أختي الفاضلة / بسمة أمل
بداية إسمحي لي أن أشكر لك مداخلتك القيمة في هذا الموضوع
وأعلم أن الحديث حول الأمور الجادة يحتاج إلى شجاعة كبيرة يملكها الجميع ، ولكنهم ( قد ) يتخوفون من المبادرة
وها أنت قد بدأتيها فعلا ، فلعل ذلك يكون حجة لي عند بقية الإخوة والأخوات ليشاركونا هنا
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة بسمة امل
كنت في السابق اقارن جهة واحدة افتقدها مثلا او لست راضية عنها..و اجدها عند غيري ناجحة ..فأصاب بخيبة أمل أو اني غير قادرة على فعل هذا الشيْ لكني أدركت مع مرور الوقت انه باستطاعتي ان انمي هذه الجهة التي تنقصني.
|
ما كتبتيه في هذا الجزء من ردك أعلاه أجده أمرا لاائعا بالفعل
فأحد أساليب التعلم والتعليم هي المحاولة والخطأ ، والتجريب
وهذه الطريقة بالتأكيد لها إيجابيات عظيمة قد تفوق سلبياتها
وكم هو من الجميل أن نتعلم من تجاربنا ، أو أن تكون تجاربنا سبيلا لكي ننمي ما لدينا من قدرات لنرتقي بأنفسنا وبطريقة تفكيرنا إلى الأفضل
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة بسمة امل
كما اني ادركت ان هذا الانسان قد يكون غير راضيا عن نفسه او يمكن ان ينقصه امور يريد تنميتها ايضا فمن الافضل ان يسعى الانسان بتنمية ماينقصه بدلا من البحث عما يوجد في الغير.
|
كأنك أختي الفاضلة قد وضعتي يدك على موضع الألم في هذه الجزئية من ردك
ولهذا أقول ..
عندما نقارن أحوالنا وأوضاعنا وظروفنا مع الآخرين فإننا واقعون في ذلك بين أمرين إثنين
أحدهما محمود بل ومطلوب شرعا ، والآخر هو الجانب السيء في الأمر ، وبالتأكيد من يقوم به سيخسر لا محالة
فالمقارنة لا تكون إلا في أمور الدنيا أو أمور الدين
فإن كانت في أمور الدنيا فإنها ستكون حتما طريقا يؤدي إلى الخسارة
وإن كانت في أمور الدين فإنها وفق شروط وضوابط معينة ستكون طريقا يؤدي بإذن الله إلى النجاح والفلاح
في أمور الدنيا ... المقارنة غالبا ما تكون من باب الحسد ، وتلك مهلكة في ذاتها ، فكيف بآثارها على من يقوم بها ، مع ما قد تتضمنه تلك المقارنة من إعتراض على قدرة الله ، وعدله سبحانه
فكثيرا ما نسمع بعض العامة عندما يقارنون أوضاعهم بأوضاع غيرهم الصحية أو المعيشية يقولون ( لماذا أنا يا رب ؟؟ ) وفي هذا القول إبتداء خلل شرعي كبير ، فأبسط ما قد يفهم منه أنه إعتراض على الله جل في علاه ، وسؤال إستنكاري له جل في علاه
ثم إن الإنسان مطلوب منه أن يسعى إلى النجاح والتقدم في كل مناشط الحياة ، وله أن يقتدي بمسيرة الناجحين والمتميزين ، ولكن ليس له أن يقارن نفسه بهم ، فكل إنسان خلقه الله وقسم له رزقه في المال والولد والصحة وغيرها ، فإنه لو قارن نفسه بغيره فإن النتيجة بالتأكيد ستكون عليه وليست له ، فلو أن إنسانا قارن بين زوجته وزوجة فلان أو فلان ، فإنه بالتأكيد لن ينظر عند المقارنة إلى من هي دون زوجته ، بل سينظر إلى من هي أعلى منها سواء في الجمال أو الحسب أو النسب أو الغنى ، وهنا ستكون النتيجة حسرة علىه لا محالة ، والأمثلة في هذا الجانب كبيرة وكثيرة لا مجال لحصرها .
أما في أمور الدين فالمقارنة لها شقين
الشق الأول المقارنة مع من تساهل في هذا الأمر ، والشق الثاني مع من إحتهد فيه
فإن قارن الإنسان نفسه مع من اجتهد في الدين فإن ذلك سيكون مدعاة له ليحقر عمله أمام عمل المجتهد ، فيحاول أن يرتقي إلى ما يقوم به ذلك لعله ينال بفضل الله ما يتمناه
وأما إن قارن نفسه بمن لا يقيم الفروض ولا يؤدي الحقوق ، فإن سيستكثر ما يقوم به هو حتى وإن كان لا يرقى إلى المطلوب عند الله
فلو أن إنسانا كان يصلي من الفروض الخمس أربعة فقط ، فإنه إن قارن نفسه بمن يصلي فرضا ويترك أربعة فسيكون أفضل منه ، وكلا الإثنين في خطر
ولكن إن كان من الذين يصلون الفروض الخمسة كاملة ، فإنه سيحتقر عمله إن قارن نفسه بمن يصلي الفروض الخمسة ويصلى الرواتب والنوافل ، ويقوم الليل ، ويصلي الشفع والوتر
وهذا ما يقول الحق جل في علاه عنه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )
وفي المجمل
المقارنة في أمور الدنيا لا تكون نافعة إلا إذا كانت مع من هو دوننا
وفي الأمور الدينية لا تكون نافعة إلا إذا كانت مع من هو أعلى منا
أكرر شكري لك أختي الفاضلة بسمة أمل
وأتمنى أن نلتقي في النقطة الأخرى إن شاء الله
تحياتي