مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-01-2001, 04:39 AM
أبو شجاع أبو شجاع غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 33
Post رسالة الى المشبهة

الى المشبهة:
هداكم الله ونور قلوبكم لقول الصدق بدلا من بث السموم افتراء على خلق الله, قال صلى الله عليه وسلم: ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
ولماذا تسترون تجسيمكم بقولكم استوى استواء يليق به وتنكرون أنه ليس مستقرا على العرش بذاته وهذه عبارة إمامكم الذي تعظمونه
وهو عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد المجسم، وهو غير الدارمي الإمام المشهور صاحب السنن، أما أبو سعيد الدارمي المجسم فلم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة مع كونه متقدما. وله كتاب بالرد على بشر المريسي المبتدع - وقد قالوا - مبتدع رد على مبتدع – يقول فيه ص4 : وكيف يهتدي بشر للتوحيد وهو لا يعرف مكان واحده ). ويقول ص20 (( لان الحي القيوم يتحرك إذا شاء وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط إذا شاء ويقوم ويجلس..). ويقول ص29 (( ولو لم يكن لله يدان بـها خلق آدم ومسه مسيساً كما ادعيت لم يجز أن يقال بيدك الخير). ويقول ص74 : إن كرسيه وسع السماوات والأرض وانه يقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع). وكذبوا على النبي ونسبوا هذا الكفر إليه وحاشاه. ويقول الدارمي أيضاً ص85 ( ولو شاء لاستقر على ظهر بعوضة). إ.هـ.
هل هذا هو إمامكم يا من تدعون أنكم على نهج السلف؟ ربكم يستقر على ظهر بعوضة؟ لعلها هذه الأوهام تنفع في أفلام الكرتون
والحمد لله الذي طهر قلوبنا من هذه الضلالات المخزية
قال بعض الأفاضل:
سبحان ربي ذي الجلال معظما .... عما يقال عليه من بهتانِ
نسبوا إليه الحد دون تفكر .... بعظيم شأنه جل عن نقصانِ
خلق المكان لنا وعنه له غنى .... إن هذي إلا وساوس الشيطانِ
والحمد لله على نعمة التنزيه
هل للاستواء كيفية يا من تدعون أنكم على منهج السلف زورا وبهتانا؟
أليس في قول الامام مالك: والكيف غير معقول, وفي رواية: وكيف عنه مرفوع. دليل على أنكم لا تعرفون ربكم؟ واعلموا أنه لا ينفعكم تطويل المقال والقيل والقال, وحديث الجارية ليس ضعيفا من جهة الاسناد بل من جهة اضطرابه, فافهموا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام تواتر عنه أنه قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فكيف يحكم عليها بالاسلام بقولها في السماء وفي رواية بالاشارة بيدها. ورواية: أتشهدين أن لا إله إلا الله. أصح إسنادا من هذه.

بسم الله الأحد المنان المتنزه عن الكيف والشبيه والمكان والزمان والصلاة والسلام على خير خلق الله من إنس وملائكة وجان وبعد,
فإن الله تعالى قد خلق لنا عقولا وأمرنا أن نفكر وأن نعمل فكرنا وأن نستخدم عقولنا لأن العقول هي التي تميز بين الإنسان وغيره من الدواب ولولا العقل لما استحق العقاب عاقل لأن القلم مرفوع عن المجنون وهو من غاب عقله, فلهذا فما لا يقبله العقل لا يقبله الشرع لأن الشرع لا يأتي بما لا يجوز في العقل, كيف يكون هذا والله تبارك وتعالى عاقب الكفار على عدم استعمال عقولهم: وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير. فها هم استحقوا العقاب لأنهم لم يكونوا يعقلون وكيف يعقل الشخص بدون إعمال عقله؟
لذلك فإن الله تعالى يقول: فتكون لهم قلوب يعقلون بها.
وقد نص العلماء على أن ما لم يكن مقبولا في العقل لا يقبل في الشرع أما إن كان مقبولا في الشرع جائزا في العقل فهذا ممكن ويكون مستحيلا عقلا بعد إحالة الشرع لأنه يستحيل عقلا أن تكون مشيئة الله غير نافذة. فلنأت إلى استخدام عقولنا حتى لا نتشبه بمن لم يعقلوا فاستحقوا العذاب الأبدي والعياذ بالله.
إن من نظر في العالم وتغيره, وجد أن العالم مخلوق بدليل التغير من حال إلى حال وأوضح دليل عليه نحن, فإننا عندما نتغير نعرف أنه لا بد من مغير لنا وهو الله تعالى, فاستحال أن يكون الله متغيرا لئلا يكون مشابها للمخلوقات وهذا معنى قوله تعالى: ولله المثل الأعلى.
فلو كان يشبه المخلوقات بوجه من الوجوه لكان يجب أمران:
الأول: إما أن لا يكون فرق بين الخالق والمخلوق وهذا مستحيل عقلا لأنه منقوض بأزلية الخالق وحدوث المخلوقات, وفناء المخلوق أي جواز هذا عليه عقلا وأبدية الخالق الذي لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد.
الثاني: أن تكون الآية لغوا لا معنى له لأنها تكون عندئذ كذبا محضا بدليل قول الخصم بأن الله يشبه المخلوقات, وهذا مستحيل لأن الله أصدق القائلين, والقول بهذا هو بعينه كفر التشبيه والعياذ بالله من عقول المجسمة المشبهة النصارى واليهود وغيرهم ممن يدعي الإسلام ويشبه الله بخلقه والله بريء منه, ولماذا كفر النصارى عندما قالوا بأن عيسى عليه السلام ابن الله والعياذ بالله؟ أليس لأنهم نسبوا إلى الله ما يستحيل عليه فكفروا بذلك؟
نعم إن اتخاذ ولد دليل كبير واضح على التغير والحدوث وهذا مستحيل على الله, فلو أن الله اتخذ ولدا بعد أن لم يكن له ولد, لكان متغيرا من حال إلى حال, ولو كان متغيرا لكان يشبهنا ومن كانت هذه صفته فلا يستحق الألوهية. ولكن الله تعالى فرد أزلي أبدي صفاته لا تتغير ولا تتبدل ولا تتجدد بل هو الله تعالى الموصوف بكل كمال يليق في حقه المنزه عن كل نقص. ولله المثل الأعلى.
فلهذا وجب عقلا وشرعا أن يكون الله منزها عن صفات المخلوقات مخالفة كلية يستحيل معها أي وجه من وجوه التشابه بدليل الآية السابقة وبدليل قوله تعالى: ولم يكن له كفوا أحد. والكفؤ المثلُ وهذا مستحيل على الله, قال الإمام القرطبي أحد أئمة التفسير في الجامع لأحكام القرآن, قوله تعالى: ولم يكن له كفوا أحد أي لم يكن له مثلا أحد.
فوجب شرعا وعقلا أن يكون الله ليس كمثله شىء, قولا وفعلا لا قولا فقط. فإن الكثيرين من الكفار يقولون إن الله ليس كمثله شيء ومن ثم نراهم يكذبون أنفسهم باعتقاد ما هو مملوء بالتشبيه ويعودون فيقولون بأن الله ليس كمثله شىء.
هنا أنتم قلتم قولا لا فعلا, فإن الحديث الذي رواه الإمام الترمذي وغيره بإسانيد صحيحة تبين لنا أن السماء ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيها ملك قائم أو راكع.
أنظرو إلى قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن ماجه: ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله.
فإن أولتم الحديث فلماذا لا تؤولون الآية حتى لا تقعوا في مصيبة التشبيه وتحديد مكان لله؟ فها أنتم سلمتم به قولا فقط ونزهتم الله قولا أما فعلا فلا.
أما الآيات فسأحاول أن أذكر لكم مختصرا عنها:
إن كل آية ورد فيها الاستواء فهي مصروفة عن ظاهرها جزما عند اهل السنة والجماعة, لأن كلمة استوى لها عدة معان وقد تجاوزت الخمسة عشر معنى فكيف يجوز أن نأخذ المعنى الذي يدل على تشبيه ونترك المعاني التي لا تشبيه فيها؟ بل قال في لسان العرب المشهور:قيل إن معنى استوى ههنا بلغ الأَربعين.
قال الإمام القرطبي: وقال بعضهم: نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله "ظاهر" اللغة. (وهذا قول المشبهة). وقال بعضهم: نقرؤها ونتأولها "ونحيل" حملها على ظاهرها. وقال الفراء في قوله عز وجل: "ثم استوى إلى السماء فسواهن" قال: الاستواء في كلام العرب على وجهين، أحدهما: أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته، أو يستوي عن اعوجاج. فهذان وجهان. ووجه ثالث أن تقول: كان فلان مقبلا على فلان ثم استوى علي وإلي يشاتمني. على معنى أقبل إلي وعلي. فهذا معنى قوله: "ثم استوى إلى السماء" والله أعلم. قال وقد قال ابن عباس: ثم استوى إلى السماء صعد. وهذا كقولك: كان قاعدا فاستوى قائما، وكان قائما فاستوى قاعدا، وكل ذلك في كلام العرب جائز. وقال البيهقي أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين: قوله: "استوى" بمعنى أقبل صحيح، لأن الإقبال هو القصد إلى خلق السماء، والقصد هو الإرادة، وذلك جائز في صفات الله تعالى. ولفظة "ثم" تتعلق بالخلق لا بالإرادة. (وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف - أقول بل متهم بالكذب ولا يجوز الاحتجاج به ). وقال سفيان بن عيينة وابن كيسان في قوله "ثم استوى إلى السماء": قصد إليها، أي بخلقه واختراعه، فهذا قول. وقيل: على دون تكييف ولا تحديد، واختاره الطبري. ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية أنه يقال: استوى بمعنى أنه ارتفع. قال البيهقي: ومراده من ذلك - والله أعلم - ارتفاع أمره، وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء. وقيل: إن المستوى الدخان. وقال ابن عطية: وهذا يأباه وصف الكلام. وقيل: المعنى استولى، كما قال الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن عطية: وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"
قلت: قد تقدم في قول الفراء علي وإلي بمعنى. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة "الأعراف" إن شاء الله تعالى. والقاعدة في هذه الآية ونحوها "منع الحركة والنقلة".
هذا من تفسير الإمام القرطبي وأظنه كافيا لمن يريد الحق من دون اعتقاد تشبيه, فانظروا في قول الامام القرطبي: وهذا قول المشبهة, أي الذين فسروا الآية على ظاهرها, وأين هم من قول إمام السنة والمدينة: والكيف غير معقول؟ فإن من قال بعلو ذاته على عرشه فقد كيّف ومن كيف كفر والعياذ بالله لأن الكيف إنما جعلت للمخلوق.
روى ابن عساكر عن سيدنا علي أنه جاءه يهودي فقال له: متى كان ربنا؟ فتمعر وجه علي وقال: لم يكن فكان, هو كان ولا كينونة, كان بلا كيف, كان ليس له قبل قبل ولا غاية. فأسلم اليهودي (الإمام السيوطي تاريخ الخلفاء صفحة 145)
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى موجود أزلا وأبدا بلا مكان ولا زمان فهو خالق المكان والزمان, بنص الإمام علي عليه السلام باب مدينة العلم ومصباح التوحيد.
أما حديث الجارية, فإنني أرجو منكم أن تتركوا الكلام لأهله أو أن تتكلموا في الأمور بعد النظر الصحيح فيها, لأن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يعرف هل هي مؤمنة أم لا. إليكم الرواية التي لم تنظرو فيها:
قال الإمام السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة له سوداء فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، (((فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها))). فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت نعم. قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم, قال: تؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
ثم إن الحديث ضعيف من جهة اضطرابه لا من حيث الاسناد وإذا كان الحديث مضطربا وجب الحكم بضعفه بعد أن يتعذر الجمع فكيف يجمع بين هاتين الروايتين؟ فكلا الإسنادين صحيح بل الأسانيد, فإن رواية الإمام مالك وغيره فيها أنها سئلت عن الشهادة بقوله عليه الصلاة والسلام: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت نعم.
ولو أتاكم نصراني فهل تسألونه أين الله فيقول في السماء فهل يصبح عندكم مسلما؟ هذا باطل باطل فإنه في الأصل يعتقد أن الله في السماء, ولم يأت الاسلام إلا لمحو الشرك بالتوحيد بقول: أشـــــــــــــهد أن لا إلـــــــــــــــــــــــــــه إلا الله.
وهذا أيضا مخالف لما تواتر من قوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.
وإذا كان الحديث مخالفا لما تواتر فقد وجب رده, وهذا الحديث ليس وحده المضعف في صحيح مسلم بل هناك أحاديث أخرى ضعيفة في مسلم والضعف في بعضها من جهة وهم راويها وقد ضعف الإمام البخاري حديثا ثم أخرجه الإمام مسلم. وهذه وظيفة خاصة بأهل الحديث وحدهم فهم أهل الحل والعقد وأكبر دليل على هذا عدم صحة الرواية التي في مسلم بأن الله خلق العالم في سبعة أيام فقد قال العلماء الحفاظ بأن هذا الحديث مكذوب والوهم حصل من راويه فقد نقله عن النبي عليه الصلاة والسلام بدلا من نقله عن كعب الأحبار وهو من الاسرائيليات لأن الله تعالى يقول: ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب. فكيف يصح حديث مسلم بأن العالم خلق في سبعة أيام؟
فالأخذ برواية السؤال عن الشهادتين أقرب إلى السنة من السؤال عن الأينية, ولو سلمنا جدلا أنه صح السؤال عن الاينية فإن معناها سؤال عن المكانة لا المكان وأن إشارتها إلى السماء كانت إشارة إلى أنها لا تعبد الأصنام التي على الأرض كما أقره الإمام السيوطي نقلا عن الحافظ الباجي في شرح الموطأ. فالمسألة واضحة ليس فيها خفاء.
ولغة العرب واسعة والتعبير بالمعنى والمجاز مشهور جدا في لغة العرب فهذا هو سيدنا الصحابي حسان بن ثابت يقول:
يقول الله قد أرسلت عبدا ---- يقول الحق ليس به خفاءُ
فهذه الرواية بالمعنى لأنكم لن تجدو آية في القرءان بهذا النص فكيف يقول بأن الله يقول؟ إنما أراد بالمعنى بحيث أمـِـن من إساءة الفهم وعتقاد وجودها في القرءان فإن القرءان محفوظ ليس فيه هذا إنما ذكره مجازا وتوسعا ولم ينكره النبي عليه الصلاة والسلام.
أما حديث ألا تأمنوني ........ الحديث فإنه لا نص فيه أن الله في السماء وأين التصريح بهذا في الحديث والحديث يفسر بعضه فإنه قد ورد في الحديث ارحموا أهل الأرض يرحمكم ((أهل)) السماء. رواه عدة منهم الإمام أحمد والحاكم وصححه وقال الحافظ العراقي إسناده جيد أي صحيح.
فهذا تفسير للرواية التي تقول: يرحمكم من في السماء, فإن من في اللغة اسم مبهم لا بد له من صلة حتى يتضح وتفسرها الرواية التي تقول بأن المراد بـ: من في السماء أي أهل السماء أي الملائكة أي ملائكة الرحمة.
أما الفوقية فهي جزما ليست على الظاهر وأقول الظاهر لأنه في عرف أهل الأصول هو ما يتبادر إلى الذهن فإن كان الصحيح خلاف هذا فإن التفسير عندها يسمى تأويلا ويكون راجحا والظاهر مرجوح وقد تنعكس المسألة طبعا.
فأقول إن الفوقية ثابتة لكن ليست فوقية ذات يعني أن الله بذاته فوقنا فإن هذا وضع لله في ظرف مكان وهذا لعمري عين التشبيه فإن الله هو خالق ظرفي المكان والزمان فهو الذي خلق الجهات كلها فكيف تركنون إلى هذا الكلام الذي يدل عليه دليل صريح إنما وردت به الشـُـبه فإن جهة فوق مخلوقة والله كان قبلها, قال عليه الصلاة والسلام: كان الله ولم يكن شيء غيره. يعني كان بلا زمان ولا مكان ولا عرش ولا سماء ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا قدام ولا خلف, ويجوز جوازا ظاهرا فوقية القهر فإن القهر يكون من الأقوى والأعلى قدرا ومكانة ويدل عليه قوله تعالى: وهو القاهر فوق عباده. فإن المفسرين قالوا بأن هذه فوقية القهر, ولو قلنا بأن فلانا في السماء وهو ما يزال على الأرض فهذا ليس كذبا بل هو مجاز صحيح فإننا نقصد بمثل هذا المكانة لا المكان.
لو كان الله بذاته في جهة فوق فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: سبحانك أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء.
لو كان فوقنا لكنا نحن دونه ولا شك, وقد نفى هذا الرسول عليه الصلاة والسلام والرسول عليه الصلاة والسلام أحق وأصدق ممن لم يعرف إلا الظواهر.
لو أردنا حمل الآيات على ظاهرها لكان الله بذاته معنا بدليل قوله وهو معكم أينما كنتم. فإن قلتم بأنه معنا بعلمه - وهذا صحيح - فإنكم عندها تكونون ممن يؤولون ويتمسكون بالآية الجامعة لكل هذا وهي ((((((( ليــــــــــــــــس كمثـــــــــــله شـــــــــيء)))))))))
و قال الله تعالى: "وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله"، ماذا ستفعلون بهذه الآية حسب منطقكم الفاسد؟!! هل ستقولون أن الله يسكن في الأرض؟!!!! فاذا اخذتم هاتان الآيتان على الظاهر بطل قولكم ان الله يسكن السماء او جالس على العرش!! و إن اولتم هاتان الآيتان ولم تؤولوا قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى، فهذا تحكّم ويصدق عليكم قول الله تعالى في اليهود: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!!


وقد قام الإجماع على هذا بأن الله ليس في جهة من الجهات بل هو خالق الجهات وسبحانه وتعالى لا يتغير فكما صح وجود الله بلا مكان قبل خلق المكان فإن وجوده صحيح عقلا وشرعا أيضا بلا مكان بعد أن خلقه أم ماذا تقولون في قوله تعالى: وخلق لكم ما في السموات والأرض جميعا منه.
خلق لكم ليس له, أعني الجهات وكل شيء, وهذه الآية وحدها تكفي في تنزيهه عن المكان والزمان, أم ماذا تقولون في قوله تعالى: فإن الله غني عن العالمين. ؟ هل ما زلتم تقولون بعدها بأنه في مكان بعد هذه الآية فإن الله تعالى يقول بأنه غني عن العالمين فلماذا جعلتموه محتاجا للمكان للعرش أو غيره؟ أم تقولون إن الله انتقل إلى العرش - وهذه عبارة لازمة لكلامكم تقشعر منها الأبدان - بعد أن خلق العرش؟
إذا كان الله غنيا عن العالمين يعني أنه غني عن المكان لأنه من جملة العالمين فمن الصادق أنتم أم رب العالمين؟! رب العالمين أصدق ولا شك.
الله تعالى لا داخل العالم ولا منفصل عنه, وقد كان قبل خلق العالم لا داخل العالم ولا منفصل عنه.
مسألة واضحة كالشمس, لأن البارئ لا يطرأ عليه تغير لا قبل خلق العالم ولا بعده.
هذا مذهب أهل الحق وفي روضة الطالبين للنووي الجزء العاشر صفحة 64 عن المتولي - وهو من أصحاب الوجوه الشافعيين المجتهدين في المذهب - أن من أثبت ما هو منفي عن الله بالإجماع كالألوان أو أثبت له الإتصال والانفصال كان كافرا.انتهى
وهل يقبل الله الاتصال والانفصال؟ نعوذ بالله من سُحب التشبيه.
لكن الداهية الدهياء والمصيبة التي ليس بعدها دواء هي قياس الخالق على المخلوق والبعض يعترضون بأن هذا لا يقبله الفهم إنما هم من شدة قصورهم لا يعرفون أن هذا قياس للخالق على المخلوق, ومن أبسط الأمثلة أن نسألهم: أليس الله هو خالق الظلمة والنور؟ سيقولون بلى, قلنا: فإنه يجب في العقل أن يكون العالم قبل خلق الظلمة والنور بلا ظلمة ولا نور لقوله تعالى: وجعل الظلمات والنور. ولكن الوهم الذي يظنونه دليلا لا يستطيع ولا بأية طريقة أن يتصور أي شىء بلا ظلمة ولا نور ولو خاضوا في لجج كافة العلوم, فإن الخيال يتوقف هنا. ولبيان الحق أنقل هنا ما قاله الإمام الكبير عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه:
فإن قيل نفي الجهات يحيل وجوده قلنا إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقت, فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرفي النقيض بمحال, فإن قيل أنتم تلزموننا بأن نقر بما لا يدخل تحت الفهم, قلنا إن أردت بالفهم التخيل والتصور فإن الله لا يدخل تحت ذلك, إذ ليس يُحسُّ ولا يدخل تحت ذلك إلا جسم له لون وقدر, فإن الخيال قد أنس بالمبصَرات فهو لا يتوهم شيئا إلا على وفق ما رءاه, لأن الوهم من نتائج الحس, وإن أردت أنه لا يعلم بالعقل فقد دللنا أنه ثابت بالعقل لأن العقل مضطر إلى التصديق بموجب الدليل, واعلم أنك لما لم تجد إلا جسما أو عرضا وعلمت تنزيه الخالق عن ذلك بدليل العقل الذي صرفك عن ذلك فينبغي أن يصرفك عن كونه متحيزا أو متحركا أو منتقلا.انتهى
وكلام ابن الجوزي كلام رجل عرف ربه. وإن في قوله تعالى: ليس كمثله شىء. تنزيه له عن الاتصال والانفصال لأنه لو كان متصلا أو منفصلا لكان مثلنا وهذا كفر التشبيه.
ومن المعلوم أن الاتصال والانفصال من خصائص الاجسام فإن الاتصال يكون بقرب المسافة والانفصال يكون ببعد المسافة, وهذا من خواص الأجسام ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
أليس القاضي عياض نقل إجماع العلماء على تنزيه الله عن المكان؟
أليس النووي نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
أليس الإمام القرطبي نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
أليس الإمام النسفي نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
أليس الإمام البيهقي نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
أليس الإمام الجويني نقل الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
قال إمام أهل سنة والجماعة أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم بن جناب الأزدي الحجري المصري المعروف بالإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة : (( ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر )) .
أي أن من وصف الله تعالى بوصف من أوصاف البشر المحدثة فقد كفر، لإثباته المماثلة بينه تعالى وبين خلقه، وذلك منفي بالنص وهو قوله تعالى : (( ليس كمثله شىء)). وقال أيضا : (( لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )) أي أنه لا تحوي الله تعالى الجهات الست كما تحوي جميع المخلوقات، إذ المخلوقات لا تخلو عن التحيز في إحدى الجهات الست، لأن الحادث لا بد أن يكون بمكان.
وقال أهل الحق إن الله ليس بمتمكن في مكان أي لا يجوز عليه الممماسة بالمكان والإستقرار عليه، وليس معنى المكان ما يتصل جسم به على أن يكون الجسمان محسوسين فقط بل الفراغ الذي إذا حل فيه الجرم شغل غيره عن ذلك الفراغ مكان له، كالشمس مكانها الفراغ الذي تسبح فيه، وعند المشبهة والكرامية والمجسمة الله متمكن على العرش تعلقوا بظاهر قوله : (( الرحمن على العرش استوى )) قالوا الأستواء الإستقرار وقال بعضهم الجلوس، هؤلاء المشبهة قسم منهم يعتقدون أن الله مستقر على العرش ، يكتفون بهذا التعبير من غير أن يفسروا هل هذا استقرار إتصال أم اسقترار محاذاة من غير مماسة، وقسم منهم صرحوا بالجلوس، والجلوس في لغة العرب معناه تماس جسمين أحدهما له نصف أعلى ونصف أسفل، فمن قال أنه مستو على العرش استواء إتصال أي جلوس أو قال أستواؤه مجرد مماسة من غير صفة الجلوس فهو ضال، والذين قالوا إنه مستو على العرش من دون مماسة اي أنما يحاذيه من فوق أي كما تحاذي ارضنا السماء فهؤلاء أيضا ضالون: فلا يجوز أن يكون قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) على إحدى هذا الصفات الثلاثة، والتفسير الصحيح تفسير من قال : (( الرحمن على العرش استوى )) قهر، لأن القهر صفة كمال لله تعالى، هو وصف نفسه به قال تعالى : (( قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار)) فيصح تأويل الإستواء بالإستلاء وإن كانت المعتزلة وافقت أهل السنة في ذلك.
ثم إن من الدلائل أهل الحق : أن التعري عن المكان ثابت في الأزل لعدم قدم المكان إذ هو غير المتمكن (والمشبهة موافقون لنا على عدم قدم المكان) ولو تمكن بعد خلق المكان لتغير عما كان عليه والتغير من أمارات الحدث، وذلك يستحيل على القديم، ولو كان تعالى هو والمكان موجودين في الأزل لم يكن الله خالقا للمكان ولا خالقا لشىء من الأشياء، ثم لو كان كما يعتقدون لم يستطع الله لأن يحفظ هذا العالم لم يستطع أن يحفظ هذه الأرض التي هي مستقرة على غير أعمدة.
والأستواء قد يراد به ايضا العلو، والعلو على وجهين: علو مكان وعلو معنى أي علو قدر، والذي يليق بالله هو علو قدر لا علو المكان، لأنه لا شأن في العلو مكان إنما الشأن في علو القدر، ألا ترون أن حملة العرش والحافين حوله هم أعلى مكانا من سائر عباده وليسوا أفضل خلق الله، بل الأنبياء الذين مكانهم تحت أفضل منهم، ولو كان علو المكان يستلزم علو القدر لكان الكتاب الذي وضعه الله فوق العرش وكتب فيه : (( إن رحمتي سبقت غضبي )) اخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى : (( بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ )) مساويا لله في الدرجة على قول أولئك.
فقد قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق
من غير سيف ولا دم مهراق
فالإستواء هنا ليس الجلوس على العراق
وإعتقاد أن الله في مكان هو كعقيدة النصارى واليهود، فيجب النطق بالشهدتين في الحال للرجوع إلى الإسلام لأن هذا الإعتقاد يخرج صاحبه عن الإسلام.

أليس ما لا يحصى من العلماء نقلوا الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
فما لكم اتبعتم المتشابه وتركتم المحكم والله تعالى يقول: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم. فالتحذير من كلامكم واجب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون

  #2  
قديم 19-01-2001, 03:07 AM
Lets-Unite Lets-Unite غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 128
Post

=======
أليس ما لا يحصى من العلماء نقلوا الإجماع على تنزيه الله عن المكان؟
فما لكم اتبعتم المتشابه وتركتم المحكم والله تعالى يقول: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم. فالتحذير من كلامكم واجب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
=======

Yes!! Barakallahu feek.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م