السلام عليكم
الزواج مؤسسة ..
وكأي مؤسسة يحتاج إلى أساسات راسخة وثابتة لكي يستمر وينمو ...
فمن غير المنطقي أن نبني البناء.. ثم نضع الأساسات!
أو أن نبني البناء على أساس هش !
وبعد ذلك نتسائل عن أسباب انهيار المؤسسة؟!
لقد وهبنا الله القلب لنحب..
ولكنه أيضا وهبنا العقل لكي نفكر كيف نحب..
الزواج سُمي زواجا لأنه يعتمد على زوجين بعد أن كانا فردين ! .. فهو عهد وثيق ربط الله به بين الرجل والمرأة..
وقد صوّر القرآن مبلغ قوة هذا الرباط فقال: " هُنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن ".. وهو تعبير يوحي بمعاني الاندماج والستر والحماية والزينة يحققها كل منهما لصاحبه كما يحققها اللباس لصاحبه..
فكما نختار لباسنا ونحرص على أن يكون ملائما لنا.. فمن الأجدر أن نختار شريك حياتنا بنفس الحرص إن لم يكن أكثر.
والآن سأجيب عن بعض تساؤلاتك
1-هل هذان الزوجان كانا في بداية حياتهما مثل بعد ثلاث سنوات فاكثر!!
من أي ناحية بالظبط؟
لأن التغير بشكل عام لابد وأن يطرأ على تفاصيل حياتنا لكي لانشعر بالملل
ولكن من المفترض أنه تغيير للأحسن وليس العكس
2-هل فعلا كل متزوجين ينجبان اطفالا ويشبعان رغباتهما ينشغلان عن حتى ذرة مشاعر تجمع بينهما !!
لا بالطبع ليس الكل.. فهذا الامر يعتمد على هدفهما من الزواج.. فمن كانت نيته العشرة المؤبدة .. سيعمل على تغذية العلاقة بالعواطف والمشاعر بين الحين والآخر.. كما الطفل الذي نغذيه ليكبر.. وإن منعنا عنه الطعام.. يصاب بالهزال والأمراض…
أما عن الروتين ..
فهو موجود .. ولا مفر منه..فهو يساعد على تنظيم حياتنا.. ويشغل الفراغ… ولكن أتفق معك على أن الروتين غلب حياتنا وأصبح طابعا لها..
ولكن يجب أن نطوّع هذا الروتين لصالحنا ولانجعله يسيّرنا كما يريد..
الحياة بطبعها حلوة ولكن نحن جعلناها قاسية .. أصبحت عقولنا منشغلة بالأمور المادية .. بالترفيه الوقتي.. أصبح كل طرف يبحث عن سعادته اللحظية.. تناسينا السعادة الأبدية..
ومن البديهي انه بمجرد انتهاء السعادة اللحظية .. سنعود ليومنا الروتيني الممل…
لو عدنا لديننا الحنيف لعلمنا أن الدين المعاملة .. وأن الانسان عبارة عن عواطف ومشاعر وأفكار…وليس آلة تسعى لكسب قوت يومها!
ولنا في رسول الله أسوة حسنة ورائعة في ذلك…
نُشر في مجلة روزاليوسف مقالا بعنوان " أهل الجنة ليسوا سعداء " … وأهل الجنة المقصودين هنا هم سكان السويد الذين يعيشون مستوى اقتصادي يشبه الاحلام.. ولايكاد يوجد في حياتهم خوف من فقر او شيخوخة او بطالة ..الدولة تضمن لكل فرد يصبه شيئ من العوز او الحاجة … الاعانات الدورية الضخمة!
ولديهم من التأمينات الصحية والاجتماعية ما لانجده في دول أخرى.. ولديهم إعانات لغلاء المعيشة والسكن … ولديهم اعانة أمومة لكل النساء.. واعانة لكل مولود!!!
تقدم الدولة مساعدات اجتماعية للطفولة هي اقرب إلى الخيال!
منها إعانة مادية قدرها 40 جنيها في العام للطفل حتى يبلغ 16 سنة.. ورعاية صحية مجانية … ومصاريف انتقال مجانية للإجازات يتمتع بها الطفل حتى سن 14 سنة!.. تقدم قروض دراسية للطلبة المجتهدين تصل إلى 250 جنيها !
ولكن …..
مع هذه الضمانات التي لم تدع ثغرة إلا وسدتها..
الناس يعيشون حياة قلقة مضطربة… كلها ضيق وتوتر … شكوى وسخط … تبرم ويأس … معدلات الانتحار مرتفعة…
وعندما قاموا بالبحث وراء الاسباب .. اكتشفوا أن هذا الشقاء يرجع لسبب واحد وهو فقدان " الإيمان "!!
السعادة شي معنوي لايرى بالعين ولا سطوة الجاه ولا كثرة الولد ولا نيل المنفعة.. السعادة هي صفاء النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير.. السعادة من الداخل.
في يوم من الايام أتى الزوج الغاضب وقال لزوجته:
لأشقينك.. فقالت:
لاتستطيع ان تشقيني كما لاتملك ان تسعدني..
فقال الزوج وهو غاضب: وكيف لا استطيع؟
فقالت في ثقة: لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني… او زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها .. ولكنها في شيئ لاتملكه انت ولا الناس اجمعين!
فقال: وماهو؟
قالت الزوجة: إني أجد سعادتي في إيماني.. وإيماني في قلبي … وقلبي لاسلطان لأحد عليه غير ربي !
هذه هي السعادة الحقة
قال الرسول الكريم: من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة.. والمسكن الصالح … والمركب الصالح"
تحياتي لك أخي وأعتذر عن الإطالة
أختك *اليشمـــك*