إنقلاب في إسبانيا

[يتيم الشعر]

لم تمض الا ساعات قلائل على اعلان فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات العامة الاسبانية حتى اعلن زعيم الحزب - والمرشح لشغل منصب رئيس الحكومة الاسبانية القادمة - خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو عن اعتزامه اجراء تغييرات جذرية في السياسة الخارجية لبلاده.

فقد اعلن ثاباتيرو عن نيته سحب القوات الاسبانية العاملة في العراق، قائلا بأن تلك رغبة الشعب الاسباني,

كما شن هجوما يفتقر الى الدبلوماسية على الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير، حيث قال إن عليهما ممارسة قدر من النقد الذاتي وان الحرب التي شناها على العراق كانت عبارة عن كارثة.

وبهذه الملاحظات وضع ثاباتيرو نفسه في موقع خلاف مع اثنين من اقوى حلفاء اسبانيا في الحرب على الارهاب بما في ذلك الارهاب الذي تمارسه منظمة ايتا الانفصالية.


ينوي رئيس الحكومة الجديد سحب جنوده من العراق بحلول نهاية يونيو المقبل
وفي حالة تنفيذ ثاباتيرو لوعده بسحب جنوده من العراق فإن من شأن ذلك توجيه ضربة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ولكنه من غير المعلوم ما اذا كان رئيس الحكومة الاسبانية الجديدة سينفذ تعهده بالفعل.

على اية حال، اوضحت بريطانيا وبولندا وغيرهما من الدول المشاركة في التحالف الاجنبي في العراق عن انهم سيبقون قواتهم في العراق لدعم الحكومة الجديدة التي ستستلم السيادة على البلاد في اواخر يونيو حزيران المقبل.

تصريحات ثاباتيرو اعادت الى الواجهة الخلافات التي نشبت في اوروبا ابان الحرب على العراق حول الحرب والعلاقات مع الولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، قال ثاباتيرو إنه - وفي سياق سياسة جديدة داعمة للاتحاد الاوروبي ينوي انتهاجها - سيسعى الى حل احدى المشاكل الكبيرة التي ورثها عن حكومة اثنار، الا وهي المشكلة المتعلقة بالخلاف مع فرنسا والمانيا وغيرها من الدول الاوروبية حول الثقل الذي يتعين ان تتمتع به بلاده لدى التصويت على الدستور الاوروبي المقترح، وهو امر قد يزيل عقبة مهمة كانت تعرقل التوصل الى اتفاق حول هذه الوثيقة الهامة.

ولكنه من جانب آخر فتح الباب واسعا لتجدد النقاش الاوروبي حول المدى الذي يجب ان تذهب اليه الدول الاوروبية في تأييد الستراتيجية الامريكية الهادفة الى تحويل العراق الى بلد ديمقراطي مستقر.