مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-05-2006, 09:49 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج ( 17 ) .. يتبع


( 17 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله


النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ............................... {6} سورة الأحزاب

[color="DarkGreen"]انتشرت الإشاعة بسرعة فى المدينة ، والجمهور الذى يغلى ويتململ ، يزداد فى القاعة كل دقيقة . وبالرغم من الإشارات فى الأيام القليلة السابقة ، وقد كانت هناك إشارات فى الفترة الماضية على الصدمة والرعب فقد كان زلزالا . قد يكون هذا الإختبار ، أشد من المعاناة التى يعيشوها ، أشد عليهم من هجرتهم ، من ملاقاة الكفار ، حتى من ملاقاة الموت ، وفى هذه المحنة كما كان عليه الصلاة والسلام فى كل المواقف -- قائدا ثابتا حكيما بروحانيته الكبيرة وشفقته، وإبتسامته المطمئنة، وطبعه اللطيف العطوف ، وروحه المرحة .
"قم يا أبا تراب" ... يقولها متلطفا وهو يزيل التراب من على ابن عمه على رضى الله عنه . وبتواضع عميق واحترام للآخرين ، يفرش عباءته ويفسح مكانا للمرأة العجوز لتجلس .
كيف ينسون مشيته الخشنة ، المحددة ، كأنه ينحدر من على تل ، أو حفيده وهو يركب على كتفيه وهو يؤمهم فى الصلاة ، كيف ينسون رعاية الله له فى كل المواقف ، فى الغار ، فى أحد ، وهو على المنبر . هذا غير معقول ، هكذا كان تفكيرهم !!! ماذا سنفعل الآن ؟؟؟
وقف سيدنا عمر رضى الله عنه ، شاهرا سيفه فى المسجد ، مرددا ، لقد كذبوا ، لقد كذبوا ، إنما ذهب للقاء ربه وسيعود ، كما ذهب سيدنا موسى ، وسأُعمل سيفى هذا فيمن يقول أنه مات !!!
كانوا فى حيرة من أمرهم ، هذا عمر الذى كان يقول فيه رسول الله "إن الشيطان إذا مشى عمر فى فج مشى الشيطان فى فج آخر" ، يقول شيئا ، وها هم أهله يبكون فى الداخل ، من نصدق ؟؟؟ يا الله !!! الحقيقة تقترب منهم ، اللهم كن معنا فى هذه المحنة . كانوا كالطفل الذى يرفض التصديق برحيل أبوه . وبدأو فى الشك فى كلام عمر ، حتى حضر أبو بكر رضوان الله عليه ، مسرعا على فرسه ، واستأذن للدخول ، فقالت ابنته ، لا استئذان بعد اليوم ، ودخل على النبى صلى الله عليه وسلم ، انحنى وقبل النبى قائلا "طبت حيا وميتا يا رسول الله" ، ورفع وجهه ووضعه بين يديه باكيا ، وانحدرت دموعه على وجه رسول الله ، ثم خرج ، قائلا "اجلس يا عمر ، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت" ، ثم تلا قوله سبحانه وتعالى :

"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} سورة آل عمران

ذهل عمر ، وجثا على ركبتيه ، مستقبلا هذه الفاجعة ، وكأنه لم يسمع هذه الآية إلا اليوم ، هنا ارتج المسجد بالبكاء والنشيج ، وانتقل الخبر إلى باقى المدينة ، فإذا بها فجأة تضطرب اضطرابا لم تعهده من قبل ، وإذا بموقفها من الحدث ، بالضبط عكس موقفها فى أول يوم رأت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم هاجر إلى يثرب . ورغم الموقف الصعب ، فثبات الصديق فى أصعب الظروف ، أوحى للكثير بأنه أحق الناس بالخلافة السياسية للرسول (حيث أن النبوة لا تورث إلا بنص من الله) .
مدة خلافة أبو بكر كانت محدودة ، فقد مات بعد سنتين من الرسول ، ولكن هاتين السنتين ، كانتا أصعب فترة مر بها المسلمون ، وكانت فى حاجة إلى قائد عبقرى ، يقود الأمة الإسلامية إلى بر الأمان . الوحى كان قد انتهى ، وتطبيق الرسالة فى مجالات جديدة وغامضة بدأ . التطبيق بدا سهلا لأن القائمين به من أصحاب الرسول عليه السلام ، قد كانوا مشبعين برسالته ، وبتربيته لهم مدة ثلاث وعشرون سنة الماضية . المثلان أمامهم ، القرآن الكريم وشخصية وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم ، كانتا امامهم حية ، عايشوهما معايشة ، ولم يكونوا فى حاجة إلى البحث والدراسة فقد كانا جزءا من حياتهم . ولكن حادثين كبيرين واجها أبو بكر من البداية : القبلية ، والميل الإنسانى لتقديس الأشخاص ، وادعاء بعضهم بأنهم يوحى إليهم من الله ، والمتحول الغربى للإسلام ، يواجه مثل هذه المفاهيم ولكن من منظور مختلف بعض الشئ . بشكل ما ، فهو يجد أن المجتمع الجديد فى تقاليده ومنظوراته ، أجنبية عنه ، وفى نفس الوقت ، يجب عليه قبول شخصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .

بداية مع القرآن الكريم :

الكتب المتداولة باللغة الإنجليزية فى الوقت الحاضر ، التى تتكلم عن الإسلام كعقيدة وممارسة ، قليلة جدا . نتيجة لهذا ، فالصلة الأولى للمسلم الأمريكى ، والغربى ، بشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تأتى إلا من القرآن الكريم وما معه من تفاسير . وهذا بالتأكيد مناسبا ، فالقرآن هو دائما ينبوع الإيمان للمجتمع الإسلامى .
اليهود والنصارى ، يتوقعون من الكتاب المقدس عند المسلمين أن يكون غالبه عن رسول الله وصحبه . والحقيقة أنه غير ذلك ، فاسم الرسول ذكر فى القرآن أربع مرات فقط ، فى حين ذكر اسم سيدنا عيسى خمسة وعشرون مرة ، كما ذكر اسم سيدنا موسى 136 مرة .
وكما ذكرنا فى الفصل السابق ، فالقرآن أساسا ، لمن يقرأه ، يجده يركز على العلاقة بين القارئ وخالقه سبحانه وتعالى . نعم هناك إشارات تاريخية تتعلق بزمن الأنبياء ، ولكن الإخبار عنها كان غامضا تاريخيا ، لأن العبرة المقصودة هى بالأحداث والصراعات الإيمانية ، لا بالتواريخ . وهذه الصراعات قد تحدث للمجتمعات المختلفة فى أى وقت . مع هذا ، فهناك لمحات قرآنية عن شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، مشاعره ، وآماله ، وأحزانه ، بل وبعض أخطائه ، لتعطى صورة عن شخصيته عليه السلام .
نظرتنا للنبى ، لن تكون كهؤلاء المستشرقين الذين يبحثون عن الدوافع النفسية والمادية ليفسروا من خلالها الوحى . ولكننا سنتكلم من خلال اقتناعنا ، بأن القرآن الكريم وحى من الله سبحانه ، لأن هذا هو الطريق الصحيح الذى يتوصل إليه من هدى إلى الإسلام : فالإقتناع بالقرآن يسبق الإقتناع يالرسول عليه الصلاة والسلام ، ولهذا سنوضح الصورة التى يريدها لنا القرآن الكريم لمعرفة شخصية رسول الله .
أول هذه اللمحات هى ماجاء فى آية سورةالكهف :::


قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110} سورة الكهف


هناك القليل جدا فى القرآن الكريم ، الذى يمكن أن يصف الرسول عليه الصلاة والسلام ، باكثر من أنه مبعوث بالرسالة . لقد سبق لنا ذكر الآية التى رددها أبو بكر للجمع ، حين وفاة الرسول ، وهناك آيات أخرى تنحو هذا المنحى :::

( 1 ) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {49} سورة يونس

( 2 ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ {38} سورة الرعد

( 3 ) وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً {93} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً {94} سورة الإسراء[/

COLOR]( 4 )
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً {7} سورة الفرقان

( 5 ) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75} سورة الإسراء

يوازى القرآن الكريم بين الرسول ، والرسل من قبله عليهم الصلاة والسلام ، فهم كلهم بشر ، يسرى عليهم ما يسرى على البشر ، كا جاء فى هذه الآيات :::

قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {9} سورة الأحقاف

قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {11} سورة إبراهيم


تسرى عليهم العاطفة الجنسية ، كما حدث بين سيدنا يوسف وامرأة العزيز ، "مداخلة : الآية فى سورة يوسف عن الهم به والهم بها ، يحاول بعض المفسرين أن يخرجوها عن سياقها ، بطريقة أو أخرى ، ليبرئوا سيدنا يوسف عليه السلام ، ولكن التدبر فى نص الآية لا يخرجه عن بشريته ، فالذى منعه من السوء والفحشاء هو رؤية برهان ربه ، فكلمة لولا تدل على ان هناك شئ منعه ، ومنعه من ماذا ؟؟؟ أليس من السوء والفحشاء كما جاء بنص الآية ؟؟؟ ، هذا إضافة إلى طلبه من الله سبحانه وتعالى أن يحميه من كيدهن ، وإلا كان من الجاهلين
... قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ {33} سورة يوسف" .

كذلك حبهم لمتاع الدنيا ، كما جاء وصفا لسيدنا سليمان عليه السلام :::

إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ {31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ {32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ {33} سورة ص


يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 29-08-2007 الساعة 08:26 AM.
  #2  
قديم 06-05-2006, 09:51 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

وفى قصة سيدنا موسى والخضر ، البحث عن العلم والمعرفة ممن هم أكثر علما ، كذلك عدم الصبر إذا غمض عليهم شئ .
والغضب ، حينما قتل المصرى ، وغضبه من قومه حينما عبدوا العجل .
والضيق ، حينما أبق سيدنا يونس من قومه فالتقمه الحوت وهو مليم .
واتباع الهوى ، كحكم سيدنا داوود لمن له نعجة واحدة ضد أخيه .
والقلق والخوف ، حينما بعث سيدنا موسى ، فخاف من أن يقتله فرعون انتقاما للمصرى الذى قتله .
وهم ككل البشر ، يرجون هداية الله سبحانه وتعالى ، ومغفرته . والآيات الدالة على ذلك كثيرة ( الأعراف - 151 .. القصص - 16 .. ص - 24، 25 .. ص -35 .. الأنعام - 77 ) .

" مداخلة : أضيف هنا ، موقف سيدنا نوح فى مراجعة الله سبحانه ، فى مسألة غرق ابنه ، وهذا يدل على عاطفة الأبوة ، رغم أن ابنه كان من الكافرين ، وهنا عاتبه الله على هذه المراجعة ، بقوله ( .... إنه عمل غير صالح .... ) ، وحسب سياق الآية ، فالعمل الغير صالح ، هو هذا السؤال لله ، بعد أن قضى الأمر ، والدليل على ذلك ، أن سيدنا نوح عليه السلام ، سارع فى التوبة من هذا السؤال قائلا ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47} سورة هود ) ، فطلب المغفرة والرحمة هى من السؤال المتسرع والذى يعتبر مراجعة لله فى أمر قد قضاه " .

كل هذه اللقطات ، لتبين أن الرسل عليهم الصلاة والسلام بشر ، وأن تكريمهم من الله ، لا يخرجهم عن طبيعتهم البشرية ، فلا يصح أن يؤلهوا " .

طبيعة الرسول الإنسانية ، تتضح أكثر فاعلية ، فى الآيات التى تتكلم عن تطلعاته النفسية والروحية ، بالإضافة إلى الأحداث اليومية فى حياته . ويقوم علماء المسلمين فى البحث عن مثل هذه اللمحات ليقربوا إلينا بشريته عليه السلام .
ومن غير المعقول أن يكون تعرضه ، عليه السلام ، فجأة لنور الوحى لم يؤثر على وجدانه وتفكيره فى نفسه . حتى أنه قال للسيدة خديجة حال عودته من الغار ( أى خديجة ما لى لقد خشيت على نفسى .. فأخبرها الخبر ) ، إلى أن طمأنه سبحانه وتعالى بما جاء فى سورة الضحى ، وبشره برفع ذكره كما جاء فى سورة الشرح .

وفى سورة القلم " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ {3} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} " .

كما نرى فى عدة مواقف ، تصحيح الله له لما بدر منه ، كما جاء فى سورة عبس وتفضيله علية القوم من قريش على ابن أم مكتوم ، وسورة الأحزاب ، عن زواجه ببنت عمه زينب ، بعد طلاقها من زيد بن حارثة الذى كان قد تبناه سابقا ، وما جاء فى سورة التحريم ، حينما فضل مرضاة أزواجه وحرم ما أحل الله له .
ورغم التشايه بيننا وبين الأنبياء عليهم السلام وأنهم مشتركون معنا فى البشرية ، إلا أنهم على درجة عالية من النقاء بحث اصطفاهم سبحانه وتعالى لحمل رسالته إلى البشر .


يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 29-08-2007 الساعة 08:40 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م