- وكيف يصنعونها هذه؟؟
- هي كذلك.. تسمى نكهة قوس الرحمن..
- أها أجل أجل عرفتها.. لو كنت قلت قوس الرحمن من البداية لكنت فهمت..
- حسنا هيا بسرعة حتى لا نتأخر.. أريد الذهاب للمنزل بسرعة..
التفت إلي ونظر إلي بغرابة وقال: ولماذا؟
ارتبكت لنظرته.. فكان وكأنه يشعر بأني أريد المنزل لخطب عظيم.. أشحت بناظري عنه وتشاغلت بالنظر عبر النافذه وقلت: أريد أن أنام.. أحس بالتعب.. أم هذا حرام؟؟
- لا ليس حراما أبدا.. سنذهب بسرعة للمتجر ثم للبيت.. لن نتأخر حسنا؟
- حسنا..
توقفنا عند المتجر.. نزل فهد وطلب مني أن أقفل الباب..قفلته ثم جلست في المقعد لا يتحرك بي سوى صدري الصاعد والهابط بسرعة.. وعيناي اللتان ترمشان.. كنت أفكر بالمنزل.. ماذا سأفعل.. كيف أتصرف؟؟ هل أفعل ما خطر ببالي؟ لا حل لي سواه.. وإن لم أفعل ليس بيدي أمر آخر.. ويحك يا نواف لم تترك لي خيارا آخر.. ولكن ما العمل؟ آه يا إلهي ساعدني.. لا أستطيع الصبر أكثر.. أحس بأني أموت.. أتعذب.. لا أستطيع الصبر أكثر والله لا أستطيع..
دق فهد زجاج النافذه فالتفت إلى مصدر الصوت فزعه.. ضحك فهد على منظري وقال: هذا أنا افتحي الباب.. بسرعة قبل أن يذوب ما بيدي..
فتحت الباب له فقال: ألهذه الدرجة تخافين؟
- لم أخف.. وإنما كنت سارحه..
ضحك وقال: حسنا كما تشائين.. ولكني أرى أنك خفت..
- دع نظرتك لنفسك.. لأني لم أكن خائفه.. أعطني مثلجاتي هيا..
مد يده وأعطاني خاصتي.. أخذتها منه وبدأت بأكلها.. فعلا..كما قال.. لها تأثيرا عجيبا على الأعصاب.. أحسست وكأني أرخيت أعصابي.. وقللت من توتري قليلا.. ولكن يا ويح قلبي.. سيعود هذا التوتر ما أن أعود للمنزل.. فهون الأمر يا رب..
لم نتأخر كثيرا بعد المتجر.. فبعد عشرة دقائق وصلنا إلى المنزل.. كنا قد تحدثنا أنا وفهد.. تحدثنا وضحكنا في أمور شتى وعديدة.. أخبرني عن جارهم ثقيل الدم.. وعن قطة جارتهم الجميلة..التي ما أن تراها نورة حتى تصرخ هاربة.. لأنها تخاف القطط.. وحزنت كثيرا على الطفل المجنون الذي يقطن في آخر حيهم.. مسكين.. لو أنه حصل على رعاية أفضل من رعاية أبيه دائم السكر وأمه التي تخلت عنه..وزوجة أبيه التي هي سبب جنونه.. لربما كان الطفل بحال أفضل من هذا..
دخلنا البيت ونحن نضحك.. حيث كنت أمثل لفهد كيف تركض نورة خائفة من القطط.. وعندما دخلنا وجدنا سعود بانتظارنا..
- سعود.. مرحبا يا أخي..
صاح فهد ضاما سعود..
- أهلا يا فهد.. كيف حالك؟؟
- أنا بأحسن حال.. وأنت؟
- أنا أيضا بخير.. أين أنت؟؟ حاولت الإتصال بك طوال اليوم وهاتفك مغلق..
- أنا؟؟ كنت في بيت خالتي.. غريبة لم يكن هاتفي مغلقا.. أنت تعرفني أنا لا أغلق هاتفي أبدا..
- أنا كذلك استغربت.. المهم كنت أود أن أخبرك أن لا تتعشى أن وروز حتى نخرج سوية.. هيا لنذهب الآن..
- هيا أنا مستعد..
تدخلت في حوارهم وقلت معتذره: أعذراني لا أستطيع الذهاب؟
نظر إلي سعود وقال متسائلا: ولماذا؟
سرت بي رجفة فقلت: لا شيء.. ولكني تعبة وأود لو أنام.. مرة أخرى بإذن الله..
قال سعود: بل ستأتين.. لن يبقى أحد بالبيت.. هيا بسرعة سأذهب للسيارة وتعالي.. لا تتأخري فهمت؟
قلت مترجية: ولكن يا سعود..
قاطعني قائلا: ستأتين وهذا آخر ما عندي..
نظرت إلى فهد أسأله أن يطلب من سعود تغيير رأيه وفعلا فهمني فهد فركض خلف سعود وقال له قبل أن يركب سيارته: سعود توقف..
- ماذا تريد؟
- روز لا تريد الذهاب.. فدعها تبقى.. لم تغصبها على مالا تريد؟
- أخبرتك لن تبقى في البيت وحدها ونحن خارجون.. لم تريد البقاء في المنزل؟؟
- روز تعبه وتريد أن تنام.. أظنه سبب كاف!!
- لا ليس بكاف أبدا.. روز لا تبق في المنزل وهي تعلم أننا سنخرج سوية.. وخصوصا لتناول العشاء في أحد المطاعم!!ستأتي وهذا آخر ما عندي..
هم سعود بركوب سيارته إلا أن فهد أمسك ذراعه وقال: سعود.. روز متضايقة ولا تود الخروج.. إفهمها يا رجل..
سكت سعود قليلا ثم أردف: ولماذا هي متضايقه؟
- لا أعلم ولكني أحس بذلك؟؟
قال سعود ساخرا: ومنذ متى وأنت تحس بماتشعره روز؟؟ ألست أكثر من تتخاصم روز معهم والسبب عدم فهمهم لها؟
صاح به فهد: ويحك يا سعود.. دع الفتاة الآن ولنتكلم بما تريد لاحقا.. ومن ثم أنا أصبحت أفهمها من اليوم.. وما دخلك أنت؟؟ أليست أختي؟
قال سعود بتحد: أجل.. أختك ولكنها ابنتي..
قال فهد: استغفر الله..
سكت ثم أردف: سعود.. دعنا لا نفسد اليوم ونحن نود أن نخرج سوية.. لذلك دعها الآن.. وسنخرج سوية مرة أخرى..
همس سعود: كما تريد.. قلها أن تفعل ما يحلو لها ولتمت جوعا وحدها..
ابتسم فهد وركض داخلا إلي حيث كنت أرقبهم بعيني دون أن أسمع ما يدور بينهم.. جاء فهد وقال: روز..
رفعت إليه عيناي الخائفه فقال: هيا اذهبي ونامي.. تدبرت الأمر مع سعود..
ضممته وقلت: أشكرك يا فهد.. ولكن إياك أن تكون قد أخبرته بشيء؟؟
- لا تخافي لم أفعل..
- حسنا هيا اذهب واستمتعا بوقتكما..
- سنفعل.. أمتأكده أنك لا تريدين الذهاب؟
هززت رأسي بالنفي فأردف: حسنا إذا إلى اللقاء وتصبحين على خير..
- و أنت من أهله.. إلى اللقاء..
خرج فهد وأغلقت الباب خلفه.. تنفست الصعداء فلقد رحل الجميع.. ولم يبق في المنزل سواي..
نظرت إلى الأعلى.. دق قلبي بقوة حتى كاد يقفز من محله... كيف لا يفعل ولا يفصلني عن معرفة الحقيقة سوى ثوان؟؟
استجمعت قواي وصعدت السلم باتجاه الأعلى.. دخلت غرفتي و أغلقت الباب خلفي بهدوء..



يتبع...
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م