نواب يتهمون البنتاغون بتقليل اعداد اصابات العلوج !

[يحى عياش]

مارك بنجامين

سبعة اعضاء كونغرس ديمقراطيين كتبوا رسالة الى بوش هذا الاسبوع يتهمون فيها البنتاغون بتقليل عدد اصابات الجنود الامريكان.

وهو اتهام خطير . وتقول الرسالة ان تقارير الاصابات التي تخرج من البنتاغون تبين جزءا من الاصابات ومعظمها المباشرة من القنابل والرصاص . ولكن الحرب لا تكون
بهذا الاتجاه فقط كما يقول الديمقراطيون مضيفين ان التقارير تغفل عددا كبيرا من الحوادث والامراض والاوبئة والامراض النفسية.

تقول الرسالة :

" اننا قلقون من ان الارقام التي تعلن على الشعب من قبل ادارتك لا تمثل بدقة الرقم الحقيقي لماذا الحقته هذه الحرب بالشعب الامريكي.

ان تقارير اصابات البنتاغون تبين ان هناك 2390 جندي قتيل من العراق وافغانستان واكثر من 16 الف جرحى . وبشكل عام اغلبية الوفيات والاصابات هي من العراق.

ولكن في 8 كانون الاول 2005 اخلى الجيش 25289 آخرين من العراق وافغانستان بسبب اصابات او امراض لم تتسببها قنابل ورصاص العدو مباشرة حسب قيادة النقل الامريكية. وهذهالاحصائية تشمل اي شيء من الاصابات الخطيرة بحوادث الهمفي الى حوادث اخرى الى امراض اعتيادية لايمكن عزوها الى ميدان المعارك .

ومع هذا فإن هذه الارقام غير مشمولة في تقارير الاصابات التي يصدرها البنتاغون وهذا غريب. وقاموس ويبستر يعرف الاصابة على انها :" فقدان شخص
عسكري من خلال الموت او الجروح او الاصابة او المرض او الاعتقال او من خلال فقدانه في المعارك."

وقد قال لي جيم ترنر المتحدث باسم البنتاغون في 2004 :" انا لانطبق وبستر " عندما كنت اعد تقريرا عن تعداد الاصابات. وفي تصريح مكتوب ابلغتني وزارة الدفاع ان تقارير الاصابات تصف الاصابات لتناسب :" ادراك قاريء الصحيفة العادي"

في الاسابيع القليلة الماضية كنت اقضي وقتي مع جنديين يعالجان حاليا في مركز والتر ريد العسكري الطبي في واشنطن. احدهما عمره 40 سنة وقد خدم في العراق مع الحرس الوطني لساوث كارولينا. وقد اصابته شاحنة في العراق وكسرت له فقرة وثلمت الاخرى واصابت كتفه. كما تسبب الحادث في
قلقلة دماغه داخل جمجمته . وقد شخص باصابة في المخ. وزوجته لا تستطيع الان ان تتركه قليلا داخل ممر السوبر ماركت حتى تشتري أيس كريم لأنه لن يتذكر ماحدث له قبل خمس دقائق.

جندي آخر عمره 48 خدم مع الحرس الوطني لفرجينيا الغربية وكان في حاملة جنود مدرعة عندنا وقعت في حفرة عمقها 8 اقدام. وبسبب اصابته في المخ ضاعت ذاكرته وهو يتلفظ كلماته مثل سكران ويمشي بمساعدة عصا بسبب نوبات دوار تصيبه. وحسب البنتاغون لا يعتبر اي من هذين الرجلين (اصابات) تذكر في سجلاتهم.

ان اهمال هذا النوع من الاصابات لا يبدو انه اختراع ادارة بوش فتقارير البنتاغون في الحروب السابقة بضمنها فيتنام كان يسجل اعداد القتلى والجرحى ويغفل الاصابات غير المباشرة.

وفي رسالتهم الى بوش استشهد الديمقراطيون ببرنامج 60 دقيقة لشهر نوفمبر 2004 (والذي اشتركت فيه) والذي صور "جنودا مصابين باصابات خطيرة
وكانوا منزعجين انهم استثنوا من السجلات الرسمية رغم انهم كانوا - حسب تعبيرهم - (في منطقة عدائية) . واكد الدميقراطيون على ان تسجيل حوادث
القنابل والرصاص "لا يعطي الصورة الكاملة لحياة الامريكان الذين تأثروا بالحرب"

وبينما تستمر الحرب تصبح الصورة اكثر مأساوية . تقدم وزارة شؤون المحاربين رعاية صحية للجنود بعد تركهم الخدمة . ويبين تقرير في تشرين الاول من هذه الوزارة ان 119247 جنديا حاربوا في العراقوافغانستان - والان هم خارج الخدمة - ينالون رعاية صحية من الوزارة مع افتراض ان بعض المشاكل الصحية لا علاقة لها بالحرب.

ولكن يبدو ان الاحصائيات تبين ان الكثير من هذه المشاكل الصحية تتعلق بالحرب .مثلا حوالي 37 الف اضطراب عقلي بضمنهم 16 الف شخصوا على
معاناتهم من اضطرابات كآبة مابعد الكوارث . واكثر من 46 الف محارب من العراق وافغانستان لديهم مشاكل لها علاقة بالجهاز العضلي والهيكل العظمي . وهؤلاء هم المحارون الذين اعتبرهم الجيش خلال السنوات الاربع الماضية صالحين جسديا وعقليا للقتال.

في رسالتهم يؤكد النواب على ان صورة الاصابات الصادرة عن وزارة الدفاع مشوهة تماما . ولكن الرسالة تتضمن ان هناك شيئا واحدا واضح :" ما نستطيع ان نكون على يقين منه هو ان هناك على الاقل عشرات الالوف من الشباب والشابات قد دمرت حياتهم البدنية والنفسية الى مدى العمر."

http://www.iraqpatrol.com/php/index....=0&#entry55385
__