مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 04-09-2004, 07:28 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

جزاك الله خيرا أخي أبا ذر، ولكن بمناسبة أنك حنبلي فعلماء الحنابلة القدماء لم يرخصوا في الصلاة في غير المسجد والأدلة الشرعية معهم قوية جدا...

ولا مانع من أن تطلع على المقالة التالية، لعل يكون فيها الجواب الكافي..
__________________
أبو سعيد
  #12  
قديم 04-09-2004, 07:31 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي الخطأ في حساب سعر العملة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

فلو أن شابا قد ولد في جزيرة بعيدة لا يتعامل أهلها المعاملات المالية إلا بالذهب فقط، ولا يعرفون أي شيء عن العملات الورقية ولا يعتبرونها قيمة مالية.. ثم سافر هذا الشاب إلى المملكة السعودية مثلا، وعاش فيها عشرين سنة ظل يجتهد ويجد ويتعب نفسه ويستغل جميع وقته وجهده لتحصيل الريالات، حتى استطاع تحصيل مائة مليون ريال..
ثم رجع إلى جزيرته وهو يتخيل أنه سوف يعيش أفضل حياة على الجزيرة بما معه من الريالات.. ولكنه عندما وصل أراد أن يشتري قصرا، فقيل له ماذا معك من ذهب، فقال معي ملايين الريالات سوف أشتري بها أفضل قصر في الجزيرة.. فقيل له إن كل ما معك لا يساوي شيئا عندنا، إننا لا نتعامل إلى بالذهب فقط.. فقال فأعطوني بيتا وخذوا ما معي، فقالوا أيضا: لا .. فقال فسأشتري به كوخا صغيرا حقيرا.. فقيل له: لا… فعاش في العراء… وأراد أن يشتري طعاما ليسد جوعته، فقال له صاحب المطعم كم معك من ذهب، فقال معي ملايين الريالات.. فقال صاحب المطعم: لا تساوي عندنا شيئا، لن أعطيك أي طعام.. وحاول أن يشتري رغيفا واحدا من الخبز كذلك، فلم يجد من يبيع له رغيفا واحدا.. فعاش في العراء والبرد والمطر والجوع والعري، فأراد أن يرجع ليغير ما معه من عملات إلى ذهب، فسأله صاحب المركب كم معه من ذهب، فقال: ليس معي أي ذهب، ولكن معي ملايين الريالات.. فقال له صاحب المركب كذلك: فلن تركب لأننا لا نتعامل إلا بالذهب فقط.. وهكذا عاش في الجوع والعطش والبرد حتى هلك…
فهذا، كل ما أخطأ فيه هو الخطأ في حساب سعر العملة…


الحياة التي نعيشها اليوم ليست هي الحياة الحقيقية، إنما هي معبر أو ترانزيت أو لجنة امتحان، أو فترة محددة مثل الغربة التي كان يعيشها صاحبنافي المثال السابق، أو فترة لتحصيل العملة المطلوبة للحياة الحقيقية وهي الحياة بعد الموت، أو الدار الآخرة…

والبعض أو قل جميعنا يخطئ نفس الخطأ الذي وقع فيه الشاب المذكور في المثال السابق، وهو الخطأ في حساب سعر العملة..
أي ينشغل بجمع مئات وآلاف وملايين الريالات واليورو والجنيهات [لا للدولارات لأنها في المقاطعة حتى تكف أمريكا عن حرب الإسلام وغزو بلاد الإسلام] … فإذا كان يوم القيامة، قيل: أين المتقون..؟؟ لم
يقل: أين أصحاب الملايين من الريالات؟؟ ولا أين من وصل إلى القمر والمريخ؟؟ ولا أين من اخترع أحدث الاختراعات؟؟

والعملة هنا هي الحسنات، والحسنات فقط، لا الجنيهات ولا الريالات والدينارات.. فمن معه هذه العملة استطاع أن يشتري في الجنة قصرا من ذهب، أو بيتا من فضة، أو خيمة من لؤلؤ.. على حسب ما معه من مقدار هذه العملة.. وأما من ليس معه هذه العملة، فيقول: أنا الذي عندي في البنك ملايين الجنيهات، فيقال له: هل معك من حسنات؟ فإذا قال: لا، يقال له: لا قيمة لك.. ويقول: أنا الذي وصلت إلى القمر، فيسأل: هل معك من حسنات؟ فإذا قال: لا، يقال له: العملة الوحيدة هنا هي الحسنات..
ويستوي في ذلك رئيس الشركة العالمية الذي من معه مائة مليون جنيه، مع صاحب محل الحلاقة الذي معه عشرة جنيهات، فكل ذلك يوم القيامة لا يساوي قيمة كلب ميت..

فحينئذ يتذكر كل واحد: لقد سمعت الأذان، ولكني انشغلت بجمع الدينارات والدراهم، عن الحسنات لأنني ظننت أن من معه جنيه يساوي جنيها، ومن معه عشرة جنيهات يساوي عشرة جنيهات، ومن معه نصف جنيه يساوي نصف جنيه.. ولكن اتضح لي الآن أن من معه حسنة يساوي حسنة، ومن معه عشرة حسنات يساوي عشرة حسنات، ومن معه ألف حسنة يساوي ألف حسنة.. ولم أذهب إلى المسجد لأنني نسيت أن العملة التي سوف أحتاجها لمعيشتي هي الحسنات التي أتحصل عليها من: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.. وكنت أسخر ممن يفعل هذا وينشغل عن جمع الجنيهات والريالات والدراهم والدينارات.. ولطالما سمعت أن الصلاة هي الفلاح في كلمات الآذان: حي على الصلاة حي على الفلاح، فقد كنت أسمعها في اليوم والليلة عشر مرات، ولكني لم أصدق، أو نسيت، أو كنت كالسكران لا يسمع ولا يعقل ولا يريد أن يسمع ولا يريد أن يعقل…

لقد أخطأت في حساب سعر العملة التي سوف تكون في الحياة الحقيقية… {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}..
__________________
أبو سعيد
  #13  
قديم 04-09-2004, 09:50 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي


سبحان الله

أصبحت الصلاة تخلفا عند البعض !!

يا كاتب الموضوع أنت تتكلم بمنطق ( البزنس ) وترى أن إغلاق المحلات وقت الصلاة تضيع عليك بعض الريالات , لذا أنت متحسر على النصف ساعه التي تقضيها وأنت تلعن في رجال الهيئة وفي البلد وثقافة البلد وكأنك أتيتنا من أفريقيا لتعلمنا الحضارة المزعومة وتنشلنا من التخلف والرجعية والإنغلاق ...

نعم بنظرك الصلاة تخلف ولا تحتاج لأكثر من خمس دقائق ولكن فروع البنوك التي تحفظ أسماءها ومواقعها تستاهل كل الوقت لتمتير شوارع الرياض طولا وعرضا للهث وراءها وتحويل الراتب وما إدخرته للدنيا الزائلة...

اذا لم تقتنع بفائدة أغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة فعلى الأقل إحترم ثقافة المجتمع السعودي والذي أجمع على إفتخاره بتطبيق شعائر الدين ظاهرة ولا نخجل من ديننا لا منك ولا من غيرك ياحنبلي زمانك ...

وأذكرك ونفسي بهذا الحديث

قال عليه الصلاة والسلام : [ لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم] متفق عليه .

وهذا

ويقول عليه الصلاة والسلام [ من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر] أخرجه ابن ماجة والدارقطني والحاكم بإسناد على شرط مسلم .
__________________
  #14  
قديم 05-09-2004, 08:40 AM
أبوذر أبوذر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 19
إفتراضي

إقتباس:
ولا نخجل من ديننا لا منك ولا من غيرك ياحنبلي زمانك ...



سامحك الله أتدعوني لأن أحترم عاداتكم وهذا ماتقوله هداك الله

الأخت العزيزة اللتي أرسلت الرد كان كلامها منطقيا ويدل على ثقافة صلبة وفقها الله لقد بينت لي الكثير من إيجابيات الصلاة لكن الجميع متفق على كون الصلاة أمر ايجابيا بدون أي نقاش

إخواني الأعزاء الصيدليات تغلق عندكم وحتى صيدليات المستشفيات وقد سألت الصيدليات التالية
- صيدلية مستشفى الدكتور سليمان الحبيب الطبي
- صيدلية مستشفى المملكة
- صيدلية عيادة الدكتور مشاري
فأخبروني مع استغرابهم من سؤالي بالطبع!

أيهما أهم انقاذ الأرواح أم الصلاة (إسألوا أهل الذكر قبل الرد)
أنا لن أدعوا لفتح دكاكين البيض والحلاقين والسباكين وقت الصلاة
أما أدعوا لفتح الأمور الضرورية كالصيدليات والمستشفيات ومحطات الوقود مع الحرص على أداء العمال الصلاة

أنا لست ضد الصلاة

وأرجوا يا إخوتي
المسلمين أن تحسنوا الظن بي فأنا ماأتيت للمملكة إلانفورا من الفحشاء في بلادي وحبا لأن أتقرب من بيت الله ومن قبر رسوله الطاهر
فلهذا فقد أخطأ من ادعى أني الهث وراء الأموال في البنوك (راجع ما كتبته انت وما كتبته أنا)

وادعوا لي بالهداية

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 05-09-2004 الساعة 01:39 PM.
  #15  
قديم 05-09-2004, 09:50 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Lightbulb

الله يهديك...
__________________
  #16  
قديم 06-09-2004, 09:35 AM
الحنين الحنين غير متصل
على أكفّ الخيال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 2,208
إفتراضي


فلتأتوا يا من تحاربون المملكة وانظروا لما يحصل

عموما اختي اليمامة جزيتي خيرا لدررك الفذة التي نطقتِها
__________________
  #17  
قديم 13-09-2004, 03:55 AM
أبوذر أبوذر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 19
إفتراضي

هداني الله وإياكم

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 13-09-2004 الساعة 06:54 AM.
  #18  
قديم 13-09-2004, 10:14 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي خطأ تقييم في المعرفة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..

يحكى أن رتبة كبيرة في الشرطة كان يركب سيارته مع بعض أصحابه ويلبس لبسا عاديا.. فأراد هو وصاحبه دخول الخلاء، فوجدا مخفرا للشرطة… فقال لصاحبه ادخل معي هنا للدخول في دورة مياه المخفر…
وعند الباب سألهما الشرطي: أين تذهبان؟؟ ممنوع الدخول هنا.. فرد الرتبة الكبيرة: سوف ندخل دورة المياه… فضحك الشرطي وسخر منهما وقال: هل فتحناها دورة مياه؟ هذا قسم للشرطة يا ناس، أما عندكما أي نظر، اذهبا فورا وإلا سلطت عليكما سلاحي، ممنوع الدخول، وأخذ يسخر ويضحك ويسب كيفما شاء، اذهبا أيها الكذا والكذا… ثم قال له الرتبة: أما تعلم من أنا؟؟؟ قال: ومن تكون؟ وزير الداخلية، وأخذ يضحك ويسخر… ولكن عندما أخرج له الرتبة كارنيه الشرطة، وتبين للشرطي أنه رتبة كبيرة، حينئذ اصفر وجه واخضر واحمر واسود ثم ازرق.. ووجل قلبه كما توجل قلوب المؤمنين لذكر الله، واقشعر جلده كما يقشعر جلد الذين يخشون ربهم عند سماع كلامه… وكاد يسقط على الأرض من الرعب… ثم قال لهما: أنا لم تربيني أمى التربية الصحيحة، أنا حمار، أنا سافل، أنا كذا وكذا… أرجو أن تسامحني، أرجو أن تعفو عني يا بيه…

والسؤال هنا: لماذا تغيرت معاملة الشرطي للرتبة على الرغم من أن كليهما لم يتغير في قوته ووظيفته…؟
والإجابة وهي النظرية التي أقصدها هنا: أن معاملة من تعامله تختلف على حسب معرفتك لقوته ومكانته…


وتطبيق هذه النظرية علينا.. ولله المثل الأعلى… عندما نسمع النداء للصلاة يختلف رد الفعل باختلاف معرفة البشر بربهم… فالبعض تراه يغلق جميع أعماله وينهي جميع مشاغله، ويلغي جميع مواعيده.. ويذهب إلى الصلاة بنشاط غير عادي فرح مسرور، لأنه سوف يلتقي بمن يعرف جيدا، إلى الملك الذي خلقه وخلق السماوات والأرض ورباه وأطعمه وسقاه وشفاه وهداه..
وآخر يستهتر ويستهزئ بالذين يذهبون للصلاة ويغلقون دكاكينهم وأعمالهم، ودنياهم الحقيرة التافهة، ويذهب إلى الصلاة ولكن وهو كسلان..

لماذا يختلف رد فعل البشر؟؟ لاختلاف معرفة البشر بمن يطلب منهم الحضور للقائه… فالأول علم أن من يناديه هو من بيده ملكوت كل شيء، خالق كل شيء، بكل شيء عليم، على كل شيء قدير، بيده ناصية كل دابة، وما من دابة إلا عليه رزقها، الذي خلقنا فهو يهدينا والذي هو يطعمنا ويسقينا والذي يميتنا ثم يحيينا والذي جعل الشفاء بالدواء أو بدون الدواء، بالصيدليات أو بدون صيدليات، فهو خالق كل شيء: الأطباء والصيادلة والصيدليات والأدوية… منجي إبراهيم من النار بلا ماء، مغرق فرعون بالماء الذي نجى به موسى عليه السلام.. لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.. من يملك الرزق والشفاء والهداية والقوة وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه هو أغنى وأقنى، بيده الغنى والسعادة والضحك والبكاء والموت والحياة..
والثاني: كالسكران الذي ظل يسخر من رئيسه وحاكمه وهو لا يدري أن ذلك قد يسبب له المشاكل والمتاعب.. وكلنا لا يسلم من ذلك..


وهكذا: الخطأ في المعرفة يؤدي إلى الخطأ في ترتيب الحياة والمعاملة..
__________________
أبو سعيد
  #19  
قديم 14-09-2004, 01:11 AM
أبوذر أبوذر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 19
إفتراضي

مادام هذا هو الإسلام
هذا دين اليسر
ومادامت ردودي جلها إما أن تلغى من قبل هيئة الرقابة بالمعروف الموقرة
فليس بإمكاننا الحوار
سأذهب الى منتدى تكون الحرية فيه أن يتكلم الطرفان وليس الطرف ال(((((فلاني))))) فقط
وبهذا أكون أرحت الكثير فبورك في نقاش جماعة كلهم على رأي وإياكم أن تناقشوا بقية الشوافع والحنابل فنحن (وكما قيل للنبي) نسحر الناس


وأتمنى أن تتحلى إدارة الموقع بشيئ من الشجاعة وتترك لي هذا الرد فقط وأن لا تلغيه كما ألغت الكثير في الماضي



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشرف

ذكرنا لك سابقا في أكثر من موضوع
أن الجدل في الأمور الطائفية والمذهبية والشعوبية ممنوع هنا
وآن لنا أن نرقى بحواراتنا بعيدا عن هذه الأمور

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 14-09-2004 الساعة 01:59 AM.
  #20  
قديم 20-09-2004, 07:05 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد، فيحكى أن:

كانت ليلى ترسل كل يوم طعاما شهيا لقيس، فتغير الخادم الذي كان ترسل معه الطعام، فأخذ الخادم الجديد الطعام وذهب يسأل عن قيس، فانتهز لص هذه الفرصة فقال له: أنا قيس.. فكان كل يوم يأخذ الطعام، ويعطيه للص بدلا من قيس.. وفي ذات مرة أرادت ليلى أن تختبر حب قيس لها، فقال للخادم خذ هذا السكين وقل لقيس إني أريد قطعة لحم من جسدك.. فذهب الخادم وكالعادة قال اللص له أنا قيس، فأعطاه السكين، فقال اللص: ما هذا؟ أين الطعام؟ فقال الخادم: إن سيدتي تقول لك إنها تريد قطعة من جسدك فاقطعها بهذه السكين.. فحينئذ بهت اللص ثم قال للخادم: أنا لست قيسا، أنا اسمي كذا وكذا، وأما قيس فهو الشاب الذي يجلس هناك، وأشار إلى قيس الحقيقي… فذهب الخادم إلى قيس فقال له: إن سيدتي تريد قطعة من جسدك، فقال قيس له: اذهب إليها وقل لها من أين مكان تريدين؟ من يدي أم من رجلي أم من قلبي أم من كبدي أم من عيني؟..
فهذا الاختبار قد كشف قيس الصادق من قيس الكاذب.. أو قل المحب الصادق من المحب الكاذب.. فالكاذب رفض أن يضحي، والصادق قال: أنا على استعداد للتضحية وبالوسيلة التي تريدينها يا ليلى..


والمقصد من هذه القصة هو تأصيل نظرية وقاعدة، وهي أن من أحب أحدا أو شيئا فإنه يكون على أتم الاستعداد للتضحية من أجله، ولو بقطعة من جسده.. وعلى استعداد أن يتحمل من أجله المشاق والمتاعب..

فإذا أردت أن تعرف ما هو أحب شيء إليك، فاعمل هذا الاختبار لنفسك، أي راقب تصرفات نفسك وتفكيرها.. ما هو الشيء الذي تضحي من أجله وتصرف فيه وقتك وعمرك وتفكيرك..؟؟ فيكون هذا الشيء هو محبوبك معبودك..


نحن نرى أن أحدنا يمكن أن يسافر إلى بلد غريب ويذوق ألم الغربة عدة سنوات ويهجر أهله وأصحابه وربما أيضا زوجته وأولاده من أجل تحصيل الدنانير والدراهم…

ونرى كذلك في بعض البلاد العربية الإسلامية التي نشر فيها عملاء الصهيونية الهوس الكروي، أو الخبل الكروي، البعض قد يذهب إلى المباراة قبل موعدها بعدة ساعات لينال ثواب الصف الأول [الصف الأول هنا ليس في الصلاة وإنما في الاستاد]

ولي صديق تزوج فتاة فأحبها، وكان قبل الدخول يزورها في قريتها التي تبعد عن قريته مسافة، وكان بين القريتين صحراء، فحكى لي أن الذئب قد طلع عليه يوما في الصحراء بعد أن تعطلت سيارته..

فمشاعر النماذج السابقة هي الحب الشديد الذي يؤدي إلى أن يغير المرء حياته ونظام معيشته من أجل من يحب.. والحب الذي يتحمل من أجله من يحب المشاق والمتاعب شدائد الأمور، ولا يسأم ولا يضجر ولا يمل بل يحب المشقة لأنها سوف توصله إلى محبوبه…


وكانت هذه المشاعر عند الصحابة الكرام أيضا، بنفس المقدار، ولكنها كانت في حب الدين وأعمال الدين وحب الآخرة وأعمال الآخرة..
فنرى بضعهم يترك أمواله ليهاجر، وبعضهم يترك زوجته وعياله، وبعضهم يترك كل شيء من مصنع أو متجر أو شركة أو [محل حلاقة] ليدعو إلى الله عز وجل في بلاد الفرس والروم… وإذا طالبهم القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم بذلك:{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}(التوبة).. {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستخلف قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}(التوبة)… {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} (التوبة24)
لم يجلسوا في مكانهم ويقولوا مثلما نقول: الدين يسر، إن الله غفور رحيم…

فهم يتركون من أجل ما يحبون، كما نحن نترك من أجل ما نحب.. ولكن الفرق ههنا هو في: ما هو الأمر الذي كانوا يحبون فمن أجله يضحون؟ وما هو الذي نحب ومن أجله نضحي.؟



نحن لسنا على استعداد أن نغير من أمور حياتنا ودنيانا أي شيء ولو صغير من أجل الدين، ولا نريد أن نضحي بأي شيء من أجل الدين..
والخلل ههنا في أن قيمة الدين عندنا رخيصة، وقيمة الأموال والمساكن والدنانير والدراهم والزوجات والأولاد والمراكب والمصايف ثمينة… فلا يمكن أن نترك ما هو رخيص عندنا من أجل ما هو ثمين في قلوبنا..

أما الصحابة فعلى العكس تماما.. الدين شيء ثمين، والدنيا شيء رخيص، فتركوا الرخيص من أجل الثمين..

نحن لسنا على استعداد أن نفرغ للدين وللآخرة عاما كاملا، ولا شهرا كاملا ولا يوما كاملا، لتعلم العلم الشرعي والتفقه في الدين أو لعبادة أو لدعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام وتعريفهم بالله..
ولكننا على أتم استعداد أن نفرغ للدراهم والدنانير والزوجة والأولاد والمصايف أياما وشهورا وأعواما بلا سأم ولا ضجر ولا ملل.. ولا نقول: المصايف يسر لا تتعب نفسك لحصيلها، الدنانير والدرهم يسر لا تفرغ كثير من الوقت لجمعها، الزوجة والأولاد يسر لا تضيع وقتك معهم..


عندما واصل النبي صلى الله عليه وسلم الصيام في رمضان، وجد أن الصحابة رضوان الله عليهم يواصلون مثله، دون أن يأمرهم بذلك..
ولما نهاهم عن الوصال… لم يقولوا مثلما نقول عندما نريد أن نهرب من أي تكليف شرعي: لعل ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم، ما لنا وهذا الأمر، نحن لم نؤمر بذلك، بركة يا جامع، لا يعنينا هذا الأمر.إلخ….
ولكنهم قالوا: إنك تواصل.. أي إن أمر الدين هنا يأخذونه بنشاط ومحبة فلذلك يتحملون المشاق من أجله… ولا يسمحون لأنفسهم أن يسبقهم أحد بعبادة إلى الله عز وجل، فهذا هو مجال التنافس والتسابق والفرار..

أما نحن الآن فنتسابق على أي شيء دنيوي وله نعلن النفير العام، ونوجه كل طاقاتنا وقوتنا ومالنا لأمور الدنيا بنشاط ومحبة وإن كان فيه بعض المشاق والتعب والإرهاق لأننا نحب ذلك… فإذا جاء أمر الدين ووجدنا أنه سوف يغير بعض حياتنا وقد يمس بعض أمور ديننا قلنا: الدين يسر، لم يأمر الله بهذا، أأنتم أفضل عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم.. إلخ هذا الكلام الذي كله تثبيط وتكاسل وتثاقل…

إننا والحمد لله عندنا دين مثلما كان الصحابة عندهم دين، ولكن الفرق أن الدين عندنا شيء هامشي في الحياة، لا نقدمه على أي أمر من أمور الدنيا، بل نؤخره على جميع أمور الدنيا ولا نضحي بشيء من دنيانا لأجله أبدا… وأفضلنا من جعل الدين كالعباءة أو الجلباب الذي يلبسه في رمضان، فإذا انقضى رمضان انقضى نظام الدين، وتحولنا إلى نظام الدنيا وإن كان مخالفا لنظام الدين..

أما الصحابة الكرام فلم يكن الدين عندهم شيئا خارجيا عن جسمهم، لقد كان الدين عندهم كما ورد:"دينك دينك لحمك دمك" لقد كان مثل دمهم ولحمهم لا يفرطون في أي شيء منه كما لا يفرط عاقل في أي شيء من لحمه ودمه…
__________________
أبو سعيد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م