مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 30-04-2001, 05:28 PM
حامل المسك حامل المسك غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 227
Thumbs up

اخي صلاح الدين ...فهمت ردكم. وفقني الله واياكم
والسلام
__________________
واذكُر ربَكَ إذا نَسيت وقُل عسى ان يَهديَني رَبي لأقرَبَ مِن هَذا رَشَدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
  #32  
قديم 30-04-2001, 06:00 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أخي الكريم
جزاكم الله خيراً
وأسئلتك عجلت فيما أعمل عليه، وأنا لم أكتب الموضوع كاملاً، وإنما هو مخطط أعمل عليه كلما فرغت أو تمكنت، أي خطوة خطوة، وأسئلتك ستعينني على استكمال الصورة إن شاء الله.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #33  
قديم 30-04-2001, 06:01 PM
Hadia Hadia غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 1,344
Post

موضوع قيم وشيق جزاك الله خيرا أخي صلاح الدين
  #34  
قديم 01-05-2001, 08:07 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

وجزاك الله خيراً أختاه على الاهتمام.
وليتك تدلي بدلوك في الأسئلة والأجوبة.
والسلام
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #35  
قديم 07-05-2001, 07:17 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أتوقف قليلاً لأجيب الأخ الفاضل (حامل المسك) على أسئلته شاكراً له في البدء اهتمامه وحسن ظنه بي وبما كتبت في هذا الموضوع. وأجيب على الأسئلة بما أعلم:

1= سؤالك عن حكم الاحتفال (بالمولد)؛ أشبعه العلماء قديماً وحديثاً، بياناً وفتوى، ولم تخرج أقوالهم عن حكم من ثلاثة: (1) الإباحة المطلقة (2) الحَظْْر المطلق (3) إباحته بشروط معينة تدور مع الالتزام الشرعي، وتجنب النواهي الشرعية فيه.

وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) في المولد فصلاً كاملاً في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) رأى فيه أنه بدعة، ثم قال كلاماً يحسن الوقوف عنده وتأمله، خاصة وأن شيخ الإسلام (رحمه الله) من أكثر العلماء تشدداً في مسألة الاحتفال بذكرى المولد الشريف وغيره من الاحتفالات التي لم تكن على عهد رسول الله (صلى الله علبيه وسلم)، قال (رحمه الله):

(فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما قدمته لك، أنه يحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن المُسَدّد، ولهذا قيل للإمام أحمد (رحمه الله) عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحفٍ ألفَ دينار، ونحو ذلك. فقال: (دعه؛ فهذا أفضل ما أُنفق فيه الذهبُ). أو كما قال( )، مع أن مذهبه (رحمه الله) أن زخرفة المصاحف مكروهة.

وقد تأوّل بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط. وليس مقصود أحمد (رحمه الله) هذا، وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضا مفسدة كُرِه لأجلها. فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ككتب الأسمار أو الأشعار أو حكمة فارس والروم( ). [انتهى كلام ابن تيمية].

وأكتفي بهذا النقل دون أي توسّع. ولجميع الاخوة والأخوات أن يعود كل منهم لمن يثق بدينه من أهل الفتوى ليطمئن لدينه وعمله.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #36  
قديم 10-05-2001, 04:22 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

وأتابع مع الأخ الفاضل الإجابة على أسئلته:


2= تسأل عن عبارة: (لقد كانت الهجرة في بعدها الأول تحقيقاً ميدانياً وممارسةً واقعيةً للحرية، حرية العقيدة وحرية الاختيار).

وقد أوضحت ذلك في المقال نفسه، وأعني به أن الهجرة، ودولة الهجرة، أعطت الحرية لكل فرد من أهل المدينة المنورة، ولمن اختار الإقامة فيها من المهاجرين، وأهل القرى، من العرب وغيرهم، والمسلمين وغيرهم، في أن يختار العقيدة والدين الذي يشاء، ضمن عقد اجتماعي نظمته (صحيفة المدينة) وحددت فيه ما يصح وما لا يصح في علاقة المجموعات البشرية المختلفة المقيمة في المدينة.

فلو أسلم فرد من أسرة، ما كان لأبناء أسرته أو عشيرته أن يمنعوه أو يحاربوه بالمقاطعة ولا غيرها، كما يفعل الناس في المناطق الأخرى كمكة المكرمة أو الطائف، ولو بقي فرد من أفراد أسرة أو عشيرة على ما كان عليه آباؤه وأجداده؛ ما كان لهم أن يحملوه بالإكراه على إعلان دخوله في الإسلام.

لقد تركت دولة الهجرة للناس أن يختاروا بملء إرادتهم الإسلامَ أو غيره، ولم نقرأ أو نسمع قط أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امتحن أحداً – حتى المنافقين – ليرى مدى إسلامهم أو التزامهم، وإنما ترك للممارسة العملية لقيم الإسلام، وللنموذج العملي التطبيقي للمجتمع وللدولة المسلمة، وللاحتكاك اليومي بين المسلمين وغيرهم، أن يفعل فعله في نفوس الآخرين الذين لم يعلنوا إسلامهم بعد.

وهذا الذي فعله كذلك مع أهل مكة المكرمة بعد تحريرها (يوم الفتح) حيث قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وتركهم للزمن، يروا بأم العين، ويلمسوا لمس اليد، عدالة الإسلام، فأقبلوا عليه باختيارهم.

ومن قال أن (مسلمة الفتح) أسلموا خوفاً من سيف، أو رهبة من سلطة الدولة المسلمة، افترى كذباً، لأن الإسلام نفسه لا يؤمن بالإكراه، ولا يؤمن بصحة إسلام من لم يسلم طواعية واقتناعاً. وعبادة المكره، ونكاحه، وطلاقه، وعقوده، كلها باطلة لانعدام الاختيار الذي هو شرط في قبول الإيمان والعبادة والعمل.

لقد ترك الإسلام للممارسة العملية الواعية أن تعمق الإسلام في نفوس أتباعه، وأن تبين لغيرهم الخيرَ الذي يحققه لهم الإسلام، اعتنقوه أم لم يعتنقوه. وتدرج في ذلك، واستمع إلى حديث أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها):

عن يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ؛ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (رَضِي اللَّه عَنْهَا) إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ؛ فَقَالَ: أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ؟ قَالَتْ: وَيْحَكَ؛ وَمَا يَضُرُّكَ؟ قَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؛ أَرِينِي مُصْحَفَكِ. قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ. قَالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ! إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلَامِ؛ نَزَلَ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ (لا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ) لَقَالُوا: لا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: (لا تَزْنُوا)، لَقَالُوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا. لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ (الْبَقَرَةِ) و(النِّسَاءِ) إِلا وَأَنَا عِنْدَهُ. قَالَ: فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ، فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّوَرِ( ).

والمقصود بالتأليف كتابته مرتباً في مصحف، كما هو المطبوع اليوم، لا على حسب النزول وإنما على حسب ما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) الناس بعد كل عرضة له مع جبريل (عليه السلام)، وكان البعض ما زال يقرأه منجماً لعدم توفر الطباعة والورق، ولقلة الكتابة الفنية كما هو الشائع اليوم.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #37  
قديم 10-05-2001, 09:27 AM
الزعيم الزعيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
الإقامة: kingdom of saudi arabia
المشاركات: 1,013
إرسال رسالة عبر  AIM إلى الزعيم
Post

جزاك الله خير على هذاالموضوع
لا استطيع ان اقول ان هذا الموضوع اكثر من رائع
وادعو الله لك بالتوفيق
أشكرك على هذا الجهد الرائع
أخوكم الزعيم)...
  #38  
قديم 10-05-2001, 11:26 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أخي (الزعيم)
شكر الله لك اهتمامك وتشجيعك
  #39  
قديم 11-05-2001, 04:24 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

ومع أسئلة الأخ الفاضل مرة أخرى:

3= وتسأل عن عبارة: (التفكير الفردي، أو قل تحمل الفرد لمسئولية التفكير والاختيار الحر هو مفتاح الاجتهاد في الفقه) هل الاجتهاد الفقهي يندرج تحت حرية الفكر؟ ثم أليس الاجتهاد الفقهي مقنن بضوابط وقواعد معينة تقنن ذلك التفكير؟

أقول: نعم؛ صدقتَ – أخي - في الإشارة إلى أن (الاجتهاد) محكوم بقواعد وضوابط بينها أهل الاختصاص – قديماً وحديثاً – ولكنني أتكلم عن مفتاح ذلك كله، وجُماعه، فالتبعية لا تؤدي إلى الاجتهاد، قط، وإنما تحصر الفرد والجماعة والأمة في مربع (التقليد).

وذلك لا يكون في العلوم الدينية وحدها، وإنما في الحياة كلها.

ألا تلاحظ أننا عندما كان بيننا مجتهدون في الشريعة كنا مبدعين في كل ميدان من ميادين الحياة، في الإدارة والسياسة والتجارة والصناعة والزراعة والإعلام، وكانت الدنيا تقصد حواضرنا الكبرى كدمشق وبغداد ومراغة وقرطبة، وسواها، لتنهل من علوم المسلمين! فلما انكفأنا وساد (التقليد) بيننا، أصبحنا نقصد الغير – أفراداً وجماعات - لنأخذ منهم ما طوروه من علومنا وفنونا ومهاراتنا في الفكر والدنيا. وصار أساتذة الأمس طلاب اليوم، وطلاب الأمس أساتذة اليوم؟

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #40  
قديم 12-05-2001, 09:15 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

ومع السؤال الرابع من أسئلة الأخ الكريم:

4= وتسأل: في الدين الإسلامي؛ إلى أي حد تصل حرية التفكير؟

وهذا من أصعب الأسئلة، قديماً وحديثاً، لأن الخوض في هذا يحتاج – بالإضافة إلى الضوابط والأدلة الشرعية – إلى أذن واعية، وقلب حي، لا يكتفي السامع بالتقاط طرف الخيط ثم يحيك به ما يشاء، ويقول ما يفهمه أو يتصوره من موضوع التفكير وحدوده.

وكم من عالم اتهم في دينه والتزامه بسبب سوء فهم العامة له، وأقربهم إلينا زمناً، عالم الشام، الشيخ محمد جمال الدين القاسمي (المتوفى 1332هـ/ 1914م)، وكل جريمته أنه دعا إلى العودة إلى الينابيع الأولى للإسلام، ونبذ التقليد الأعمى الذي جعلنا محصورين في دائرة الحواشي، وحجب عنا المتون، وفي أقوال طلبة العلم (من جمع الحواشي، ما حوى شي، ومن حاز المتون؛ جمع الفنون).

والتقليد – كما هو الواضح والملموس – استنساخ، لا أقول للجسد وإنما للفكر، بحيث يحرص المبتلى به أن يكون صورة طبق الأصل عمن يتلقى عليه، وهي صورة لا روح فيها لأن صاحبها بالأصل ألغى نفسه من أجل أن يستمر (شيخه أو معلمه أو زعيمه) فيه.
ولقد وقعت على عددٍ وافٍ من النصوص التي توضح بدون أي مواربة أن التفكير نفسه غير محجور عليه في الإسلام، ولا حرج على المسلم أن يبحث عن حقيقة ما تحدثه به نفسه، وألا يتحرج من السؤال مهما بدا له الأمر مهولاً أو جرئياً.

وقد بوّب الإمام مسلم (رحمه الله) في صحيحه للوسوسة، وهي حديثُ الشيطان، وقد تكون حديثَ النفس، فقال:

(باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها:

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: ثم جاء ناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال (صلى الله عليه وسلم): (وقد وجدتموه)؟ قالوا: نعم. قال (صلى الله عليه وسلم): (ذاك صريح الإيمان)( ).

وعن عبد الله (رضي الله عنهما) قال: ثم سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الوسوسة! قال (صلى الله عليه وسلم): (تلك محض الإيمان)( ).

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ثم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا؛ خَلَقَ اللهُ الخَلْق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنتُ بالله)( ).

وعن هشام بن عروة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ثم يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: اللهُ). ثم ذكر بمثله وزاد: (ورسله)( ).

وعن عروة بن الزبير (رضي الله عنه) أن أبا هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ثم يأتي الشيطانُ أحدَكم، فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقولَ له: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته)( ).

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ثم لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله)؟ قال: وهو آخذ بيد رجل، فقال: صدق الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) قد سألني اثنان، وهذا الثالث. أو قال: سألني واحد، وهذا الثاني( ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ، حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ). وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ - بِهَذَا الْإِسْنَادِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ. ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ وَزَادَ: وَرُسُلِهِ( ).

وفي البخاري (رحمه الله) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ (رضي الله عنه) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ)؟( )

وبين ابن حجر في كتابه العظيم (فتح الباري) الفرق بين صدّ شيطان الجن عن الوسوسة، وصدّ شياطين الإنس عنها، قال في شرح حديث البخاري السابق:

(قوله: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها. قال الخطابي: وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع. قال: وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك، فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان. قال: والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب، والحال معه محصور، فإذا راعى الطريقة، وأصاب الحجة انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها، إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة. نعوذ بالله من ذلك( ).

فشيطان الجن مقدور على صده بالاستعاذة والتلاوة، ولكن الثاني (شيطان الإنس) لا تصده إلا الحجة والبرهان. وهذا يعني – باختصار - أن يكون المسلم متمكناً، عارفاً بالشبهات وردها، ولا يكون هذا إلا بالعلم الواعي، ولا يكون إلا بجرأة وتفكير حرّ يأخذ بيده إلى أقصى ما يمكن مما يخطر للبشر. والله تعالى أعلم.

ويقول ابن كثير (رحمه الله) في تفسيره المشهور:
(عن أُبيّ بن كعب (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى}، قال: (لا فكرة في الرب). قال البغوي (رحمه الله): وهذا مثل ما روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) مرفوعاً: (تفكّروا في الخلق، ولا تفكّروا في الخالق، فإنه لا تحيط به الفكرة). وكذا أورده وليس بمحفوظ بهذا اللفظ، وإنما الذي في الصحيح: (يأتي الشيطان أحدَكم؛ فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقولَ: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغ أحدُكم ذلك فليستعذ بالله، ولينته). وفي الحديث الآخر الذي في السنن: (تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله)( ).
ففيما نقل ابن كثير إرشاد للناس كيف ينظمون تفكيرهم وإلى أي جهة يوجهونه، لا أن يتم الكبت الفكري، أو التجاهل، أو الصد، دون توجيه وتسديد صحيحين.

وينبغي علينا السعي المستمر نحو تنمية التفكير الصحيح لدى الفرد المسلم ليتمكن من فهم ما يدور حوله، والانصياع للشريعة على بصيرة ووعي، ولا يتم ذلك من خلال إهمال القدرات والقابليات العقلية والتفكيرية، وإنما يحتاج إلى مثابرة على تدريب مهارات التفكير، والإبداعي منه على وجه التخصيص.

وقد تجلت عظمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) – فيما تجلت - في تنمية قدرات أصحابه (رضي الله عنهم) وهو يأخذ بأيديهم من الجاهلية إلى الإسلام، ومن التبعية إلى القيادة، مراعياً استعداداتهم الفطرية، وقابلياتهم العقلية، وتيسير سبل الفهم لهم، ومخاطبتهم بما يناسب طاقاتهم وعقولهم وأفهامهم.

وفي المأثور عن الإمام عليّ بن أبي طالب (كرم الله وجهه، ورضي الله عنه): (حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)( ).

وعن ابن عباس (رضي الله عنهما): (إِنَّ لِلْقُلُوبِ نَشَاطًا وَإِقْبَالاً، وَإِنَّ لَهَا تَوْلِيَةً وَإِدْبَارًا، فَحَدِّثُوا النَّاسَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكُمْ)( ).

وما تقدم من حديث الإمامين الجليلين علي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس (رضي الله عنهما) صريح بأن الحكمة مطلوبة في بيان الحق للناس، وهذا لا يكون إلا بحرية تصونها الضوابط والقواعد الشرعية، التي تحتاج هي نفسها إلى أهلية لا تتوفر بدون طلب العلم والتفكر في سنن الخلْق.

والله تعالى أعلم وأحكم.

__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م