هدوء من فضلكم ....

[rainbow]

هدوء من فضلكم ..ممكن لحظة نتوقف فيها كلنا عن العراك والشجار ... بعد أن أصبحت هذه الخيمة أشبه بساحة القتال حيث تدار معركة يقتل فيها كل طرف الطرف الآخر دون هدف من القتال .... تكون الحرب بين طرفين وهنا المعركة بين كل طرف... وتكون الحرب من أجل النصر لكن هنا من أجل تدمير الخصم ...
فاق الأمر كل احتمال ... فليسأل كل منا نفسه قبل أن يشارك فى موضوع ....لماذا سأكتب فى هذا الموضوع ...هل لأننى أريد التوضيح واظهار الرأى الصواب أم فقط لأظهر أننى أفهم أكثر من غيرى ...ولو جاء هذا على حساب جرح زميل أو تسفيه عقل .......دعنا ننظر إلى ما يجمعنا قبل أن ننظر إلى ما يفرقنا...وما يجمعنا كثير ..أكثر بكثير مما يفرقنا ....

وجاء موضوع لبنان ... ليزيدنا فرقة وبعدا ... مع أن الموضوع محسوم لذوى الرأى والعقل السليمين ... هل من المعقول وجود عقول تفكر بهذه الدرجة فى هذا العصر ... ولن أدخل فى تفاصيل لأن الموضوع أخذ حقه وبانت نوايا وآراء معظم الأعضاء تقريبا ...

لماذا دائما يترك دمنا العربى كل هذا الأثر حتى فى حوارنا ...دائما لا نتقبل الرأى الآخر ... نهاجم الآخرين وأحيانا ننسى أنفسنا فيضيع فى هذا الهجوم كل معنى للحوار... وكل احترام لنا ولكل من حولنا ...

أحرى بالعالم كله أن يسخر منا ويضحك حتى يسقط على الأرض من سذاجتنا وهو يعلم حجمنا وقدرنا ... انظروا إلى الأعلى ولا تنظروا إلى ما تحت أقدامكم..... الى التكتلات الاقتصادية .....الاتحاد الاوربى ....النافتا ...الكوميسا.... وانظروا التحالفات العسكرية الناتو وغيرها ... أين نحن من كل هذا .... سؤال لى ولكم ... كيف اجتمعوا فى قلب واحد وجسد واحد ...أوربا مثلا لا تجمعها لغة ولا حتى دين واحد ولا جنس أيضا ... ومع هذا فالجميع وقف يدا واحدة ... وكيان واحد ... وعملة واحدة ... وجيش واحد...

أما نحن فبغض النظر عن كل من اللغة والدين وأيضا الجنس العربى .... لا نجتمع أبدا ... لماذا نكره بعضنا.... لماذا نتعارك دائما فى أول الحوار ...
أكيد كلنا تعلمنا فى مدارس مختلفة ولنا ثقافات مختلفة ...

منا من له ثقافة إسلامية .. فليراجع إذا أسس الحوار فى الإسلام وكما وضعها رسول الله ... وهو المعلم الأوحد والأول فى هذا الفن ...
كان يسبه الكفار فيبتسم لا جهلا ولكن حلما .......يبتسم فى وجه قاتله ... كان حليما إلى درجة لا توصف ... رحابة الصدر ...
كان يحاور بالحجة والدليل مثلما فعل مع يهود ... أين من يتبعه من قدوته وأسوته ....
فينا من تعلم فى مدارس الغرب ... عن الديمقراطية وحرية الرأى ...
إذا أين المشكله ... حاور كالغرب إذا ... قل رأيك ودع الآخرين يقولون رأيهم ...
تعرفون ما المشكلة ....المصيبة أننا نبدأ الحوار ثم ننسى بعد ثوانى ما الهدف منه ... فيصبح الهدف الاول والاوحد هو تدمير الخصم والقضاء عليه تماما ...
مع ان الاصل والغاية من الحوار هى الوصول الى الحق ومعرفة الصواب ...
لكن ان تفترض دائما انك على صواب وان الجميع مخطئون ... خطأ ...
الاصل انك تفترض انك على الصواب مع احتمال انك مخطا ... وتحاور لتقنع الاخرين برايك ... والا اقتنعت انت باالراى الآخر ........
هذه هى اسس الحوار ....السليمة ...