علم الادارة..شيخ كبير بعمر صغير؟؟

[د. احمد]

المقدمة:
الادارة..قديمة قدم الانسان نفسه فالاسرة تمثل المؤسسة الاولى التي عرفها الانسان وما رب الاسرة الا المدير في تلك المؤسسة.
ومع نشوء المدنية وازدهار الحضارة لعبت الادارة دور في مجال القيادة والتنظيم والتوجيه والرقابة واثر ذلك على التطورات الهائلة التي تركتها الحضارات القديمة كحضارات وادي الرافدين كالسومرية والاشورية والبابلية،،، والحضارة المصرية القديمة، والحضارة الرومانية، والحضارة الصينية..
ولولا وجود تلك الادارة الحازمة والقيادة الفاعلة في مستويات مختلفة استخدمت فيها جهود الافراد والمجتمعات فوجهتها نحو خلق الابداع والتطوير..لما تحقق ذلك.
اما الحضارة الاسلامية فقد اهتمت بالادارة بكل جوانبها التوجيهية والتنظيمية والرقابية ابتداءً من رقابة الذات ومحاسبة النفس.
ولكن على مر العصور السابقة كانت الادارة تمارس كنمط او اسلوب فرضته الحاجة..
اما بعد التحولات الجذرية في نمط المعيشة بسبب الثورة الصناعية التي انطلقت في القرن التاسع عشر وماتبعها من اختراعات كثيرة وتطورات مذهلة في مجال الصناعة والتجارة والزراعة وظهور منظمات كبرى تضم مئات العاملين، وتعقد طبيعة العلاقات بين كل هؤلاء افرز اهتماماً متزايداً في شكل ادارة هؤلاء وكيفية التعامل معهم وتنظيمهم وحفزهم ومتابعتهم بما يضمن نجاحهم في اداء اعمالهم وبالتالي تحقيق الاهداف المنشودة لهذه المؤسسة او تلك.
ومنذ ذلك الوقت بدأ الاهتمام بالادارة دراسةً وبحثاً وتطويراً.
فماهي الادارة؟؟
الادارة :هي تنظيم الجهود وتنسيقها واستثمارها بأقصى طاقة ممكنة للحصول على افضل النتائج وبأقل مايمكن من الوقت والجهد والمال.
- المدارس الادارية:
ظهر اول مفهوم للادارة بمعناها العلمي عام 1911م وكان ذلك على يد رائد الادارة العلمية فريدريك تايلور الذي يلقب بابي الادارة العلمية.
ومنذ ذلك الوقت تزايد الباحثون في مجالات الادارة المختلفة وتزايدت معهم الاراء التي خلصوا اليها من اجل تطوير العمل الاداري.
الا ان الباحثين في مجال الادارة لم يتفقوا على اسلوب واحد يحكم عمل المديرين او القادة للوصول الى الهدف بأقل وقت وجهد ومال وانما اختلفت نظرتهم الى هذا الامر وكان من اختلافهم ان برزت اتجاهات متباينة واراء مختلفة.
وفي محاولة لتصنيف تلك الاتجاهات والاراء يمكننا القول ان هناك خمسة اتجاهات متباينة وهي التي تعرف بالمدارس الفكرية في الادارة وهي:
مدرسة الادارة الكلاسيكية(1910-1935)
وابرز روادها:فريدريك تايلور، وهنري فايول، وماكس فيبر.
اذ وضع كل واحد منهم تصوراً مميزاً للادارة الفاعلة بغية زيادة الانتاج.
مدرسة الادارة الانسانية او السلوكية (1935-1960)
وابرز روادها:ماري باركر فوليت، جورج ايلتون مايو، فريدريك هيرزبيرغ، دوغلاس ماكريجور،وبيتر دروكر، وابراهام ماسلو
والفلسفة التي تستند اليها هذه الدرسة هي انها ترى ان العوامل الانسانية من حيث الاعتراف والتقدير والرضا الاجتماعي والرضا الوظيفي تعد اموراً هامة في زيادة الانتاج كماً ونوعاً.
مدرسة الادارة التشاركية(1960-1980)
وابرز روادها: رنسس ليكرت، ووليام اوتشي.
مدرسة الادارة الموقفية(1980-......)
وابرز روادها : باول هيرسي، وكينيث بلانشارد
اصحاب نظرية النضج الوظيفي للعاملين.
مدرسة ادارة الجودة الشاملة(1982-.....)
وهي تقوم على قاعدة ذهبية مؤداها"افعل الشئ الصحيح، بطريقة صحيحة، من اول مرة"
ولقد ظهرت نماذج عديدة في مجال ادارة الجودة الشاملة من اشهرها
نموذج ادوارد ديمنغ، ونموذج جوزيف جوران، ونموذج مالكوم بالدريج، ونموذج جيمس سايلور، ونموذج هامبر، ونموذج جامعة ولاية اوريجون وغيرها...
وقد قدم كل واحد من هؤلاء الرواد مساهمات واضحة في تطوير هذه الفلسفة الادارية الجديدة..
.................................................. .................................................. .................................................. .
على ان هذا التصنيف الزمني لهذه المدارس الادارية المختلفة لايعني ابداً ان اياً منها قد ساد في تلك الحقب الزمنية ثم انتهى، ليحل غيره محله. كلا ان ذلك يعني ببساطة ان كلاً من هذه المدارس قد وصل الى عصره الذهبي وذروة الاهتمام به خلال تلك الحقبة ولكنه لم يمت وانما برز اتجاه آخر ليحتل مركز الصدارة بدلاً منه...


من كتاب الاشراف التربوي..اتجاهات حديثة
للدكتور راتب السعود

وتفضلوا بقبول حبي وفائق احترامي

اخوكم
د. احمد