لماذا الاستعلاء الخليجي علي اليمن؟

[عدنان حافظ]

لماذا الاستعلاء الخليجي علي اليمن؟
د. محمد شمسان


قبل عدة ايام كان خطاب الرئيس اليمني يقطر مرارة من الموقف السلبي لدول الخليج (العربي) المفرطة بالثروة حتي التخمة وطبعا تأتي الشقيقة الكبري السعودية علي رأس تلك الدول (الشقيقة) الجارة والشريكة لليمن في البعد الجيوسياسي والعروبة والنسب والتاريخ والمصير المشترك ـ هذا الموقف السلبي تجاه اكثر من عشرين مليون يمني عربي مسلم هو عدم تقديم الدعم المادي (ماليا وتقنيا وتسهيلا للعمالة) وفي رفض الكثير من المنتجات اليمنية خاصة الخضروات والفواكه والاسماك رغم ان السوق اليمنية مغرقة بالبضائع القادمة رسميا او تهريبا من دول الخليج والسعودية خاصة بحيث يميل الميزان التجاري بمليارات الريالات لصالح تلك الاخيرة.
ولقد استمعت لحديث الرئيس الماليزي السابق محاضر محمد في برنامج علي قناة الجزيرة الاربعاء الماضي 8 ديسمبر 2004 والذي يذكر فيه ان بلاده دعمت الدول الجارة الاقل نموا ليس تفضلا ولكن لان وجود فقراء من حولك يشكل مخاطر وتهديدات كثيرة اهـــمها الامنية (الارهاب) والهجرة غير المشروعة وما يترتب عليها من فساد وجرائم!
اضافة الي ذلك ذكر الرئيس اليمني مثالا اخرا هو دعم الدول الاوروبية الغنية لتلك الاقل غني في القارة مثل اسبانيا والبرتغال و(اليونان) وقال لماذا لا تحذو دول الخليج حذوها؟ واضيف هنا ان اخواننا حكام الدول الخليجية يتصرفون بمعايير مزدوجة ـ عصية علي التفسير ـ برغم تشدق الكثير منهم بالاخوة الاسلامية والعربية ونزوعهم للوحدة اي وحدة يتكلمون عنها؟ الم يتعلموا منذ عام 1945 انه لا يمكن ان تتم وحدة حقيقية بين شعوب غنية متخمة واخري فقيرة تنام علي الطوي؟
يقرأون ان معظم الحروب العالمية والاقليمية اندلعت لاسباب اهمها اقتصادية وهل يظن اي حاكم بانه وبلاده يمكن ان تبقي في مأمن من مضاعفات الفقر والبطالة واهم هذه المضاعفات، الاحقاد التي تدفع الشباب العاطل نحو التطرف والذين يسهل اقناعهم بأن جهاد (قتال) هؤلاء الحاكمين للبلاد الاسلامية الغنية متأثرين هم وعائلاتهم واصهارهم بنصيب الاسد من ثروات البلاد ـ والتي تفرض شريعتنا الاسلامية ان تلك الثروات هي ملك لله وما الحاكم الا خليفة للمسلمين يجب عليه توزيعها بالعدل لمن يحتاجها، وبتهريب اكثر من اربعين الف طفل! ـ تقل اعمارهم عن 15 عاما الي السعودية ودول الخليج واستغلالهم في الخدمة في البيوت والشحاذة وتهريب المخدرات وغيرها بل ان بعضهم ثبت استغلالهم في دعارة الاطفال التي تعتبر ام الكبائر عند الغربيين الذين يسمحون بكل انواع المفاسد والشذوذ ـ ولكن في اطار البالغين! بينما تقدر الاحصاءات غير الرسمية عدد الاطفال اولئك بأضعاف ذلك العدد ـ هذا غير تهريب الرجال والنساء البالغين والذين لم تتم احصاءات حولهم هذا غير اولئك الذين يبتسم لهم الحظ من الكوادر العلمية العالية والذين تقبل طلبات هجرتهم دول مثل: كندا واستراليا وبعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة ـ وهؤلاء كان الاولي ببلادهم اليمن او شقيقاتها الجارات ان تستفيد من علمهم وخبراتهم ـ مع العلم ان كل واحد من اولئك الكوادر يصرف عليه من المال العام ولحمه الحي مئات الالاف من الدولارات منذ الابتدائية وحتي الدكتوراه!!
ان هناك كثيرا من العوامل الذاتية (التاريخية) والموضوعية (الحالية) تجعل معظم دول الخليج تأخذ الموقف الاستعلائي ان لم نقل العدائي من اليمن ـ وخاصة النظام الكويتي ـ لان احدهم قد يقول ما ذنب الشعب يؤخذ بجريرة حكامه، وعلي الجانب الاخر يقال ولماذا رضي الشعب اليمني بموقف حكومته (المعادي للخليج والمؤيد للعراق من وجهة نظرهم) ولكــــن يا هــــؤلاء كلنا في الهم شرف ـ فنحن (العرب) علي دين ملوكنا.. اليس كذلك.. ولكن حال بعضهم يردد قول ابن العشرين:
وظلم ذوي القربي اشد مضاضة.. علي المرء من وقع الحسام المهند. ولهذا لماذا يلوم اليمنيون (اشقاءهم) الكويتيين علي موقفهم العدائي والكويت هي اكثر الدول قاطبة التي ساعدت الشعب اليمني منذ قيام الثورة في 1962 (لدولتي اليمن قبل الوحدة علي حد سواء) وكانت الوسيط الدائم الاكثر اهتماما بشؤون اليمنيين اذا تصادموا او تقاتلوا ـ بل انها وقبل حرب الخليج الثانية كانت اكثر دول مجلس التعاون الخليجي دعما لانضمام اليمن للمجلس..
ماذا جنت حتي تدير لها ارض سبأ والاجداد ظهر المجن.. وبرغم التوضيحات الرسمية والشعبية لم تندمل جراح الكويتيين بعد.. وفي هذه النقطة بالذات ملاحظة قد تبدو مختلفة عما تم طرحه سابقا: فأولا انا لا ألوم الاخوة في الكويت علي موقفهم من النظام اليمني الحاكم ولكني ارجو ان يعيدوا النظر في موقفهم من الشعب اليمني (في معظمه لم تكن له لا ناقة ولا جمل في تلك الهوجة الاعلامية والمظاهرات المعادية والتي كانت مصنوعة ـ كما سأوضح لاحقا ـ بينما غيبت تلك المساندة للكويت والمحتجة علي الاحتلال العراقي) فبالنسبة للموقف الرسمي اتذكر حديثا دار بيني وبين مندوب اليمن في مجلس الامن انذاك المرحوم عبد الله الاشطل عندما داعبته قائلا: لقد كانت يدك التي رفعتها في وضع ممتنع عن التصويت هي سبب كل البلاوي التي اصابت الشعب اليمني بعد ذلك ولعل ابرزها ترحيل اكثر من مليون يمني من السعودية ودول الخليج! فأجابني ذلك الدبلوماسي العريق (الذي كان عميد كل سفراء الامم المتحدة) انه اتخذ ذاك الموقف وهو خطأ لانه لم يستطع الاتصال بالرئيس وان الذي رد عليه كان نائب الرئيس علي سالم البيض الذي اخبره انه لا يستطيع اتخاذ قرار والرئيس غائب في زيارة لمحافظة حجة وتعذر التواصل معه.. وكان الوقت ضيقا فقام هو بالامتناع عن التصويت عندما ادرك ان رؤساءه الاعلي في صنعاء يتهربون (لاسباب حزبية) فكل يريد الاخر ان يتحمل المسؤولية اي المؤتمر والاشتراكي ـ شريكي الحكم بعد الوحدة اليمنية، واستدرك الاشطل لو كنا اتخذنا موقفا كالموقف الكوبي الذي ايد القـــــرار الاول لانه يتلائم مع القانون الدولي حيث لا يجوز لدولة معينة ان تغزو وتحتل اراضي دولة اخري، ولم يؤثر عليها بعد ذلك انها اعترضت علي معظــــم القــــرارات التالية حتي قرار الحرب لانها رأتها لا تتناسب مع القانون الدولي!

[عدنان حافظ]

اما بالنسبة للموقف الشعبي الذي بدا ظاهريا مؤيدا للعراق فسببه ليس عامة واغلبية الشعب اليمني الذي لم يخرج منهم الا بضعة الاف ضخمهم الاعلام الرسمي وبعض القنوات التي تصطاد في الماء العكر ـ فلا يعقل ان بضعة الاف يمثلون اكثر من 16 مليون نسمة (سكان اليمن آنذاك) ـ ولكن سبب ذلك الموقف باختصار هم النخبة الانتهازية ، تلك الصفوة من رجالات السلطة وبعض المشائخ ورجال الاعلام والعسكريين الذين كانوا يستلمون مبالغ مالية ثابتة نظير تأييدهم لصدام وحزب البعث ـ برغم ان مجموع تلك المبالغ لا تعادل قطرة في بحر اموال الكويت التي وهبت للشعب واكرر للشعب اليمني وليس النخبة المذكورة سابقا ـ ولكن القرار والاعلام والصحافة والبروبنغندا في ايدي تلك النخبة وهي من صورت الموقف الشعبي كما ظهر للعيان وتعلمون ان عامة الشعب في كل الدول المتخلفة قبل اقطارنا العربية (عبد المأمور). نستنتج من ذلك ان الحكومة الكويتية قد شاركت بدون قصد فيما حدث! كيف؟ لقد كانت المساعدات الكويتية الضخمة تنفق علي المشاريع التي يستفيد منها الشعب لا النخبة وذلك عن طريق مكتب الكويت والخليج لمساعدة اليمن والجنوب وذلك عندما ادركت ان تلك المساعدات التي تسلم للحكومة اليمنية (كالمساعدات السعودية وبعض الغربية) يتم اختلاس نصفها او اكثر نتيجة لفساد النخبة السلطوية الانتهازية المذكورة اعلاه والتي زادت كراهيتها للكويت (برغم ملايين مساعداتها) التي لم تستطع القضم منها ـ ونكاية بالكويت ايد العراق تحت مسميات الوحدة العربية ولو بالقوة.. وقد حدث ان رددت علي احد اولئك مدعي الوحدة: وماذا عن موقف عبد الناصر الذي ارسل قوات عسكرية لحماية الكويت من تهديدات عبد الكريم قاسم بالغزو؟! هل صدام ومؤيدوه اكثر عروبة وقومية ووحدوية من عبد الناصر؟ ولهذا فالمنطق يقول ان معاناة الشعب اليمني خاصة بعد مرور اكثر من 14 عاما ليست مبررة لان قرار اي سلطة في الدول المتخلفة مثل بلادنا العربية ليس في يد الشعوب بل في يد الحكام.. يقول تعالي: ولا تزر وازة وزر اخري صدق الله العظيم اما بالنسبة للموقف السعودي فهو غير مفهوم بالمرة فقد كان عذرها سابقا عدم موافقة الحكومات اليمنية السابقة علي ترسيم الحدود وادعاءات اليمنيين ان اقاليم عسير ونجران وجيزان هي اراض يمنية محتلة منذ الحرب السعودية اليمنية عام 1932 وها هي الحكومة الحالية قد تنازلت عن تلك الاقاليم بل زادت عليها مناطق الثروة والوديعة والاراضي المحيطة بها مقابل وعود لم تنفذ حتي الان بتعويض اليمن باراض مساوية في مناطق صحراوية غير مأهولة ـ علي اساس المبدأ الذي ارتضاه الطرفان وهو: لا ضرر ولا ضرار والان ابتدعت الشقيقة الكبري قضية جديدة هي ان الاسلحة التي تستخدم في التفجيرات داخل السعودية تتهرب من الاراضي اليمنية ـ متناسية انها اول واكبر داعم لشراء القبائل اليمنية لجميع انواع الاسلحة منذ مناهضتها لثورة سبتمبر وكانت وراء دعم الاحزاب والجماعات اليمنية المعارضة لنظامي ما قبل الوحدة ودورها المعروف والواضح في ضخ مختلف انواع الاسلحة للانفصاليين في حرب الانفصال في صيف 1994 كما انها تدعي بأن هناك سياسة سعودية حالية هي سعودة الاعمال والوظائف برغم من استمرارها في استيراد العمالة الاسيوية الرخيصة والتي تقبل بأي عمل مهما كان مستوي دنائته واذلال صاحبه، واحيانا تدعي انه بسبب حرب الخليج الاولي والثانية ومصاريفها وقعت هي ودول الخليج البترولية في عجز كبير في الميزانيات ـ برغم ان هذا قد تغير خلال السنوات الاخيرة والان هناك فائضا في تلك الدول حتي ان هناك مرسوما اميريا كويتيا بتوزيع فائض الطفرة الارتفاعية في سعر النفط في الاشهر الاخيرة علي افراد الشعب الكويتي!! حقا لا يعرف المرء ماذا يريد النظام السعودي ليس من اليمن فحسب ولكن من بقية الدول الصغيرة في الجزيرة والتي اجبرت بعضها مثل قطر والبحرين علي جلب قواعد عسكرية غربية الي بلادها كي تحميها من جبروت الشقيقة الكبري فأذا سلمنا بمنطقية المخاوف السعودية من الشقيقة الجنوبية ـ اليمن ـ بحكم الكثافة البشرية اولا والموقع الاستراتيجي ثانيا نتساءل عن مبررات مخاوفها من الشقيقات الصغري في الجزيرة ـ فمثلا ما هو الخطر الذي يمكن ان تشكله دولة لا يتعدي سكانها 800 الف نسمة كقطر علي السعودية حتي تقوم باحتلال اراضي قطرية بين قطر ودولة الامارات وذلك مباشرة بعد حرب الخليج الثانية برغم ان وحدات عسكرية قطرية قاتلت بجانب الجيش السعودي ـ وذلك لتفصل بين قطر والامارات فهي لا تريد ان تتصل دولتان في الجزيرة مباشرة وعن غير طريقها ماديا علي الارض او سياسيا ـ وهذا ما كانت تريده في اليمن حيث كانت وربما ما زالت تأمل في حصولها علي منفذ الي البحر العربي ـ وقد عملت علي تحقيق هذا الهدف منذ سنوات طويلة وذلك بالدعم وبكل الوسائل علي نمو النزعة الانفصالية لدي ابناء محافظة حضرموت اولا للفصل بين اليمن وعمان (بسبب خصوصية الانتماء الازدي اليمني بين عمان واليمن) وثانيا: لزرع شوكة اخري في خاصرة اليمن وثالثا: للاستحواذ علي الثروتين المائية والنفطية في هذه المحافظة. وسأروي لكم هنا مشاهدة لي تؤكد ما اقوله، ففي عام 1979 مررت بمدينة الرياض في طريقي للدراسة بالقاهرة وقد حدث ان طالت مدة اقامتي عن غير المسموح بها ـ بسبب توقف حركة الطيران علي اثر حركة تمرد جهيمان المعروفة ـ فذهبت الي دائرة الجوازات هناك طالبا تمديد اقامتي بضعة ايام حتي تفتح المطارات.. وحقا لقد صعقت مما رأيته هناك؛ كان امامي ثلاثة طوابير امام ثلاثة شبابيك مكتوب علي الاول منها اليمن الشمالي والثاني اليمن الجنوبي والثالث حضرموت !! ولكل (مواطن) من هذه الدول المزعومة الثلاث معاملة مختلفة في اجراءات فيزا الدخول والاقامة فالافضلية الاولي لابناء حضرموت حيث يمكن دخولهم الي السعودية برسالة تزكية من شيخ لقبيلة حضرمية حدودية او ضمان من شخص حضرمي معروف او يحمل التابعية (لاحظ التعبير ـ لا يقال الجنسية) السعودية ويعطي مباشرة اقامة شبه دائمة وبعد مدة معينة ممكن اعطائه التابعية للعائلة السعودية ويحظر بل يحرم علي ابن حضرموت ان يقول انه يمني فهو حضرمي (ويمكن يقول الاخ اليمني همسا انه يمني) في العلن.. كما قلنا سابقا بحسب سياسة تشجيع الانفضالية الحضرمية، ثم يأتي حاملو الجوازات اليمنية الشمالية (الجمهورية العربية اليمنية) حتي ولو كان اصله من المحافظات الجنوبية لليمن وذلك لانه كان هناك شبه تحالف بين نظام صنعاء المحافظ والمرضي عنه من الغرب والنظام السعودي ضد نظام عدن الماركسي (الكافر) والذي يعلن مطالبته علنا بالاراضي اليمنية المحتلة وكان يدعم جبهة تحرير عمان والخليج العربي ـ وكان حملة جوازات هذا اليمن الشمالي المزعوم يحصلون علي اقامة لمدة اربع سنوات وبدون كفيل ويمكنهم الاقامة ولو بدون عمل ـ ويأتي في المؤخرة حملة جوازات دولة اليمن الجنوبي المزعومة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) فحصولهم علي فيزا الدخول شبه مستحيل، وان دخلوا فعلي اساس ان لهم اقارب وعمل في السعودية ويمنحون اقامة لمدة عام واحد فقط ويطلب منهم كفيل ـ ولو كانوا من ابناء المحافظات الشمالية لليمن! يا للعجب.. طرحت مرة سؤالا علي احد اهم المسؤولين في الدولة قبل توقيع اتفاقية جدة لترسيم الحدود واثناء تأزم العلاقات اليمنية السعودية وتعثر المفاوضات بين لجنتي الحدود من الجانبين (تقريبا ابان حكومة الارياني) وقلت له: لماذا لا تعرضون الوحدة علي السعوديين بأي شكل ـ اندماجي، فيدرالي، كونفدرالي بدلا عن مطالبتها بأراضي هنا ومنافذ بحرية هناك اجابني ضاحكا: لقد عرضنا اكثر من ذلك.. بان يكون رئيس الدولة الموحدة سعوديا.. فأستغربت كيف يكون هدف مؤسس الدولة الملك عبد العزيز وتوحيد جزيرة العرب (كلها) رافعا لذلك راية التوحيد! والان ابناؤه يرفضون الوحدة سلميا وبدون حروب، وقد ادركت ان ابناء عبد العزيز لا يريدون التوحد مع شعب يبلغ تعداده ضعف (المواطنين) السعوديين حيث ان حوالي 50% من سكان السعودية اجانب، كما انهم ليسوا بكرم الشيخ زايد الذي قبل ان يدعم معظم امارات دولته الموحدة الفقيرة.. هذا كله بالاضافة للمشاكل الحدودية مع بقية دول الجزيرة فواحة البريمي كانت مع عمان و المنطقة المحايدة كانت مع الكويت والان هناك تعديات علي الاراضي العراقية.. لماذا كل هذه الاشكاليات المختلفة؟ ولماذا سياسة الهيمنة السعودية علي كل دول مجلس التعاون هل الثروة المفاجئة منذ اواسط الستينات اسبغت علي النظام السعودي صفات محدثي النعمة ـ بعد ان كانوا يعيشون علي ما يجود به حجاج البيت الحرام؟ وهل نجحوا في فرض هذه السياسة الاستعلائية علي شعبهم اولا ثم علي انظمة دول الخليج وشعوبها ثانيا.. حتي اصبح معيار الغني والفقر فقط لا العلم والاخلاق والدين والنسب والمصير المشترك هو الذي يحكم هذه السياسة؟ في الاخير انني انصح حكام السعودية الشقيقة ان يغيروا جذريا سياستهم الرعناء تلك قبل فوات الاوان وسيتبعها حكام بقية الخليج ـ كما انصح الرئيس اليمني بأن يعتمد علي امكانية بلاده وشعبه الذاتية، فقد نجحت بالتطور شعوب افقر منا.
كاتب من اليمن

[يتيم الشعر]

قرأت الموضوع وظللت أنتظر أن يأتي الحديث عن دول الخليخ الست إلا أنني لم أجد غير هجوم على النظام السعودي فقط ، باستثناء الفقرة الافتتاحية للموضوع

وسؤالي - باعتباري يمني - لماذا لا يرى اليمنيون لنفسهم مخرجاً غير استجداء دول الخليج
لماذا لا يحاربون الفساد المالي والإداري
لماذا لا يحاربون القات
لماذا لايحاربون العادات البائدة والمتخلفة
لماذا يسطو القوي على الضعيف وتعيث الفوضى في أرجاء اليمن
إلى متى تظل نظرة أبناء المحافظات الجنوبية لنظام الدولة على أنه نظام احتلال
وتظل نظرة أبناء المحافظات الشمالية لأبناء الجنوب على أنهم إما ملحدين أو فرصة سائغة ليأكلونها

حينما يستولي شخص مثل ابن الأحمر على أراضي في عدن ويأتي بصك ملكية لها فهذه أم المهازل
حينما يرأس الشيخ الأحمر البرلمان اليمني فيسخر كل مشاهد مما يراه من مهازل فهذه فضيحة
حينما يدخل أعضاء البرلمان للبرلمان وهم ممنطقين بالجنبية فهذا دليل على ان الزمان متوقف في اليمن من 1000 عام
حينما يتحارب الأخوة من أجل حفنة نقود فلا يمكن أن نطالب البعيدين أن يكونوا كرماء معنا
سمعنا أن عدن ستتحول لمنطقة حرة فتحولت لخرابة كبيرة
وسمعنا أن النفط سيغنينا فلم نزدد إلا فقراً
أسماكنا تباع مجاناً في اليابان والصين
وجزر حنيش وغيرها من الجزر السياحية والاسترتيجية يقطنها شعب مغلوب على أمره ، فقير لا يعرف من الحضارة شي

يجب ألا نلوم الآخرين على أخطائنا

[ابو رائد]

اذا تكلمنا عن النسب فالكثير ناسب ( الأوروبيين + والأمريكان ) وإن تحدثنا عن الجوار فالبعض منا جاور ( اسرائيل )

والقرب والبعد ياخي لا يتطلب منك استجداء و ( شحاذة ) الآخرين .

اليمن بلد كبير بثرواته وأبناءه فلماذا لا تصنعون دولتكم بأيدي أبناءكم وكفاكم استصغار امكانياتكم البشرية والطبيعية , وكأن توزيع العمالة على دول الخليج ستجلب لكم الخير وتصنع لكم مجدا .


اما بخصوص العمالة اليمنية
أخي مع احترامي لليمن الشقيق فاغلب العمالة اليمنية سببت لنا دوخة إقتصادية واجتماعية وأمنية رغم العدد الكبير من اليمنيين المحترمين اعرفهم ودرست معهم ويتمتعون بخلق ودين وثقافة.

اليمني مكانه الطبيعي اليمن.

[يتيم الشعر]

من كلام الأخ أبو رائد:
[line]
اما بخصوص العمالة اليمنية
أخي مع احترامي لليمن الشقيق فاغلب العمالة اليمنية سببت لنا دوخة إقتصادية واجتماعية وأمنية رغم العدد الكبير من اليمنيين المحترمين اعرفهم ودرست معهم ويتمتعون بخلق ودين وثقافة.
[line]

أظن أن اليمنين على وجه الخصوص هم أقرب الشعوب للسعوديين من جهة العادات الاجتماعية وأظن فيما ذكره أبو رائد تجنٍ ومبالغة ، وعلى سبيل المثال فالمرأة اليمنية إذا شاهدتا في الشارع لايمكن أن تميزها عن المرأة السعودية فهذا مظهر من مظاهر تطابق أو تشابه الأعراف

وأما الدوخة الاقتصادية فمن ينكر فضل التجار اليمنيين والعمالة اليمنية على السوق السعودي مخطئ جداً وانظر إلى المنطقة الغربية لتعرف حجم التجارة التي بناها اليمنييون في هذه البلاد وغني عن الذكر أن أول المصارف السعودية أسسه تاجر حضرمي وهو الشيخ سالم بن محفوظ وهناك أسماء كبيرة أخرى مثل بقشان ومحمود سعيد وبالبيد وغيرهم من أصول يمنية وقد تأثرت السوق جداً بغياب التاجر اليمني والعامل اليمني ، إن الأسواق على سبيل المثال قبل أزمة الخليج كانت تبدأ نشاطها من باكر الصباح لأن اليمني كان يصلي الفجر وبعدها بقليل يذهب إلى دكانه وأما الآن فالمحلات التجارية لا تفتح قبل العاشرة
وقد عرف العامل اليمني بأمانته أكثر من غيره ، أضف لذلك أن الباعة الآسيويين ومنهم نسبة كبيرة من المسلمين - اخواننا وعلى راسنا - لكنهم لايفهمون العربية بل وأصبحنا نكلمهم بالعربية المكسرة وأروا على أبنائنا

وأما الأخطار الأمنية فانظر لحجم تجار المخدرات ومن أي البلاد هم يا صاحبي

وأخيراً أحذر من مقولة خطيرة جداً وهي :
اليمني مكانه الطبيعي اليمن
وهذه من أخطر العبارات فنحن كمسلمين لا ينبغي أن نردد هكذا عبارة فالسعودي في اليمن ليس ضيف بل صاحب البيت والمصري في سوريا كذلك والسوداني في المغرب والعماني في لبنان ولاينبغي أن نترك حدوداً سياسية تفرق بين شعوب عاشت متاحبة ومتآخية

[ابو رائد]

لا أحد ينكر قرب الشعب اليمني من السعودي ولكن يا اخي العادات والتقاليد ماراح توكل عيش اليمن فيه ثروات طبيعية وسياحية وتاريخية فلماذا التركيز على مساعدات دول الجوار؟؟


لا احد ينكر ان اصول بعض التجار هنا يمنية لكن الآن مجنسين ونعتبرهم مواطنون وأغلب اصول العرب يمنية فهذا ليس موضوعنا ولا نعلق عليه شماعة ان تجار اليمن هم الرواد في الحجاز كما تتوهم !

وعبارة اليمني مكانه الطبيعي اليمن
هي عبارة قالها يمني صديق للعائلة ( كهربائي ) نتعامل معه منذ 30 سنه وله اولاد واحفاد وله معزه خاصة عند جدي وأبي .

واهلا وسهلا بكل يمني جاء لأكل لقمة العيش بشرف . ومن لا يستطيع تمثيل بلده فبيته له أحسن وأستر.

[بالعقل...بهدوء]

أوافق الأخ يتيم الشعر على ما قال.
وفي أقوال أبي رائد صحة وإن كانت مقولة "اليمني مكانه الطبيعي اليمن" يمكن أن يساء تفسيرها واستخدامها بالفعل وقد أحسن يتيم الشعر في توضيح ذلك.
والمقال فيما رأيت كان عتاباً أخوياً ولم يكن في التهجم على الأشقاء.

[الحـارق]

بارك الله في المتحاورين

يتيم الشعر

أبو رائد

بالعقل...بهدوء

وأخطاء اليمن لا يتحملها إلا اليمنيون..

وكل بلد مسؤول عن أخطائه..

ونعتز دائما بإخواننا اليمنيين..

ونشتاق دوما إلى صنعاء..

ونهفو إلى عدن..