ذات ليلة جلست في فناء منزلنا وامامي المنقلة التي اشعلت فيها بعض الفحم ووضعت في وسطها ابريق القهوة العربية ( الدلّه ) وبجانبي وعاء وضعت فيه ( القدوع ) = (سنيكرز وكادبوري و إلخ ..) ..
فتناولت بعضا من ال (قدوع) ثم ارتشفت فنجانا من القهوة ... وأخذت أتأمل في السماء التي زينها القمر ومن حوله النجوم التي تناثرت وسط السماء التي لا نهاية لها .... وفجأة ظهرت أمامي الكثير من علامات الاستفهام
لم يكن ذلك بسبب ال(قدوع) و القهوه .... وإنما هو شعور مفاجئ انتابني وانا أتأمل في عظم هذا الكون وخالقه ..... فسألت نفسي ...
اين انا في وسط هذا الكون العظيم ..... فانا لاشئ بين اعداد ابناء وطني الكبيره ..... ووطني لاشئ بين دول العالم كلها ..... والعالم الذي نعيش فيه لاشئ بين مجموعة الكواكب التي تضمها ما تسمى بالمجموعة الشمسية والتي من ضمنها الأرض التي نعيش عليها ... والمجموعة الشمسية نفسها لاشئ بين المجموعات الشمسية الكثيرة التي تتبع ما يسمى بالمجرة والتي تحتوي على مجموعتنا الشمسية بالإضافة إلى المجموعات الشمسية الأخرى ... والمجرة نفسها لاشئ بين المجرات الأخرى التي يمتلئ بها الكون ..... وهكذا وجدت نفسي تائها وسط هذا الكون العظيم الذي لاحدود له حسب علمنا نحن البشر ..
وهنا سألت نفسي سؤالا آخر .... لماذا نتفاخر ونتباهى بانفسنا و بقوتنا و بملكنا وجاهنا .... ولماذا نعتدي على بعضنا ويأكل القوي منا الضعيف ....
هل لأننا لانعرف حقيقة انفسنا وحجمنا الحقيقي