من ضلالات الحشوية
من ضلالات الحشوية
الوهابية خوارج العصر أصحاب فقه سطحي عقيم في الدين وغيره، وذلك لضيق أُفقهم وقلة معرفتهم، فالجهاد لديهم قتال المسلمين بحجة أنهم أهل شرك وبدعة، والعقيدة عندهم تتمحور حول القبور وتفسيق من يزورها ووصمهم بجريمة الشرك، وأن الله موجود في السماء، وبناء عليه فمن قال بدوران الأرض فهو ضال مضل يريد تخريب العقيدة السلفية! فيتأولون العرش والكرسي تأولاً حسيا، ولو وافقنا هؤلاء جدلاً على ما يقولون، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يقول في آية يرددونها ليل نهار {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْض} فكيف إذا كان الكرسي حسياً يُحَدُّ الله سبحانه وتعالى بالسماء وكرسيُّه قد وسع السماوات والأرض بنصِّ الكتاب العزيز؟! ولولا أن هؤلاء ينمِّقون كلامهم بشيء من القرآن لما اكترثنا بالرد عليهم، ولكن لنبعد كتاب الله سبحانه وتعالى عن تأويلات المبطلين فإننا نورد ههنا جواباً مقتضباً واضح الحجة ناصع البرهان لسماحة الشيخ أحمد ابن حمد الخليلي لسؤال هذا نصه:
س.ما قولكم فيمن احتج بقوله تعالى {بل رفعه الله إليه} كدليل على أن الله موجود في السماء؟
ج. ليس قوله هذا من الصحة في شيء فإن إبراهيم عليه السلام حكى الله عنه قوله {إني مهاجرٌ إلى ربي} مع أنه هاجر إلى بلاد الشام، فهل معنى ذلك أن الله كان ببلاد الشام مستقراً؟ وكذلك جاء في الحديث الصحيح (إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق أمام وجهه فإن الله بينه وبين قبلته)[1] وهل معنى ذلك أن الله مستقر بين يدي كل مصلٍّ؟ كلا وإنما كلام العرب فيه الحقيقة والمجاز، وقد أنزل الله بهما القرآن ووردت بهما السنة، فقوله تعالى {بل رفعه الله إليه} يدل على التقريب والتكريم، وهذا كما يقال في الذي يموت من الصالحين نَقَلَه الله إليه، والله أعلم.
[1] رواه الربيع بن حبيب في الجامع الصحيح من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ورواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد ومالك وغيرهم بألفاظ متقاربة من طريق ابن عمر رضي الله عنهما.
|