مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بوح الخاطر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-04-2002, 03:18 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي الانتفاضة بما هي تحول فاصل في الوعي العربي

الانتفاضة بما هي تحول فاصل في الوعي العربي

(1)

لا يطرح الفكر ثماره قبل أوانها، وبذوره التي بذرت يوماً في الأرض لا يعوقها شيء عن البزوغ حين تأتي الظروف المناسبة لتبرعمها، ولقد يمر على الأرض حين من الدهر يحسب فيه الناظر أن البذور ماتت واضمحلت ثم يفاجأ أنها عادت حية قوية تبرعمت وأصبحت جذعاً وفروعاً وأوراقاً.
فلا نأس إذا بدت أفكارنا عاجزة عن الفعل في الواقع القائم وإذا بدا الصواب مهجوراً والخطأ مأخوذاً به.
الفكر يبدو ضعيفاً حين لا يكون زمانه قد أظل بعد ولكنه سيتبدى بجبروته الهائل حين تعيد الجماعة تمثله وهي غالباً لا تأخذه من الخارج بل هي تعيد استحضاره من مخزونها العقلي والتخيلي.
الواقع يفرض على العقل الجماعي استنتاجات و هذه الاستنتاجات تتبلور تدريجياً كنظرة متكاملة وبرنامج عمل في غفلة عن القوى المهيمنة التي تريد استمرار "البرنامج" القائم: برنامج الامتثال والخضوع والانصياع للذل والقهر وقبول القليل الذي يقل باضطراد.
صور الموت والشهادة والبطولة التي لا مثيل لها التي تقدمها الانتفاضة لا تضيع: إنها ستختزن عند العربي وستقدم الانتفاضة للاووعي الجمعي العربي تصوراً لتركيبة العالم ولإمكانيات الفعل فيه بآن واحد!

(2)

تقدم لنا الفضائيات العربية في هذه الأيام المشتعلة عبر برامج الحوار التي يتاح فيها للمواطنين العرب الكلام الحر أمثلة على انفجار عواطف الغضب والحزن والاحتقار أيضاً وهو انفجار هائل حقاً ولكنه يتبدد دونما أثر كأنه عاصفة ثارت في صحراء خالية ثم هدأت فلم تترك أثراً، لا هي هدمت ولا هي بنت، وهذا الوضع إن كان القارئ يذكر ليس جديداً بالمرة فإذا اكتفينا بربع القرن الأخير فسنذكر بعواطف الغضب المشتعلة على الحكام المتخاذلين وعلى المعتدين الصهاينة ومن يقف وراءهم أثناء اجتياح لبنان عام 1982 ثم عواطف الغضب العربي على المشاركة العربية في تدمير بلد عربي عام 1990 ثم محاصرته ثم ها نحن هؤلاء نشهد انفجار انفعالات الغضب والحزن والاحتقار معاً لدى المواطن العربي الذي يتابع أحداث الانتفاضة (غضب على الحكام والمعتدين وحزن لما آلت إليه حال هذه الأمة التي لها وجود وجداني وليس لهذا الوجود تعبير سياسي موحد وما آل إليه وضع الفلسطينيين الذين يتعرضون لمجازر لا يهتم مرتكبوها حتى بإخفائها واحتقار لصغار الحكام وسقوط همتهم وفقدانهم لكل مروءة أو حتى مراعاة لمصالح أقطارهم البعيدة).
هذه الانفعالات إذا أخذناها من منظور فيزيائي محض تشكل طاقة هائلة تزحزح الجبال لو وجهت وجهة صحيحة ولكن المشاهد هو أن انفجارات الطاقة هذه تتبدد دون أثر وهذا هو الذي يطرح السؤال المهم:
كيف نجعل هذه الطاقة قادرة على تغيير الأوضاع المزرية لهذه الأمة المنكوبة ولا نسمح لها بالضياع مرة أخرى؟
كيف نستطيع أن نؤثر في القرارات الرسمية نحن الذين ما استطعنا أن ندفع حكامنا حتى إلى سحب سفير ومررنا لهم مشاركتهم في تدمير العراق ومحاصرته اثني عشر عاماً ومررنا للسلطة الفلسطينية عملها كشرطي للاحتلال ولم نستطع أن نؤثر في قراراتها المتفردة وعزوفها حتى عن استشارة أعضاء وفودها المفاوضة؟

(3)

الوعي الذي يجب تحويله إلى مؤسسة شعبية قادرة على الفعل هو الوعي الذ قدمته أحداث الانتفاضة للمواطن العربي عن طبيعة الصهيونية الحقيقية التي كانوا فيما مضى يسمعون بها نظرياً ثم عادوا في عصر "السلام" فسمعوا من حكوماتهم أنها يمكن أن تنقلب من ذئب سفاك للدماء إلى حمل وديع.
ولا بد للقوى الفتية الطليعية من تحويل هذا الوعي وتجسيده في أشكال منظمة لا تكون على شاكلة الأحزاب القديمة المستهلكة بل تكون من النوع التلقائي المرن الذي يترك المجال للجموع للمبادرة والذي يضمن مع ذلك استمرار التأثير.
ولا بد لهذا الفعل أن يتجاوز الحدود القطرية المصطنعة.
والنضال في سبيل الحريات السياسية أساسي في هذا الطريق على أن لا نعتمد فقط على الشكل البرلماني الهزيل البطيء الحركة بل يجب أن نعتمد على المبادرات المجتمعية من تحت التي تفرض على القمة التوحد: إننا يجب أن نفكر في الوحدة على أساس قاعدة الهرم لا قمته.

(4)

من الضروري للوعي العربي في هذه المرحلة أن يتنبه لخطر جسيم هو خطر اختزال المطلوب عمله والبرنامج التغييري في نقطة واحدة هي المقاومة العنيفة.
يمكن للمرء أن يفهم الميل الذي نراه عند شعبنا للتركيز على هذا البعد على أنه ردة فعل على التخاذل الرسمي العربي المطلق تجاه العنف المعادي. على أنها مع ذلك ردة فعل خطأ إذ المقاومة بالقوة يمكن أن تخفق إخفاقاً ذريعاً وتقود إلى عكس أهدافها المعلنة فهي يمكن أن تتحول حين تصطدم بالواقع الاجتماعي السياسي المنحط الذي يخذلها ويفشلها إلى نزعة استسلامية، وهذا ما جرى بالتحديد في تجربة منظمة التحرير الفلسطينية.
أفكر دوماً هذه الأيام بالحديث الشريف المشهور حين قال النبي عليه السلام لأصحابه وهم عائدون من إحدى الغزوات: لقد عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر!
ما أظنه عليه السلام نعت بالجهاد العمل الذي يقوم به الفرد لتقويم نفسه وجعلها منسجمة مع ما يريده الله منها أي بالتحديد مع ما يريده الله من سلوكها الاجتماعي والحضاري عبثاً أو لمجرد المبالغة والبلاغة!
"أحسبه كان يعلمنا أن الجهاد الأصغر" لا يمكن أن ينجح إلا في سياق أكبر هو سياق البناء الاجتماعي الصحي.
لماذا هو هذا البناء جهاد؟ لأنه من جهة في مشقته يهون عنده بالفعل الجهاد الأصغر الذي هو القتال! ولأنه من جهة أخرى شرط نجاح القتال وهو الذي يعطي للقتال معناه الإنساني ويمنعه من أن يأخذ المعنى الوحشي لقتال لا هدف له أو هو هادف إلى أغراض شخصية دنيئة.
انظروا إلى وضعنا القائم: هل استطاع زعماؤنا تجاوز أنانياتهم الشخصية التي جعلت الكويت والعراق عدوين ليس عداؤهما أخفض درجة من العداء مع الصهيونية بل هو أعلى درجة بكثير! ألم تمر عقود من الزمان والخلاف بين سوريا والعراق في درجة سوداء مريرة جعلتهما ينسيان مصالح استراتيجية(قطرية!) لهما مثل مصلحتهما في الوقوف صفاً في قضية المياه مع تركيا التي هي لهما ببساطة حياة أو موت ومثل مصلحة سوريا في تأمين عمقها في معركتها مع الكيان الصهيوني!
كيف نفسر الانحطاط المخزي لسلوك كثير من الأجهزة في لبنان أثناء وجود المقاومة هناك؟هذا السلوك الذي أبعد الشعب العربي بل والفلسطيني عن الثورة الفلسطينية وسهل ضربها واختراقها؟وهذا السلوك كاد يستأنف في فلسطين لولا الانتفاضة.
هل استطاعت دول الخليج تجاوز أنانياتها والنظر إلى الشعوب العربية كسند استراتيجي يحميها من التبعية لأمريكا ويصونها من المخاطر الديموغرافية للعمالة الأجنبية ..ألم يقدها قصر نظرها هذا إلى صرف مئات المليارات على أسلحة لا تستخدم ومن ثم إلى نزاعات داخلية تهدد وحدتها القطرية بالانفجار؟
ولنخرج من الإطار السياسي إلى إطار الحياة اليومية العربية: هل تعلم مواطننا أن يحمي الملكية العامة ويعاملها على أنها للجميع وليست "ملكية لا أحد الداشرة"؟
هل يستطيع الواحد منا حين يكون موظفاً أن يتجنب مبدأ "الواسطة" ويقرر حين يكون حكماً أن يوظف الأكفأ لا الأقرب إليه؟
أين التواد والتعاطف والتراحم في حاراتنا وأحيائنا ومدننا وقرانا؟
هل نحترم كرامة بعضنا لنجبر الدولة على احترام كرامتنا؟هل نربي أولادنا على احترام كرامتهم؟
ليست هذه أسئلة صغيرة فهي جوانب من السؤال الكبير: سؤال النهضة التي هي سؤال الحياة والموت لحضارتنا.

الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 07-04-2002, 05:09 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي

أخي وأستاذي والحليم تجاه تسرعي محمد شاويش

لا يمكنني أن أعبر عما بنفسي أفضل مما عبرت أنت عنه في الجزئين (1) ، (2)
أما في الجزء الثالث فاتجاهنا العام هو رغبتنا الخير لهذه الأمة ولكن هناك تباينا في الرؤية بيننا يتمثل في أنك اعتبرت الصهيونية أو فلسطين هي القضية أو التحدي وبالتالي اعتبرتها المحور الأساس للتغيير ، وليس ذلك عهدي بما تفضلت به عن تقديمك لِآراء مالك بن نبي وموقفك منها، الذي أستنتج منه أن قضية فلسطين ما هي إلا مظهر من مظاهر انحطاط الأمة ومؤشر عليه. والذي يستتبعه أن نعالج الأصل الذي صلاح للفرع مع انحطاطه. أو نقيم العود الأعوج ليعتدل ظله.
وأتفق مع أغلب ما ذهبت إليه وإن كان القول - في رأيي - أن التغيير الشامل لحال الأمة أدق تعبيرا وأشمل في آن عن العمل المطلوب.
وسامحني إن قلت إن ملاحظتي هنا حول آرائك كما هي في مقالاتك السابقة هو حاجة العمل الذي تطرحه إلى مزيد من بلورة وتوضيح الآلية المطلوبة للعبور من التنظير إلى الواقع. ومن استقراء التاريخ وحركات الأمم وأفكارها بما فيها حركة أمتنا وفكرها وتاريخها، أرى أن الآلية الوحيدة للتغيير هي إيجاد دولة نعم دولة تنبع من ثوابت الأمة وتعمل لمصالحها للبدء في التغيير المطلوب، وبدون هذه آلية هذه الدولة سيبقى كل وعي الأمة وعواطفها وإيمانها وشهدائها وتضحياتها وقودا لسيارات مؤامرات يقودها عدو ظاهر أو متخف للأمة.
كثيرون كتبوا وربما بادروا إلى تنفيذ ما عرضته منذ بداية القرن، ونظرا لانعدام الدولة النابعة من الأمة والمستمدة شرعيتها منها فإن تضحيات الأمة ومشاعرها ودينها وإيمانها كانت وقودا للسيارات التالية التي ساقها أعداء الأمة، مع التركيز بغرض التوضيح على السيارات من ماركة فلسطين التي انطلقت منها.
1- المدعوة الثورة العربية الكبرى وأنت أدرى بالوقود والموقف (الكراج)
2- حركة القومية العربية بشقيها بل بـِ (شقوقها)
3- ثورة فتح منذ 1965 التي انتهت بخلق ممثل شرعي وحيد
4- الانتفاضة الأولى التي مكنت لسلطة وطنية شطبت 80% من فلسطين
5- هذه الانتفاضة (وسقفها المعلن = حيفا + يافا = إسرائيل )وسترى عم ستسفر.
6- جهاد خيرة أبناء المسلمين ضد الروس في أفغانستان وإنفاق المليارات على جهادهم.
7- مليون شهيد في الجزائر اكتشفنا أن الفرنسيين بأسماء محمد وعلي لا زالوا يحكموننا فيها.

وما لم يتم التعبير عن الشعور بالذل والرغبة في العزة في دولة تنبع من الأمة وتعمل لها فسيكون هذا الشعور وقودا لسيارة مؤامرة أخرى.
يبقى سؤال : ما الضمان بأن لا يخرجوا لنا دولة مؤامرة أخرى ؟
شكرا أستاذي.

آخر تعديل بواسطة سلاف ، 07-04-2002 الساعة 06:07 AM.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 07-04-2002, 06:32 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي وأستاذي سلاف
ليست القضية فقط أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بل القضية الأهم أن الخلاف في مسائل غير شخصية بل هي تخص السؤال المتعلق بالعام هو خلاف أتمنى فيه أن أجد الصواب بنفسي أو أن يجده أحد من أخوتي لي فهو كما ذكرت سابقاً يشبه نقاش المهندسين والعمال في ورشة عمل يهمهم حل المشاكل العملية التي تتواجههم ولا يشبه نقاش السوفسطائيين أو الخطباء المتحذلقين الذين لا يهمهم من النقاش غير البروز الشخصي.
ولي عودة إن شاء الله مع التنبيه إلى أنني أضفت فقرة للنص الأصلي.
مع التحية
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 09-04-2002, 01:36 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي سلاف
قرأت ما كتبت في"خلفية yes sir " وما كتبته هنا:
بداية يبدو لي أن "التحليل السياسي" للتاريخ المشرقي بأنه تعبير عن التعارض بين إنكلترا وأمريكا هو تحليل نتج في الأصل عند شريحة أعرفها من "ختايرة" فلسطين وهؤلاء ذاقوا خبث بريطانيا وتلاعبها بالمنطقة آنذاك واستمر لديهم الاعتقاد بالدور الخفي لبريطانيا.
وفي الحقيقة أنا لست محللاً سياسياً ولكنني كمواطن عادي يبدو لي هذا التحليل مبالغة فاقعة بل قد تصل أحياناً إلى درجة اللامعقول كما قرأت مرة في لبنان في مجلة يصدرها أنصار هذا الرأي يزعمون فيها أن أمريكا ضد إسرائيل!
والمشكلة العملية في هذا الاتجاه هي أن يأخذ كما قد نقول موقفاً عدمياً من الوقائع القائمة فمنهم من حلل ظاهرة الثورة الفلسطينية على أساس أنها أيضاً صناعة بريطانية ولا أعرف إن كان الجميع على هذا الرأي ولكنه تبسيط خارق لقضايا سياسية اجتماعية اقتصادية معقدة وأنت بالذات أذكى بكثير من هذه الآراء لذلك توقعت حدساً أنها آراء تبنيتها أنت في عهد الطفولة ثم ارتبطت عاطفياً بها إلى درجة قد تمنع الذكي من أن ينقدها وهذا مشاهد.
هذا رأيي ولا يمنعني ذلك من الاعتقاد بإخلاص حملة هذا الرأي ووقوفهم مع غيرهم على صعيد واحد هو إرادة الخير والنهوض لمجتمعنا ولكنني أختلف مع طريقة التحليل.
لديك في بعض الحالات معارك مفروضة كالتي فرضتها الصهيونية تاريخياً على الشعب الفلسطيني وهنا لا ينفع انتظار قيام الدولة التي تنشدها يا أخي إن كان الجيش الصهيوني على أبواب المخيم يستعد لتنفيذ مجزرة فماذا ستفعل؟هل ستنتظر قيام الدولة التي تحلم بها؟
ولكنني بالتأكيد أتفق معك في أن المقاومة على أرضية مرتجلة قد تضر ولا تنفع. ومع الأسف ابتليت المقاومة الفلسطينية بأسوأ قيادة لمقاومة في العالم من حيث قصر النظر السياسي ومن حيث الفساد الشخصي وفساد الجهاز أيضاً. وفي اعتقادي أن الشعب الفلسطيني كان على درجة من التضحية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب ولكن عيوب البنية الاجتماعية هي التي جعلته لا يستطيع أن يخلق قيادة على مستوى تضحياته، قيادة تكون من نوع مانديلا أو هو شي مينه، وهي القيادات التي امتازت باستراتيجية مقاومة ثابتة لا تذبذب فيها ولا تراجع ولا تنازل عن مبدأ المقاومة.
ولا شك أن المقاومة كان يمكن لها هي بالذات أن تكون مساعداً على النهضة الاجتماعية وقد حصل ذلك بالفعل في المجتمع الفلسطيني في الداخل ولكن هذه النهضة ستظل مهددة بالإبادة ما دام المحيط على خموله وانحطاطه وهذا التهديد يطال أيضاً مثال المقاومة اللبنانية التي تميزت بأجهزة بعيدة عن الفساد والتشبيح المألوف في تجربة المقاومة الفلسطينية في لبنان وبعيدة عن عقلية المكاتب والبيروقراطية السفيهة السخيفة ولكنها أيضاً محاطة بهذه البنية المتفسخة التي يسميها مالك بن نبي "بنية القابلية للاستعمار" أو "إنسان ما بعد الحضارة" وهذا المحيط إن لم يتغير يهدد أي نهوض قطري كما جرى في تجربة الأمير عبد الكريم الخطابي في الريف المغربي التي أنزل مقالاً عنها في الخيمة اليوم إن شاء الله.
ونصل أخيراً إلى تصوراتك للدولة الحل:
يا سيدي إن كنت فهمت عليك جيداً فأنا أعتقد أن هذه الدولة التي تريدها ستكون أيضاً دولة قطرية فما الذي يضمن لك أن لا تعيد سيرة تجارب كانت تحتوي الكثير من المزايا ولكنها حاربها الجيران بدفع من غير الجيران وحاصروها حتى أخفقت وصار مواطنوها يتمنون الخلاص منها لأنهم ببساطة جاعوا!
ومن هنا أرى أن الحل السياسي إن لم يحم بنهضة حضارية شاملة سيسقط.
وبالعكس: انظر وتأمل: لماذا نجحت الوحدة الأوروبية وسقطت وحدة مصر وسوريا؟
بالمناسبة لم تسقط هذه الوحدة السورية المصرية فقط للتآمر الخارجي عليها بل سقطت من الداخل بسبب هذا الانحطاط في البنية الاجتماعية النفسية، مثلاً بنية الجهاز المصري والأجهزة السورية التي كونها وعملت معه.
هل لو نشأت دولة وانتخبت قيادتها خليفة ستطيعها الناس تلقائياً؟ ادرس تجارب السودان وإيران! بل هل رأيت أمثلة انشقاقات الجماعات التي لم تصل بعد إلى السلطة على بعضها!
أنا لا أقول بأن البعد السياسي لا دور له ولكنني أقدم في الأولوية مسألة النهضة.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 09-04-2002, 10:39 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

أخي محمد:
البناء من قاعدة الهرم لكن كيف يتم ذلك؟سؤال صعب يحتاج إلى الكثير من البحث،وتبقى هناك قاعدة أي بناء يحتاج إلى رأس فلا بد من وجود الموجه لهذا البناء حتى يتم بشكل صحيح
والموجات الإنفعالية التي تحدثت عنها أشاركك الرأي بها وقلتها من قبل
للكثيرين مع أنهم أعترضوا على ماقلت وما أجمل تشبيهك وما أدقه حين شبهتها كعاصفة رملية تهب بعنف وقوة ثم تضمحل وتنتهي ولا يبقى لها أثرا.ولكن هنا السؤال ماذا لو استثمرت هذه الموجة ووجهت الوجهة الصحيحة ترى ماذا سيحدث؟لو افترضنا وجود القوة الموجهة لهذه الموجات وهو رأس الهرم والجماهير المنفعلة و هي القاعدة لعملنا الكثير
إذن ربما نحتاج للإثنين معا في البناء حتى يكتمل البنيان صحيحا خاصة في وقتنا الحاضر فإنفصال أحدهما عن الآخر سوف يعطل هذا البناء
وكما قال الأول:
لا يصلح القوم لا سراة لهم
.............ولا يصلحوا إذا جهالهم سادوا
وكنت قد كتبت مداخلتي قبل ردك الأخير ووجدت أنك قلت الكثير مما بنفسي وخلاصته تكمن في قولك((ومن هنا أرى أن الحل السياسي إن لم يحم بنهضة حضارية شاملة سيسقط. )).
ويبقى ما طرحه السلاف وقوله(( وما لم يتم التعبير عن الشعور بالذل والرغبة في العزة في دولة تنبع من الأمة وتعمل لها فسيكون هذا الشعور وقودا لسيارة مؤامرة أخرى. )) والأمثلة التي ساقها على ذلك
وحقيقة مثل هذا الطرح يحتاج إلى التوقف والقراءة بإمعان وتفكر من قبل
العاملين المخلصين من أجل نهوض الأمة على النهج الصحيح ،فلماذا
دائما نستغل دائما من قبل أطراف خارجية للقيام بمهام مشبوهة لا نتنبه إلى خطورتها وخبثها لخدمة تلك الأطراف إلا بعد وقوع الفاس في الراس ومثال ذلك الثورة العربية الكبرى
أو تكون عوامل التغيير نابعة من جهود المخلصين ويذهب في سبيل ذلك
الكثير من الدماء والأموال بجهود هؤلاء المخلصين وتضحياتهم وفي آخر الأمر نجد أن من يقطف ثمار النصر هم الأقل جهدا أو الأكثر تبعية للغرب
ووالله إن هذا السؤال ليؤرقني.وأين يكمن الخلل وكيف يتحول هذا الأمر لغيرهم.وأعتقد أن حركة طالبان كنت هي الحالة النادرة والشاذة عبر تاريخنا الحديث ،فأفغانستان حصل لها ما حصل لكل الحركات في العالم الإسلامي وبعد دحر السوفيت ظهر أصحاب المطامع والمصالح واستغلت الخلافات بين فئات المجاهدين وسيطر أمراء الحرب على البلاد طبعا مع وجود أطراف خارجية لتغذية الخلافات وعدم قطف ثمار النصر وهنا ظهرت طالبان وغيرت تاريخ الثورات وأبعدت كل هؤلاء ولأول مرة تسيطر الجهة المخلصة على الأوضاع وهنا أيضا يتحرك الأعداء علانية لإسقاطهم وأعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك أن طالبان خرقت القاعدة التي وضعها الأعداء لنا وتميزت بنهجها المتفرد ومعنى ذلك أنها ستكون مثالا لحركات التصحيح إلى جانب أنها ستكون دليلا على إمكانية نجاح الحركات المخلصة فكان لا بد من ضربها حتى تعود القاعدة إلى مسارها الأول .
وأخيرا إليك هذا الرابط عن موضوع كنت طرحته سابقا يدخل ضمن بعض الآراء والتساؤلات التي تباحثنا حولها في موضوعك القيم.ولعلنا نثريه بآراء وأفكار تفيدنا.

http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=11891
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 10-04-2002, 08:01 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي الصمصام
ظاهرة غليان الشارع العربي ودخول شرائح عربية جديدة في المظاهرات لم يسبق دخولها هي ظاهرة عظيمة جداً.والذي تساءلت عنه في كتابتي هذه كان الطريقة التي نحول فيها انفعالات الشارع التي هي طاقة عظيمة إلى فعل مفيد بناء وكيف لا نتركها تتبدد كما تبددت سابقاً.
ففرق بين أن نبحث في الانفعال الشارعي على هذا الأساس كما هو منطلقي ومنطلقك فيما كتبنا وبين أن نكتفي بالسخرية من الانفعال كما تفعل بعض وسائل إعلام وصحفيوا الحكومات.
مع التحية
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 11-04-2002, 05:48 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي

أخي وأستاذي الكريم

شكرا لك.
استوقفتني عبارتك :" هو تحليل نتج في الأصل عند شريحة أعرفها من "ختايرة" فلسطين "

يرحمهم الله، كم كان لديهم من أوهام وتخاريف تحررنا منها في عهدنا الثوري، تصور كانوا يعتبرون حيفا ويافا واللد والرملة وعسقلان والناصرة وعكا وصفد والسبع وترشيحا والمجدل والفالوجة كانوا يعتبرونها من فلسطين، قوم على هذه الدرجة من التخلف الثوري أيقول عاقل وخاصة إذا كان ثوريا بقولهم.
أما بخصوص الثقافة والحضارة وكل التنظيرات فإنني أعتبر الإنسان العربي والمسلم عموما من حيث ارتباطه بأمته واستعداده للتضحية في سبيلها خير من أي إنسان آخر في العالم، يكفيك ما يحصل في فلسطين وما حصل في أفغانستان والشيشان وهبة الشارع العربي دليلا.
والفشل ليس لتخلف الإنسان العربي ثقافيا أو حضاريا بل لأنه في نهضته لم توجد له قيادة تنبع وتستمد شرعيتها منه. فهي ليست خيبته بل خيبة مثقفينا في إنجاز هذه الدولة القيادة، بل ومساهمتهم في محاربتها .
الذين صفقوا لإلغاء الميثاق يا سيدي 1500 مثقف ثوري فلسطيني وليسوا ختيارية فلسطين.
أما عن قولك إنني أطالب بدولة قطرية فماذا أقول غير سامحك الله.
بل أقول كبداية يمكن أن تنطلق الدولة القيادة (غير القطرية ) من قطر واحد على غرار الخطابي كما زودتني عن حركته ، ردا على من يتهمني بأني أؤجل كل عمل حتى قيام خلافة تضم المسلمين جميعا.
---
أما فيما يتعلق بالصراع في المنطقة فهناك لا شك تعقيدات على الموقف، ولكن أحاول إقناع نفسي -دون جدوى - بأن الصراع هو بين القوة الغاشمة أمريكا والزعيم الرمز بطل أوسلو المجيدة
سيحتفظ كل منا برأيه وحسبنا اتفاقنا على الخير لهذه الأمة.
وبمناسبة الإنجليز والأمريكان أرسل لي صديق (كلمة الرياض) من جريدة الرياض السعودية، وأنت إذا تأملته وقرأت ما بين سطوره ستقول بأن كاتبه من ختيارية فلسطين. إليك ما جاء في مقدمته :"البريطانيون حتى في ظل تواري إمبراطوريتهم العظمى، يظلون الأذكى سياسيا، ليس في المحيط الأوروبي الذي بات لا يعيرهم أي اهتمام، وإنما في دائرة الدولة العظمى، حيث أي رئيس وزراء بريطاني يصبح (عراب) السياسة الأمريكية، وهم في هذا الجانب يستفيدون من الغباء الأمريكي في الشؤون الدولية في تحريك قواهم العسكرية والاقتصادية ليحصلوا على أتعاب السمسار فقط، وأيضا إبقاء سمعة بريطانيا كدولة وكيان لهما التأثير في الشؤون الدولية.
هذا الذكاء البريطاني، يقابله غباء عربي يجهل ما تضمره الدولة التي خلقت إسرائيل من عدم ."
---
أخي الصمصام الله يجبر بخاطرك كما شجعتني أمام أخي محمد وهو أمهر مني تفكيرا وأسلوبا.
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 12-04-2002, 02:22 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

المشكلة أيها الشاعر أننا مختلفان في المواهب فأنا ليس عندي موهبة التحليل السياسي التي هي لدى الأستاذ سلاف.
وبسذاجتي أعتقد أن بريطانيا تلعب دوراً ثانوياً داعماً لما تريده أمريكا وهو الظاهر الذي يعرفه الجميع. أما أخي سلاف فهو يكاد يرى أن كل صراع في المنطقة سببه الصراع بين بريطانيا وأمريكا أو هذا على الأقل ما فهمته منه.
في الحقيقة يا ابن الحلال ظللت فترة طويلة لا أجرؤ على إبداء آراء واضحة في تحليل الأحداث السياسية وظللت كما أنا الآن أرى رأي الشعب البسيط الذي يقول إن التسوية والتطبيع مع الكيان الصهيوني لن ينتج عنه إلا الاستعباد علاوة على التنازل الخياني عن الحقوق التاريخية لشعبنا. ثم حين كتبت شيئاً له علاقة بالأحداث المباشرة لم أتنازل عن رأيي البديهي الغريزي القائل إن فلسطين عربية وإن الكيان الصهيوني لا حق له في ذرة فيها.
فأنا لم آخذ على الختايرة الأعزاء اعتقادهم أن صفداً وبئر السبع وحيفا من فلسطين.
وبالمناسبة الذي حفظ هذا الاعتقاد حقاً جيلاً وراء جيل هو الفتيان لا الختايرة وكل طفل تراه الآن ينشأ على هذا الإيمان وبعزيمة تفوق كثيراً عزيمة الختايرة الذين كان كثير منهم لا يرى فائدة ولا أملاً في محاولة استعادة فلسطين بعد الإحباطات التي عانوا منها.
الختايرة كان مفهومهم عن العالم هو مفهوم مبسط يعطي بريطانيا أهمية أكثر من حقها بكثير ولا ينتبه للتغيرات الجذرية في موازين القوى التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية.
وإن كان لا بد لي أن أرى في كل خناقة تجري في حارة عندنا صراعاً بين بريطانيا وأمريكا فهات لنصنف المشاركين في هذا النقاش: أعتقد والله العليم أن الصمصام بريطاني جاء من قصر بكنغهام "ديركت" إلى الخيمة وأما أنا وأنت فأمريكان متخفون نتظاهر باختلاف الرأي وأما ابن مطر فهو محايد لأنه يمثل المصالح الألمانية التي لم ترس على بر بعد.
يا أخي هذه طريقة في التفكير لا تنتج نتيجة فهي تحرمنا من كل فاعلية وتجعلنا لا نناقش البرامج المطروحة بمفعولها على الواقع بل نناقشها على مبدأ :من وراء هذا ومن وراء ذاك؟ وهي طريقة كفيلة فعلاً بشل كل نشاط.
ورأيي في "الزعيم الرمز" وفي مفهومه عن السياسة وفي شلته الفاسدة قلته سابقاً وبالنسبة لي رمز الشعب الفلسطيني حقاً هو أي طفل يقذف الدبابة بالحجر وهو الذي أنتخبه للرئاسة إن كنت منتخباً! ولكنك تتسرع حين تنسب التنازل عن يافا وصفد وحيفا إلى العصر الثوري خطأ فجماعة التنازل لا ينتسبون إلى العصر الثوري، عصر الخمسينات والستينات، بل ينتسبون إلى عصر الثورة المضادة عصر السبعينات والثمانينات، ومن حقك طبعاً أن تعترض على عيوب ونواقص الأيديولوجيا العربية الثورية في الخمسينات والستينات ولعلك تعلم بعض رأيي في هذه الأيديولوجيا.
والذين ألغوا الميثاق على رأيك كانوا من المثقفين..حتى لو كانوا كذلك فهل سمعتني ذات يوم أدافع عن المثقفين يا ابن الحلال؟ وإن كان لا بد لي من الكلام عن نفسي فإنني أكاد أعد كلمة "مثقف عربي حديث" شتيمة وراجع إن شئت مقالات كتابي العتيد المفروض أن أصدره في وقت قريب"من التأصيل إلى ما بعد التأصيل" ولا سيما القسم الأول.
وفي هذا القسم الأول تجد دفاعاً عنيداً عن مزايا شعبنا التي ذكرتها ولكنني في هذه المرحلة الجديدة التي تواجه فيها الحضارة الإسلامية عربدة عدوانية منفلتة من كل عقال وخطراً حقيقياً على وجودها صرت(في مقالات قسم "ما بعد التأصيل") أطالب بالتغيير الحضاري والثقافي ولا أعني به تحول أهلنا إلى "مثقفين" من النوع التافه الذي تشير أنت إليه.ولا أعني بالحضارة مفهوم نساء المجتمع المخملي المزعوم لهذه الكلمة بل أعني المعاني التي كان يعنيها مالك بن نبي وأمثاله: إنها المجتمع الواحد النشيط المترابط الفعال الذي يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص، مجتمع كالذي بنى نموذجاً مصغراً منه عبد الكريم الخطابي ولو عشت في عصره لتوجب علي دعمه بالتأكيد بغض النظر عن أن تجربته كان محكوماً عليها بالإخفاق لأن المجتمع المحيط كان كمجتمعنا الحالي: مليئاً بالعيوب والثغرات. وقد حاولت في موضوعي الذي نعلق الآن على هامشه وفي مقالات أخرى أن أنبه إلى أن هناك في الأحداث ما قد يساعد على الدفع بهذا الجهد الحضاري المطلوب إلى الأمام :هناك تحدي الخصوم المتربصين المضمرين شراً وهناك صحوة الغضب الشارعي وأردت هنا أن أحاول تلمس الإجابة على السؤال: كيف لا يتبدد هذا الغضب هباء وكيف يترك أثراً باقياً ويكون خطوة في طريق البناء؟
ومشروعك ببناء ولو دولة قطرية يعيدني إلى سؤالي القديم: ألن يتكرر الفشل والإحباط إن لم يكن الوضع العام كله وبما يتجاوز الوضع القطري ناهضاً؟ وهل ستكون هذه الدولة القطرية أقدر من إيران مثلاً على المواجهة والتحدي؟ كيف سقطت حكومة الساندينيين في نيكاراغوا في انتخابات حرة؟ كيف تحولت جماهير الثورة الإيرانية إلى شبيبة "مودرن" تتمنى الحصول على الوضع التافه الذي لشباب بلاد أخرى؟(هذه كانت الصفة الغالبة لجماهير خاتمي وعندي أمل أن الوضع الآن أفضل قليلاً مع أنني غير متأكد)؟أتمنى أن تتأمل في هذه التجارب على طريقة ابن خلدون الذي كان يستنتج العبر من التاريخ! وليس على طريقة الأيديولوجيين السطحيين الذين يرون أن كل شيء يمكن أن يتم إن وجدت "قيادة صحيحة". القيادة مهمة ولكن المسألة أعقد من أن تكون مجرد مسألة قيادة فالقيادة تأتي في سياق التحول النهضوي وتتبادل التفاعل معه ولكن القيادة ذاتها ليست هي النقطة الوحيدة في برنامج النهضة.
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 12-04-2002, 07:05 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي

أخي محمد

أفيد من اختلاف وجهات نظرنا، بما تمليه علي ثقتي في آرائك وتفكيرك من إعادة النظر في الكثير من قناعاتي، والتي كثيرا ما ينجم عنها أن أعدل في هذه القناعات، وإليك هذه القناعات بعد تفاعلي مع وجهة نظرك
كما أن ذكري للخلافة أثار كثيرين لدرجة كان المضي في النقاش حول الإسم يعني صرف النظر عن الجوهر، مما جعلتني أقتصر على المناداة بأن تكون كلمة الله هي العليا في أمور الأمة، كذلك فإن تركيزك على موضوع بريطانيا ودورها والصراع مع أمريكا - وهنا أقول إن هذا رأي يحتمل الخطأ والصواب - ولا داعي للتركيز عليه، بل يكفيني أن أقول :" إنه لا يوجد حاكم في أمتنا يستمد شرعيته من هذه الأمة، وبالتالي فهو مرتبط بهذه القوة الكافرة أو تلك، ويستمد من دعمها له وجوده، وبالتالي فهو لا يملك حتى لو أراد إلا تنفيذ أوامرها.
ما رأيك في هذا الرأي أتوافقني.
موضوع القطرية والدولة القطرية : "اللهم إني أبرأ إليك من كل قطرية" وأعيد أنني أعتقد بالوحدة بالوحدة بالوحدة، وعندما قلت أكتفي بالبداية بدولة في أحد الأقطار كان ذلك ردا على من يتهمني بتعطيل كل شيء حتى يتوحد المسلمون جميعا. وأسحب ذلك القول، وأرضى أي عدد تراه مناسبا.
أما القول بفلسطين وقضيتها.
فأنا أستنكر القطريات جميعا وأعتبرها رجسا من صنع الشيطان وأنجس هذا الرجس هو هذا الكيان الذي صنعته ((((بريطانيا )))) ممثلة لقوى الكفر في العالم وأسمته فلسطين، ولم يكن له ضمن هذه الحدود أي وجود سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي أو تاريخي أو حتى جغرافي وقبولنا بتسمية قضية فلسطين أنسياق في هذا المخطط الذي أوصلنا إلى أن يقول فلان من العرب إنه وسيط بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، بل والقول تأسيسا لتناريخ يؤصل هذا الكيان اللعنة بأن أجدادنا هم الجبارين الشبارين عبدة الأصنام من الكنعانيين وأن سيدنا موسى عليه السلام الذي قال الرسول إنه أولى به من يهود هو جد اليهود.
ثم أين هي هذه الفلسطين التي قدسوها ألم يسموها إسرائيل ؟؟؟
أما بخصوص القيادة فإنني من فرط التشبع الثقافي والحضاري مستعد أن أقتنع أن لا أهمية لها إطلاقا، وأن الأصل أن يبدا كل إنسا بتقيف أسرته وأصدقائه وتحضيرهم والأمور ستصلح تلقائيا عندما نتثقف جميعا بهذه الطريقة الحضارية، وأنا مستعد حتى للتخلي عن نظرية المؤامرة فبلادنا وأمتنا لم يتآمر عليهما أحد لا الغرب ولا الحكام ولا الثورة، وإنما هي هكذا الدنيا.
أعذر انفعالي أخي وسامحني.
وأتوقف هنا.

آخر تعديل بواسطة سلاف ، 12-04-2002 الساعة 07:10 AM.
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 12-04-2002, 11:18 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

بدأت تعليقك بطريقة مبشرة وأنهيته على عكس البدء بطريقة من قال لمحاوريه"عندي غير هالقميص لأشقه؟"
أحافظ في حواراتي عادة على الهدوء طالما احتفظ المحاورون بهدوئهم وطبعاً بأصول الحوار وعندي اعتقاد أن الحوار يعطي نتائج هي على الأغلب غير فورية.
وكلامك عن ظهور مفهوم "فلسطين" هو كلام قيم بالفعل وتذكيرك الدائم به - وقد نسي فعلاً - هو بلا شك من ميزاتك وهذا يريني أن الحق والحقيقة مفرق في هذه الأمة لا تخلو منه إن شاء الله، وتجميع عناصر الصورة الصحيحة يتم بالتدريج عبر تفاعل وحوار نظري وعملي.
سأقول في النهاية أن ثمة ملاحظة على حوارك أخي سلاف: أنت ترد في كثير من الحالات على كلام قاله غيري ولا أعرف إن كنت تعتقد أنني لا بد على أثر آخرين حاوروك سائر.وهذا خطأ فمن النادر أن أرى شخصاً يتفق معي أنا أيضاً بالرأي.
أنا مثلاً ممن لا حساسية عندهم في موضوع الخلافة ولا أقول بإهمال مسألة القيادة وإن كنت أدعو إلى دراسة التجارب التي سقطت رغم جودة قيادتها. ورأيي في النهضة أنت قزمته بهذه الطريقة مع أني حاولت إيضاحه أكثر من مرة.
مع التحية.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م