رأي الشيخ عائض القرني حول الاحداث

[ابوسعد ؛؛؛ خادم الدين]

رأي الشيخ والله المستعان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد :
فقد كثر التساؤل عن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وتداعيات ذلك وما نجم عنه فأقول : ينبغي علينا كمسلمين أن نتجرد من أهوائنا عند الحكم على الحوادث والوقائع ونعتصم بالوحي المعصوم كتاباً وسنة ليفتينا فيما حدث لأن الهوى مزلة (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ) والرجوع إلى الشرع واجب علىمن آمن بالله ورسوله ( فردوه إلى الله والرسول ) وأريد أن أجمل القول في نقاط :
أولاً: لا يجوز اقرار ما حصل للعزل في أمريكا من رجال غير محاربين أو نساء وأطفال فإن هذا العمل غير مشروع ولامبرر ونصوص الشرع تمنع من ذلك في عمومها وخصوصها كقوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )ونهيه عليه الصلاة والسلام عن قتل غير المقاتلين من عجزةو ونساء وأطفال و معاهدين ووفود ورسل ومستأمنين والنصوص في ذلك صحيحة ثابتة.
ثانياً : أما ما حصل في العالم مسلمه وكافره شرقيه وغربيه من فرح مكتوم تعبر عنه الشعوب بعفوية وتشف مستور ظهرت علاماته فإنما سببه بغي أمريكا وعدوانها وطغيانها واستكبارها في الأرض على الله وعباده وعدم مراعاتها لحقوق الأمم واستهتارها بالشعوب ودوسها على كرامة الناس وتمريغها لأنوف الآخرين واستبدادها على المستضعفين وانفرادها بالجبروت والهيمنة (وأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) .
ثالثاً : أما عدوان أمريكا على أفغانستان البلد المسلم فأمر منكر وبغي وعدوان وظلم صارخ لا مبرر له فليس عندها أدلة على الجاني ولا براهين على الفاعل والله يقول : ( قل هاتوا برهانكم ) ويقول عن يوسف عليه السلام قال معاذ الله أن نأخذ إلى من وجدنا متاعنا عنده ) .
فبأي حق يقتل الشيوخ والنساء والأطفال وتهدم المساجد والبيوت ويهلك الحرث والنسل وتزهق الأرواح وتستباح المحارم .
رابعاً: أوصي شباب الإسلام بالتثبت وقت الفتن والاعتصام بالكتاب والسنة والالتفات على علماء الإسلام العاملين أهل الفقه والبصيرة والتجرد والإخلاص وسؤالهم ، وعدم الانسياق من وراء كل ناعق والمحافظة على أمن البلاد واجتماع شمل الأمة وتوحيد صفوفها وعدم الانسياق وراء العواطف والأهواء والرجوع إلى الشرع وكثرة الاستغفاروالدعاء واللجوء إلى الله عزوجل في كل وقت وآن .
خامساً: وإن علينا جميعاً مسؤولية الدعوة إلى الله بالحكمةوالموعظة الحسنة وتأليف قلوب الناس وتحبيبهم في الإسلام وتجميل صورة الدين في عيون الآخرين وفي الحديث الصحيح (إنما بعثتم ميسرين ) وقوله صلى الله عله وسلم ( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) وقوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فنحن أخرجنا لنهدي الناس بالحجة والبرهان قبل أن نقاتلهم بالرمح والسنان وفي الحديث ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) هذا ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين الأمن والإيمان وجمع الشمل على طاعة الرحمن وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آاله وصحبه وسلم .

عائض بن عبد الله القرني
الموضوع منقول من أحد المنتديات