لا .. ليسو مدافعين عن الإسلام

[المشرقي الإسلامي]

بعد الحادي عشر من سبتمبر وبعد مشاهدة الناس علناً لما يتعرض له الإسلام من إها نة عن طريق الإعلام أولاً ثم الإجراءات الأمنية ثانياً ظهر أصحاب الغيرة والمدافعون عن الإسلام والذين وكأنهم لأول مرة يكتشفون أن الدين الذي يدينون به اسمه الإسلام ..، فاندفعوا للدفاع عنه في شمم وأول مرة يكتشفون أن الدين الذي يدينون به اسمه الإسلام ..، فاندفعوا للدفاع عنه في شمم وإباء ، وهم يقولون سماحةالإسلام وعظمة الإسلام ورحمة الإسلام ............ وكأنهم لم يعرفوا مبادئ الدين الحنيف إلا في تلك اللحظة فحسب، ولو كانوا يعرفون الدين الحق حق المعرفة لما أساؤا له هكذا إساءة.
كلام غير مفهوم ..ماذا تريد أن توصله لأذهاننا أيها الكاتب؟
أقول : إننا نفرح بكل من يدافع عن الإسلام لكن الذي لا نقبله هو أن يدعي الدفاع عن الإسلام من هو محسوب عليه ، وقد يكون عياذا بالله خارجاً عنه..
كثير من الذين يدعون الدفاع عن الإسلام هم من الذين خالفو الإسلام جملة وتفصيلاً وجاؤا لينتقوا من الإسلام ما يوافق أهواءهم ، فهم كثير منهم من العلمانيين أو الاشتراكيين الذين أمضوا العمر حرباً على الذين ، ثم إذا ما وجدوا الناس يكتبون عن الإسلام ..كتبوا مع الكاتبين.
إنه ليسرنا أن نجد كل إنسان يكتب عن الإسلام قول الحق ، لكن هذه الفئة وهي منتشرة جداً في العالم العربي لا سيما مصر والشام هي التي تتحدث عن الإسلام وهي نفسها الي تتهم المسلمين بالرجعية وتتهم القائمين بنشر الإسلام بالتخلف والبراجماتية والتستر خلف ستر الإسلام..........إلخ
إذا مارجعنا لنعرف من هؤلاء لوجدنا أن الدين عندهم هو مجموعة من العبادات وأن الإسلام الذي يدافعون عنه هو من منظور واحد (الرحمة، السماحة، الحوار...) في الوقت الذي هم فيه يهاجمون الجانب الآخر(العزة، الجهاد ، القوة...) وهذ يدل على انفصام نظرتهم للإسلام، فهم لم ينظروا إليه كحلقة متكاملة(أخلاق، وعقيدة، وتشريع ،واعتقاد ، ومعاملات.......إلخ) هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن الإسلام تجد كثيراً منهم كاتباً في أخس المجلات الواقفة ضد المسلمين (روز اليوسف ،المصور ، أكتوبر، صباح الخير .............إلخ) من المجلات التي تعد عقبة حقيقية أمام انتشار الإسلام انتشاراً حقيقياً.
كلنا يحب الإسلام ويدافع عنه لكن الذي أريد توضيحه هوأن الذي يدافع عن الإسلام يجب أن نعطي نموذجاً رائعاً عنه في سيرته وكتاباته وأفكاره.......، لكن كثيرا ً من الذين يدعون الدفاع عن الإسلام الله أعلم ما إذا كانوا يصلون أم لا والله أعلم بغيرتهم على الإسلام ، بعض هؤلاء المدعين الدفاع عن دين ربي الحق الإسلام يؤيدون الكتابات التي جائت فيها استهزاء بالربوبية والنبوة وكل ما هو من صلب وألف باء الإسلام فكيف نقول هم مدافعون عنه؟
إن كثيراً من الذين يردون ويدعون الدفاع عن الإسلام ما الإسلام لديهم إلا شطيرة (ساندويتش)من المواقف التاريخية لصلاح الدين وغيرهم وبهارات من الإشراقات الروحانية وتوابل من صورة تراثية للمعمار الإسلامي واجهة الحضارة الإسلامية ..فحسب.هؤلاء الإسلام لديهم تراث فلكلوري تراث قومي ليس أكثر،لا دين له حاضر وامتداد ، وإنما هو للمفاخرة والتباهي .بعض هؤلاء الذين يكتبون دفاعاً عن الإسلام يفعلون ذلك لسبب من ثلاثة –غالباً-:
-أن يداروا به حقيقة مواقفهم العدائية للإسلام والمتمثلة في معتقداتهم الحقيقة وأفكارهم التي يسعون لتتطبيقها.
-أن يسايرو الموجة فلا يقال عنهم من الشاذين.
- أن يصفوا حسباتهم مع الغرب في النقاط التي يختلفون معهم فيها ، كما هم بذلك يحاولون التعالم وإدعاء معرفتهم بكل شيء .. حتى الإسلام.
ولو نظرنا لهؤلاء لوجدناهم عبّاد أبطال يحاربهم الإسلام كنجيب محفوظ وطه حسين وبحر لا آخر له من رجالات الغرب ولوجدناهم أعداء ً لكل الدعاة الذين ظهروا حديثاً و السابقين عليهم.
الإسلام أصبح الكعكعة التي يريد منها كل فرد نصيبه ، فالفرد الاشتراكي يدافع عن الإسلام دين الفقراء والعدل والمساواة ، ورأس المالي يدافع عنه باعتباره دين الحريات والحقوق، والمتطرف الإسلامي يدافع عنه باعتباره ديناً جاء لتداول السلطة .
نرحمب بكل من يدافع عن الإسلام لكن لكي لا نغتر به علينا أولاً معرفة نهجه ومساره ، وأعماله ، وتاريخه ، والمجلة التي يكتب بها ..حتى يتبين لنا ما كان مدافعاً عن الإسلام ... أم واحداً ممن يسيرون في الركب فقط؟