البذئ...

[مسكين]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام الأتمان على خير خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله و صحبه ومن ولاه وقفى بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:-


الحوار جميل و يأتي بفوائد لا تحصى الله بها عليم ولكن بعض الناس هداهم الله يستعمل من ألفاظ الفحش والبذاءة مما لايكاد يسلم من جرحه إلا أن يشاء الله...

* يكثر في المنتديات رفع الأصوات واستعمال ألفاظ الفحش والبذاءة ، وسبب هذا كله ابتعاد الناس عن دينهم ، فقد إشتغلوا بجمع الشبه والتشفي من الأشخاص و القذف العظيم عند الله و يأسفى على من ينسب شئ مما قال للإسلام ، ونسوا المقصد الذي من أجله خلقوا...
قال الله تعالى: ((واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير))
قال القرطبي في تفسيره ((في الآية دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير ؛ لأنها عالية ، فرفع الصوت لغير حاجة من الأملر المذمومة التي ذمها الشرع ، وهي من الأمور التي يبغضها الله عز وجل))
* وقياسا عليه الحدة في الكلام
وعن عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم -ثلاثا- وإياكم وهيشات الأسواق))
وقوله: ((وإياكم وهيشات الأسواق ؛ أي ؛ اختلاطها ، والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها))
((* والمنتديات في زماننا مشمولة بهذا لأن منتدياتهم في ذاك الوقت الأسواق...))
مما يؤدي إلى نسيان أمر الأخرة ، وتضييع الصلاة وعدم أدائها في وقتها ، أما التلفظ بألفاظ الفحش و البذاءة ، فقد نهي عنه وهو من الغلو
وقد أخبر المولى عز وجل أن من صفات المؤمنين الإعراض عن اللغو فقال تعالى: ((قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون))
وقال تعالى: ((والذين لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما))
وروى البخاري عن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ))
وجاء في النهاية أن الفاحش : أي من الفحش في كلامه وأفعاله ، والبذاء بالمد الفحش في القول وهو بذئ اللسان

* وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ((كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولاصخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح))

* ومن هنا فإنه يجب على الكتاب حفظهم الله أن يحذروا من خطورة إطلاق ألسنتهم واستعمال الألفاظ البذيئة التي تؤذي الشعور و تبعث السقم.
قال تعالى ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
وقال صلى الله عليه وسلم ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين