مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2002, 01:06 AM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي أمريكا: أنا ربكم الأعلى (الجزء الأول)

أمريكا: أنا ربكم الأعلى (الجزء الأول)

هذا هو منطق الطغاة والفراعنة، في جميع العصور، منطق هؤلاء الطغاة الفراعنة، مبني على القوة المادية التي يملكونها، ولا يملكها غيرهم، مبني على الكبرياء والجبروت، منطقهم مبني على ظنهم أنهم مستقلون بالأمر من دون الله، فلهم أن يأمروا الناس وينهوهم، ويكرهوهم على الطاعة المطلقة لهم، لأنهم أرباب ومن عداهم عبيد‍‍.

هؤلاء الطغاة الفراعنة، يبتليهم الله بالمال والبساتين والأنهار والعيون، والسيطرة على البحار، ويبتليهم بكثرة الجنود، والمتخصصين في كل ما يحتاجون إليه: من أرباب اقتصاد، ورجال إعلام، ومهندسي إعمار، وزبانية تعذيب، وسيافي قتل، و مُدَرَّبي تنكيل بالمظلومين، بقسوة لا توجد في صم الصخور.

إنهم لا يخفون كبرياءهم، ولا يخجلون من الإعلان عن سحق المستضعفين وتدميرهم.

وقد أبدى القرآن الكريم وأعاد في وصف أنموذج للفراعنة والطغاة، وهو ( فرعون مصر ) الجبار، وجنده ووزراؤه.

فقد ادعى الألوهية والربوبية، وأنكر أن يكون لقومه إله سواه.

كما قال الإله الحق تعالى عنه: (( فكذب وعصى. ثم أدبر يسعى. فحشر فنادى. فقال أنا ربكم الأعلى )) [النازعات: 21-24]

وقال عنه: (( يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري )) [القصص: 38]

وقال تعالى عن تبجح عاد قو م هود عليه السلام: (( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )) [فصلت: 15]

ولا يشترط في هذه الدعوى - أي ادعاء الربوبية والألوهية - أن يصرح الطاغية بـ(المقال) فالحال –أحيانا – أقوى من (المقال).!!!

ولعل حال أمريكا الذي تمارسه مع العالم يوضح هذا المعنى أوضح بيان في هذا العصر.

أليس حال أمريكا وتصرفها - سياسياً، واقتصادياً، وإعلامياً، وعسكرياً، في كل أقطار الأرض، براً وبحراً وجواً، ومحاولة إكراهها العالم على السمع والطاعة لها - أليس ذلك يدل على أنها وضعت نفسها موضع الإله الذي لاحق لغيره أن يأمر وينهى كل الناس بما يريد ولا حق لغيره من المخلوقين في ذلك؟

لا، بل إن الله ليأمر الناس بالإيمان به، وينهاهم عن الشرك به، ولا يأذن لأحد أن يكره أحداً على الإيمان به.

(( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))

ولكن أمريكا تكره الدول في العالم على اتباع سياستها، ومن خرج عن ذلك، سلطت عليه المقاطعة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإذا لم تنجح في إخضاع الدولة بذلك، جيشت جيوشها لغزوها، وأنزلت بها أشد العذاب، ودمرت كل مرافقها.

أليست تقف وحدها مؤيدة لظلم الضعفاء فيما يسمى بـ(مجلس الأمن

أليست تعمل ما تشاء، ولو وقفت دول العالم ضد عملها؟

ومن عادة الطغاة أن يتخذوا كل سبب يؤدي إلى تنازع الناس، ليتمكنوا من السيطرة عليهم، ويستفردوا بظلم من يريدون الاعتداء عليه، فلا يجد من ينصره.

كما قال تعالى عن فرعون نفسه: (( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين )) [القصص: 4]

وها هي أمريكا اليوم ( فرعون العصر ) تفرق بين الشعوب وحكامها، وبين الأحزاب في كل بلد، وتفرق بين الدول المتجاورة والمتباعدة، من أجل أن تهيمن عليها جميعاً، وتستضعف من تشاء منها، تحقيقاً لهيمنتها وتثبيتا لظلمها.

وها هي تجند أحزاباً في الدول ضد أحزاب، وأحزاباً ضد دول، ودولاً ضد أحزاب، ولا هدف لها في ذلك كله إلا إيجاد الصراع الذي تضعف به خصومها، دولاً كانت أم أحزاباً.

ويكفي أن أذكر مثالاً واحداً من أمثلة كثيرة تدل على تناقض أمريكا واتباع هواها في تصرفاتها:
إنها تزعم أنها تحمي الأكراد في شمال العراق من عدوان النظام العراقي، ولكنها تتفرج على الجيوش التركية التي تدخل الأراضي العراقية لضرب خصومها من الأكراد، فتقتل وتعتقل وتدمر ما تشاء، دون أن تنكر ذلك ولو بالكلمة ؟

ومن عادة الفراعنة الطغاة أن يقربوا منهم كبار القوم وأعيانهم، من ذوي المال والقوة، والاختصاصات التي تقوي ملكهم، ليسحقوا بهم الأعداء:

كالوزراء المنفذين: (( أوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين )) [القصص: 38]

والجنود المطيعين: (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )) [القصص: 8]

والأغنياء المترفين الذين يغتر بهم الجاهلين: (( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )) [القصص: 76]

(( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )) [العنكبوت: 39]

ومن عادة الفراعنة الطغاة، عندما يزهق الحق باطلهم، وتدحض الحجة أكاذيبهم: أن يحشدوا جماهير الناس، للاستعانة بمن يضلل عقولهم، ويقلب الحقائق عليهم، حتى يعينوهم على باطلهم ضد خصومهم.

قال تعالى عن فرعون: (( قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم. يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون. قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين. يأتوك بكل سحار عليم. فجمع السحرة لميقات يوم معلوم. وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين.... )) [الشعراء: 34-40]

والذين يستعين بهم الفراعنة في هذا التضليل، قد يكونون سحرة كما حصل في عهد فرعون المعروف، وقد يكونون إعلاميين، وقد يكونون شعراء ومفكرين....

وفي تضليل الإعلام الأمريكي اليوم ما يفوق تضليل السحرة لجماهير فرعون.

ومن عادة الفراعنة الطغاة، أن يَعِدوا أعوانهم وأتباعهم بوافر المال، وعالي المناصب، ورفيع الحظوة بالقربى، تشجيعاً لهم على الطاعة لهم والوقوف ضد أعدائهم.

كما قال تعالى عن فرعون وسحرته: (( فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم إذن لمن المقربين. )) [الشعراء: 41-42]

ويدخل في ذلك الأباطرة الذين يغترون بقوة إمبراطورياتهم، كما يحصل اليوم من الدولة الصليبية الصهيونية الجديدة ( أمريكا ) كما يدخل في المتعاونين معها رؤساء الحكومات الموالين لها الذين تَعِدهم الإمبراطورية بالمال أو إسقاط الديون عنها، أو جعلهم من المقربين إليها ودعم حكمهم واستمراره.

ونحن نعلم أن ذلك ليس بيد أمريكا، ولا قدرة لها على تحقيق وعدها، لا لأصدقائها، ولا لنفسها: (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير )) [آل عمران: 26]

فرعون في الماضي كان فرعوناً لبلد واحد، هو مصر، أما فرعون هذا العصر ( أمريكا ) فهي فرعون الأرض كلها، وهي التي تدعي ذلك قولاً وفعلاً، وتهدد أي دولة لا تطيع أوامرها بالويل والثبور.

هذه هي أمريكا ( فرعون العصر ) تحاول أن تضرب بسوط ظلمها العالم كله، ولسان حالها يقول، كما قال فرعون مصر: ( أنا ربكم الأعلى )

وهاهو رئيسها قد صرح بأن حربه التي يعد لها العدة، لضرب أفغانستان هي حرب مقدسة ( صليبية ) كما أذاعت ذلك – نقلا عنه - الفضائيات والإذاعات، ومعنى ذلك أنها هجوم على العالم الإسلامي للهيمنة عليه، كما هيمن الصليبيون القدامى على البلدان الإسلامية.

http://www.alfjr.com/showthread.php?s=&threadid=8132

ولا غرابة في حقد النصارى واليهود على المسلمين، وإعداد العدة للهجوم عليهم والسيطرة على بلدانهم، لأن الله تعالى قد سجل عليهم ذلك في كتابه، وتاريخهم في الماضي والحاضر شاهد على عداوتهم وعدوانهم على المسلمين.

كما قال تعالى: (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) [البقرة: 120]

ولكن الطامة الكبرى على المسلمين، أن يسهل للصليبيين المعاصرين، السيطرة على بلدانهم، وغزوها، بعض زعماء المسلمين أنفسهم، بدباباتهم وأسلحتهم التي كان الأولى بها أن توجه إلى صدور اليهود الذين اغتصبوا قلب العالم الإسلامي، وقتلوا الفلسطينيين، ودنسوا بيت المقدس أرض الإسراء والمعراج، ودمروا منازلهم، وأفسدوا كل مرافقهم.

وحجة هؤلاء الزعماء، خوفهم من سطوة دولة كبرى لا طاقة لهم بها.

اقتداء بمن قال الله تعالى عنهم: (( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين )) [المائة: 52]

هذا هو فرعون العصر، وتلك هي صفتها، وأولئك هم المتعاونون معها، وهي الآن تعد العدة لغزو بعض البلدان الإسلامية عسكرياً، وإخضاع بلدان أخرى لتنفيذ مخططاتها فيها وفي غيرها، ومن أهم ما تريد تحقيقه الصد عن سبيل الله، وملاحقة الدعاة إلى الله والجماعات الإسلامية. وبخاصة تلك التي تدافع عن أرضها وعرضها ومقدساتها، ضد ألد أعداء الإسلام والمسلمين: ( اليهود ).

فما واجب المسلمين نحو هذا الغزو الصليبي الجديد الذي يدار بعقول يهودية وأموال وخبرات يهودية، من أجل القضاء على كل ما يهدد بقاءهم واستقرارهم في الأرض التي اغتصبوها...وقد حققوا الكثير من ذلك في حربي الخليج الأولى والثانية، اللتين قضت فيها على القوة العراقية التي كانت تخيف الدولة اليهودية، وأدخلت المنطقة كلها تحت هيمنتها، ودمرت اقتصادها، وزادت دولها فرقة على فرقة وحقداً على حقد.

ومن أهم ما يريدون تحقيقه الآن:
السيطرة الكاملة على جنوب شرق آسيا التي تجاور الصين وآسيا الوسطى، لتكون أمريكا مع الهند، في الشرق، ومع اليهود في الغرب طوقاً في عنق البلدان الإسلامية.

وبذلك يمكنها أن تقضي على القوة الباكستانية، بضرب المؤسسة النووية التي يستصرخهم اليهود لحمايتهم منها، وكأنها لم تُعَدَّ إلا لضربهم، متناسين الدولة النووية العدوة المجاورة للباكستان.

فما واجب المسلمين حيال الغزو النصراني، الصليبي اليهودي الصهيوني لبلدان المسلمين، وتغيير خريطتها تغييراً يمكن الغازين من السيطرة عليها وإذلالها؟
__________________
الأهدل
  #2  
قديم 09-09-2002, 01:10 AM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي مواصلة للموضوع

واجب المسلمين في مواجهة العدوان الأمريكي:

إن أول واجب على المسلمين، أن يصححوا تصورهم في الأهداف الأمريكية، من تحريك جيوشها البرية والبحرية والجوية، والعمل الجاد على حشد التأييد الدولي، الخارج عن أروقة هيئة الأمم المتحدة، أو الضغط على تلك الهيئة، لتمنحها المظلة الظالمة - التي يسمونها بـ(الشرعية الدولية) وضغطها الشديد على الدول العربية (جامعة الدول العربية!) والدول الإسلامية (منظمة المؤتمر الإسلامي!) إضافة إلى الدول الأوربية وأستراليا واليابان والفليبين.

وتلح أمريكا على روسيا والصين، لينضما إلى سياستها العسكرية والأمنية، وهما دولتان معارضتان للسياسة الأمريكية التي تريد الهيمنة الاستبدادية على العالم، ولكن لكل من الدولتين مصالح في محاربة ما يسمى بالإرهاب.

فروسيا ترى الشيشانيين الذين يدافعون عن أرضهم إرهابيين، وقد دمرت بلادهم وقتلت سكانها وشردتهم ولا تزال تصعد ذلك على سمع الدنيا وبصرها.

والصين ترى أن المسلمين في تركستان الشرقية إرهابيون، وهي تقتل أعدادا كثيرة منهم كل يوم، وقد ملأت بهم السجون والمعتقلات، وسامتهم سوء العذاب، ولا يعلم عنهم كثير من المسلمين، لأن وسائل الإسلام العربية لا تهتم بهم، ولا تنقل ما يعانونه من مشقات ومحن.

ومعنى هذا كله أن أمريكا تريد أن تظهر أن العالم كله يؤيدها، ونحن وإن كنا نذكر غير المسلمين في العالم كله أن يتجنبوا الظلم والعدوان على المسلمين، لأن الظلم سيعود عليهم بالدمار، والله تعالى سيأخذهم بظلمهم، وإن أمهلهم فترة من الزمن.

كما قال الله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )).

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )

أقول:
نحن وإن ذكرنا غير المسلمين بذلك مع علمنا بأن تذكيرنا لهم لا ينفع في الغالب، فإنا نوجه تذكيرنا للمسلمين بواجبهم الإسلامي في هذه القضية الخطيرة التي سيكون لها ما وراءها من الأخطار.

وليس تذكيرنا لهم مبنياً على أفكار شخصية من قبلنا، وإنما هو تذكير بشرع الله الذي يجب عليهم أن يلتزموا به، ولهم على التزامهم ثوابهم عند الله، وعليهم إذا لم يلتزموا به عقابهم عند الله عاجلاً وآجلاً.

وسألخص ما أراه واجباً على المسلمين في كل أقطار الأرض، في مواجهة الغزو والهيمنة الصليبية واليهودية الصهيونية، لأفغانستان وغيرها من بلدان المسلمين:

فمن أهم الواجبات أن يحقق المسلمون بينهم أصلين لا يفترقان، وهما: الإيمان والأخوة.

كما قال تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) [الحجرات: 10]

ويجب عليهم اتخاذ الأسباب اللازمة لما يترتب على هذين الأصلين، من الولاء والمناصرة وعدم خذلان المعتدى عليه وإسلامه لأعدائه، والبراءة من أعداء الله المعتدين وجهادهم دفعاً لعدوانهم.

وقد دلت الآيات القرآنية الكثيرة على وجوب موالاة المؤمنين، ومعاداة أعدائهم الذين يعتدون عليهم، وأن من تولاهم فهو منهم في ظلمهم.

كما قال تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) [المائدة: 51]

وحصر سبحانه وتعالى موالاة المؤمنين له ولرسوله، ولمن آمن به، فقال تعالى: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))[ المائدة: 55]

بل إنه تعالى نهى المؤمنين أن يوالوا أقرب المقربين إليهم نسباً، عندما يفضلون الكفر بالله على الإيمان به، وأن من تولى أقاربه بالمناصرة لهم أو إظهار محبته لدينهم، فهو منهم.

فقال تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون )) [التوبة: 23]

ومع نهيه سبحانه عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بين أن من فعل ذلك فقد أقام على نفسه الحجة التي يستحق بها من الله العقاب في الدنيا والآخرة.

فقال تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبينا )) [النساء: 144]

ومن أعظم موالاة الكفار من اليهود والنصارى، اتخاذهم بطانة دون المؤمنين، أي اصطفاؤهم أصدقاء وائتمانهم على أسرار المؤمنين، وقبول مشورتهم التي لا هدف لها في الغالب إلا الإضرار بالمسلمين.

كما قال تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )) [آل عمران: 118]

وهل يشك مؤمن سليم العقل نير البصيرة، في إرادة اليهود والنصارى الذين يدعون الدول الإسلامية الآن إلى التحالف معهم ضد المسلمين في أفغانستان وغيرها، أنهم يريدون لنا الخبال أي الفساد والضر؟

والمسلمون الصادقون هم الذين يجمعون بين وحدتهم المبنية على توحيدهم لربهم وتقواهم له.

كما قال تعالى: (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ))[المؤمنون: 52]

وقال تعالى: (( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) [الأنبياء: 92]

ومن أدلة صدقهم مناصرة بعضهم بعضاً بالجهاد بالنفس والمال والرأي والتحريض، كل فيما يقدر عليه، فإذا فقدوا ذلك تبين أن إيمانهم ضعيف، وأنهم غير صادقين فيه.

كما قال تعالى: (( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )) [الحجرات: 15]

وقال تعالى (( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلا )) [النساء: 84]

وقد أنكر الله تعالى على المؤمنين عدم مناصرتهم لإخوانهم المظلومين الذين يعتدي عليهم أعداؤهم.

فقال تعالى: (( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً )) [النساء: 75]

وقال تعالى: (( يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )) [التوبة: 38]

وها هم إخواننا في فلسطين يستصرخون إخوانهم المسلمين منذ خمسين سنة، لينصروهم على أعدائهم من اليهود والنصارى، فلم يجدوا نصيراً، غير الله ثم حجارتهم.

وهاهم إخواننا في أفغانستان يستصرخون إخوانهم المسلمين في كل مكان، يطلبون منهم المناصرة والتأييد بالجهاد في صفوفهم ضد المعتدين، ويهيبون بحكام الشعوب الإسلامية أن يقفوا بجانبهم، فلم يجدوا من غالب حكومات الشعوب الإسلامية، غير التصريحات التي تخذلهم وتعين عدوهم عليهم بالتحالف الظالم، مع الصليبية المعاصرة التي تحركها اليهودية الصهيونية.

ومن أهم الواجبات على المؤمنين أن يتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى، ولا يتعاونوا بينهم على الإثم والعدوان.

كما أمرهم الله تعالى بذلك فقال: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) [المائدة: 2]

فكيف بهم إذا تعاونوا مع الكفار على المسلمين بالإثم والعدوان، كما هو الحال في التعاون مع أمريكا ودول الغرب على إخوانهم المسلمين في أفغانستان وغيرها من الشعوب الإسلامية؟!

ومن واجبات المؤمنين، أن يتوكلوا على الله ويخشوه وحده، ولا يخشوا أحدا سواه، وأن الناس مهما اجتمعوا لحربهم، لا بد أن ينصرهم الله عليهم، إذا صدق إيمانهم، وأعدوا العدة المستطاعة لهم، وإن كان عددهم قليلاً، وعدد عدوهم كثيراً. وقد دل على ذلك كتاب الله وحوادث التاريخ، لمن ألقى السمع وهو شهيد.

فقد بعث كفار قريش رجلاً - بعد غزوة أحد التي ابتلي فيها المؤمنون، بسبب معصية بعضهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يخوف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جمع كبير قد جمعوه لمحاربة المسلمين، فلم يزدهم ذلك إلا إيماناً وتوكلاً على الله.

كما حكى الله عنهم ذلك في قوله: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) [آل عمران: 173]

وقال تعالى: (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) [آل عمران: 175]

وقد أخبر الله – وخبره صدق لا يتخلف - أنه هو وحده الذي يمنح المؤمنين نصره، وهو وحده الذي ينزل بهم الهزيمة والخذلان.

فقال تعالى: (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) [آل عمران: ]

وما حصل للمسلمين من النصر على عدوهم مع قوته وكثرة عدده، ومع قلة المسلمين وضعفهم - في غزوات بدر والأحزاب، من أعظم الأدلة الواقعية على ذلك.

كما قال تعالى: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) [آل عمران: 123]

وذلك وعد من الله لرسله ولكل المؤمنين الصادقين في كل زمان.

(( إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) [غافر: 51]

وتلك سنة إلهية ماضية يوقن بها عباد الله المؤمنون الصادقون.

(( قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )) [البقرة: 249]

فواجب المسلمين نصر إخوانهم المسلمين، ولا يجوز لهم مناصرة المعتدين، وبخاصة اليهود والنصارى.

ونصر الله لعباده المؤمنين – وإن ابتلاهم الله ومحصهم - محقق بوعد لا يخلفه الله.

وللحديث صلة
__________________
الأهدل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م