مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-09-2003, 06:08 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي في ذكرى رحيل الزعيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

في 28 ايلول 1970 فقدت الامة العربية رجلا من اشرف الرجال فقدت الامة رجلا من اغلى الرجال رجل من اعظم الرجال فقدت الامة زعيمها الخالد جمال عبد الناصر...
ولد عبد الناصر عام 1918 ونشأ في الاسكندرية والقاهرة .تخرج من الكلية العسكرية عام 1938 وبعث الى السودان كما وشارك في حرب فلسطين 1948 وحوصر في الفالوجا . اقام تنظيم الضباط الاحرار وانتخب رئيسا له حتى عام 1951 ....
1952- قاد الثورة في مصر
1953- نقل الحكم من الملكية الى الجمهورية
1954- وقع اتفاقية الجلاء مع البرطانيين وفي نفس العام تعرض لمحاولة اغتيال
1955- شارك في مؤتمر الباندونج وكان من اهم اقطابه واقطاب الحياد الايجابي الى جانب تيتو ونهرو .وفي نفس السنه عقد صفقة الاسلحة مع الاتحاد السوفيتي
1956- انتخب رئيسا للجمهورية وامم القناة وجوبه بالعدوان الثلاثي وخرج منتصرا سياسيا
1958- ترأس الجمهورية العربية المتحدة ( الوحدة بين مصر وسوريا )
1960- وضع حجر الاساس لمشروع السد العالي
1961- صدم من الانقلاب السوري ضده والذي ادى الى انفصال الوحده.. وفي نفس العام اصدر قوانين اشتراكية واسعة النطاق
وفي الستينات ترأس العديد من مؤتمرات القمة العربية والافريقية
1967- حدثت النكسة وتنحى عن الحكم الا انه عاد بعد ضغط الشارع العربي والمصري
1967- 1970 - حاول اعادة بناء الجيش وجابه بحرب الاستنزاف
1970- نجح في عقد الصلح بين الفلسطينيين والاردن بعد جمعه للقادة العرب .. وكان المجهود الذي بدله مسرعا لدنو اجله وقد مات بعد الاتفاق بيوم واحد ...

لكني من المؤمنين ان عبد الناصر لم يمت ميتتة طبيعية بل قتل على فراشه وكان قتله المحاولة التي نجحت فقد سبقتها محاولات عديدة للتخلص منه وتثبت وثائق امريكية وبريطانية كثيره خططا عديدة للتخلص من الزعيم الكبير ......
وفي اليوم الذي مات فيه كانت هناك سفينة عسكرية امريكية في البحر الابيض المتوسط تقوم بمناورات عسكرية وكان على ظهرها الرئيس الامريكي جونسون فلما بلغه خبر وفاة عبد الناصر امر بوقف المناورات حيث قال :"زال الخطر الذي كان يهددنا بالشرق الاوسط "!!!!!!!........
لقد كان عبد الناصر وبشهادة معارضيه بسيطا بعيدا عن الترف والحياة الملكية التي يعيشها الرؤساء كما انه لم يميز عائلته عن بقية الشعب فزوجته مثلا لم تكن تظهر كثيرا ولم تلقب بالقاب كزوجات الرؤساء ....
رغم ما قيل عن الرئيس الراحل ورغم ماوجه اليه من انتقادات يظل هو الرئيس الوحيد الذي حاول فعل شئ ما والذي حاول توحيد الامة والذي وقف الى جانب ثورات التحرر في العالم العربي ......
وبشهادة كثيرين حتى من معارضيه لو كان عبد الناصر حي لما حدث ما حدث للعراق والتاريخ شاهد على ذلك فما كانت دولة عربية تواجه خطرا حتى كانت مصر تقف دائما الى جانبها .............
رحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ..................
  #2  
قديم 30-09-2003, 08:40 AM
لطيف لطيف غير متصل
لــــــــــطيـــــــــــف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: لطيف
المشاركات: 835
إرسال رسالة عبر ICQ إلى لطيف إرسال رسالة عبر  AIM إلى لطيف إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى لطيف
إفتراضي

__________________




راسلوني على البريد الأكتروني
ltaf_2009@hotmail.com

  #3  
قديم 30-09-2003, 12:20 PM
لطيف لطيف غير متصل
لــــــــــطيـــــــــــف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: لطيف
المشاركات: 835
إرسال رسالة عبر ICQ إلى لطيف إرسال رسالة عبر  AIM إلى لطيف إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى لطيف
إفتراضي

أحترمي لزعيم
الأمة
مشكور أخي

آخر تعديل بواسطة kimkam ، 30-09-2003 الساعة 01:16 PM.
  #4  
قديم 03-10-2003, 12:19 PM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

شكرا لك انت على اطلاعك على الموضوع وتعليقك عليه
  #5  
قديم 05-10-2003, 12:46 PM
لطيف لطيف غير متصل
لــــــــــطيـــــــــــف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: لطيف
المشاركات: 835
إرسال رسالة عبر ICQ إلى لطيف إرسال رسالة عبر  AIM إلى لطيف إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى لطيف
إفتراضي

انا لا اريد التحرير من احد
  #6  
قديم 06-10-2003, 03:03 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

لم افهم !!!!!!!!
  #7  
قديم 06-10-2003, 03:21 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

لقد اختلف عبد الناصر عن باقي زعمائنا في نواح عديدة فكثير منهم على سبيل المثال يهربون او يختبئون حين تهاجم بلدانهم .. لكننا رأينا الزعيم الخالد في 56 يخرج الى المسجد يخطب بالناس بينما الاعداء يضربون مصر بطياراتهم ويقول انه بينهم وعائلته معهم ومصيره كمصيرهم وبعدها خرج الزعيم الى الشوارع بسيارة مكشوفة متحديا المعتدين !!!!!!!!!!!
وموقف اخر اعترافه بمسؤوليته عن النكسة واستقالته فمن من الزعماء اليوم يعترف بأخطاءه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد كان الناس ينتظرون خطاباته ويجلسون يستمعون اليها من المحيط للخليج ...لقد كان حقا مميز .........................
وحين وافته المنية رثاه الشعراء ومن بينهم نزار قباني الذي كتب ابيات عديدة في رثاءه اختارت منها المطربة الكبيرة كوكب الشرق ام كلثوم بعض منها لترثي فقيد الامة فغنت :
" زعيمنا حبيبنا قائدنا
عندي خطاب عاجل اليك
من ارض مصر الطيبة
عندي خطاب عاجل اليك
من الملايين التي تيمها هواك
من الملايين التي تريد ان تراك
عندي خطاب عاجل اليك
لكنني لا اجد الكلام
فالصبر لا صبر له
والنوم لا ينام
الحزن مرسوم على الغيوم
والاشجار والستائر
وانت سافرت ولم تسافر
فانت في رائحة الارض
وفي تفتح الازاهر
في صوت كل موجة
وصوت كل طائر
في صدر كل مؤمن
وسيف كل ثائر
عندي خطاب عاجل اليك
لكنني لا اجد الكلام
فالصبر لا صبر له
والنوم لا ينام
يايها المعلم الكبير
كم حزننا كبير
كم جرحنا كبير
لكننا نقسم بالله العلي القدير
ان نحبس الدموع في الاحداق
ونخنق العبرة
يا ايها المعلم الكبير
كم حزننا كبير
كم جرحنا كبير
لكننا نقسم بالله العلي القدير
ان نحفظ الميثاق ونحفظ الثورة
وعندما سألونا اولادنا
في اي عصر عشتم
في عصر اي ملهم
في اي عصر باهر
نجيبهم في عصر عبد الناصر "
  #8  
قديم 07-10-2003, 03:13 PM
جاد جاد غير متصل
أبـ الخيمة ـن
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
الإقامة: لبنــان
المشاركات: 6,685
إرسال رسالة عبر MSN إلى جاد
إفتراضي

رحمك الله ايها المعلم القائد ،،،

فنعم الرجال انت ،،،
__________________
ابـ الخيمة ـن
akmar6@hotmail.com
  #9  
قديم 08-10-2003, 04:44 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

صدقت يا اخي..........
  #10  
قديم 29-09-2006, 08:23 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

وتعاودنا الذكرى
وفي هذه المناسبه اقدم لكم هذا المقال:

جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله السادسة والثلاثين
بقلم : د. مصطفى كبها
في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل جمال عبد الناصر ، الزعيم العربي والرئيس المصري الأسبق ، والتي توافق في الثامن والعشرين من الشهر الجاري ، يجدر بنا أن نستعرض ميراث هذا الزعيم ، ماذا تبقى منه ؟ وما تأثير هذه البقية الباقية على صياغة معادلات مايحدث من تفاعلات في الوطن العربي الذي أراد له عبد الناصر أن يكون وحدة سياسية واحدة ، فضلاً عن كونه وحدة ثقافية وحضارية واحدة عصيّة على التجزئة ورافضة للتشرذم .






لن نتهم ، حتماً ن بالمغالاة إذا قلنا إن التجربة الناصرية (على منجزاتها وعلاتها ) ، هي أهم ظاهرة سياسية - فكرية ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين . إذ لم ينحصر تأثيرها في البلاد العربية فقط ، وإنما تعداها إلى معظم الدول النامية ودول العالم الثالث ، بل لا نجانب الحقيقة إذا صرحنا بأن هذه الظاهرة كانت من أهم المؤثرات على صياغة قوانين لعبة الحرب الباردة التي كانت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أهم الحلبات التي جرت عليها مجريات تلك اللعبة .



لقد كان ظهور جمال عبد الناصر ، كقائد لثورة تموز عام 1952 ، والمنطقة ترزح تحت تأثير اتفاقية سياسية سرية وتصريح علني منبثق عنها جرى إبرامهما أثناء الحرب العالمية الأولى بمبادرة من بريطانيا العظمى ، قائدة الاستعمار الغربي في ذلك الحين ، يتم من خلالهما رسم حدود المنطقة العربية وصياغة التفاعلات فيها بعد انهيار الدولة العثمانية بشكل لا يسمح بتوحدها من جديد ولا يعطي فرصة لظهور قوة فتية جديدة بحجم تلك الدولة التي شكلت ، على مدار قرون عديدة ، مصدر رعب للشعوب الأوروبية منذ وصول طلائع قواتها إلى مشارف فينّا وحتى تراجعها واضمحلال قوتها وتحولها إلى ما سماه الغرب ب"الرجل المريض " الذي لم يعجل اختلاف ربابنة السياسة الأوروبية بوفاته ولم يزوده قباطنة التخطيط الاستراتيجي الغربي بأمصال الشفاء .



كانت انعكاسات اتفاقية سايكس - بيكو المبرمة عام 1916 والمجسدة بشكل فعلي في اتفاقيات السلام التي تلت الحرب الكونية الأولى وابتداع "قناع الانتداب " ليوارى به وجه الاستعمار القبيح ، هائلة ومؤثرة إلى درجة جعلت تلك التغييرات الطارئة على المنطقة العربية تبدو أبداً سحيقاً موغلاً في القدم صدق تبعاته أبناء تلك الكيانات الممسوخة يهللون لها ويبالغون في تقديس رموزها التي صيغت ، بمعظمها ، في حمأة التكوّن والتصميم لتلك الكيانات في عهد الانتداب البغيض . وكذا الأمر ينسحب على تصريح بلفور الصادر في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 والذي تم تنفيذ مقتضياته حثيثاً على الأرض طيلة عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وقد وصل تنفيذ تلك المقتضيات قمته أثناء حرب ونكبة عام 1948 وتأسيس الوطن القومي لليهود بشكل رسمي في الخامس عشر من أيار من نفس العام .



في خضم كل هذه الظروف ظهر جمال عبد الناصر ، وللوهلة الأولى أدرك ، بحاسة الزعيم الملهم ، أهم صعيدين من التحديات كان من المفروض أن يبكر ، قدر استطاعته بمواجهتهما : أولهما تصاعد تأثير الاستعمار الجديد، متمثلاً بالولايات المتحدة، بعد أن غادرت ، ولو بشكل جزئي ، رموز الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا ) معظم بلاد المنطقة العربية ، وثانيهما تنامي تجذّر ظاهرة الوطنية المحلية التي غذّتها كتابات مجموعة من المثقفين المنبهرين بحضارة الغرب وهلوسات زعماء انتهازيين طاب لهم الجلوس على عروش بنتها تلك النزعات المحلية مستعينة بالقوى الاستعمارية ، وقد وحّد الطرفين ذلك الخوف من الأفكار العروبية الوحدوية التي روجتها بعض بقايا الاستقلاليين من تلامذة ساطع الحصري وشكيب أرسلان الذين نأوا بأنفسهم عن المناصب الرفيعة التي منّاهم بها ذلك التحالف ، غير المقدس ، بين القوى الانتدابية الاستعمارية وأصحاب العروش المفتعلة ، مع العلم أن بعض رفاقهم قد طالتهم صنارة ذلك الإغراء فرفلوا برفاهية المناصب ومتعة النفوذ .



بالنسبة للصعيد الأول ، كان على عبد الناصر أن يختار خياراً صعباً بين قطبي السياسة العالمية اللذين أفرزتهما الحرب العالمية الثانية : من جهة كانت الولايات المتحدة التي سعت لأن ترث بريطانيا وسياستها الاستعمارية العريقة المتمثلة بالسيطرة على موارد الشعوب ومقدراتها وذلك من خلال إغرائها بالرفاهية ورغد العيش تحت ظل نظم رأسمالية مبنية على المبادرة الحرة والاقتصاد المنفتح تارة ، وتهديدها بالقهر والعقاب والحرمان تارة أخرى . ومن جهة أخرى كان الاتحاد السوفياتي الذي جعل من سياسة ترويج شعارات العدل الاجتماعي وأخوة الشعوب والتحرر القومي والوطني أداة للحد من المد الرأسمالي الذي تزعمته الولايات المتحدة والدول السائرة في فلكها .



كان الاختيار الصعب بين معسكر يتبنى فكراً كان عبد الناصر يمقته وبين معسكر جعل ديدنه فكراً لم يستسغه . لقد مقت عبد الناصر الفكر الرأسمالي الذي رأى به فكراً استغلالياً يعطي فرصة للأغنياء والمتسلطين أن يمتصوا دماء الفقراء و"الناس الغلابة " كما كان يحلو له أن يسميهم ، ولم يستسغ الفكر الشيوعي لتعارضه ، في بعض مفاصله ، مع فكره القومي -العروبي ومكوناته التي تقف الحضارة العربية الاسلامية منه موقف العصب من الجسم .



كان انشاء منظمة الدول غير المنحازة بالتعاون مع نهرو وتيتو هي المعادلة الفصل بالنسبة لدوامة الاختيار سيما وأن رفض الولايات المتحدة وحليفاتها لهذه المنظومة واستعداد الاتحاد السوفياتي لقبولها والتنسيق معها قاد إلى تبني سياسة ما عرف ب"الحياد الإيجابي " الذي كان فيها الكثير من مناوأة للغرب والمعسكر الرأسمالي وتفهم لمواقف المعسكر الشيوعي وتأييد للكثير من مواقفه . ولعل أهم ما ميّز أداء عبد الناصر في هذا المضمار هو انعكاس الحياد الإيجابي على السياسة المصرية الداخلية حيث تبنى المسار الاشتراكي ومبدأ العدل الاجتماعي ( الإصلاح الزراعي ، القوانين الاشتراكية ، الميثاق وبيان 30 مارس ) دون أن يتبنى الفكر الشيوعي .



أما على الصعيد العربي الداخلي ، فلم تكن متاعب عبد الناصر بأقل منها على الصعيد الآخر ، كانت مناداته بالوحدة العربية الشاملة مربكة لبعض الأنظمة التقليدية المحافظة التي درجت على تبني نظام الأسر الحاكمة الذي كان مسيطراً على العالمين ،العربي والاسلامي، منذ قرون طويلة خلت. ذلك النظام الذي لا يسأل فيه الحكام عن رغبات المواطنين وتطلعاتهم ولا تطرح شرعية النظام ومدى تمثيله لتطلعات المواطنين على محك البحث الجماهيري ومجهر الرأي العام ، بل أن بعض هؤلاء الحكام غالى في تأكيده لمدى شرعيته بشكل جعله يرى في نظامه تجسيداً للإرادة السماوية على الأرض . كما أنها كان مقلقة لبعض الأنظمة التي أفرزتها فترة الانتداب ومنظومات الحماية بحيث وصل إلى السلطة في هذه البلدان لفيف من أبناء العائلات المتنفذة وطبقة المتعلمين الجدد (الأفندية ) الذين كونوا معاً طبقة من "الإنتلجنسيا المتكيفة " التي تبنت طريق مهادنة الاستعمار وأعوانه من خلال معادلة من الحركات الوطنية الهجينة ذات الشعارات الفضفاضة والتي أحسنت المناورة بين مصالحها الانتهازية ومصالح شعوبها . وفي الحالتين خاطب عبد الناصر أبناء الشعب العربي في تلك الدول من على رقاب حكامها بلغة دغدغت مشاعرهم القومية وأذابت الحواجز الحدودية التي صنعتها اتفاقيات سايكس- بيكو ورسختها المصالح المشتركة للدول الاستعمارية (بثيابها وأشكالها المختلفة ) ولأعوانها في العالم العربي الذين لم يكونوا بالقلة .



لم يكن من السهل على جمال عبد الناصر أن يتعامل مع هذين التحديين بالنجاعة المطلوبة والنجاح المرجو . صحيح أنه حقق ، في درب مقارعة المصالح الاستعمارية ، منجزات لا تنكر بدءاً من إفشال خطة حلف بغداد ومروراً بتأميم القناة وإفشال العدوان الثلاثي وترسيخ منظمة الدول غير المنحازة وإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية الخ... وصحيح أنه جعل من القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى بل قضية العالم الثالث برمته، وصحيح أنه نمّى مشاعر الوعي القومي وصاغ الأسس الممكنة لتجسيد هذه المشاعر من خلال محاولة الوحدة مع سوريا ودعم الحركات التحررية التقدمية في دول عربية أخرى مروراً بالثورة الاجتماعية والتقنية الهائلة التي حققها في مصر، إلا أن مقارعته لكل تلك التحديات وفي ذات الوقت ، جعلت قدراته القيادية ، العظيمة بلا شك ، تنوء عن حمل كل تلك المسؤليات معاً هذا فضلاً عن تضافر جهود جبارة وظفها خصومه الكثيرون في سبيل إفشال المشروع الكبير الذي أخذ على عاتقه أمر إرساء أسسه وقواعده .هذا إذا أضفنا لذلك كله تجاوزات كثيرة نفذت باسم النظام ودمغت بعض رموزه بشكل أساء أيضاً لرأس النظام الذي لا تعفيه مسئولياته الجسام، بأي شكل من الأشكال ،من مسئولية مراقبة المتجاوزين والضرب على أياديهم .



قد يقول قائل إن الشعب العربي لم يكن مهيئاً بعد لمثل ذلك المشروع ، وقد يقول آخر إن الظروف الدولية لم تكن مهيئة هي الأخرى ، وقد يقول ثالث إن فوران عبد الناصر الشعوري وحماسته القومية الزائدة أوقعته في بعض المطبات التي قصمت ظهر المشروع كانفصام الوحدة مع سوريا وحرب اليمن وهزيمة حزيران عام 1967 . ومع علمنا أن بعض الأقوال فيها بعض الصحة، إلا أن السؤال الأقوى يبقى في أي عصر ينتظر الزعماء الكبار الظروف كي تكون مواتية بشكل تام ليبدأوا الأعمال التاريخية التي ينوون القيام بها ؟ وهل النتظار والتريث كان دائماً مكفول النجاح ؟ وإذا استرسلنا بالتساؤلات وسألنا عن مدى جهوزية الشعوب العربية بعد نصف قرن ونيّف على بداية المشروع الناصري، لوجدنا أن مستوى الجهوزية سار في دالة متصاعدة مع المشروع وتوقف مع بدء الردة علية مباشرة بعد غياب فارسه وتولي أنور السادات زمام الأمور في مصر ، تلك الردة التي كان لها بالغ الأثر على المنظومة السياسية في المنطقة كلها وشديد الانتكاس في كل ما يتعلق بتحرير الفرد العربي من أغلال رواسب الفئوية والطائفية التي أراد له عبد الناصر أن يتحرر منها . تلك الرواسب التي تشكل ،هذه الأيام ، مادة الإشعال لعملية شرذمة العالم العربي وتقطيع أوصاله .



لقد كانت الضربات التي تلقاها المشروع السياسي الناصري ، في مصر والعالم العربي ، موجعة وقاصمة بشكل غيّب ،إلى حد كبير ، المفاهيم الأساسية لهذا الفكر عن الوعي العام لجماهير مرحلة ما بعد عبد الناصر، ولكن البذور التي بذرتها تلك الفترة على قصرها (لم تتعد الثمانية عشر عاماً ) في وعي من عايشها لم تمت بتاتاً ، بل شهدت اندفاعات حميمية إلى السطح ساهمت في إيصالها إلى الأجيال الجديدة ،خاصة وأن فترة الردة لم تأت بأكلها حتى للذين تبنوها وجعلوها منبراً لذم المرحلة الناصرية ورموزها ولعل "الحنين" الذي تحدث به وزير الخارجية السعودي ، في الشهر الأخير، عن الفكر القومي العربي وفكرة تقوية الجامعة العربية يمكن أن يشكل مادة للتفكير لدى أولئك الذين غالوا في معاداة الفكرة تحت غطاء أفكار لم تفلح في أن تشكل البديل المرجو للناصرية والأفكار الوحدوية العربية في الوجدان والمزاج العربي العام .
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م