مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-09-2003, 11:40 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي أمريكا و الأقليات في الوطن العربي

ملف الأقليات في الوطن العربي ملف قديم و شائك تفتحه الادارة الأمريكية متى ما أحتاج الأمر خصوصاً عند تدهور العلاقة مع هذه الدول. في نفس الوقت تقدم أمريكا دعم متقطع أحياناً و مستمر أحياناً أخرى للعديد من الأقليات العربية تارة على شكل دعم مادي و تارة اعلامي و تارة عسكري و تارة خليط بين هذا و ذاك أو بينهم جميعاً.

في موضوعي هذا أريد فتح ملف الأقليات في العالم العربي كل بلد على حدة عبر الاجابة على هذه التساؤلات:

1- ما هو حجم هذه الأقلية و نسبتها ؟
2- ما هو وضعها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ؟
3- ما هي ادعائاتها و مطالبها ؟
4- ما هي علاقة هذه الأقلية بالنظام الحاكم ؟
5- ما هي علاقة هذه الأقلية بمجتمع الأغلبية ؟
6- ما هي علاقة هذه الأقلية بأمريكا و ما هي أوجه الدعم الأمريكي لها ؟
7- ما هي ردة فعل النظام و المجتمع على الدعم الأمريكي لهذه الأقلية ؟
8- ما هو مستقبل العلاقة بين هذه الأقلية و النظام و المجتمع ؟


أقترح على الاخوة المشاركة فيما في جعبتهم و مبدأياً أقترح مناقشة الملفات الأبرز و هي للأقليات التالية:

الأقلية الشيعية في السعودية.
الأقلية القبطية في مصر.
الأقلية المارونية في لبنان.
الأقلية الكردية في العراق.
الأقلية الأمازيغية في الجزائر.
الأقلية المسيحية في السودان.
الأقلية الصحراوية في المغرب.

أنا سأبدأ بالأقلية الشيعية في السعودية, و أتمنى من الجميع المشاركة.
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #2  
قديم 05-09-2003, 03:41 PM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

أولاً: الأقليةالشيعية في السعودية

* ما هو حجم هذه الأقلية و نسبتها ؟

لا توجد احصائيات رسمية معلنة حول نسبة الشيعة في السعودية ليس لدى الحكومة السعودية فحسب بل حتى لدى الأمريكان ربما يعود ذلك لحداثة فتح هذا الملف لدى الأمريكان, لكن تقديرات السياسيين و بعض الأكاديميين (الغربيين) تراوحت بين 2% الى 25% و الأخيرة جائت على لسان أحد المعارضين السعوديين الشيعة (حمزة الحسن). هنالك تقديرات أخرى أكثر حياداً( و أكثر دقة ربما) تقدر نسبتهم من 5% كما ورد عن منظمة العفو الدولية الى 8% كما ذكرت المخابرات البريطانية.

ينقسم الشيعة في السعودية الى قسمين رأيسيين قسم يتبع المذهب الاسماعيلي الباطني و يتمركزون في مدينة نجران و قسم يتبع المذهب الاثنا عشري و يتمركزون في محافظة القطيف مع تواجد كبير في محافظة الاحساء و صغير في المدينة المنورة. سأركز مقالتي هذه على الشيعة الاثنا عشرية نظراً لأنهم هم من يمتلكون علاقة مع أمريكا.


* ما هو وضعها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ؟

يكثر الناشطون السياسيون وسط الشيعة على عكس السنة الذين يسيطر عليهم الخمول السياسي الشديد, و غالبية الناشطين السياسيين الشيعة هم من الموالين لايران مع وجود القليل من المستقلين. النشاط السياسي الشيعي تغير من العسكري في الثمانينات حيث دعمت ايران التنظيمات الشيعية السعودية المسلحة الى السلمي في التسعينات و بداية القرن الحالي. رغم كثرة الناشطين السياسيين الشيعة الا أنه لا يوجد لهم تمثيل يذكر في المناصب الحكومية من أعلاها الى أدناها و هو ربما ما جعلهم يزيدون من معارضتهم و كرهم للحكومة و مؤسساتها.

وضع الشيعة الاقتصادي متذبذب بين الفقر و الغنى لكنه ربما يكون أفضل من السنة بسبب انخفاض نسبة البطالة بين الشيعة و تقبلهم لجميع الأعمال أياً كانت على عكس غالبية السنة الذين يرفضون نوعيات كثيرة من الأعمال مما رفع البطالة الاختيارية بينهم (أي السنة) الى حد مخيف و بالتالي رفع مستوى الفقر لمستوى غير مسبوق حتى قبل عصر النفط. وجود الشركات البترولية بالقرب من مناطق سكن الشيعة ساهم في تحسين أحوال الكثيرين منهم حيث توظف هذه الشركات أعداد كبيرة من الشيعة.

رغم تكاتف الشيعة الاجتماعي الشديد فيما بينهم الا أن هذا التكاتف قابله في كثير من الاحيان انسلاخ و انطوائية عن المجتمع الأم (الذي يشكل السنة الغالبية فيه), فالشيعة غير مندمجين اطلاقاً مع المجتمع السعودي, و دا ئماً ما تجدهم منعزلين عن بقية أفراد المجتمع و متقوقعين حول أنفسهم, و لا أدري هل هذا بسبب معتقدات لديهم حول السنة و الخوف من تأثرهم بمجتمع الأغلبية و بمذهب الأغلبية أيضاً أم بسبب معتقدات لدى السنة عنهم أو الاثنين معاً.


* ما هي ادعائاتها و مطالبها ؟

يدعي الشيعة أن الدولة تهمشهم سياسياً و اجتماعياً و تضطهدهم دينياً و يطالبون (حسب ما ورد في وثيقتهم) باشراكهم في الحكم عبر تخصيص مقاعد وزارية لهم و اشراكهم في القطاع العسكري و الديبلوماسي و اعطائهم حرية و استقلالية دينية كاملة تسمح لهم ممارسة طقوسهم الدينية (المرفوضة من قبل الأغلبية السنية) و نشر كتبهم و انشاء مساجدهم بعيداً عن وصاية الدولة.

ادعاءات و مطالب الشيعة تؤكد انعزاليتهم و انطوائيتهم عن باقي المجتمع و كأنهم يعيشون في جانب آخر من الكرة الأرضية و أنهم لا يعلمون أن المقاعد الوزارية توزع على عوائل معينة من مدن معينة من العوائل المحسوبة على الأسرة الحاكمة و الغالبية الساحقة من أهل السنة مهمشين في هذا الجانب. ما أنطبق على المقاعد الوزارية ينطبق على القطاعين العسكري و الديبلوماسي الذين يخضع المنضمون اليهما لعملية فلترة دقيقة. ثانياً لا أدري هل كان للسنة (الأغلبية) استقلالية دينية عن الحكومة حتى يصبح للشيعة (الأقلية) استقلالية, و ألا يعلم الشيعة أن أئمة و خطباء مساجد السنة تعينهم و تعزلهم الحكومة حتى هيئة كبار العلماء و المفتي ليس لهما أية استقلالية و يعينان من الحكومة.


* ما هي علاقة هذه الأقلية بالنظام الحاكم ؟

علاقة الأقلية الشيعية بالنظام (السني) متذبذبة لكنها في أفضل حالاتها لم تصل الى درجة الودية و الألفة ربما بسبب الخلاف المذهبي الحاد لكنها في أسوأ حالاتها وصلة لدرجة النزاع المسلح و الكراهية المطلقة و الشحن النفسي الفضيع كما حصل في الثمانينات. العلاقة بين الاثنين في الوقت الحالي غامضة و غير واضحة المعالم خصوصاً بعد أمركة ملف الشيعة لكنها بالتأكيد أفضل بكثير و كثير من الثمانينات.


* ما هي علاقة هذه الأقلية بمجتمع الأغلبية ؟

كما ذكرنا سابقاً الشيعة في الغالب منعزلين و انطوائيين عن باقي المجتمع (ذو الأغلبية السنية) و لديهم نظرة سلبية عن السنة و عدم احترام لمعتقداتهم و رموزهم. في الوقت نفسه ينظر السنة الى الشيعة على أنهم عملاء لايران و أنهم مواين لها و ليس لهم أي ولاء لوطنهم, كما يتذمر السنة من تطاول الشيعة المستمر على الصحابة و أمهات المؤمنين بأسلوب لم يستخدمه الشيعة حتى مع كفار قريش. رغم أن سوء العلاقة بين السنة و الشيعة يعود لأسباب مذهبية بحتة الا أن السياسيين (و من يجري خلفهم ممن تلبسوا بلباس الدين) فجروا هذا الخلاف و أوصلوه الى درجة عدم التعايش في بعض الفترات.


* ما هي علاقة هذه الأقلية بأمريكا و ما هي أوجه الدعم الأمريكي لها ؟

علاقة الشيعة بأمريكا بدأت منذو نزوح الكثير من المعارضين السعوديين الشيعة الى أمريكا في فترة الثمانينات حيث بدأ هؤلاء بالاتصال بالعديد من السياسيين و الاعلاميين و المنظمات الانسانية هناك لشرح موقفهم و الظلم الذي تعرضوا اليه. رغم ذلك الا أن العلاقة الفعلية بين المعارضين الشيعة و الادارة الأمريكية لم تبدأ الا في يوم 11-9 بعد الهجمات على برجي التجارة و مبنى البنتاجون عندما بدأ الأمريكان يراجعون علاقتهم مع النظام السعودي الذي اتهموه بدعم الارهاب و بدأوا يفتشون عن الملفات التي يستطيعون استخدامها للضغط على النظام السعودي فوجدوا الكثير من الملفات كملف حقوق المرأة و الأقليات و الديمقراطية و الحرية و غيرها. الدعم الأمريكي للشيعة تمثل في أمرين الأمر الأول تسريب اعلامي لخطط أمريكية (ربما تكون وهمية) لتقسيم المملكة الى ثلاثة دول يكون للشيعة أحدها, و الأمر الثاني هو اغراق الاعلام الأمريكي بالتقارير عن هذه الأقلية و حثه على الكتابة عنها و استضافة رموزها و طرح مشاريعهم و أفكارهم و هو يمثل دعم اعلامي لن يقدر الشيعة بجهودهم الذاتية الوصول الى 1% منه و لو بعد مئة سنة.

* ما هي ردة فعل النظام و المجتمع على الدعم الأمريكي لهذه الأقلية ؟

النظام رد على تلويح الأمريكان بالملف الشيعي بتقديم تنازلات لم يكن ليحلم الشيعة فيها في الظروف الطبيعية. من هذه التنازلات اعطاء تراخيص بالجملة للشيعة لبناء مساجد لهم حتى في المناطق التي يتواجد بها السنة بنسبة كبيرة كالاحساء مثلاً, و السماح لهم بانتقاد النظام و المؤسسة الدينية علناً, و فتح باب التوظيف و التعليم الجامعي على مصراعيه للشيعة بل هنالك أخبار عن توصيات من مسؤلين كبار بتخصيص نسب محددة و كبيرة من هذه القطاعات للشيعة قد تصل الى 70% مما جعل الكثير من السنة يعتقدون أن الدولة تنحاز بشكل حاد نحو الشيعة و تزكيهم على بقية المواطنين, كما قامت الدولة بتقديم منح و أراضي بالجملة للمعارضين الشيعة الذين أصبح يعيش الكثير منهم في بحبوحة.

في الجانب الآخر نظرة المجتمع للشيعة (السلبية أصلاً) زادت سلبية بل أضيف الى الاعتقاد بعمالتهم لايران اعتقاد آخر بعمالتهم لأمريكا كما تأكدت نظرية غياب ولاء الشيعة للوطن لدى الكثيرين.


* ما هو مستقبل العلاقة بين هذه الأقلية و النظام و المجتمع ؟

العلم عند الله لكن أمركة و تدويل ملف الشيعة سيجعل وضعهم و قضيتهم متذبذبة ذبذبة العلاقات الدولية نفسها فبمجرد عودة العلاقات السعودية الأمريكية الى سابق عهدها سوف يرمى هذا الملف الى سلة المهملات مما قد يعيد الشيعة الى نقطة البداية. مشكلة الشيعة هي أنهم أقلية مع عدم وجود مكانة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية لهم في البلد, و هم لذلك يستعيضون عن ضعفهم الداخلي الشديد بطلب المدد من الجهات الخارجية كايران و أمريكا لكن هذا المدد ليس مضمون دائماً بسبب تعارضه مع مصالح هذا الدول في بعض الفترات أو أغلبها أعلى الأصح.


* * *
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #3  
قديم 07-09-2003, 11:48 AM
المشرق العربي المشرق العربي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
الإقامة: من الخليج للمحيط
المشاركات: 375
إفتراضي

الاخ تمساح بري أقترح إغلاق هذا الملف حتى لايستغله الاعداء تحياتي أخوك المشرق العربي
__________________
أتحدوا يا عرب ---الاتحاد قوه والتفرق ضعف 0
  #4  
قديم 14-09-2003, 02:36 PM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

أخي المشرق العربي
الأعداء استغلوه و انتهوا
و فتح الملف يفيد فئتين
الفئة الأولى هم الجهلة في مجتمعنا الذين يجهلون هذه القضايا و مخاطرها
و الفئة الثانية هي الجهلة من هذه الأقليات الذين يظنون أن أمريكا تتدخل لمصلحتهم و ليس لمصلحتها كما يتضح
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #5  
قديم 14-09-2003, 02:57 PM
أبو محمد 10 أبو محمد 10 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 512
إفتراضي

أللأخ ألكريم تمساح شكراً على ألموضوع
أمريكاوالغرب يدخلون إلى عالمنا أللأسلامي بملف أللأقليات والديمقراطية وحقوق أللأنسان
وقد فعلت هذا مع دولة ألخلافة ألعثمانية وأيضأً يستخدمون أسلوب فرق تسد
وهناك عدة أمثلة في عالمنا ألعربي عن هذه ألسياسة ألخبيثة
خذ مثلاً ألسودان كم عدد ألنصارى في ألجنوب وهم أقلية وأستخدمت أمريكا أسلوب أللأقليات فقط للحصول على جزء من نفط ألسودان
__________________

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله





  #6  
قديم 15-09-2003, 07:30 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

أهلاً بك أخي أبو محمد
و ما دمت ذكرت قضية المسيحيين في السودان فما رأيك أن تكتب عن هذه القضية باسهاب باتباع نفس الاسلوب الذي اتبعته في الكلام عن الشيعة في السعودية.
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #7  
قديم 15-09-2003, 07:48 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

هذه مقالة بقلم ياروسلاف تروفيموف من صحيفة وول ستريت جورنال
تحت عنوان: الشيعة السعوديون يعلقون الآمال على غزو العراق

الملفت للنظر في المقالة هي تصريحات الناشطين الشيعة التي ظللتها باللون الأحمر و التي ترحب بالتدخل الأمريكي و بمشروعهم بتقسيم المملكة.

الأغرب أن أحد هؤلاء الناشطين (محمد محفوظ) له مقالات في جريدة الرياض الرسمية يدعوا فيها الى الوحدة الوطنية, لكنه في الجرائد الأمريكية يدعوا الى التدخل الأمريكي و تقسيم المملكة.

أهدي هذه المقالة و ما فيها من تصريحات تفوح منها رائحة الخيانة و التآمر للتاريخ, حتى لا ينسى الناس (ابن العلقمي) الجديد أو بالأصح (العلاقمة) الجدد الذين يحيكون المآمرات على مرأى و مسمع من الجميع.



القطيف- المملكة العربية السعودية:

على امتداد المساحة المُدمّرة التي كانت في يوم من الأيام أقدم أحياء هذه المدينة، يقوم جامع جديد فوق ميدان من بقايا الأبنية المنهارة. لكن حين يحين وقت الصلاة ترى معظم المصلين يمرون بموازة الجامع ليحتشدوا في مسجد صغير عتيق قائم على حافة الميدان. الجامع الجديد بنته وزارة الاوقاف الخاضعة للمؤسسة الدينية الرسمية السنية، في حين ينتمي كل من في المدينة تقريبا إلى المذهب الشيعي، الذي يشكل أتباعه الغالبية هنا في المنطقة الشرقية من المملكة الغنية بالنفط.

يتسائل محمد النمر، رئيس تحرير إحدى المجلات الثقافية المحلية، قائلا "لماذا يبنون هذا الجامع الجديد؟ فلا أحد يذهب إلى هناك" و يجيب هو على السؤال بقوله: إنهم الزعماء الدينيون السعوديون الذين يتقاسمون السلطة من العائلة المالكة السعودية، وينظرون إلى الشيعة باعتبارهم منحرفين يجب إعادتهم إلى دين الدولة، أي المذهب التطهري من مذاهب الإسلام السني والمعروف بالوهابية. وهكذا فان الشيعة السعوديين الذين يصل عددهم إلى مليوني شخص من أصل مجموع السكان البالغ 19 مليونا اصبحوا محرومين من الحصول على الوظائف الحكومية الحساسة، كما يحظر نشر وتوزيع كتبهم الدينية، ويُمنَعون من إقامة العديد من احتفالاتهم الدينية التي تجاوز عمرها الألف عام.

على امتداد عقدين من الزمن، كان الناشطون الشيعة يستمدون الدعم، بما في ذلك تمويل المجموعات النضالية، من حكومة إيران الشيعية الراديكالية التي كانت تدعو لثورة إسلامية تقطع ارتباطات المملكة السعودية بواشنطن. أما الآن وقد تراضى الإيرانيون مع الرياض، فإن بعض الشيعة السعوديين بدأو يتوجهون بآمالهم صوب الولايات المتحدة الأمريكية.



نقطة ساخنة:

المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية - والتي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة بريطانيا العظمى- هي موطن الأقلية الشيعية في البلاد ومستودع ثروتها النفطية بمجموعها تقريبا.

يعتقد هؤلاء الشيعة أن غزوا أمريكيا للعراق، سوف يحرر الغالبية الشيعية في العراق التي استبعدها صدام حسين من السلطة كما فعل حكام العراق الذين سبقوه. ومع أن عددا قليلا من السعوديين يتوقعون بروز حكومة شيعية في العراق إذا أطيح بصدام حسين، فإن هؤلاء يعتقدون أن أي تحرك باتجاه الديموقراطية هناك سوف يمنح شيعة العراق قوة لا سابق لها - وقد يستطيعون استخدامها لمساعدة اخوانهم السعوديين في انهاء الاضطهاد المسلط عليهم.

يقول السيد حسن العوامي ، و هو محام شرعي يدير مركزا لخدمة المجتمع في القطيف "من الصعب جدا تغيير الوضع هنا ما لم نتمتع بدعم قوة خارجية" ويضيف "مع أننا نختلف من الولايات المتحدة حول إسرائيل، فإن الشيعة ليسوا على صراع مباشر معها، انهم يتعرضون للاضطهاد والقمع على أيدي آخرين ولهذا فإن التعاون مع الولايات المتحدة سيكون خيارا صحيحا"

حتى الآن لم يتوفر ولم يتحقق أي تنسيق رسمي بين الشيعة السعوديين والولايات المتحدة. لكن السيد العوامي، مثله في ذلك مثل العشرات من الزعماء الشيعة البارزين في المنطقة الشرقية يقول إنه تحدث مع دبلوماسيين أمريكيين في مناسبات اجتماعية، وقد لاحظ بارتياح أن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوية الخاصة بحقوق الإنسان لم تهمل المعلومات المتعلقة بانتهاك الحقوق الاساسية لشيعة المملكة.

تُعارض حكومة العربية السعودية الهجوم الامريكي المتوقع على العراق. وفي أحاديث خاصة قال دبلوماسيون غربيون في العربية السعودية إن القيادة السعودية دأبت في الأسابيع الأخيرة على الترويج لفكرة استبدال صدام حسين بزعيم سني يكون أكثر قبولا واستساغة كبديل عن الحرب.



ازدياد حدة التوتر والقلق :

يعكس استعداد ورغبة الشيعة السعوديون للحديث علنا عن انتقاداتهم القاسية لحكومة العربية السعودية الضغوط المتزايدة التي باتت تتعرض لها العربية السعودية في الأشهر الأخيرة، الضغوط التي مصدرها العالم الخارجي أو تلك التي تتفاقم في داخل البلاد. كما يُظهر هذا الاستعداد أن الحرب على الإرهاب قد يكون لها عواقب أبعد بكثير مما تصوره بعض مهندسي هذه الحرب.

وفي حين تاتي أقوى الدعوات المطالبة بالاصلاح في السعودية من وسط الشيعة، فإن دعوات مماثلة تتعالى هذه الأيام من مختلف انحاء المملكة حيث يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي إلى تعميق الأزمة بين الحكومة ومواطنيها. إن الاقتصاد المعتمد كليا على البترول غير قادر على مواجهة أعباء النمو السكاني، ولهذا فإن الفقر والبطالة في تنام متواصل رغم أسعار البترول العالية حاليا. وهذا ما يقلل من قدرة آل سعود على ضمان الولاء السياسي عن طريق المال، من جهة اخرى فإن العالم قد وضع الحكومة تحت المراقبة منذ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، مما يحد من قدرتهم على قمع المعارضين السياسيين، وتتزايد الضغوط حاليا من أجل إعادة صياغة جذرية لنظام الحكم السعودي وهو طريق يرى فيه الكثيرون البديل الوحيد عن انقلاب مسلح يقود إلى سيطرة الأصوليين أو انفراط وحدة المملكة وانهيار نظامها.

يقول جعفر الشايب، وهو رجل أعمال قطيفي كان يعيش لفترة في واشنطن وساهم من هناك في إدارة شؤون المعارضة الشيعية في المنفى، إن إمكانيات انفراط وحدة المملكة موجودة.. إنها قنبلة موقوتة، وفيما يتعلق بالحرب على العراق أضاف الشايب قائلا: "الناس هنا يكرهون نظام صدام حسين وسيرحبون بأي عمل يجري لتغييره."

لقد دعا ولي العهد الأمير عبد الله الذي يدير الأمور اليومية بدل الملك فهد المريض، دعا علنا للإصلاح لكن لم يقدم سوى القليل من التفاصيل بهذا الخصوص حتى الآن. وفيما يتعلق بانتهاك الحقوق الاساسية للشيعة يُصر توفيق السديري وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، وهي الهيئة المشرفة على المؤسسة الدينية الرسمية في البلاد، يُصر على أنه لا وجود لأي تمييز طائفي ضد الشيعة، فهم مسلمون ومواطنون سعوديون. وإن التمييز في السعودية أمر غير مقبول منذ تأسيس المملكة حتى يومنا هذا.

لكن الأمر مختلف في الواقع، فحتى بعض أفراد العائلة المالكة يعترفون بوجود هذه المشكلة، إذ يقول الأمير طلال بن عبد العزيز شقيق الملك فهد، الذي يتمتع بصراحة غير معتادة، "إن الشيعة يعانون، وهم يعتبرون أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية، وهذا صحيح .... فهم محرومون من حقوقهم."

بعض رجال الدين الوهابيين مثل الشيخ عبد الله السعدون من مشايخ الرياض يتحدثون بصراحة أكبر من المسؤولين الحكوميين. فهو يقول "الشيعة ؟؟ إنهم العدو رقم واحد .. هل يجب علينا أن نعامل الشيعة بالحسنى لا لشيء إلاّ الخوف على الوحدة الوطنية؟ النصر سيكون حليفنا قطعا لأن الله معنا." رجال الدين الوهابيون الآخرون ليسوا أقلّ تحاملا على الشيعة، فهم يعتبرون التشيع ارتدادا عن الإسلام أو حتى مؤامرة يهودية هدفها تخريب الأمة الإسلامية. يقول السيد النمر رئيس التحرير الذي يعمل أيضا في قطاع البناء إنه حين يتوجه لزيارة المحاكم، فإن القاضي وهو رجل دين وهابي يرفض الرد على تحيته له وعلى تحية جميع الشيعة الآخرين، كما أنه يضطر لطبع مجلته التي تتحاشى المواضيع السياسية في لبنان ثم تهريبها إلى قرائها السعوديين وذلك لأن الحكومة السعودية لا تسمح للشيعة بطباعة أي من منشوراتهم في البلاد.

مع مرور السنين كان الغضب الشيعي يتفجر أحيانا على صورة عنف معاد للحكومة في المنطقة الشرقية، وقد تمثل أشد الصدامات دموية في انتفاضة اندلعت في الفترة من 1979 الى 1980، وهي الانتفاضة التي دفعت الحكومة إلى هدم وتدمير الحي القديم في القطيف على ساحل الخليج العربي وتسويته بالأرض بواسطة البلدوزرات.


( يتبع )
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #8  
قديم 15-09-2003, 07:50 AM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي ( تابع )

إيران تفقد حظوتها عند الشيعة:

على أثر الانتفاضة تحدثت إيران بصراحة عن حقوق الشيعة وشجعت الإضطرابات والقلاقل، كما قدمت الأموال للمقاتلين (المسلحين) وقد كان يُنظر إلى المتطرفين (المتشددين من الشيعة) المؤيدين لإيران، مثل حزب الله، على أنهم الخطر الرئيسي الذي يتهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط في ذلك الحين. كان ذلك أحد الأسباب التي أدت بإدارة بوش الأب إلى الإحجام عن استبدال صدام حسين، خشية أن يؤدي استيلاء الشيعة على جنوب العراق إلى انتفاضات تعم المنطقة بأسرها، وفي عام 1996، أنحت الحكومة السعودية والولايات المتحدة باللائمة على الشيعة المؤيدين لإيران وحمّلتهم مسؤولية مقتل تسع عشر عسكريا أمريكيا في حادثة قصف أبراج الخبر في المنطقة الشرقية، لكن يظهر الآن أن الاحتمال الأقوى هو كون تنظيم القاعدة السني هو المدبر للإنفجار. منذ ذلك الحين برزت مجموعة إرهاب سنية أشد فتكا بكثير، في ذات الوقت الذي أنهت فيه إيران رعايتها واحتضانها للإرهاب المعادي لأمريكا، بل وتعاونت مع الأمريكان في أفغانستان. أما الآن، وفي منطقة أصابها هوس نظريات المؤامرة، فإن الكثير من السعوديين من السنة والشيعة على حد سواء، قد توصلوا إلى قناعة مفادها أن لدى واشنطن خططا لفصل المنطقة الشرقية وتحويلها إلى كيان مستقل عن المملكة ثم السيطرة على احتياطها النفطي وهو أعلى احتياطي في العالم بمجرد الإنتهاء من فتح العراق.

وفي حين ينظر معظم السنة إلى مثل هذا التطور (التقسيم) على أنه كارثة وطنية، يقول بعض الشيعة إنهم سيرحبون بالتدخل الأمريكي، مع أن معظمهم يخشى الإعتراف بذلك علنا، يقول المؤلف والصحفي السياسي الشيعي المعروف محمد محفوظ، المقيم في مدينة سيهات في المنطقة الشرقية والذي اضطر لأن ينشر كتبه حول علاقة الإسلام بالغرب والديمقراطية خارج السعودية، يقول "كفانا ما عانيناه من التمييز" ويضيف مستخفاً بتحذيرات العقاب المحتمل "إذا كان الإنفصال يعني أننا سنحصل على حقوقنا، فإننا نريد هذا الإنفصال طبعا".

إن أفضل سيناريو للشيعة هو الحصول على حقوقهم كاملة ضمن المملكة العربية السعودية ورفع مستوى مشاركتهم في إدارة شؤون البلاد، هذا ما أضافه السيد محفوظ بسرعة، مؤكدا أنه "إذا أصبح الشيعة شركاء، فإن مشاكلنا يمكن حلها محليا بدون انتظار تغييرات تفرض من الخارج."

وحتى هذه اللحظة على الأقل، تظل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على القول بأنها لا تدعم أي تحركات باتجاه تقسيم العربية السعودية، يقول كريغ سوليفان، الناطق باسم دائرة شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية "إن المملكة العربية السعودية هي صديق وحليف ونحن ندعم وحدتها الإقليمية. "

وفيما يتعلق بالتمييز ضد الشيعة السعوديون يقول سوليفان: إن هذه الأمور تجري معالجتها من خلال الإتصالات المباشرة مع السلطات السعودية وفي تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، كما تعمل الولايات المتحدة بالتنسيق مع جماعات المعارضة الشيعية في العراق أيضا.

من المؤكد أن بعض مناشدات الشيعة الموجهة إلى السلطات الأمريكية هي إلى حد كبير رد فعل على السياسات التمييزية التي تقوم بها العائلة المالكة السعودية أكثر مما تعبر عن حب للولايات المتحدة. يقول الأمير طلال بن عبد العزيز" إن الأقلية التي تعتقد أن تمييزا يمارس ضدها ستتحالف حتى مع الشيطان وليس مع الولايات المتحدة فحسب."

قبل عدة أشهر فقط أدت تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين سارت في شوارع القطيف إلى نهب وتخريب المطاعم الأمريكية هناك. والشيعة هنا يدركون بكل مرارة أن إدارة بوش الأب حثت أخوتهم الشيعة العراقيين على التمرد عام 1991، ثم وقفت تتفرج بينما كان صدام حسين يقمع الانتفاضة بمنتهى الوحشية. يقول السيد محفوط بهذا الصدد: "الولايات المتحدة تؤيد دائما الحكام الديكتاتوريين على حساب الشعوب، ولهذا لا تثق الشعوب بالولايات المتحدة."



تاريخ طويل من الصراعات

إن الشرخ القائم بين السنة والشيعة هو أمر بدأ في القرن السابع الميلادي حين تخلى أجداد السنة الحاليين عن صهر النبي محمد، علي بن أبي طالب الذي يُجلّه الشيعة، وتناسوه كخليفة للنبي. واليوم يختلف الشيعة عن السنة من حيث انتمائهم وارتباطهم بعقيدة علي بن ابي طالب الذي يُذكر اسمه في أذان الصلاة عند الشيعة سواء من حيث جزئيات القوانين الشرعية وتفاصيلها أم الشعائر والإحتفالات الدينية ... وفي حين تَعرّض الشيعة وعلى مدى قرون من الزمن للإضطهاد في العالم العربي فإن الوضع قد زاد سوءاً منذ أن سيطر آل سعود ومقاتلوهم المحافظون على معظم شبه الجزيرة العربية خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.

تحسنت العلاقات الإيرانية السعودية خلال الأعوام الأخيرة، كما شارك الشيعة بعض الشيء في الشؤون الحكومية وجرى تعيين اثنين من الشيعة البارزين في مجلس الشورى ذي المائة والعشرين عضوا، والذي هو في حكم المجلس التشريعي في المملكة، لكن لم يصل أي شيعي أبدا إلى منصب وزير في الحكومة.

وثمة أسباب كثيرة للاستياء وعدم الرضى. فمثلاً، ثمة خلاف نشب على أطراف القطيف يوضح اضطهاد الشيعة على أيدي العائلة المالكة، فقبل حوالي مائة وخمسة وعشرين عاما، اشترى أحد الشيوخ المحليين 90 مليون قدم مربع من الشريط الساحلي المحصور بين القطيف وقرية العوامية، ثم وهبه كوقف لسكان قرية العوامية الشيعة، استخدم أهالي المنطقة هذه الأرض لزراعة الطماطم والخضروات وحموها من غزوات البدو المتعاقبة سنوات طوال، لكن أكثر أجزاء الأرض خصوبة استولى عليها عام 1996 أحد أخوة الملك فهد (الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع – المُترجم) وباعها لأحد المستثمرين. رد القرويون على ذلك بالاحتجاج والتظاهر الذي رافقه العنف في بعض الأحيان مما أدى الى اعتقال عدد من الأشخاص قبل اربعة أشهر. تحاول الآن لجنة أهلية تمثل قرية العوامية، رغم الصعوبات الهائلة، أن تقنع السلطات المحلية بتوثيق وقفية تلك الأرض لصالح الأهالي لحمايتها من اعتداءات الطامعين، لكن المسؤولين الحكوميين يصرون على أن القرية لم تكن مالكة قانونية لتلك الأرض في أي يوم من الأيام.

يتساءل أحد أعضاء اللجنة، وهو زكي علي الصالح، أثناء جولة بالسيارة حول المنطقة المُتنازع عليها "لماذا أرادت الحكومة أن تأخذ أرضنا" هذه الأرض تتناثر فيها الآن الأكواخ المحطمة بواسطة البلدوزرات والأشجار المقتلعة، بينما تجري أعمال تجريف الأراضي الواسعة خلف سور يطوق معظم ذلك الشاطىء، وتحت حراسة مشددة من رجال الشرطة، بغرض تحويلها إلى قطع صغيرة يتاجر فيها المستثمرون. يجيب زكي على سؤاله بالقول "السبب الوحيد لهذا التعامل هو أننا شيعة" وفي حين يمكن تفهم مثل هذا الاعتقاد آخذين في الحسبان سوء المعاملة التي يتعرض لها أبناء المنطقة الشيعة فإنه ليس بالضرورة صحيحا.. فهناك إساءات وسوء معاملة يرتكبها كبار الأمراء في طول المملكة وعرضها، يقول عبد الحي وهو أستاذ في جامعة الملك سعود في الرياض وهو شيعي أيضا ومن مواطني المنطقة الشرقية أصلا، يقول معلقا على هذا الوضع "إنها ليست مشكلة طائفية .. إنها معضلة وطنية."


( انتهى )
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م