مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #41  
قديم 27-04-2002, 01:03 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

ثالثاً :
سأنقل هنا نموذجين من العرض والتحليل لنرى كيف يصبان في صميم القضية بالإعتماد على الأساس السليم (ليس كما فعلت أنت أخي الكريم ) ...
النموذج الأول : من كتاب ((( نظرة عابرة إلى الصحاح الستة ))) تأليف ( عبد الصمد شاكر ) وهو كما يظر لي من أهل السنة والجماعة ، وإختياري له من باب وشهد شاهد من أهلها... سأورد لك بعض كلامه مع إختلافنا معه في بعض ماجاء فيه:
((

منع النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة

(16) عن ابن عباس قال: لمّا اشتدّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: «ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده» قال عمر: انّ النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط.
قال: «قوموا عنّي، ولا ينبغي عندي التنازع».
فخرج ابن عباس يقول: انّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه(صحيح البخاري رقم 114 كتاب العلم).

(17) وعنه: لمّا حُضِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلمّوا اكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده» فقال بعضهم: ان رسول الله قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلمّا اكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « قوموا(*)... ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم، ولغطهم(صحيح البخاري رقم 4169 كتاب المغازي).

(*) اخرج البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة عن ابن مليكة: كاد الخيران ان يهلكا أبو بكر وعمر لمّا قدم على النبي (ص) وفد بني تميم اشار الى احدهما بالاقرع بن حابس التميمي الحنظلي اخي بني مجاشع، واشار الآخر بغيره، فقال: ابو بكر لعمر: انّما اردت خلافي، فقال عمر: ما اردت خلافك، فارتفعت اصواتهما عند النبي (ص)، فنزلت: (يا ايّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم).
ونقله في كتاب المغازي عن عبدالله بن الزبير بلفظ آخر وفيه: حتى ارتفعت اصواتهما فنزلت في ذلك: (يا ايّها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله) حتى انقضت.
أقول: مع الاَسف انّ عمر لم يتأدّب بتأديب الله حتى آخر ايام حياة النبي (ص)، فرفع صوته فوق صوت النبي (ص)، وقدّم بين يدي الله ورسوله، ومنع من امتثال امره، وقال: حسبنا كتاب الله.

(18) وعنه ما يقرب من سابقه بتفاوت ما، وفيه: وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب... «لا تضلوا بعده».
فقال عمر: انّ النبي قد غلب عليه الوجع... ومنهم من يقول ما قال عمر..( صحيح البخاري رقم 5345 كتاب المرضى).

(19) وعنه أيضاً مثل ما مرّ آنفاً(صحيح البخاري رقم 6932 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة).

(20) وعنه: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتّى خضّب
دمعه الحصباء، فقال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال: «ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً» فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قال: «دعوني، فالذي انا فيه خير مما تدعونني اليه» وأوصى عند موته بثلاث: «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم، ونسيت الثالثة»( صحيح البخاري رقم 2888 كتاب الجهاد).

(21) وعنه مثل سابقه بتفاوت، ففيه: «ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً»... فقالوا: أهجر استفهموه؟ فقال: «ذروني...» فأمرهم بثلاث... والثالثة خير، إمّا ان سكت عنها، وإمّا ان قالها فنسيتها(صحيح البخاري رقم 2997 كتاب الجزية).

(22) وعنه: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: «ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً» فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر استفهموه، فذهبوا يردون عليه، فقال: «دعوني...» واوصاهم بثلاث... وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها(صحيح البخاري رقم 4168 كتاب المغازي).

أقول: فهذه سبعة موارد كرّر البخاري الحديث في كتابه بالفاظ مختلفة، ولا يفهم من هو الذي غير الاَلفاظ فانّ ابن عباس حكى واقعة واحدة لسعيد بن جبير (4168 و2888 و2997)، ولعبيد الله بن عبدالله بن عتبة (114 و4169 و5345 و6932)، ولا يبعد انّ عبيد الله ـ لمكان فقهه
وعلمه ـ اصلح الرواية بما يخرجها عن الغلظة والشدة، فيخفف السؤال والايراد عليها، ويحتمل انّ التغيير والتعبير عن «الهجر» بغلبة الوجع من صنع البخاري كما اشرنا اليه في المقدمة، والله العالم(واما البكاء، فلا اختلاف فيه، لامكان ان ابن عباس بكى عند سعيد ولم يبك عند عبيد الله، وهذا واضح) (انظر صحيح مسلم 11: 90 كتاب الوصية).

وخلاصة الواقعة: انّ النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته طلب من جماعة من أصحابه الحاضرين في بيته شيئاً يكتب فيه كتاباً لا يضلّ الاَُمّة بعده أبداً، فقال: عمر وغيره (رض): انّه يهجر ويهذي، وعندنا كتاب الله وحسبنا (فلا نحتاج الى كتابه صلى الله عليه وسلم فلا تقرّبوا اليه شيئاً يكتب فيه الكتاب) فاختلف الحاضرون بين مؤيّد لقول صلى الله عليه وسلم وبين مؤيّد لقول عمر ( رضي الله عنه )، فتنازعوا بينهم حتّى كثر اللغط بينهم، فتأثّر النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم من الحال فطردهم من بيته بقوله: «قوموا عني أو دعوني» ثم أمرهم بثلاث لم يذكر ابن عباس أو غيره ثالثها.

(يتبع)

آخر تعديل بواسطة shaltiail ، 27-04-2002 الساعة 01:08 PM.
  #42  
قديم 27-04-2002, 01:04 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

إذا تقرّر ذلك فها هنا أُمور:

1 ـ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب بيده ليكون الحديث دليلاً على قدرته على الكتابة بعد النبوة بإفاضة من الله سبحانه وتعالى ـ وان كان قبلها لا يتلو من كتاب ولا يخطه بيمينه ـ أو يامر أحداً من الحاضرين بالكتابة؟ فيه وجهان. وربّما يأتي بعض الكلام حوله في المقصد الثاني.

2 ـ ما هو الموضوع المهم الذي أراد النبي أن يكتبه في تلك الحالة ولا يرى أن يكتفي بالبيان القولي، فهل كان امراً جديداً لم يبيّنه لاَُمّته الى ذلك اليوم، او بيّنه لكنّه أراد كتابته في آخر أيام حياته تأكياً وتخليداً له؟
العقل يحكم بالوجه الثاني؛ لاستحالة اخفاء النبي أمراً لا تهتدي الاَُمّة بدونه، ورضاه ببقاء الناس على الضلالة مساوق لابطال رسالته ـ وهو كما ترى ـ إلاّ ان يدفعه أحد بما يجيء في الاَمر الرابع والسادس.

3 ـ مع الغض عن الاَمر الثاني، يخطر في اذهاننا ما هو هذا الاَمر العظيم الذي تقع الاَُمّة بعده في الضلالة حتى مع الكتاب والسنّة؟
هل كان الاَمر الحاضر في ذهنه صلى الله عليه وسلم من مباحث التوحيد أو المعاد أو شيء من المعارف الاعتقادية فهذا شيء بعيد غايته، فإنّ الاركان الاعتقادية والاَُصول الدينية قد تقرّرت في الكتاب والسنّة في حياته، ولم يبق شيء منها يشترط في صحة الاسلام أو الايمان، مع ان المناسب على هذا الاحتمال لزوم التعبير بـ: «لا تكفرون بعدي» مكان «لا تضلّون بعدي».
وهل هو من مباحث الحلال والحرام وتفصيل أحكام المسائل الجزئية الفرعية؟ وان شئت فقل تكميل الفقه وبيان فروعه؟ لكنّه غير محتمل؛ لاَنّ بيانها كان يحتاج الى زمان طويل وكتاب مبسوط قطور.
ثم أقول: هذا المخزون في ضميره صلى الله عليه وسلم ليس من أُصول الدين ولا من فروعه؛ لاَنّ الله سبحانه اخبر قبل ذلك اليوم بثلاثة اشهر ـ بزيادة ايام أو بنقيصتها ـ مخاطباً الاَُمّة الاسلامية: (اليومَ أكملتُ لكُمْ دينكُمْ وأتممتُ عليكُمْ نعمتي ورَضيتُ لكُمْ الاسلامَ ديناً)، والدين عبارة عن الاَُصول الاعتقادية والاحكام الفرعية(في العبادات والمعاملات والحدود والديات وغيرهما ممّا هو مسطور في الكتب الفقهية اليوم) وموضوعاتها المستنبطة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والاعتكاف ونحو ذلك، فمع اكمال الدين لا يبقى شيء يوجب تركه ضلال الاَُمّة.

4 ـ في الحديث نكتة مهمة لا بدّ من لفت النظر اليها، وهي انّ هذا الذي أراد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه انّما كان يوجب حفظ الاَُمّة عن الضلال بعد حياته حيث قال: «لن تضلّوا» أو «لا تضلّوا»، أو «لا تضلون بعده»، أي بعد هذا الكتاب، فانّه كان عالماً ـ باعلام الله تعالى ـ انّه ذاهب في القريب العاجل الى ربه والى الرفيق الاعلى، فهذا الاَمر لا يتعلّق بهداية الناس في حياته وإلاّ لبيّنه للناس قبل ذلك في مكة أو في أوائل هجرته، فانّ تبليغ ما أُنزل اليه من ربه واجب عليه، فان لم يفعل فما بلغ رسالته.
وبعبارة أُخرى انّ الذي قصد كتابته أمر خطير وحافظ من ضلال الاَُمّة، لكنّه ليس متعلّقاً بايام حياته صلى الله عليه وسلم، بل يتعلّق بحال المسلمين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وهذا الذي يستفاد بوضوح من قوله صلى الله عليه وسلم: (بعده)، يؤكده قوله تعالى: (اليومَ أكلمتُ لكُمْ دينكم...) فكما انّه ليس من أُمور التوحيد والمعاد وسائر أُصول الاسلام وليس من فروعه أيضاً كما عرفت، كذلك ليس مورداً لابتلاء المسلمين الى ذلك اليوم والى حين وفاته وإلاّ لتوجّه الايراد عليه صلى الله عليه وسلم أولاً: بانّه لم يبيّنه لحد الآن، وثانياً: بانّ الله اكمل الدين فما معنى ضلال المسلمين بعده.
5 ـ من الواضح انّه يخطر في ذهن كثير من أهل العلم وغيرهم انّ مجرد منع جماعة من الصحابة بقيادة عمر ( رضي الله عنه ) لا يكفي لانصراف النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة هذا الامر المهم المانع عن الضلال، فلم انصرف عنها ولِمَ لم يبيّنه قولاً وشفاهاً حتى طردهم عن بيته وسكت عن مراده؟ وهذا سؤال مهم جداً.
وجوابه عندي انّ النبي صلى الله عليه وسلم علم انّ تأكيده على مراده بالكتابة لا يفيد تلك الفائدة بعد ما قال عمر ( رضي الله عنه ) قوله وقبله جمع آخر، إذ لو فرض انّه يكتب بعده ما اراده صلى الله عليه وسلم بكل تأكيد وتغليظ كان بوسع المخالفين ان يقولوا انّه صلى الله عليه وسلم لشدة مرضه هجر وهذى، فلا موجب أو لا مجوّز للعمل به، فلا يتحقّق مراده، ولاجله انصرف عنه.

6 ـ بعد اللتيا والتي يبقى السؤال السابق بحاله، وانّه ما هو مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المكتوب؟ وأقول في الجواب: لا بدّ من لفت النظر الى ما تفرّقت الاَُمّة عليه بعد وفاته وضلّوا وسقطوا في الفتن والحروب والتقاتل والتكفير والتضليل الى يومنا هذا؟ وهذا الشيء هو مقصوده بالكتابة.
ونحن نعتقد بانّ كل منصف إذا تطهّرت نفسه من العصبية والتقليد يفهم انه هو امر الخلافة بعده وتعيين خليفته بشخصه وعينه.
أليس وقع الاختلاف بين علي ( رضي الله عنه ) وغيره في أمر الخلافة ولم يبايع أبا بكر ( رضي الله عنه ) ستة أشهر طيلة أيام حياة فاطمة، وانّما بايعه حين استنكره وجوه الناس كما نقله البخاري فيما يأتي عن عائشة (رض).
ألم يقع التشاجر بين الانصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة والتكلم بما لا يليق بمسلم؟ وهلا يرجع سبب الفتن الواقعة في خلافة عثمان ( رضي الله عنه ) الى هذا الامر المقصود بالكتابة؟
أليست حروب الجمل وصفين والنهروان من أوضح آثار الاختلاف في الخلافة؟
ما هو سبب قتل الخليفتين عثمان وعلي وبقاء ما ترتّب عليه الى يومنا هذا، أليس تفرّق المسلمين شيعة وسنة نتيجة الاختلاف في الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، أليست الحروب الداخلية بين المسلمين التي افسدت الحرث والنسل لاجل ذلك؟ أليس ما ابتلى به المسلمون ـ حتى يومنا هذاـ
من الانحطاط والتأخر والانحراف هو نتيجة ذلك الاختلاف الذي ادّى الى تسلّط حكّام الجور من بني أُمية وبني العباس؟ وهكذا وهكذا.
وبعد هذا لا اظن بمسلم عاقل يشكّ في مراد النبي صلى الله عليه وسلم وما اراد أن يكتبه، وانّه هو تعيين خليفته بعده أو الخلفاء بعده، فلو كتبه صلى الله عليه وسلم وقبله الصحابة بعده ما ضلّ الناس بعده أبداً، وحيث انّ جماعة من الصحابة منعوه من الكتابة فقد ضلّ الناس كما عرفت.
لا يقال قد ذكرت ان آية اكمال الدين اخبرت عن عدم بقا أمر ديني موجب للضلال فيعود الاشكال عليك أيضاً. فانه يقال انّ الآية الشريفة تدلّ على اكمال أمر التشريع والتقنين في الاَُصول والمعارف وكليات الفقه وحتى أمر الخلافة اجمالاً، كما يظهر من استدلال الشيعة واهل السنة بالآيات والروايات الصريحة أو المشيرة ـ بزعمهم ـ على أمر الخلافة.
واما تعيين مصداق الخليفة وشخصه، فهذا لا يمس باكمال التشريع حتى إذا فرضنا(خلافاً للشيعة وجمع من أهل السنّة القائلين بتعيين الخليفة من قبله صراحة على حد زعم الشيعة أو اشارة على حد زعم جماعة من أهل السنّة.
) اهماله من جانب صاحب الرسالة الى هذا اليوم، لعدم حلول وقت الابتلاء به الى حين وفاته صلى الله عليه وسلم، فبيان الحكم أمر وتعيين مصداقه ومتعلّقه أمر آخر وبينهما بون بعيد، ولذا قال بعض الباحثين ان مراده صلى الله عليه وسلم هو التنصيص على خلافة أبي بكر.

7 ـ بقي في المقام سؤالان خطيران مهمان:
الاَول: نسبة الهجر الى النبي المعصوم الذي قاله فيه سبحانه وتعالى: (وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى) يوجب الردّة أو الفسق قطعاً، وهذا لا يجتمع مع عدالة الصحابة، بل مع الايمان، بل لو فرضنا
صحّة جملة (قد غلبه الوجع، أو: قد غلب عليه الوجع) مكان جملة (هجر، أو: أهجر)، بل لو فرضنا انهم قالوا بأبي أنت وأُمي يا رسول الله لا تكتب شيئاً في هذه الحالة لبقي أصل الاشكال بحاله، فإنّ عصيان الرسول محرم ينافي العدالة.
الثاني: انّ منع الكتابة أوجب ضلال الاَُمّة ضلالاً ذهبت به الاَموال وسفكت به الدماء ووقعت به البغضاء والعداوة والتفرقة الواسعة بين المسلمين الى يومنا هذا(ولقد خاف النبي من هذه الحالة حيث حذر اصحابه في حجة الوداع بقوله: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». (البخاري 121 كتاب العلم) وكرره برقم 4143 و6475 و6669.) فوزر هذا الضلال الكبير على المانعين في ذلك المجلس، أو انّه معفو عنهم لاجتهادهم؟! لكن الاجتهاد في مقابل النص لو فرض جوازه لارتفع وجوب اطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الثابت بالآيات الكثيرة الواردة في القرآن وبالضرورة من الدين والعقل. على ان في خصوص المقام قامت قرينة واضحة على ابطال هذا الاجتهاد، وهو غضب النبي أو عدم رضاه بالمنع المذكور، وكثرة اللغط واللغو حتى طردهم من عنده بقوله صلى الله عليه وسلم: «قوموا عني»، فامرهم بتركه وقيامهم عنه، ولعلّه لا نظير له في تمام حياته، فانّي لم اجد مورداً اخرج النبي أحداً من اصحابه من بيته حتى في ليلة عرسه مع كراهته لبقائهم في البيت حتى نزلت آية الحجاب كما نقل في الصحاح.
وأيضاً صرّح النبي صلى الله عليه وسلم لهم: بانّ الذي انا فيه هو خير ممّا تدعونني اليه، أي هذا المرض المميت خير مما تدعونني اليه من ترك الكتابة، فادّعاء الاجتهاد في المقام غلط واضح، وصدق ابن عباس حيث يقول: انّ الرزية كل الرزية ما حال بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كتابه. وله حق البكاء، بل ينبغي ان يبكي عليه كلّ مسلم يحب دينه.
لكن المانعين، من الصحابة وعلى رأسهم عمر وهو الخليفة الثاني، فما هو المخرج من هذه المشكلة العويصة المحيّرة للعقول؟ وقد ذكر علماء الحديث والكلام أعذاراً كثيرة، لكنّها غير مقنعة عند من نجاه الله من التقليد والعصبية ووفقه لتطبيق الاعتقاد على الحق دون تطبيق الحق على الاعتقاد(انظر ـ من باب المثال ـ الى شرح النووي في تأويل الحديث، فكل ما قاله أو نقله فهو وهن ضعيف، ولا يخفى على أهل العلم بطلانه بل هو واضح البطلان.)، ولا شيء أفضل من ان نقول والله العالم، وانا لله وانا اليه راجعون.

8 ـ ثم انّ في مقالة عمر: (حسبنا كتاب الله) اشكال آخر، وهو انّ قول النبي وفعله وتقريره مصدر ثان للتشريع، ولا شكّ في عدم كفاية القرآن وحده من دون السنّة النبوية لنجاة المسلمين، فكما يجب العمل بالقرآن، يجب العمل بالسنّة بدلالة آيات من القرآن، فرد أمر الرسول ردّ للقرآن أيضاً. على ان عمر واتباعه يعلمون ـ اتم علم ـ بانّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اعلم منهم ومن كل أحد بالقرآن، فلو كان القرآن كافياً لهم لَما قال لهم اكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده أبداً، فاستدلالهم هذا رد اعتقادي على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا اقبح من منع اتيان ما يكتب فيه، فانّه مجرد عصيان عملي.

(23) وعن العرباض قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر... فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد...» فقام صلى الله عليه وسلم فقال: «أيحسب أحدكم متكئاً على اريكته قد يظن انّ الله لم يحرم شيئاً إلاّ ما في هذا القرآن، ألا واني والله قد وعظت وأمرت ونهيت عن اشياء، انّها لمثل القرآن أو أكثر...»(1).
أقول: كان عمر حاضراً في خيبر وسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً لاَنّ الصحابة كلّهم اجتمعوا بأمر النبي للصلاة كما صرّح في الحديث.
ويمكن ان نقدم اعتذاراً من قبل الخليفة واتباعه انّهم لم يلتفتوا الى لوازم كلامهم هذا في تلك الساعة. وكم كنت احب ان لا تصدر هذه الجملة وهذا العمل من هؤلاء الصحابة، وكم كنت احب ان لم يعص النبي الرحيم الرؤوف في بيته ولم يهن في آخر حياته الشريفة بهذه الجملة، وكم كنت احب ان لم يضبط التاريخ المعتبر الموثوق به هذه الواقعة في صدره حتى لا يخجل المسلمون من اهل الكتاب وغيره، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُنُ.

(يتبع)
  #43  
قديم 27-04-2002, 01:05 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

لطيفة

قال عالم سني لعالم شيعي: أليس في اقامة النبي أبا بكر مقامه في صلاة الجماعة ـ وهي عمود الدين ـ رمز الى خلافته بعده؟ فاجابه العالم الشيعي: بل هي نص في خلافته! فسأله العالم السني فرحاً مسروراً: اذن لماذا لا تقولون بها؟ فقال العالم الشيعي انّه صلى الله عليه وسلم هجر (في امره بان يقيم أبو بكر الصلاة).
فسكت الاَول، ولم يحر جواباً (احتراماً لمقام عمر رضي الله عنه ).

))) إنتهى
كما ترى أخي الفاضل فملاحظاته جديرة بالتأمل وهي تجيب على كثير من الإشكالات التي طرحتها أنت رغم تهافت المنهج عندك ...

( يتبع )
  #44  
قديم 27-04-2002, 01:06 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

النموذج الثاني : من كتاب المراجعات (المراجعة 86 ) (للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله تعالى عليه )

(((
8 ربيع الأول سنة 1330
1 ـ رزية يوم الخميس
2 ـ السبب في عدول النبي عما أمرهم به يومئذ

1 ـ الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص أكثر من أن تحصى، وحسبك منها رزية يوم الخميس فإنها من اشهر القضايا، وأكبر الرزايا، أخرجها أصحاب الصحاح، وسائر أهل السنن، ونقلها أهل السير والأخبار كافة، ويكفيك منها ما أخرجه البخاري (في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى، ص5 من الجزء الرابع من صحيحه) بسنده الى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا (بحذف النون مجزوماً، لكونه جواباً ثانياً لقوله هلم) بعده، فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا [ عنّي خ ل]، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. اهـ. (*) وهذا الحديث مما لا كلام في صحته ولا في صدوره؛ وقد أورده البخاري في عدة مواضع من صحيحه (أورده في كتاب العلم ص22 من جزئه الأول، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون) ؛
____________

(*) رزية يوم الخميس وأذية الرسول
هذا اللفظ يوجد في: صحيح البخاري كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عن: 7/9 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 7/156 ط محمد علي صبيح وط مطابع الشعب و: 4/7 ط دار احياء الكتب و: 4/5 ط المعاهد و: 4/5 ط الميمنية بمصر و: 6/97 ط بمبي و: 4/6 ط المطبعة الخيرية بمصر، صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية: 5/75 ط محمد علي صبيح و ط المكتبة التجارية و: 2/16 ط عيسى الحلبي و: 11/95 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد بن حنبل: 4/356 ح2992 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر.
_______

وأخرجه مسلم في آخر الوصايا من صحيحه أيضاً (ص 14 من جزئه الثاني) ، ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده ( راجع ص325 من جزئه الأول) ؛ وسائر أصحاب السنن والأخبار، وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى، لأن لفظه الثابت: إن النبي يهجر، لكنهم ذكروا أنه قال: إن النبي قد غلب عليه الوجع تهذيباً للعبارة، وتقليلاً لمن يستهجن منها، ويدل على ذلك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة (كما في ص20 من المجلد الثاني من شرح النهج للعلامة المعتزلي) بالاسناد الى ابن عباس، قال: «لما حضرت رسول الله الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله: ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، (قال): فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل: قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: قوموا… الحديث» (يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/51 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/20 ط1 بمصر وأفست بيروت و: 2/294 ط دار مكتبة الحياة و: 2/30 ط دار الفكر في بيروت) وتراه صريحاً بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه، ويدلك على هذا أيضاً أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ، نقلوا المعارضة بعين لفظها، قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله، قال صلى الله عليه وآله وسلم: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشكرين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم (قال) ونسيت الثالثة (ليس الثالثة الا الأمر الذي أراد النبي أن يكتبه حفظاً لهم من الضلال، لكن السايسة اضطرت المحدثين الى نسيانه، كما نبه اليه مفتي الحنفية في صور الحاج داود الددا) . اهـ. (*) ».
____________

(*) يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد: 4/31 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/85 ط مطابع الشعب و: 2/178 ط دار احياء الكتب و: 2/120 ط المعاهد و: 2/125 ط الشرفية و: 5/85 ط محمد علي صبيح و: 4/55 ط الفجالة و: 2/111 ط الميمنية بمصر و: 3/115 ط بمبي بالهند.
صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء: 2/16 ط عيسى الحلبي و: 5/75 ط محمد علي صبيح بمصر و: 5/75 ط المكتبة التجارية في بيروت و: 11/89 ـ 94 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد: 1/222 ط الميمنية بمصر و: 3/286 ح1935 بسند صحيح و: 5/45 ح3111 ط دار المعارف بمصر.
__________

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضاً في آخر كتاب الوصية من صحيحه، وأحمد من حدث ابن عباس في مسنده (ص 222 من جزئه الأول) ، ورواه سائر المحدثين، وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر (وأخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ، أحمد في ص355 من الجزء الأول من مسنده، وغير واحد من أثبات السنن) . اهـ (*) .
_______________

(*) يوجد ذلك في: صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء 2/16 ط عيسى الحلبي و: 5/75 ط محمد علي صبيح و: 5/75 ط المكتبة التجارية و: 11/94 ـ 95 ط مصر بشرح النووي، مسند أحمد بن حنبل: 1/355 ط الميمنية بمصر و: 5/116 ح3336 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، تاريخ الطبري: 3/193 بمصر، الكامل لابن الأثير: 2/320.
رزية يوم الخميس بلفظ ثالث للبخاري:
«عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده. قال عمر: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وأكثروا اللفظ قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع. فخرج ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين كتابه».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب العلم: 1/37 أفست دار الفكر على ص استانبول و: 1/39 ط مطابع الشعب و: 1/14 ط بمبي بالهند و: 1/32 ط دار احياء الكتب و: 1/22 ط المعاهد و: 1/22 ط الشرفية و: 1/38 ط محمد علي صبيح و: 1/28 ط الفجالة و: 1/20 ـ 21 ط الميمنية بمصر.


(يتبع)
  #45  
قديم 27-04-2002, 01:07 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

رزية يوم الخميس بلفظ رابع للبخاري:
«قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه، فذهبوا يردون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه، وأوصاهم بثلاث: قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحوما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب النبي الى كسرى وقيصر باب مرض النبي ووفاته: 5/137 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 6/11 ط مطابع الشعب و: 5/40 ط بمبي بالهند و: 3/66 ط المطبعة الخيرية، تاريخ الطبري: 3/192 ـ 193.
رزية يوم الخيمس بلفظ خامس للبخاري:
«سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت له يا بن عباس ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما له أهجر استفهموه فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه فأمرهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة أما أن سكت عنها واما أن قالها فنسيتها».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب: 4/65 ـ 66 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/12 ط بمبي بالهند و: 2/132 ط آخر. وهذا قريب مما تقدم في اللفظ الأول تحت رقم (848) فراجع.
رزية يوم الخميس بلفظ سادس للبخاري:
«عن ابن عباس قال لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده قال عمر: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قوموا عني».
قال عبيدالله فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف: 8/161 أفست دار الفكر على ص استانبول و: 8/64 ط بمبي بالهند و: 4/194 ط المطبعة الخيرية.
وذكر هذه الرواية في كتاب النبي الى كسرى وقيصر باب مرض النبي ووفاته بعد الرواية المتقدمة في لفظه الرابع.
رزية يوم الخميس في مصادر اخرى:
راجع: عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/79، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/133 أفست بيروت على ط1 بمصر، الملل والنحل للشهرستاني: 1/22 ط بيروت، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/242 ـ 244.
قول عمر بن الخطاب ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليهجر:
يوجد في: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 62 ط الحيدرية وص36 ط ايران، سر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي: 21 ط مطبعة النعمان.

____________

ومن ألم بما حول هذه الرزية من الصحاح، يعلم أن أول من قال يومئذ:
هجر رسول الله. إنما هو عمر، ثم نسج على منواله من الحاضرين من كانوا على رأيه، وقد سمعت قول ابن عباس ـ في الحديث الأول (1) ـ : فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من قول: ما قاله عمر ـ أي يقول: هجر رسول الله ـ وفي رواية أخرى أخرجها الطبراني في الأوسط عن عمر (كما في ص138 من الجزء الثالث من كنز العمال) ، قال: «لما مرض النبي قال: ائتوني بصحيفة ودواة؛ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقال النسوة من رواء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال عمر: فقلت إنكن صويحبات يوسف إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه! قال: فقال رسول الله: دعوهن فإنهن خير منكم» اهـ. (راجع: عبدالله بن سبأ للسيد العكسري: 1/79، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/423 ـ 244) .
وأنت ترى أنهم لم يتعبدوا هنا بنصه الذي لو تعبدوا به لأمنوا من الضلال، وليتهم اكتفوا بعدم الامتثال ولم يردوا قوله إذ قالوا: حسبنا كتاب الله، حتى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم، أو أنهم أعلم منه بخواص الكتاب وفوائده، وليتهم اكتفوا بهذا كله ولم يفاجئوه، بكلمتهم تلك ـ هجر رسول الله ـ وهو مختصر بينهم، وأي كلمة كانت وداعاً منهم له صلى الله عليه وآله وسلم، وكأنهم ـ حيث لم يأخذوا بهذا النص اكتفاء منهم بكتاب الله على ما زعموا ـ لم يسمعوا هتاف الكتاب آناء الليل وأطراف النهار في أنديتهم «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» (سورة الحشر آية: 7) وكأنهم حيث قالوا: هجر، لم يقرأوا قوله تعالى: «إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون» (سورة التكوير آية: 19) وقوله عز من قائل: «إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما ترمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين» (سورة الحاقة آية: 40 ـ 43) وقوله جل وعلا «ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى» (سورة النجم آية: 2 ـ 50) الى كثير من أمثال هذه الآيات البينات، المنصوص فيها على عصمة قوله من الهجر، على أن العقل بمجرده مستقل بذلك، لكنهم علموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد توثيق العهد بالخلافة، وتأكيد النص بها على علي خاصة، وعلى الأئمة من عترته عامة، فصدوه عن ذلك كما اعترف به الخليفة الثاني في كلامه دار بينه وبين ابن عباس (كما في السطر 27 من الصفحة 114 من المجلد الثالث من شرح النهج الحديدي) (*) .

______
(*)اعترف عمر بأنه انما صد عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الأمر لعلي:
راجع: شرح نهج البلاغة: 3/114 سطر 27 ط1 بمصر وأفست بيروت و: 12/79 سطر 3 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/803 ط دار مكتبة الحياة و: 3/167 ط دار الفكر
________

وأنت إذا تأملت في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا، بعده، وقوله في حديث الثقلين: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي (حديث الثقلين) ، تعلم أن المرمى في الحديثين واحد، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم، اراد في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقلين.
2 ـ وإنما عدل عن ذلك، لأن كلمتهم تلك التي فاجأوه بها اضطرته إلى العدول، إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف من بعده في أنه هل هجر فيما كتبه ـ والعياذ بالله ـ أو لم يهجر، كما اختلفوا في ذلك وأكثروا اللغو واللغط نصب عينيه، فلم يتسن له يومئذٍ اكثر من قوله لهم: قوموا؛ كما سمعت، ولو أصرّ فكتب الكتاب للجوا في قولهم هجر، ولأوغل أشياعهم في إثبات هجره ـ والعياذ بالله ـ فسطروا به اساطيرهم، وملأوا طواميرهم رداً على ذلك الكتاب وعلى من يحتج به.
لهذا اقتضت حكمته البالغة أن يضرب صلى الله عليه وآله وسلم، عن ذلك الكتاب صفحاً لئلا يفتح هؤلاء المعارضون وأولياؤهم باباً الى الطعن في النبوة ـ نعوذ بالله وبه نستجير ـ . وقد رأى صلى الله عليه وآله وسلم ان علياً وأولياءه خاضعون لمضمون ذلك الكتاب سواء عليهم أكتب ام لم يكتب، وغيرهم لا يعمل به ولا يعتبره لو كتب، فالحكمة ـ والحال هذه توجب تركه، إذ لا أثر له بعد تلك المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى، والسلام. )))


خلاصة القول أن معالجة البيانات الخاطئة بالطريقة الخاطئة جعتلك تنتهي بنتيجة خاطئة مع تهليلك لها.
فلكي تحصل أخي الفاضل على نتائج سليمة عليك أن تجمع البيانات المطلوبة والمتكاملة ... ثم تطبق التحليل المناسب وبشكل دقيق عليها ... ومنه تحصل على النتائج الصحيحة ... وهذا مالم تقم به.
فأنت كمن يطبق قوانين الحركة لنيوتن على الفوتونات ... مستخدما الكتل الذرية للإلكترونات ... وهذا قمة في الخلل الحسابي.

أتمنى أن تكونوا إخوتي الأفاضل قد إستفدتم من هذه المشاركة... مع الإعتذار مقدما عن الأخطاء التي قد أكون وقعت بها لما أنا عليه الآن من زحمة الإختبارات ... والعذر عند كرام الناس مقبول .. ولكم مني خالص تحياتي ...

أخوكم
shaltiail
  #46  
قديم 27-04-2002, 01:58 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

السلام عليكم

لقد اتعبت نفسك على الفاضي يا هذا .اتعلم ماذا فعلت,لقد بذلت جهدا لكي تثبت ان الحديث صحيح ولا ادري لماذا,ولقد قلت منذ البداية بان الحديث صحيح ولا احد يختلف على ذلك,لكنك اردت ان توهم من يقرأ بان نقاط الضعف تكمن من اننا لا نعترف بصحة الحديث .لقد حرفت الموضوع واخرجته عن مساره لانه ليس صحة الحديث ما يهم ولكن تحليله المنطقي.
اوردت قصة النبي يحيى واعتبرت تساؤلاتي تجربة لعلك تستطيع ان تجد مهربا ولكنك نسيت امرا مهما جدا,وهو ان قصة النبي يحيى لم يكن فيها وحي ولا امر تبليغ,بل هو اعتداء من كافر على نبي ,وانت تعرف بان الاعمار بيد الله وان عمر النبي يحيى في تلك القصة قد انتهى.اما في قصتنا هنا الامر يتعلق بوحي من الله نفسه لرسوله بتبليغ امرا هو ركن من اركان الاسلام عندكم وبالتالي حدوث التبليغ لا بد منه برغم انف كائن من كان.فاستشهادك برواية النبي يحيى باطلة يا هذا,ومجددا عد الى اسئلتي وحاول ان تجاوب مرة اخرى.كما يمكنك ان تقول لي ما هو دليلكم على ان الكتاب هو وصية بامامة الامام علي؟انت تعرف جيدا بان اركان الاسلام تبنى على اليقين وليس على الظن والفلسفة.
  #47  
قديم 27-04-2002, 02:37 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي السلام عليكم ورحمة الله ...

لم أستبعد هذا الهروب السريع والفاضح منك.

فأنت لم تستوعب الرد بعد، ويظهر هذا جليا حين أعتقدت أن مناقشتي للخلل في ميكانيكية جمعك للبيانات محاولة لإثبات الحديث ...
وهذا مما يضحك التلاميذ الصغار .. فهل أنت أعمى تحتاج إلى دليل يدلك أين موضع قدمك ؟!!؟

كل ما طلبته قدمناه لك مسبقا فأعد القراءة ، أم انك لا تدري ما هو موضوعك؟

أرجو من الإخوة أن يبقوا على الموضوع هكذا ليتبين للقارئ مدى الضحالة في العرض والتحليل عند الأخ RRRRR

ولكم خالص تحياتي ...
  #48  
قديم 27-04-2002, 03:03 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

السلام عليكم

يبدو بانك انت لم تفهم بعد.فانت تركز على اسلوبي وكما قالت الاخت الطيبة دعك من الاسلوب وجاوب لانني انا من وضعت الموضوع وحتى الان ما زلت تلف وتدور حول المعنى للموضوع وانت تركز على الحديث نفسه.اقرأ جيدا وجاوب .
المشكلة انكم اعتدتم على التهويل وخلق نقطة فرعية بالموضوع للهروب من الموضوع الاساسي.جاوبني نقطة نقطة دون اللجوء لاي حديث .اريد تحليلك الشخصي.وانسى قصة النبي يحيى لانها باطلة كاستشهاد هنا.
  #49  
قديم 27-04-2002, 03:10 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

ان عبد الحسين الذي استشهدت به لم يستطع ولن يستطع ان يثبت ان مراجعاته حصلت فعلا مع شيخ الازهر,ولا اي دليل على ما ذهب اليه,ورغم ذلك صدقتوه.فليس غريبا ان يقول بان الكتاب الذي اراد كتابته هو تكملة لحديث الثقلين وتاكيدا عليه.اين دليله في هذا.ام ان شيخ الازهر قال له هذا؟
  #50  
قديم 27-04-2002, 03:14 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

كان بالامكان ان اطرح كل الاحاديث والمصادر التي جلبتها,وبعدها كنت ساطرح تسؤلاتيولكنني واختصارا للوقت واختصارا على القارىء ان يقرأ ما هو متفق عليه,ارتايت ان اختصر لان الهدف الساسي هو تعليقكم على الحديث وليس الحديث نفسه.فافهم....
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م