دولة الخليج الموحده

[حنظله]

بداية أرجو أن يفهم الجميع أن هذه المقلة انما تمثل وجهة نظري الشخصية ولا أقصد الاساءة الى أحد، وهذا التوضيح فقط كي أوفر على البعض هجومه علي بتهم معلبة نحفظها سلفاً.

لا تو جد دول تحوي من الترابط والتشابه الذي يصل الى حد المطابقة أكثر من دول الخليج العربية مما يجعلها مهيأة بشكل تلقائي للوحدة الشاملة والتامة ،ولكن هذا لم يحدث رغم مرور 30 عاماً تقريباً على استقلال آخرها، واذا عرف السبب بطل العجب.

لكي تنشأ وحدة أو كونفدرالية بين دولتين أو أكثر من الواجب الحتمي أن تقوم على أسس راسخة لا تتزعزع ولا تتغير مع مرور الوقت بعوامل سياسية أو عواصف خارجية كانت أ داخلية، ويكمن هذا في أمرين:
1- أن تكون الكيانات غير قادرة على تحمل أعباء استقلالها لقصور عسكري في الدفاع أو خلل اقتصادي أو نقص في الخبرات والقدرات البشرية وما اليها ، فتتحد لتشكل تكاملاً وتكافلاً يمنحها الحد الأدنى من متطلبات الدولة الحديثة ، ومثالنا على هذا دولة الامارات العربية المتحدة . فرغم التباين والتنافر بين سياسات كل امارة وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، الا أنها ظلت وستبقى قائمة لأن لا سبيل لنجاة كل امارة منفردة.


2- أن تكون نابعة من قناعات الشعوب وارادتها مما يعني ضرورة وجود أنظمة ديموقراطية حرة تعم كل هذه الدول ، شعوباً وحكومات على أن يكون لكل من تلك الدول نفس النصيب والحضور والاحترام ، لا أن تكون الهيمنة وبسط النفوذ فيها من الدولة الأكبر والأقوى، ويمكننا أن نستشف هذا جموعة الدول الأوربية –رغم اختلاف الأهداف- الا أنها حققت ما لم يحققه مجلس التعاون الخليجي الذي يراوح في مكانه بدون أي تقدم يذكر نظراً لمصالح سياسية خاصة بكل دولة ، وأنا عندما أقول دولة فإني أعني الحاكم فيها لأن الرأي العام الشعبي مغيب فتصبح مصلحة الحاكم الشخصية هي المصلحة الوطنية عينها.

وإذا أمعنا النظر في دول الخليج ، نجد أن سياسات حكوماتها متضاربة ، ففي حين تفرض السعودية وصايتها على البحرين التي تبدو كامتداد لها ، تماماً مثلما كانت الكويت تحت الوصاية العراقية أيام حرب الخليج الأولى ، ومثلما أصبح لبنان تحت الوصاية السورية ، ولا أعتقد أن السعودية تعجز عن ضم البحرين لها لولا أنها تجد أولاً أن وجود البحرين في الوضع الحالي يمثل متنفساً للشعب السعودي، ثانياً أن ضمها لا يزيد السعودية الا مشاكل سياسية مع البحرينيين وما تعانيه السعودية من مشاكل مع أهل المنطقة الشرقية لا يغريها بالبحرين ، في مقابل سياسة التوسع والهيمنة السعودية هذه نجد عمان وقطر تحاولان بكل الطرق تقديم فرض الولاء والطاعة لأمريكا وحلفائها حتى تحظى على الحماية والأمان السياسي، أما الكويت فما زالت منذ عقود تخشى المواجهة والخوض في نزاعات حتى لو كان هذا على حساب سيادتها على أراضيها ، وربما يكون موقعها الجغرافي يشجع على مثل هذا ، ولكن ليس الى هذه الدرجة التي وصلت الى درحة الذل و المهانة .

لن تستطيع الدول الخليجية أن تأخذ بالديمقراطية لأن هذا يهدد العروش القائمة ، وهي على كل حال دول قامت واستمرت الى الآن ، فمن المؤكد أنها تستطيع المواصلة في البقاء ولو بالانحناء للريح، ... لن يتغير الوضع مالم تتغير نظرة أصحاب الشأن الذين وضعوا هذا الخطوط الجغرافية للمنطقة ، وطبعاً هذا سيكون حسب مصالحهم وأهدافهم وليس علينا الا السمع والطاعة.