هم محشورون ومحبوسون --فجميعهم مقبوض عليهم في مكان واحد ليسألوا عن أعمالهم في الدنيا--وكميتهم حينئذ كبيرة جدّا--والفوضى تكون بينهم عارمة وقد يمسك الخصوم بعضهم ببعض--فلا بد من وازع يزعهم ويكفّ بعضهم عن بعض--وهذا معنى قوله --"فهم يوزعون" فهو تفريع للحشر لأنّ الوزع من نواتج الحشر--فأنت إن حشرت مجموعة من النّاس في مكان ما تحتاج أن توزعهم --أي تضبطهم وتصففهم وتكف بعضهم عن بعض
قال الفرّاء رحمه الله فيها
(وقوله: {فَهُمْ يُوزَعُونَ...}.
فهى من وزعتُ، ومعنى وزعتُه: حبسته وكففته، وجاء فى التفسير: يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار.
قال: وسمعتُ بعض العرب يقول: لأبعثن عليكم من يزَعُكُم وُيحْكِمُكُم من الحَكمَة التى للدابة)
على هذا فالوزع حبس مع ضبط وتنظيم للمحبوسين وكفّ لبعضهم عن بعض