خواطر صائم..
للشاعر حسن إبراهيم
كم خاشع كم راكع كم ذاكـر
كم عابد كم ساجد كم شاكر
كم خائف كم راجف كم واجد
كم هائم كم قائم كم ساهر
رفعوا الأيادي بالدعاء وشمروا
لصيام شهر الخير شهر ذواكر
فبحقهم يا رب جئتك راجيا
عفو الكريم وما جهلت كبائرى
كم راح من عمري شباب ضائــع
قد كنت فيه أسير قلب خاسر
يا ويح قلبى لم يكن بدراية
خمسون مرت مثل طيف عابر
يا رب ها ذهب الشباب بقوتى
وأصابنى أثر الزمان القاهر
يا رب إن الشيب أصبح غالبى
فاجعله شيبي واعظاً لأواخرى
يا رب توأمتى لديك أمانة
فاطعم لها عنبا وحلو فطائر
وأكرم لمثواها ومثوى والدى
وكذا أخيّاتى وأم الشاعر
يا رب إن المسلمين بحاجة
لرضاك تجمعهم هداية قادر
رمضان يا خـير الشهور تحيـتى
إذ جئت بالتنزيل نور بصائر
فضممت شمل العرب بـعد تفــرق
وتمزّق وتحزّب وتناحر
ونصرت في بدر ليوثا قلة
أكرم بنصر الله خير الناصر
شهـر الصيام وكـم تمـزق داخلـى
فالهم يطوينى ويثـقل خاطرى
لما نظرت فلم أجد من عــزة
سبقت حروفى في القريض بوادرى
هل قام معتصم يقود لدولة
سادت بإيمان وصدق مآثر
يا رب إن الشرق شرق محمد
جنـب لــه هـولا لشــر ماكر
يا رب إن الهم أقلق مضجعى
و لأنت أعلم بالخفي و ظاهر
تدرى دبيـب النمـــل فى أجحارها
تدرى بحزن فى الحنايا غامر
شهر الصيام و قد أتيتك باكـــيــاً
فاصلح لحال المسلمين و آزر
شهر االصيام و ذا هلالك شاهد
سل ما تشاء عن الشباب الحاضر
هل يحفظون الله فى أفعالهم
هل يتقون عذاب يوم آخر
هل صام صائمهم لكسب فضيــلة
أم صام صائمهم لزوم مظاهر
الله أدرى بالقلوب و سرها
علاّم مطويات كل سرا ئر
وفق لهم يا رب إن شبـابـنــا
أمل لحفظ تراث عهد غابر
و امدد لهـم من حكمــة و بصـيرة
نحيا على وعد بصبح باكر
شهر الصيام و كم أحبك عائداً
و لأمة الإسلام صوت منابر
الله يعلم كم أُحب عروبتى
هدّت بروح الدين عرش قياصر
خرجت بهم من ظلمـة و غــياهب
للنور والعدل العريض الوافر
وصلـت لأندلس السليـب و صوفـــيـا
دحرت عزائمها دسائس كافر
فى كل صوب يرفعون نداءهــــم
الله أكبر فوق كل مكابر
فبحق ما دفعوا شهيداً غالياً
و بحق ما صدقوا عهود الآمر
هيئ لنا التوفيق يشمل ربعنــا
و احفظ لأوطان لنا وحرائر
جنب لنا ذلل الحسير و نجنـا
شر العداة و شر كيد غادر
و احفظ لسانى من قبيح منكــر
أُهدى أحبائى جميل مشاعرى
عـد يـا هـلال مع السنـين موفقـاً
لجهودنا فى خيّرا ت بشائر
عد يا هلال فإن فيــــك خواطرى
تترى و لكنى حبست خواطرى