مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #61  
قديم 23-04-2005, 12:27 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

أربعة أمنيات لأربعة نساء أوروبيات

الأولى كانت بريطانية وكتبت أمنيتها قبل مائة عام حيث قالت الكاتبـة الشهيرة آتي رود - في مقالـة نـُشِرت عام 1901م : لأن يشغل بناتنـا في البيوت خوادم أو كالخوادم ، خير وأخفّ بلاءً من اشتغالهن في المعامل حيث تـُصبح البنت ملوثـة بأدرانٍ تذهب برونق حياتها إلى الأبد . ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيهـا الحِشمة والعفاف والطهارة إنه لَعَـارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعـل بناتَهـا مثَلاً للرذائل بكثرة مخالطـة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء مـا يجعل البنت تعمل بمـا يُوافـق فطرتها الطبيعيـة من القيـام في البيت ، وتـرك أعمال الرجال للرجال سلامةً لِشَرَفِها .

والثانية ألمانية قالت : إنني أرغب البقاء في منزلي ، ولكن طالما أن أعجوبة الاقتصاد الألماني الحديث لم يشمل كل طبقات الشعب ، فإن أمراً كهذا ( العودة للمنزل ) مستحيل ويا للأســــف ! نقلت ذلك مجلة الأسبوع الألمانية .

والثالثة إيطالية قالت وهي تـُخاطب الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – : إنني أغبط المرأة المسلمة ، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم .

والرابعة فرنسية وحدثني بأمنيتها طبيب مسلم يقيم في فرنسا ، وقد حدثني بذلك في شهر رمضان من العام الماضي 1421هـ, حيث سأَلـَـتـْـه زميلته في العمل - وهي طبيبة فرنسية نصرانية - سألته عن وضع زوجته المسلمة المحجّبة ! وكيف تقضي يومها في البيت ؟ وما هو برنامجها اليومي ؟ فأجـاب : عندما تستيقظ في الصبـاح يتم ترتيب ما يحتاجـه الأولاد للمـدارس ، ثم تنام حتى التاسعـة أو العاشـرة ، ثم تنهض لاستكمال ما يحتاجـه البيت من ترتيب وتنظيف ، ثم تـُـعنى بشـؤون البيت المطبخ وتجهيز الطعام . فَسَألَـتْهُ : ومَن يُنفق عليها ، وهي لا تعمل ؟! قال الطبيب : أنا . قالت : ومَن يشتري لها حاجيّاتها ؟ قال : أنا أشتري لها كلّ ما تـُـريد . فـَـسَأَلَتْ بدهشة واستغراب : تشتري لزوجتك كل شيء ؟ قال نعم : قالت : حتى الذّهَب ؟!!! يعني تشتريه لزوجتك قال : نعم . قالت : إن زوجــــتـك مَـــلِــــكــــــة !! وأَقْسَمَ ذلك الطبيب بالله أنهـا عَرَضَتْ عليه أن تـُطلـِّـق زوجها !! وتنفصل عنه ، بشرط أن يتزوّجهـا ، وتترك مهنة الطّب !! وتجلس في بيتها كما تجلس المرأة المسلمة ! وليس ذلك فحسب ، بل ترضى أن تكون الزوجة الثانية لرجل مسلم بشرط أن تـقـرّ في البيت .
هذه بعض الأمنيات لبعض الغربيات وفضـّـلت أن أنقل أمنية أكثر من امرأة من جنسيات مختلفة ، وما هذه إلا نماذج . ومن عجبٍ أننا نرى بعض المسلمات – أو من ينتسبن للإسلام – يُحاولن السير على خـُطى الغربيات وتقليدهن في كل شيء . وأحيانا أخرى يُراد ذلك لهنّ ، وأن يدخلن جحر الضب الذي يُمثـّـل شِدّة الانحدار مع الالتواء والتـّـعرّج ، وهذا السرّ في تخصيص جحر الضب فمهما كان سبيل ( اليهود والنصارى (منحدرا نحو الهاوية وملتويا ومتعرّجا فإن بعضاً من أمتنا سيتبعون أثره ويقتفون خطوه وهنا قد يرد السؤال : هل هذا القول صحيح ؟ وهل يُمكن أن يكون في بلاد الحضارة المادية ؟ فأقول إنه نداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها فالمرأة مهما بلغت فهي امرأة . لها عواطفها وحاجاتها الأنثوية لها عاطفة الأمومة فهي امرأة وإن استرجلت !!! وإن قادت الطائرة ... وإن ركبت أمواج البحر ... وإن لعبت كرة السلة !!! أو كرة المضرب الأرضي !!! أو صارت سبّاحة ماهرة !
  #62  
قديم 23-04-2005, 12:27 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

فتاة أسبانية تشرح معنى كلمة الله

هذه الفتاة الإسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية في جامعة اليرموك الأردنية وقد استطاعت هذه الأسبانية أن تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب الحاضرين في إحدى المحاضرات ..

ذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية من دراستها الجامعية طرح الدكتور/ فخري كتانه سؤالا على طلابه :

من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة ( الـلـه ) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟

لم يرفع أحد يده ماعدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها أسبانية نصرانية فقد قالت :

إن أجمل ما قرأت باللغة العربية هو اسم (الله) فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة :

فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ..

اذكروا إخوتي وأخواتي قراء هذه القصة كلمة (الله) وراقبوا كيف نطقتموها ..

هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف ؟ أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ؟

ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك !

ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو !

وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" ..

وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )

وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت" له" ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى : ( له ما في السموات والأرض )

وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة " هـُ " ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه : ( هو الذي لا اله إلا هو ) ..

وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله" كما قال تعالي في الآية : ( الله لا إله إلا هو ) ..

فسبحان الله رب العرش العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم !!
  #63  
قديم 23-04-2005, 12:28 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

قصة رجل سجد لعاهرة

فتحت عيني على الدنيا فوجدت أبي منغمساً بالملذات يلهو ويخرج ويشرب الخمر مع أصحابه ومع هذا لا يبخل علينا بشيء أبدا مهما طلبنا منه ولكن بشرط أن لا ترتدوا الحجاب !!
وكان دائما يسخر من الفتاة التي ترتدي الحجاب فيصر أن نلبس كل ما تجود به الموضة سواء أكانت تتناسب مع شرقيتنا أم لا وأعطانا الحرية الكاملة ( وخاصة الخروج والسهر ) وكان يعتبر الصداقة بين شاب وفتاه تحضر ولهذا كنا نجلس مع أصدقاء إخواننا ..
ولكن في الطرف الأخر والدتي لا تعجبها هذه التصرفات نوعا ما أي تسكت عن بعض وتسمح ببعض ..
وبحكم أن والدي يحب السفر كثيرا مع أصدقائه ( لعمل الفواحش ) وكانت والدتي تعلم بهذا الشيء ولكن كانت تقول طالما يمارس الفواحش بعيدا عن البيت فلا بأس ؟؟؟!!!
وسافر أبي وطال سفره أكثر من شهر .. وبعد هذه المدة اتصل صديقه من البلد التى سافروا إليها ليخبرنا بأن والدي سوف يصل إلى البلاد غدا ولكن.... ميت !! ..
وبعد سماع الخبر أصبحنا غير مصدقين كيف؟ وهو بكامل صحة ولم يشتكي يوما من أي شىء ؟ فبكينا كثيرا وخاصة أنا حيث كنت الصغيرة المدللة التي لا يرفض لها طلب .. وما أن وصل جثمان والدي حتى انكببت عليه وأصبحت أبكي بحرقة ..
ومرت أيام العزاء فاتصلت بصديق والدي الحميم الذي سافر معه فقالوا لي أنه في المسجد لا يفارقه إلا نادرا فتعجبت من هذا التصرف المفاجئ الذي طرأ عليه وبعد أن ألححت عليه في القدوم .. أتى ووجهه شاحب فقلت له يا عمي : أريد أن تخبرني كيف مات أبي .. فأجهش بالبكاء .. فحلفت عليه وقلت له أنا لا اصدق الكلام الذي قلته لوالدتي ( حادث سيارة ) وبعد إلحاح .. سمعت الفاجعة ..
يقول لقد كنا سهرانين ونشرب الخمر ومعنا البنات فقلت أنا البنت التى معي أجمل من البنت التي سوف تأتي وتجلس معك .. فقال أنت لم تراها بعد .. وسوف تدخل الآن .. فلما دخلت وكانت بكامل زينتها .. وقف أبيك ثم سجد إكراما لجمالها وبينما هو ساجد .. وأنا أنادي عليه لم يرد .. ناديته أكثر من مرة لم يرد فحركته فسقط فإذا هو ميت .. لقد مات وهو ساجد لها ... !!
وبعد سماعي لهذه النهاية وسوء خاتمته بكيت كثيرا .. وأياماً طويلة وأنا أبكي عليه .. ثم توضأت وصليت .ودعوت له بالمغفرة .. وارتديت الحجاب .. ودعيت ربي أن يختم أعمالي بحسن الخاتمة...
  #64  
قديم 23-04-2005, 12:28 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

ولادة بدون ألم

وهي تتأرجح ما بين انقباضٍ وانقباض.. كأنّها تودّع الحياة.. كأنّ عظامها تُدَكّ.. وتُسحَقُ بين الرّحا.. كأنها في بحرٍ لا قرار له ولا ساحل.. يلاطمها الموجُ الكاسِر.. تتقلّب بين الخوف والرجاء.. تصرخ وتستغيث.. تتخبّط في الطريق.. تتناول الهاتف ببقيةِ عقلٍ تحمله وبصوتٍ يترنّح ألماً وينتفضُ رُعباً.. "احضر بسرعة.. أتاني الطّلق".. بجنونٍ يلتهمُ الخطى نحوها.. وكأن الشوارع أمامهُ لا نهاية لها.. ما أطول الطريق في نظره الليلة.. المستشفى أبعد بكثير مما تعوّد..، أخذ يُصارع المركبات العابِرة ويصرَع الإشارات.. تتنقل يدهُ بين الإمساك بالمقود.. وبين يدَي امرأتهِ المرتَجِفَة..، الخطبُ جلل.. وهي بجانبه تتألم.. تتأوّه.. تصرخ..، رعبُه لا حدّ له..، خوفُه لا مثيل له..، حيرتُه وألمه وترقّبه.. شعورٌ غريب..، و بنبرةِ من يتصنّع الجَلَد والقوة..وبلهجةِ من لا يملكُ من الأمر شيئاً.."حبيبتي.. اصبري.. لا تقلقي..لا تخافي.. لا تبكي.. ستكونين بخير.. بعد قليل ستسمعين أعذب لحن"..!!!

دائماً أسأل أي مريضةٍ ترفضُ إجراءً معيّناً أو فحصاً ما خوفاً من الألم؛ هل جرّبتِ الولادة؟، فعندما تردّ بالإيجاب؛ أقول لها أنه لا يوجد ألم أشد ولا أصعب من ذاك الألم، فتتمتم.. نعم صادقة.. وتُسَلّم إليّ نفسُها طائعةً مُختَارَة وتستسلمُ للفحصِ بلا خوفٍ ولا تردد..!!!

أحقاً أن ألم الولادة بتلك الصعوبة..؟!! أحقاً أنّه لا يُنافسه في شدّته وقسوته ألم..؟!! هل لأجل ذلك تنافس المراكز الطبية بإعلاناتها عن ولادة بدون ألم..؟!! ويعمل أطباء التخدير جنباً إلى جنب مع أطباء النساء والولادة لدراسة أحدث الطرق للتخفيف من ألم الولادة..؟!!

لا أدري لماذا.. ولكن لغرفةِ الولادةِ عندي سحرها الذي لا يُقَاوَم.. أدخُلها فتنتعشُ نفسي.. وتُرَدُّ إليّ روحي..، أتجوّل في حُجراتها وبين أسرّتها فأشعرُ أني طائرٌ.. في السماء محلّق.. لا حدّ له.. ولا نهاية..!!

أدخلها فكأني دخلتُ عالماً آخر.. عالمٌ لا تسمعُ فيهِ إلا التأوّه.. والصراخ.. عالمٌ من الآلام.. وطولِ الانتظار..!! لكنه في أعماقِ نفسي.. عالمٌ أبعد بكثير عن هذا وعلى النقيض تماماً من كل هذا..!!!!!

لم يكُن ذلك اليوم كغيرهِ.. كل غُرَفِ الولادة مشغولة.. وكل الحوامل.. سيلدْنَ للمرة الأولى..!!، عبثاً أحاوِلُ الطمأنةَ وتخفيف الألم..، أمسك بيديّ هذه، وأُرجِع القناع إلى تلك..، أُصَبّر هذه التي أكملت يومين من الطّلق والألم..، واطلب من تلك الدّفع بأقصى قوتها..، ومن تلك التنفس العميق والاستلقاء على الجنب..، نُتابِع بقلق والقابلات انتظام انقباض الرحم وانبساطه.. ، ودفع الحياة في عروق الجنين بمتابعة دقات قلبه ونبضاته..!!

بصراحة.. كلما شعرتُ بضيقٍ في نفسي، واسودادٍ للدنيا في عيني؛ هرعتُ إلى تلك الغرفة، وكلما ازداد الطّلقُ قوّةً، وكلّما طالَت فترةُ المخاض، اتحدّت معها فكأن الألم ألمي، نعم.. يتّحَد الألم، ويفيضُ من النفس الشجنُ، أمرّن نفسي على التنقّل من حالة الخوف واليأس إلى التفاؤل والرجاء، أصبّر نفسي وأمنّيها بسماعِ صوتِ المولود، وانقضاء الألم..!!

كلما شعرتُ بحاجَتي إلى جرعَةِ تفاؤل، هرعتُ إلى تلك الغرفة، ألومُ نفسي على جزعها وأجرّمها على يأسها وأذكّرها بوجوب الثقة بالله ونصره ".......وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ"، "......وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا"، و أسليها بـ"أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ......"..!!

"كلا إن معي ربي سيهدين.."!!، أتذكّرها.. أتعجّب من تلكَ الثقة.. وذلك التفاؤل.. وأتخيّل الموقف..، لمّا جاء فرعون وجنوده وأجمعوا كيدهم وبغيهم وظُلمهم وعدوانهم وأُسقط في يد ضعفاء النفوس وقال بعض من مع موسى عليه السلام إنا لمُدرَكون، لا محالة هالكون، لا فائدة ، لا نجاة، لا نصر، محاطٌ بنا، ستقع الكارثة، سيُدركنا فرعون، سيأخذنا، سيقتلنا، سننتهي..، جاءت كلماتُه الواثقة كالغيث.. لتحيي النفوس.. وترسمُ الطريق.. للنّصر..

لمّا جاء خبّاب بن الأرّت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو متوسدٌ بردةً له في ظل الكعبة يشكو له الشدة التي أصابته و أصابت أصحابه المسلمين في مكة، فقد حُرق ظهره، وكَوته مولاته الكافرة بأسياخ الحديد المحماة ويشدد عليهِ في السؤال: ألا تدعو لنا؟!!!، ألا تستنصر لنا؟!!!، فيجيبهُ r : "كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالميشار ـ المنشار ـ فيوضعُ على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه"، ثم يعلنها مدويّة بأبي هو وأمي صلواتُ الله وسلامُه عليه بلهجةِ الواثق: " والله! لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يَسير الراكب من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون"..، يقولها في أحلك الظروف في مكة..، ولكنكم تستعجلون..!!!

ولمّا حاصر الأحزاب المدينة و اجتمعوا عليها، وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم، المسلمون أقل عدداً و عدةً و في ذلك الضعف و الليل والظلمة والريح الباردة الشديدة؛ يعملون بأيديهم مع جوعهم وفي تلك الظروف القاسية في حفر الخندق، يشكون للنبي r صخرة لم تأخذها المعاول، فينزل r ويضع ثوبه، ويهبط إلى الصخرة، فيأخذ المِعْوَلَ، ويقول: «بسم الله». ويضرب ضربة، فيكسر ثُلُثَ الحجر، ويقول: «الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام، والله! إني لأبصر قصورها الحمرَ من مكاني هذا». ثم يقول: «بسم الله» ويضرب أُخرى، فيكسر ثُلُثَ الحجر، فيقول: «الله أكبر، أُعطيت مفاتيح فارس، والله! إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا». ثم يقول: «بسم الله» ويضرب ضربة أُخرى، فيقلع بقية الحجر، ويقول: «الله أكبر، أُعطيت مفاتيح اليمن، والله! إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا»!!!!!، في أحلك الظروف و أسوأها وقد بلغت القلوب الحناجر من شدّة الخفقان والفزع و ظنّ البعض بالله الظنون، وابتُلي المؤمنون و زُلزِلوا زِلزالاً شديداً، وفُضِح المنافقون ومن في قلبِهِ مرض، وسط كل هذا يبثّ r روح التفاؤل بين أصحابه.. يذكّرهم بوعد الله.. بالنصر والتمكين..، ينعشُ أنفسهم بذكر الجنة والنعيم..، يشفي صدورهم بذكر حال الكفار المكذبين..، حتى ردّ الله الذين كفروا بغيظهم بريح لم تُتوقع و بملائكة تنزل وقذف سبحانه في قلوبهم الرعب، فريقاً يقتلُ المسلمونَ ويأسرون فريقاً..!!!!!!
  #65  
قديم 23-04-2005, 12:29 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

القوة لم تكن بالضرورة قرينة النصر...، فهؤلاء هم أصحاب بدر.. رغم القلة والضعف.. انتصروا..!، وفي حُنين مع كثرتهم وقوتهم.. غُلِبوا..!!

التفاؤل زاد المسير.. وزاد النصر.. لنترك النظر للأمور بسوداوية ومنظارٌ قاتم لا يرى من الأمرِ إلا أقبحه..ولا يترجم من الكَلِمِ إلا أفحشَه..!!..، وعجباً لمن يرى في دعوتنا للتفاؤلِ تخذيلاً..!!..، التفاؤل أدبٌ نبوي.. فتفاءلوا بالخير تجدوه..!!

ما يصيب الأمة من رزايا ومحن.. ومصائب وفتن..، إن هو إلا ابتلاء..، "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، "لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ......"، "..وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ.."، فهناك حكمٌ علينا قد تخفى، والله يعلم ما تلدُ كل أنثى..!!!!

رغم كل ذلك الظلام الممتد في أفق الأمة.. ووسط تلك الحلكة وذلك الإعتام.. يبقى في الأمة رجال..، رجالٌ واثقون بنصر الله..، رجالٌ يقسمون ولا يحنثون..، يرددون تلك البشرى العظيمة في حديث تميم الداري عن رسول الله r : (( والله ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام و ذلاً يذل الله به الكفر))..!!!

ورغم الشلل والفشل يرددون بيقين قوله r : (( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس))..، رجالٌ ينظرون للأمور بمنظار التفاؤل.. يضعون أمامهم.. ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))..!!!!

إنها الثقة بالله ونصره.. الثقة بمن نصر عبده وهزم الأحزاب وحده.. الثقة بنصر القائل (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور))..!!!

لقد عانى المسلمون من الغفلة لقرون مضت، ثم انتبهوا، وهذهِ الصحوة الراهنة، قد جلبت علينا عداءً متصاعداً، وأدخلتنا في دائرة صراع جديد، شكلاً ومضموناً، قد تضطرب معها النفس، وقد تضيق ببُطء النصر، وتأخّر الفرج، وقد يسحب طوفان المدّ البعض، ويُلقي بهم في غياهِب الانسلاخ من هذه الصحوة وهذه الأمة ومظاهرةِ أعدائها ومداهنتهم يأساً من غلبتها وانبهاراً بمن خالفها واستخفافاً بتفاؤلنا وإعلاننا أن المستقبل للإسلام..!!!!

المستقبل للإسلام، ليس مجرد شعار نتبناه، محوطاً بالأمل والرجاء، إنه دينٌ وعقيدة، إيمانٌ بالنصوص الثابتة في الكتاب والسنة، وثقة بالله وإحسان للظن، أَمَرَنا به القائلولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون) (الأنبياء:105)..!!!!

عجباً لمن يُسَفّهُ تفاؤلنا، ويستخفّ بثقتنا بالنّصر والتمكين، ويقول بكل تبجح، أنتم أمة تعيش على الأحلام..!!!!

عجباً..!!، ألسنا أمة تملك القيم الروحية والأخلاقية والمعنوية المميزة التي كفلت لنا سيادَة العالم قروناً..؟!!، ألسنا نملك مصادر الطاقة والحياة ونستوطن أماكن غنيّة و وسطاً جغرافياً وتاريخياً وعدد سكان يزيد على خُمسِ سكان العالم..؟!!، ألسنا نملك أعظم رسالة، وندين بأعظم دين، حثّ على العلم ورفع أهله..؟!!

ألا يثير انتظام المسلمين في صفوف الصلاة، واجتماعهم في الموقف في يومٍ يباهي الله بأهل عرفةَ فيه ملائكتهُ شيئاً في نفسك، ولا يحرّك قليلاً من يقين ينبغي أن تنعِش به قلبك..؟!!

حتى محبّة المؤمنين بعضهم البعض، وما بينهم من روابط أخوية تتجاوز الأجناس والحدود، وشعورنا بالأخوة الإسلامية، وآلامِ بعضنا، وتحقيق ذلك واقعاً، وارتفاع أصواتنا بالدعاء لهم، وحرصنا على نصرتهم أينما كانوا، وتأمّل ذلك، ينبغي أن يثير في النفس التفاؤل والثقة والفرح..!!!

ما نعيشه من صحوةٍ في كثير من المجالات، رُغم العفن والفساد والاستعمار الذي مُنَيَت به عقوداً، لأمرٌ يدعو إلى التفكّر والتأمّل، هذه الصحوة، واستشعارها، سيكفُل لنا العمل على تعزيزها والسير بها إلى آفاقٍ أكبر بالتفاؤل والاستبشار..!!!

هذهِ الآلام المحدِقة بنا، والتسلّط المؤلم، والأخطار المحيطة، والتحدّيات الأخطر، مهما بلغت، فيكفينا أنها ردّتنا إلى الإيمان، وأحيَت فينا الآمال، وبصّرتنا بحاجتنا لعملٍ منظّم مخلص لهذه الأمة في مختلف الأصعدة، وحاجتنا إلى تطوير أنفسنا وتجديد خطابنا وضخّ الدماء النشِطة المؤمِنة الصادِقة فيه، لنعلنها في وجهِ الدنيا، المستقبل لهذا الدين، وإن اشتَدّت الحلكةِ فإن ذلك يُنذِر باقتراب الفجر..!!!

هذا التفاؤل.. وهذه الثقة.. ليست كما يظن البعض أنها تخذيل.. إنها غمامة الخير في زمن القنوط واليأس.. في زمن التثبيط.. في زمن غربة الدين.. غمامة خير بيضاء في أفق حالك السواد.. تمطر كل حين.. نتاج مشرقاً أبيض.. كبياض قلوب أصحابها..!!.. تبيّن للأمة طريقة إصلاح مواطِن الضعف.. وتذكرها بسيرة السلف..، تصف الداء والدواء..!! تعلنها في وجه الدنيا.. (( وهم من بعد غلبهم سيغلبون))..!!

المتفائلون.. المخلصون.. يعملون بصمت.. بهدوء وسكينة.. يعلمون أن تلك اللوحة الرائعة لم يرَ مشتريها من جهد صاحبها في رسمها وتخطيطها وتلوينها لساعاتٍ وأيام إلا جمالها وروعتها وإتقانها، وتوقيعٌ صغير لراسمها حدّد قيمتها وخلّد اسمه محفوراً عليها..!!

الأمة لا تريد اليوم الباكين العابسين المقطّبين..!!! بل تريد العبّاد المخلصين العاملين الدعاة المصلحين.. والمتفائلين..أطباء كانوا أو مهندسين..!!!، تُرِيدُ من يعمل بإخلاص، عملاً دائباً، وجهاداً في سبيل نصرة الأمة وإخراجها من ضعفها، ونشرِ رسالتها التي ملأت الكون حقاً وعدلاً وأمناً قروناً، في كل المجالات، وعلى مختلف الأصعدة..!!!، تريدٌ من يقيم الدين بمعانيه الشاملة والكاملة، في الاعتقاد، والعمل، والعبادة، والأخلاق، والآداب، والسلوك، والمعاملات..!!!، تريدُ أسلمةً لشؤون الحياة كلها، في الفرد، والمجتمع، والدولة..!!!

وإن طال المخاض.. وزادت قوة الانقباضات.. واشتدّ الألَم.. ولم يخففه قناعُ النيتروز ولا إبرة الظهر؛ فإن انسلال الجنين من ظُلُماتٍ ثلاث سيتبَعُ –بإذن الله- ذلك.. وسعادتنا بسماعِ صوتِه يجلجل.. بين تلكَ الدماء المتدفّقة والجِباه المندّاة بالعَرَق.. وذلك الفرحُ الشفيف.. بعناقِ الوليد.. كفيلٌ بإزالة كل ألم.. ونسيانِ كل حزنٍ و معاناةٍ ولحظاتِ ضعفٍ..وهوان..!!!!

عزائي أن الأمة كما مرّت بانتصاراتٍ وفتوحاتٍ عظيمة؛ فقد مرّت بمحنٍ أكبر.. وفتَن أشدّ وأخطر.. وانتكاساتٍ مؤلمة.. وأوقاتِ ضعفٍ وهوانٍ وذُلٍّ شديدة.. و خرجت منها تتكِئ على الجرح وتسعدُ بالوليد..وتكمل المسيرة.. وبعدَ المحنة تكون المنحَة..!!!!!

إنما النصر مع الصبر..كونوا لله أقرب.. وبنصره أرغب.. وسيبلّغكم الله النصر.. إن عاجلاً أو آجلاً.. (( ويومئذ يفرح المؤمنون))..!!!!
  #66  
قديم 23-04-2005, 12:31 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

عندما تنصّرت ابنتي

ما أكثر اللحظات، العابرة في حياة الإنسان، يتمنى فيها لو لم يلد، أو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه ليتخلص من مواجهة بعض المصاعب التي لم تكن بالحسبان، والتي ما خٌيٍّل إليه يوماً أنَّ بالإمكان تعرضه لها أو مواجهتها...
هذا الإحساس هو تماماً ما شعرت فيه والدة " ندى " في ذلك الصباح المشؤوم، فقد كانت الأم كعادتها كل صباح قبل مغادرتها إلى العمل تقوم بتنظيف البيت وترتيبه، إلا أنها عندما كانت ترتب سرير ابنتها "ندى " ارتطمت يدها بشيء صُلْب، فلما سحبته من تحت الوسادة وجدت في كفِّها صليباً خشبياً، لم تستوعب في تلك اللحظة أن ما تحمله بيدها هو صليب، بل حَسِبته عُلبة زينة، أو كادر صورة، أو مفتاح، أي شيء إلا … صليباً …
إلا أنها بعد فترة من التيقُّن بحقيقة ما تحمل بين يديها رمته على السرير بسرعة البرق، وابتعدت عنه والوجوم بادٍ على وجهها، وأخذت تنظر إليه من بعيد وتعيد النظر، تنظر وتعيد النظر… إلى أن شعرت فجأة أن باب البيت يُفتح على مهل، وأحسّت بوقع أقدام " ندى " وهي تتسلل إلى غرفتها وتتجه مباشرة إلى سريرها، عندئذ أخفت الأم الصليب وراء ظهرها واختبأت خلف الباب .
وعندما دخلت " ندى " إلى الغرفة ووجدت السرير غير مرتّب فرحت لكون أمِّها لم تدخل الغرفة بعد، فبدأت تبحث بسريرها عن ضالتها، ولما لم تجده أخذت تدور على نفسها بشكل هستيري، تبحث وتبحث وتعيد البحث دون جدوى، ولما مضت فترة من الزمن نادتها أمها من خلفها: هل تبحثين عن هذا ؟
ارتبكت الفتاة وقالت : لا، لا، آه ما هذا ؟ آه هذا لا شيء، لقد أهداني إياه أحدهم، وأخذته من أمها ورمته على السرير وادَّعت أنها تبحث عن كتاب تحتاجه في الجامعة اليوم .

عندما عاد الوالد مساءً وأخبرته الأم بما حصل، لم يُعِر الموضوع انتباهاً وصدَّق ابنته بأن أحدهم أهداها إياه، أما الأم فما هدّأت هذه الإجابة من رَوْعها، إنها تدرك بفطرة الأمومة أن ابنتها تكذب، عيناها المرتبكتان، قلقها وهي تبحث عن الصليب، كل هذا يجعلها تخاف وتنقل شكَّها وقلقها لزوجها، ثم قالت وكأنها وجدت دليلاً يؤكد شكوكها :
- انتظر، هذه ليست أول مرة أجد معها مثل هذه الأشياء، أتذكَّر أنه منذ سنتين وجدت إنجيلاً صغيراً تحت وسادتها ولما سألتها عن مصدره قالت : لقد اشتريته، عندئذ أخذت الكتاب وأخبرتها أن لا حاجة في ديننا لاقتناء كتب الشرائع الأخرى.
ما رأيكَ، أليس هذا يدل أن القصة ليست حديثة، وأن لها جذوراً طويلة، وليست وليدة لحظة … اسمع، هذا الأمر يقلقني، لا، لن أسكت ! " ندى " ، "ندى " ، ونادت الأم الهلِعة بصوت عالٍ على ابنتها التي لبّت النداء بعد فترة غير قصيرة، وكأنها أدركت من لهجة النداء أن شيئاً خطيراً ينتظرها .
لما وصلت حاولت الأم أن تمسك أعصابها وقالت لها : " ندى "، لقد أخبرت أباك بما وجدتُ تحت وسادتك صباحاً، وقلت له أن أحد الأشخاص أهداك إياه، "ندى" حبيبتي، من هو الشخص الذي أهداك إياه، أخبرينا نحن اهلك، أنت تعرفين خطورة مثل هذا الفعل في أوساطنا الإسلامية، ثم كيف تعرفت على هذا الشخص وأنت في مدرسة إسلامية، وأنت لا تغادرين البيت إلا إلى المدرسة أو عند رفيقاتك اللواتي أعرفهن كلهن ؟ أخبريني، يا "ندى " بالله عليك ؟
وبقيت الأم تتحايل على الفتاة فترة طويلة، والفتاة تلتزم الصمت ولا تكتفي إلا بالقول: لا أحد، إنه شخص أهداني إياه، عندئذ بدأت نبرة صوت الأم ترتفع : هل هو الشخص نفسه الذي أعطاك الإنجيل منذ سنتين ؟

وعندما لم تجب الفتاة ثارت الأم وأخذت ترعد وتزبد، وتهدد وتتوعد، وتردد بعصبية:
- إن لم تخبريني الحقيقة سأمنعك عن الجامعة ! سأحرمك من الخروج من المنزل، من تظنين نفسك ؟ تريدين أن تفضحينا في آخر العمر !
واستمر صراخ الأم بشكل هستيري، وتمادى حتى رافقه ضرب مبِّرح للفتاة حيث أخذت الأم الفاقدة للوعي تستخدم كلتا يديها في عملية الضرب .
- دعوني، دعوني، سأقتلها، سأقتلها.. ( رددت الأم الهلعة الباحثة عن الحقيقة المُرّة ) .
- دعيها، دعيها ستقتلينها.. ( ردد الأب والإخوة وهم يحاولون إبعاد الأم الثائرة عن ابنتها ).
- دعوني، دعوني، سأقتلها .
- كفى، كفى، سأخبرك الحقيقة، دعيني..( هكذا قررت البنت بعد هذه "العلقة الساخنة" -التي ما تعوَّدتها من أمها- أن تعترف بالحقيقية كي توقف العنف الموجه ضدها ).

فصرخت بصوت قوي وبثقة كبيرة : نعم أنا مسيحية منذ زمن طويل !
ماذا تقولين ؟ في هذه اللحظة انتقل الغضب من الأم إلى الأب وبدأ هو هذه المرة جولة الضرب الذي حصل بنتيجتها على الحقيقة الكاملة التي جاءت على النحو التالي :
-نعم، أنا مسيحية، ومنذ فترة طويلة، منذ كنت أتردد إليك في محلك، منذ كانت "جوليا" تعمل عندك سكرتيرة، أتذكر " جوليا " ؟
- طبعاً أذكرها، فهي ما زالت إلى اليوم تزورني وتبيع البنات في المحل أدوات التجميل، لكن ما دخل "جوليا " بالموضوع ؟
"جوليا " يأ أبي، تلك الفتاة التي كانت تقول دائماً : أنا أحب الإسلام كثيراً، وأشعر أنني مسلمة، هي نفسها الواسطة التي عرفتني على هؤلاء الأشخاص الذين عرّفوني على الدين المسيحي، فقد عرّفتني على بنت طيبة جداً اسمها "ناتالي "، "ناتالي " تلك يا أبي تحبني جداً، وهي التي وقفت معي دائماً، فهي ما تركتني يوماً، فلقد كانت تزورني في المدرسة تقريباً بشكل يومي، وكنا نجلس لفترة نتحادث عن الدين المسيحي وتعرفني بالمسيح اسألوا ابنة عمي " منى " فقد كانت ترافقني لفترة سنتين، إلا أنها لم تستمر معي وتركتني بعد أن وعدتني أن لا تخبر أحداً .
- سنتين ؟ ولكن منذ متى تعرفين هذه التي اسمها … "ناتالي " ؟
- أوه ، أخبرتك منذ ثمان سنوات، عندما كنت في المرحلة المتوسطة، و"ناتالي" تراني كل يوم في المدرسة، وترافقني في بعض الأحيان إلى البيت، أنا أحبها جداً، لا أستطيع أن أنكر فضلها علي، أتدري يا أبي كنت دائماً أخبرها بمشاكلي وتقصيري في الدراسة، تصور يا أبي أنها كانت تعرف أخباري بالكامل، حتى وضعي داخل البيت، وكانت تحتضنني، حتى في الفترات التي كنت أتشاجر فيها معكم، كانت تقول لي : لا تهتمي، صحيح أن أهلك لا يحبونك، وهم يفضلون إخوتك عليك لأنهم أذكى منك وأنبه، ولكن لا تهتمي لأننا نحن نحبك، نحن أهلك وعائلتك، لا تخافي،المسيح يحبك، فعلاً يا أمي المسيح يحبني لأنه عرفني على تلك المرأة ؟
- اسكتي، هداك الله، وبعد، أكملي … أكملي … ( قالها الأب بغضب، كي يذكرها أن مسلسل الضرب ممكن أن يستمر إذا لم تكمل القصة) .
- بعد فترة من معرفتي بها بدأت " ناتالي " تأخذني لعندها .
- قاطعتها الأم : متى حصل هذا ؟ أنت لا تغادرين البيت بغير إذني، وأنت لا تذهبين إلى رفيقاتك إلا بإذني، وأنا أعرفهن كلهن .
- لا يا أمي ، أنت تعتقدين أنك تعرفينهن كلهن، وأنا قلت لك هذا حتى تطمئني، ولكني كنت أذهب لعندها طوال هذه الفترات السابقة، لقد عرّفتني على رفيقاتها من الطائفة الإنجيلية، تصوّر يا أبي، إن هؤلاء كانوا مسلمين وتركوا الإسلام وأصبحوا نصارى، كانوا يقولون لي أن لا أمس المصحف، وأخبروني أيضاً أن الرسول ( عليه الصلاة السلام ) ليس بنبي بل هو كذاب، وأن القرآن الكريم هو من عمل الشيطان ( والعياذ بالله ) ... والدليل على ذلك أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " دثروني، دثروني " كان يقول هذا الكلام لأن الشيطان يركبه … صحيح يا أبي إن لديهم أدلتهم …وكانوا يدرِّسونني الإنجيل ويعطونني الكتيبات الصغيرة كي أقرأها، وكانوا دائماً يوصونني أن أخفيها عن أعينكم، لهذا لم تشاهدوا أي أثر من هذه الكتب في الفترة الماضية، ولكن للأسف لقد نسيت الصليب بعد صلاتي بالأمس .
- لا تتفوهي بهذا الكلام … اسكتي … وتابعي القصة .
- بقينا على تلك الحال فترة طويلة شعرت فيها بمميزات الدين المسيحي، وآمنت بهم وبعقيدتهم، ولهذا يا أبي، اضربني، افعل بي ما تشاء، احبسني … امنعني عن المدرسة … ولكنك لن تستطيع أن تبعدني عن مسيحيتي، لن تفلح، لن تفلح …
وانطلقت الفتاة كالصاروخ إلى غرفتها، وأقفلت الباب وراءها .
عندها أجهش الأب بدوره بالبكاء وأخذ يقول بحسرة وألم : أستغفر الله العظيم … أستغفر الله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا رب … ما هذا البلاء الكبير … يا رب كيف أتصرف … لقد وضعت ابنتي في كبرى المدارس التي تُعدُّ إسلامية … يا رب لقد راقبتها وراقبت تصرفاتها خوفاً من أن تلحق بالتيار الإسلامي المتزمت … وها هي تقع في أيدي هؤلاء الأعداء ... يا رب … أجرني في مصيبتي !!
  #67  
قديم 23-04-2005, 12:31 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

أم صالح في الثمانين تحفظ القرآن كاملاً

محررة صفحة الأسرة بمجلة الدعوة دائماً تقدم للقراء النماذج المشرقة و الأخبار التي تثلج الصدور.. وهذه التجربة فيها العبر والدروس المفيدة , لذا , نوردها كما هي:

(أم صالح ) عمرها 82 عاماً .. بدأت في حفظ القراًن في السبعين من عمرها ..
مشوارها مع الحفظ فيه الكثير من المعاني الجميلة , كعلو الهمة والمصابرة والتضحية والصبر … التقينا بالخالة ( أم صالح ) لنتعرف على الطريقة التي حفظت بها ..

فإلى ثنايا اللقاء :

ما السبب الذي جعلك تقبلين على حفظ القراًن بعد هذا العمر ؟
كانت أمنيتي أن أحفظ القراًن الكريم من صغري , وكان أبي يدعو لي دائماً أن أكون من الحفظة مثله ومثل إخواني الكبار , فحفظت بعض السور – تقارب ثلاثة أجزاء – وحينما أتممت الثالثة عشرة تزوجت وانشغلت بعدها بالبيت والأولاد, حينما أصبح لدي سبعة أولاد توفي زوجي , وكانوا كلهم صغاراً فتفرغت لتربيتهم وتعليمهم , وحينما كبروا وتزوجوا تفرغت لنفسي , وأول ما سعيت له وبذلت من أجله النفيس حفظ كتاب الله – عز وجل - ..

وكيف كان مشوارك مع الحفظ ؟
ابنتي الصغرى كانت تدرس بالثانوية , وهي من أقرب بناتي وأحبهن إلي ؛ لأن أخواتها الكبيرات تزوجن وانشغلن بحياتهن , وأما هي فقد بقيت عندي وكانت هادئة مستقيمة محبة للخير , كما أنها تتمنى أن تحفظ القراًن – وخصوصاً ان المعلمات يشجعنها على هذا – وكانت هي بدورها تبث في الحماس , وتضرب لي المثل بنسوة كثيرات دفعتهن همتهن العالية للحفظ , ومن هنا بدأت أنا وأياها . كل يوم عشر آيات :

وكيف كانت طريقتكما في الحفظ ؟
حددنا كل يوم عشر آيات , فكنا كل يوم بعد العصر نجلس سوياً فتقرأ هي وأردد وراءها ثلاث مرات , ثم تشرح لي معانيها , وبعدها تردد لي ثلاث مرات , وفي صباح الغد تعيدها لي قبل أن تذهب إلى المدرسة , وبالإضافة لهذا فقد قامت بتسجيل الآيات المقررة بصوت الشيخ الحصري , بحيث تتكرر ثلاث مرات , فكنت أسمعها أغلب الوقت , فإن حان وقت التسميع في اليوم التالي نتجاوز الآيات – وقد حددنا يوم الجمعة لمراجعة المقرر الأسبوعي , وكذا استمررنا في الحفظ أنا وإياها – حفظها الله ورعاها .

ومتى أتممت الحفظ ؟
خلال أربع سنوات ونصف حفظت اثني عشر جزءاً بالطريقة السابقة , ثم تزوجت ابنتي , ولما علم زوجها بشأننا استأجر بيتاً قريباً من منزلي ليتيح لنا فرصة إكمال الحفظ , وكان – جزاه الله خيراً – يشجعنا ويجلس معنا أحياناًً يسمّع لنا ويفسر ويعلّم ثم بعد ثلاثة أعوام انشغلت ابنتي بالأولاد والبيت , ولم يعد موعدنا ثابتاً , وكأنها استشفّت لهفتي على الحفظ فبحثت لي عن مدرسة طبية لتكمل معي المشوار بأشراف ابنتي نفسها , فأتممت الحفظ بتوفيق من الله -عز وجل – ومازالت ابنتي تبذل جهدها للحاق بي ولم يبق لها سوى القليل – إن شاء الله -.

النســــاء حولي :

همتك العالية وتحقيقك لإمنيتك الغالية هل كان لها تأثير على من حولك من النساء ؟
التأثير حقيقة كان واضحاً وقوياً , فبناتي وزوجات أبنائي تحمسن كثيراً , وكن دائماً يضربن بي المثل , وقد كوّنّ حلقة مدتها ساعة في اجتماعهن الأسبوعي عندي فكن يحفظن بعض السور ويسمعّن , وأحياناً ينقطعن ولكن يرجعن , وعموماً كانت النية جيدة . حفيداتي شجعتهن على التسجيل بدُور التحفيظ وأقدم لهن دائماً هدايا متنوعة , وأما جاراتي فكان بعضهن في البداية يحطمنني ويحبطن من عزيمتي ويذكرنني بأن الحفظ صعب لأن ذاكرتي ضعفت , ولكن لما رأين قوة عزيمتي وتصميمي أخذن يشجعنني , ومنهن من تحمست فيما بعد وانخرطت في الحفظ , وحينما علمن أنني أنهيت الحفظ فرحن كثيراً حتى إنني رأيت دموع الفرح تسقط من أعينهن

ألا تشعرين الآن بصعوبة في مراجعة الحفظ ؟
أستمع دائماً لإذاعة القراَن الكريم , وأحاول أن أقرأ مع القارئ , كما أنني في الصلاة أقرأ دائماً سوراً طويلة , وأحياناً أطلب من إحدى البنات التسميع .

هل هناك أحد من أبنائك يحفظ مثلك ؟
لا يوجد من يحفظ القراَن كاملاًَ , ولكنهم – إن شاء الله – ما داموا يسيرون على الدرب فسيصلون بحفظ الله ورعايته

بعد انتهائك من حفظ القراَن الكريم ألا تفكرين في حفظ الأحاديث ؟
أحفظ الآن – تقريباَ – تسعين حديثاَ , وسأواصل المسير – إن شاء الله -, وأعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن , وفي نهاية كل أسبوع ابنتي تسمع لي ثلاثة أحاديث وأحاول الآن أن أحفظ أكثر .

غــــــابت الهموم :

على مدى الاثنى عشر عاماً التي انشغلت فيها بحفظ القراَن , هل تغيرت أشياء في حياتك ؟
نعم لقد حدث لي تغير جذري وإن كنت – ولله الحمد – حريصة على طاعة ربي قبل أن أبدأ بالحفظ , إلا أنني بعد أن انشغلت فيه شعرت بارتياح نفسي كبير , وغابت عني الهموم , ولم أعد بتلك الدرجة من الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم . وقد أرتفعت معنوياتي , وأصبحت لي غاية سامية أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها . وهذة النعمة عظيمة من الخالق عز وجل فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء , يقتلها الفراغ والهواجس والأفكار , ولكني – ولله الحمد – لم أشعر بهذا , وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والأخرة . ألم تفكري في التسجيل في إحدى دور تحفيظ القراَن الكريم ؟ اقترحت عليّ بعض النساء , ولكنني امرأة تعودت على الجلوس في البيت ولا أتحمل الخروج كل يوم , والحد لله فإن ابنتي كفتني العناء , وسعادتي لامثيل لها وأنا أدرس معها .

إبنتي ....... بيتي :

هل تدريس ابنتك لك جعل لها شأنا خاصاً في نفسك ؟
لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان اللذين قلما نجدهما هذه الأيام , خاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة , هذا العمر الحرج الذي يشتكي منه الكثيرون , فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي , وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر , كما أن زوجها – حفظه الله – كان عونا ً لها وقد بذل الكثير أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما .

ماذا تقولين لمرأة في مثل عمرك تود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك ؟
أقول : لايأس مع العزيمة الصادقة . قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدئي , لقد مضى العمر في أداء المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية واَن الأوان لأن تتفرغي لنفسك , وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم والرفاهية والراحة , إنما بالعمل الصالح , نسأل الله – سبحانه وتعالى – حسن الختام .

وماذا تقولين لمن هي في سن الشباب ؟
احفظي الله يحفظك , استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ كتاب الله – عز وجل - . هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك , وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها , والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله – عز وجل -
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م