البرواز
موضوع جميل و كثير الارتباط بالواقع للكاتبة امنيات سالم
من جريدة الاتحاد الاماراتية ، نشر في عدد الأربعاء 17
ربيع الاّخر 1421هـ الموافق 19 يوليو 2000م
***********************************************
على الرغم من جمال البرواز، واضافته الفنية لأي لوحة
يرتديها، وعلى الرغم من تعدد أشكاله وألوانه وجنونه في
بعض الأحيان،
الا انه يبقى بروازاً، قيداً فائق الجمال يقتل الحرية
والمسرحة المتجددة الهاربة من كل القيود·
وليس الأمر يقف عند لوحة ما، أو مشهد خرافي، أو صورة
موغلة في الاسئلة، بل يتعداها ليصل الى الآخرين فكثيرون
وضعوا أنفسهم ضمن الاطار وصاروا صوراً صامتة محاطة ببرواز، يعرفون بأنفسهم للآخرين بهذه الصورة الجامدة، المسيجة
بسياج جميل وربما ثمين وفاخر، ولكن حقيقتهم تقول انهم
بشر لايعرفون من الدنيا الا البرواز، أو الإطار، فانشغلوا
في تزيينه، والإغداق عليه ليكون شخصيتهم التي يعرفها
الناس المحبطون بهم·
هؤلاء يمكن تصنيفهم بالكذبة، الذين ابتاعوا شكلاً ليس لهم، وأخفوا صورهم الحقيقية، وظهروا بمظهرٍ لا يشبههم·
لو تلتفت حولك لوجدتهم حولك بكثرة، فيكون دورك الاساسي المواجهة أو التجاهل، لأنهم في حاجة الى من يعرّفهم
بأنفسهم، وفي حاجة ايضاً الى عدم اهتمام ليعرفوا ان
البرواز ليس هوية، ولاقلباً ولا روحاً، ممكن يتعلق بها الآخرون·
أصحاب البراويز في حاجة الى اعلان الحرب عليهم، واسقاط أقنعتهم، فلربما خففنا من وطأة الخطايا والكذب على كاهل
الأرض التي تنوء من وزر الممثلين واصحاب الوجوه المطلية بالطيبة و المعجونة بالنفاق.
|