مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-05-2006, 05:32 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي دراسات في الأساطير والديانات

دراسات في الأساطير و الديانات

آلهة الجنس أو ( الزهرة )

لعل أجمل كواكب المجموعة الشمسية السيارة التسع في رؤية الإنسان القديم ، كان هو ذاك الكوكب اللامع الذي عادة ما يظهر مع مشرق الشمس ومغربها ، مما حدا بالإنسان القديم الاهتمام بأمره ومراقبته ، حتى أطلق عليه ( كوكب الحسن ) ، وكما تغنت الأشعار والأساطير بالقمر وبهائه ..فقد تغنت بالزهرة أيضا وبقيت كذلك حتى نزع عنه العلم الحديث تلك الهالة ..

ولقد كان لسكان العراق القديم معرفة بالفلك و النجوم ، لم ينافسهم بها أحد فقد عرفوا خمسة كواكب و اهتموا بها ( عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل ) ثم أضافوا اليها الشمس والقمر .. ليصبح عددها سبعة ، ويدخل هذا الرقم في تأسيس أيام الأسبوع الذي بقي الى يومنا هذا ..

ومما جاء في اللوح الخامس من أسطورة الخلق البابلية : أن النجوم هي صورة الآلهة .. وهي رموزها .. وبالرغم من اهتمام البابليين بالنجوم بشكل عام فقد بقيت تلك السبعة هي الأهم .. وكان للزهرة الجانب الأكبر من الاهتمام

الزهرة من الأرض الى السماء :

عندما كان الإنسان بمعارفه مبتدءا ، جسد حبه وولاءه للأرض على أساس عطائها المستمر له و إمداده بالغذاء و الحياة .. فكان يعفر وجهه بترابها ، ويسجد لها ، ( وقد برزت أساطير باليونان تتشارك في ذلك التوجه ـ شمشون)
فكانت الخصوبة مقترنة بالأرض ، فلذلك اعتبر سكان العراق القديم أن الأرض أنثى .. ثم جال العقل القديم في البحث عمن يخصب هذه الأنثى ، فتوجه الى السماء .. و كثيرا ما يظهر رسومات عراقية قديمة تبين إنسانا جاثيا على الأرض ورافعا يديه للسماء .. وفوقه نجمة ذات أشعة ثمانية و أحيانا ستة عشر شعاعا ..

وفي مدينة الوركاء السومرية ، نشأت عبادة كوكب الزهرة ونمت ، حيث أطلق عليها (اينانا ) الذي يعني سيدة السماء .. حيث أن ( إن) باللغة السومرية تعني السيدة ، و ( آن ) تعني السماء .. وعندما دخل الساميون الى العراق وأسسوا الدولة ( الأكدية ) .. حوروا ( اينانا) الى ( عشتار ) .

و أن عبادة الربة ( الأم ) من أقدم العبادات في التاريخ .. حيث كان ينظر الإنسان القديم الى مسألة التوليد والتكاثر على أنها سر خطير عظيم وراءه قوة خفية ، تصوروها هم على طريقتهم .. وقد خطت يد الإنسان أول ملحمة في التاريخ تشير الى مسألة الولادة في الملحمة السومرية ( هبوط اينانا الى العالم السفلي ) .. والذي أعاد البابليون صياغتها في ( هبوط عشتار الى العالم السفلي) ..

وفي ذلك التاريخ البعيد لم يكن العالم قد تعرف على موضوع العالم الآخر (ما بعد الموت ) .. ولا وجود لفكرة العقاب والثواب في مخيلتهم في فترة ما بعد الموت .. بل يتساوى الصالح والطالح في ( الكور أو الأرالو ) بعد الموت حيث الحياة الموحشة المليئة بالوحوش و القذارة والحيات والأفاعي .. يأكل فيها الميت الطين والرغام .. ولا فكاك لأي ميت من هذا المصير ..

وتقول الملحمة أن ( اينانا أو عشتار أو الزهرة ) قد تطوعت ونزلت الى العالم السفلي ، مضحية .. ولذلك جفت الأرض بغيابها ذاك .. فلذلك كان لا بد لها من العودة من عالم الأموات لإعادة الحياة الى الأرض .. فدلت زبانية الأرض على عشيقها ( تموز ) وهو الشهر المعروف لحد الآن .. ليأخذوها بديلا عنها لكي يفرجوا عنها .. وتقوم بذلك بسرد تفصيلي مكشوف لما يجري بينهما ..

وكان مدخل العالم السفلي في ( بابل ) وبالتحديد في فتحة بئر يقع في مدينة الوركاء نفسها حسب ما جاء في ملحمة رافدية أخرى هي ( جلجامش ) ..

يتبع

ــــــــــــــــــــ
مصادر : انتصار الحضارة : جيمس هنري .. ترجمة د أحمد فخري ، مكتبة النهضة المصرية ص 233
محمود سليم الحوت .. في طريق الميثولوجيا عند العرب .. دار النهار 1979
ص 87
د فاضل عبد الواحد علي ( عشتار و مأساة تموز ) بغداد 1973
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 18-05-2006, 08:07 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الزهرة ربة الحب و الحرب :

عندما ظهر الآشوريون على صفحة التاريخ ، وكونوا دولتهم وإمبراطوريتهم فيما بعد ، فلم تعد ( الزهرة ) إلهة الحب واللذة فحسب ، بل أصبحت أيضا ربة الحرب و الهلاك .. وكونها تظهر في الصباح ( حيث خروج المحاربين للقتال ) وكونها تظهر بالمساء ( حيث خلود الناس لفراشهم ) .. وهنا الدلالات الخاصة .

و يؤكد د . فاضل عبد الواحد (ان فترة سيادة الآشوريين كانت من دون شك ، من أشهر الفترات التي بلغت فيها الآلهة عشتار منزلة عظيمة باعتبارها آلهة الحرب ) .. كما يضيف د . نجيب ميخائيل أنها عبدت ( .. كإله ذكر في الصباح يشرف على الحروب و المذابح ، و أنثى في المساء ترعى الحب والشهوة ، فهي ربة هلوك تسعى وراء اللذة و الإغواء ) والحب الجسدي هبة عشتار ، هي (ربة العشق ) * وهي (ملكة اللذة ) وترتبط عبادتها بالعاهرات المقدسات المعروفات باسم ( عشتاريتو) أي العشتاريات .. ولا يخضع البشر لنزواتها بل الحيوانات كذلك .. ولقد استطاعت أن تطغى على اختصاصات غيرها من المعبودات في سومر وأكد و آشور وهي زوجة لكبار الآلهة )*


ويفسر د . ميخائيل مسألة العهر المقدس التي رافقت عبادة الزهرة ، بأن الزهرة كانت تحتاج الى نساء حولها ليقمن بما تطلبه منهن لزيادة الإخصاب ، فكان كثير من السادة وحتى الأهالي ينذرون نذرا بتقديم فتاة للزهرة للقيام بما تطلبه .. وكان ينظر لتك المسألة نظرة مقدسة غير ما ينظر لها الناس اليوم .

ونجد لدى الباحث المعروف (فراس السواح ) تفسيرا أكثر وضوحا لتلك المسألة .. حيث يرى أن عبادة آلهة الجنس قد عرفت عند معظم شعوب الأرض القدماء .. ففي الميثولوجيا اليونانية ، تنجب الإلهة الأرض (جيا ) إلها جديرا بها هو ( أورانوس السماء) الذي غطاها تماما من جميع جهاتها ، أو أنها بحاجة لقرين يساعدها على الإنجاب وهذا الدور يلعبه إله السماء نفسه .

ولا زال كثير من شعوب الأرض يقلدون ذلك .. فعند بعض طوائف الهندوس ، يهمس العريس بأذن عروسه ليلة الزفاف ( أنا السماء و أنتي الأرض )

وبالرغم كل هذا الشبق الذي قيل عن الزهرة .. من حيث تعدد عشاقها وفتكها المستمر بهم كما حدث مع (تموز) .. كما يحدث مع بعض الكائنات الحية بعد التزاوج ( كذكر النحل الذي يموت بعد التلقيح ) .. فإنه كان يطلق عليها (العذراء) .. والعذراء كما يصف ذلك (فراس السواح) لقبها وجوهرها .. يعني صفة الإخصاب الأبدي ..

ويقدم ( جون . م . اليكارو) تفسيرا لهذا التناقض الغريب في شخصية الزهرة بقوله إن ( خلق الجنين في الرحم في اعتقاد القدماء ، يعتمد على ثلاثة عناصر : الروح ودم الحيض ومني الرجل . ولما كان دم الحيض عند العذراوات أغزر منه بكثير لدى المتزوجات .. فقد اعتقد الأقدمون أن مقدرة العذراء الإخصابية أكثر بكثير من غيرها .. ومن هنا عشتار رمز الخصوبة اعتبرت عذراء .*

ومن الجدير بالذكر أن العذراء كلمة سامية مشتركة في مختلف اللغات السامية ، فمنطوقها الأكدي في الرافدين هو (بتلت) وفي الأوجاريتية (كنعان) بتلت أيضا ، وفي الآرامية (بتولتا) وفي العبرية (بتولا) وفي العربية (بتول ) ..

ـــــــــــ
المراجع :
• السومريون تاريخهم وخصائصهم : صموئيل نوح كريمر ، ترجمة د فيصل الوائلي ، وكالة المطبوعات ، الكويت ص 178
• فراس السواح : مغامرة العقل الأولى ، دار الكلمة ، بيروت 1980 ص 221
• ملحمة جلجامش .. في أكثر من دار نشر .. وممكن العودة لها في نسخة نجيب ميخائيل ص 364
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 09-06-2006, 02:17 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الزهرة معبودة الجماهير :

لقد انتشرت عبادة الزهرة مع توسع وانتشار الآشوريين ، فقد انتقلت غربا الى الدولة الفينيقية الى (إيستار) أي (عشتار) .. والى الكنعانيين بلهجة الكنعانيين لتصبح (اينات ) وهي من (إناث) .. والى اليونان (أثينا) أو (أفروديت) .. كما وصلت الى روما لتصبح (فينوس) .. وقد كان الفضل بانتشارها الى سكان لبنان حيث كانوا بحارة وتجار متنقلين باستمرار وقد سيطروا على سواحل الأطلسي غرب المغرب العربي (حاليا) والبحر المتوسط في كثير من الأيام ..

كما انتشرت في إيران القديمة (عيلام) لتسمى هناك بسيدة عيلام التي تسكن (سوسة) عاصمة عيلام .. وقد تأثر بها أصحاب الديانات (الموحدة) فمارسوا الطقوس التي كان يقيمها عبدة الزهرة ، فتسللت الى طرق عبادتهم .

وكان من تلك الطقوس عند من يعبد الزهرة موسم (البكاء) على تموز الذي ضحت به الزهرة لإطلاق سراحها .. وهذا الطقس يرويه النبي اليهودي (حزقيال) في سفره ب (الكتاب المقدس) حيث يقول أنه شاهد نسوة جالسات يبكين على (تموز) عند مدخل بيت الرب .. ويضيف أنه شاهد نحو خمس وعشرين رجلا ظهورهم نحو الهيكل ووجوههم نحو الشرق وهم ساجدون !*

كما أن سفر (نشيد الأنشاد) المنسوب للنبي سليمان .. لا يتسم بأي صفة دينية ولا يمت للمعتقدات العبرية بصلة ، كما لا تنسجم محتوياته أصلا مع طبيعة الكتاب المقدس ، لما فيه من تعابير مفضوحة تنضح بالفحش .. تدور كحوار بين عشيق وعشيقته يصف فيها مفاتنها وشكل ثدييها و أفخاذها .. وهي (بنظري) مسروقة أثناء السبي لليهود والتعرف على الحضارة البابلية القديمة .

ولو احتشمنا ونقلنا أخف ما قيل بتلك الغزليات ( ليقبلني بقبلات فمه . لأن حبك أطيب من الخمر .. شفتاك يا عروسي تقطران شهدا .. تحت لسانك عسل ولبن .. رائحة أنفك كالتفاح ) وهناك الكثير الذي يفوق هذا الكلام وصفا ..*

ويشير أكثر من باحث الى تسلل المفاهيم العشتارية (عبادة الزهرة) الى اليهودية .. فيؤكد (ول ديورانت ) و(جوردن ) الى أن تقديس رقم (سبعة) قد انتقل من العراق الى العبرية لكي يعتبروا السبت يومهم السابع الذي يقدس الخصب و الجدب .. وبرزت عندهم (سبع سنين عجاف و تليها سبع سنين سمان كلها خيرات ) في أكثر من مكان .. وكانوا في السنة السابعة بعد كل ستة سنوات لا يبذرون ولا يحرثون ولا يزرعون .. فلم يسبتوا في الأيام بل كانوا يسحبون ذلك على السنين !

و (شابوعوت) أو عيد الأسابيع ، كما يسمى في الكتاب المقدس ، هو عيد الحصاد الذي يتقابل عند أهل الرافدين (قيامة الزهرة للحياة وعودة الخصب الى الأرض ) .. وكما يؤكد (لودز) و(سميث) فإن عيد الفصح هو من (أعياد العراق) وهو في الإنجليزية (ايستر) وفي الألمانية (أوستيرن) وهو واضح الصلة ب (عشتار) ..

ومن الغريب ( كما يقول السواح) أن من يتتبع اسم ماري (مريم) ويربطه ب (المارين) وهي البحر .. حيث أن قدماء الرومان قبل المسيح عليه السلام كانوا يطلقوا على الزهرة اسم (ماري) أي آلهة البحر .. وفي اللغات القديمة : Maria ، Mary , Meer ، و Mare و في سوريا Myrtha , وفي اليونان Maia , وفي الهند Maya وجميعها تبدأ بحرف (الميم) وهي ميم الأمومة وهي صفة (الزهرة) عند أهل الرافدين فكانوا ينادونها (ماما) .

ـــــــــــــــــــ

الكتاب المقدس : سفر نشيد الأنشاد
الكتاب المقدس : سفر حزقيال آيات 14 ـ 18
الحضارات السامية القديمة .. موسكاني
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 09-06-2006, 02:27 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

اخي الغالي ابن حوران،
رائع حقا ماخطته يداك هنا،
وطبعا ننتظر التتمة ودمت بألف ألف خير ياكنز الخيام،
لك مودتي واحترامي ودمت بألف بخير
أوركيدا
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 10-06-2006, 06:23 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أشكرك أختي الفاضلة على المرور والتشجيع
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 10-06-2006, 06:24 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

اليهود والعرب والزهرة :

لقد أطلق العرب على الكواكب الخمسة ( عطارد و زحل والمشتري والمريخ والزهرة ) اسم (الخنس الكنس ).. في حين استثنوا القمر و الشمس ( المكملين لسبعة أهل العراق ) .. فقالوا تخنس الكواكب ، إذا سارت في دورتها الفلكية ثم عادت أي (خنست ) .. وكنست الكواكب ، وهو استعارة عربية قديمة أخذت عن كنس (الظباء) .. إذ تتستر الظباء في كناسها (بين الجبال) ..1

وقد تكون معرفة أهل جزيرة العرب بعلوم أهل العراق ومعرفتهم الفلكية ، قد أتت عن طريق الصابئة الذين وفدوا من العراق نحو الجزيرة .. حيث وجد الباحثون أخيرا أن صابئة الجزيرة العربية هم على مذهب الكلدانيين القدماء2.

وقد أخذت الزهرة صفات الخصوبة معها من العراق الى شبه جزيرة العرب ، حيث صاغوا حولها القصص ، فقالوا أنها أصلا امرأة فاتنة أغوت الملكين في بابل ( هاروت وماروت ) وسرقت الطلسم الذي صعدت به الى السماء ونسيت أن تطلب منهما الطلسم الذي يعيدها الى الأرض .3 وهي هنا تتكرر لديها صفات الغدر والفتك بعشاقها ، كما فعلت بعشيقها (تموز ) .

أما اليهود .. فتقول كل قصص التاريخ أن منشأهم الأصلي مع رسلهم ، كانوا من العراق ، وكان الإله الأعظم عندهم هو (يهوه ) .. ولكنهم كما يبدو ، لم يستطيعوا عزل إيمانهم بما جاء به رسلهم ، عما اختلط عليهم من معارف أهل العراق ومعتقداتهم .. فكان (إيل ) من أعظم آلهة أهل العراق و أكثرهم جبروتا ، فأصبح عند اليهود مساعد أو تابع ل (يهوه ) فسموه جبر ـ إيل .. أي إيل الجبار .. أو جبرائيل ..

وقد صاغ اليهود أسماء أعوان آلهتهم و صوروها من حشد ضخم من آلهة العراق القديم .. فصوروا تلك الآلهة بوجوه لنسر أو ثور مجنح .. وقد شاهدت بأم عيني فترة كشف آثار في منطقة النمرود شرقي حمام العليل في محافظة نينوى في بداية السبعينات (عندما كنت طالبا في كلية الزراعة )* مجموعة من الثيران المجنحة الضخمة والتي يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار وطول جسمها يزيد عن خمسة أمتار ، صنعت من حجر كأنه رخام إيطالي رمادي اللون .. وحيث أن النمرود وهو الضحاك عند بعض المؤرخين العرب ، هو نيوراسمب الحاكم الذي استولى على تلك المنطقة في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، والذي تنسب إليه قصة رمي ابراهيم عليه السلام في النار ..

لو تم إطلاع أحدنا على الكتاب المقدس ( التوراة ) .. ومر على (سفر حزقيال) فإنه سيلحظ بسهولة ، كيف تم صناعة مقتربات بين المعتقدات التي كانت سائدة في العراق قبل معرفة الأديان السماوية المعروفة ، وبين ما تم صياغته فيما يقال عنه ( التوراة ) ..

وقد انسحب هذا الكلام ، على المعتقدات التي تؤمن بالله الواحد الأحد و أنه له أعوان يبلغوا تلك الرسالات ، لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع .. وقد نسب الى شخص اسمه أمية بن عبد الله (قبل الإسلام ) ، يصف الملائكة يقول :

رجل و ثور تحت يمنى رجله .... والنسر لليسرى وليث ملبد 4

وقد روي عن ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدق أمية في قوله ) 5

ــــــــــــــ
المراجع :
1ـ في طريق الميثولوجيا عند العرب : محمود سليم الحوت ، دار النهار ، بيروت ط2 1979 ص 87
2 ـ مضمون الأسطورة في الفكر العربي : د خليل أحمد / دار الطليعة ، بيروت ط2 1980 ص 41ـ 42
3ـ مقالة للدكتور فوزي رشيد تحت عنوان ( هل هناك علاقة بين الحضارات القديمة والفضاء الخارجي ) ، نشر في مجلة آفاق عربية العدد9/ السنة السابعة
4 ـ القزويني : عجائب المخلوقات ، جوتنجن ، 1849 ص 56
5 ـ الأغاني / الأصفهاني بولاق 1285هـ ج3 ص 190
* ـ ملاحظة رأيتها شخصيا
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 21-06-2006, 09:16 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الزهرة في بلاد العرب :

بات من المعلوم أن العرب عرفوا الزهرة منذ قديم الزمان ، وقد بينا كيف انتقلت إليهم من العراق ، لكن المشكلة في فهم علاقة الزهرة في الآلهة عند العرب المعروفة ، وهي ( اللات و العزى ومناة ) .. فأي واحدة هي من تلك الآلهة ؟

لقد اهتم (فلهاوزن ) والذي يعتبر من أكثر المستشرقين ، في البحث بعبادات أهل جزيرة العرب ، قبل الإسلام ، بالعزى وقد تأثر بتفسيرات و كتابات المؤرخ الروماني القديم (بروكبيوس) المتوفى سنة 562م .. فأكد أن الزهرة هي (العزى) .. وهي نفسها ( أفروديت ) عند الرومان .. ولو ناقشنا مقولة (فلهاوزن) معتمدين على بعض ما كتبه الباحثون لظهر لنا بعض الدلالات :

1 ـ لقد جاء في كتابات اسحق الإنطاكي ( القرن الخامس الميلادي) .. أن العرب كانوا يعبدون آلهة تسمى ( بلتيس) وهي في معجم (بر ـ علي 4280) هي الزهرة .. وهي ( العزى ) 1..

2 ـ مما يؤيد رأي (فلهاوزن) .. في كون الزهرة هي (العزى) أن العزى كانت تعبد في شكل ثلاث شجرات مقدسة ، والشجرة رمز للخصوبة ، والزهرة كذلك .

3 ـ كان للعزى طوطم أو رمز تحمله العرب في حروبها ، وهي خاصية تتفق مع خواص الزهرة عند أهل العراق ..

4 ـ كان للصفويين ( المملكة الصفوية .. كانت عاصمتها أم الجمال ، شرق الأردن ، وكانت قبل المسيح عليه السلام بحوالي 1000 سنة ) .. كان لهم إلها اسمه (العزيز) أو (عزيزو) وهو مذكر (العزى) .. وتلك الدولة كانت محاذية لدول العراق القديمة ، ومتأثرة بها ، فكان هو اله الحرب لديهم .. وهي خاصية تلتقي مع الزهرة .

5ـ إن لقب الزهرة كآلهة للصباح عند أهل العراق ، يقابله إله آخر عند اليونانيين (الإغريق) يسمى (آزيزوس) ، اله الصباح .. وهو تحريف واضح لعزيزو ..

6 ـ إن أهل (تدمر ) كان لهم توأمان من الآلهة ، (عزيز) و (أرصو) أو أرص ويمكن أن يكون ( أرض) .. نظرا للتأخر في التنقيط باللغات التي كانت سائدة ، وكلا التوأمان يشيران للزهرة ، في دورها الحربي (الصباحي) ودورها الخصوبي (المسائي) .

أما لو عدنا للزهرة وعلاقتها بالآلهات الثلاث :

جاء في النصوص الأوجاريتية ، في بلاد الشام ، ( ربت أثرت يم ـ ألت ) .. وترجمته : ربت = ربة .. أثرت = عشيرة .. يم = بحر .. ألت = إيلات أو اللات .. وهذا يقودنا إلى تحريف النص ، ليصبح إلهة البحر ( الأحمر) إيلات .

ولو تمعنا بأسماء بارزة في دولة ( تدمر) .. فكان (تيملاتوس) وهو الممول لحملة زنوبيا في إفريقيا ، والذي كان سببا في اندثار دولتها عندما اختلف مع القائد (زباي) .. وناقشنا اسمه ، فسنجد تيم = عاشق أو عبد ، اللاتوس = اللات ، والواو والسين ، كانت للإضافات للأسماء في ذلك العهد على الطريقة اليونانية و الرومانية .. وكذلك كان إبنها وابن (أذينة طبعا) زوجها ، اسمه وهب اللات ، أي عطية الإله اللات ..وهو اسم مشتق من اليونانية Athenodore أي هبة أثينا و أثينا اليونانية هي الزهرة ..

وهنا يتضح لنا ـ على رأي كل من : (ديسو) و (ريكمانز ) و (ستاركي) أن اللات هي الزهرة أيضا 2

ولكن أين (مناة) من كل هذا ؟

لبعد أصول اللغة العربية وتوغلها بالقدم ، ونشوئها من سبعة مصادر ، ومن تلك المصادر (الكنعانية) .. فان الكنعانيين كانوا يطلقون على ( عشتار) لقب (عناة) وهي إلهة الخصوبة عند الكنعانيين .. و كما حرفت (أرصو و أرص و أرض ) مع الزمن ، وكما حرف ( عزيزو و عزيز و آزيزوس ) يمكن أن تكون حرفت (عناة) الى ( مناة ) ..

يتبع ..
ــــــــ
الحوت المصدر السابق ص 69
السواح المصدر السابق ص 88
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 21-06-2006, 09:17 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

عفوا.. سوء تقنية باستعمال التعديل من طرفي
__________________
ابن حوران

آخر تعديل بواسطة ابن حوران ، 21-06-2006 الساعة 09:23 AM.
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 09-07-2006, 04:26 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الزهرة في الإسلام :

عندما تعتنق الشعوب ديانة سماوية ، فإن أداء أبنائها لعباداتهم أحيانا ، لا يخلو من تأثر بما سبق ذلك الدين ، فهناك مسيحيون في أمريكا الجنوبية يقومون بعباداتهم بخلط واضح مع ما كانوا يعبدون قبل اعتناقهم للنصرانية ..

ومن يراقب معظم الأديان السماوية ، يجد تأثرا كبيرا بالطقوس التي سبقت الديانات المعروفة .. فسواد شكل ( الهرمسية ) التي تؤمن بوجود وكيل لله في الأرض ، قد تفشت عند كل الديانات التي كانت سائدة في الهضبة الإيرانية والتي امتدت فيما بعد الى مختلف أنحاء العالم .. حيث أنه بعد وفاة (إدريس ) عليه السلام والذي عاش أكثر من ثمانية قرون يعلم الناس كل فنون الحياة من نجارة وطب و خياطة إضافة الى التعاليم الدينية ، ويكاد أن يكون النبي الوحيد الذي لم يلق خصومات من البشر .. فعندما توفي حزن الناس حزنا كبيرا ، واعتقدوا أنه ارتفع الى السماء ، لأنه لم يكن من البشر ، بل هو (الله) .. وهناك من قال أنه هو (وكيل الله ) في الأرض .. وهكذا بدأت عبادة النجوم ظنا أنه إدريس أو (هرمس) في تسميات بقية سكان الأرض ..

وما البابا عند الطوائف المسيحية ، و الحبر الأعظم عند اليهود و المراجع عند بعض الطوائف الإسلامية (عدا السنة ) .. إلا امتداد لفكرة ( هرمس ) أو وكيل الله في الأرض ..

وعندما جاء الإسلام أبقى على بعض العادات التي كانت سائدة قبله ، كقطع يد السارق ، و نهى عن عادات سيئة كوأد البنات ، لكن فيما يخص النظم التي تتعلق بتقسيم السنة أو الأسبوع الى سبعة أيام ، فلم يعترض عليها ، و أبقى يوم الجمعة مقدسا عند المسلمين .. وكان الناس قبل الإسلام يسمون يوم الجمعة ب (يوم العروبة ) ..

كذلك استخدم مصطلح (الخنس الكنس) في قوله تعالى { فلا أقسم بالخنس ، الجواري الكنس } .. وكونه كان يخاطب أناسا لديهم من المعارف ما تجمعت عبر مجاورتهم لحضارات ، وتشربهم لها ، ففند بطلان الاعتقادات الخاطئة ، باستخدام ما يعرفون ونقضه ، أو التوسع بما كان حقيقي بمعرفتهم ، ليؤكد لهم عظمة الخالق و دقة تنظيمه .. فذكرهم بنظام (السبعة ) سبع سموات ، وسبع بقرات وسبع سنابل و سبعة أيام الخ ..

ولو عدنا لقصة الزهرة و أهميتها ، عند الشعوب القديمة ، وكيف بقي أثرها ممتدا عند أهل الديانات السماوية و منها الدين الإسلامي ، فقد ورد بالتفسير الحديث ( تفسير وجدي ) 1 مثلا ، لرأينا أن تفسير كلمة فتنة في الآية { و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ، يعلمون الناس السحر ، و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت ، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ..} 2 .. فالفتنة بالتفاسير الحديثة هي : اختبار وابتلاء ، والفتنة الضلال و الإثم والكفر و الفضيحة .. وأفتن فلان فلانا ، أي أوقعه في الفتنة ..

أما في التفاسير القديمة للآية ( عند الطبري مثلا ) .. يورد قصة يمكن إيجازها بما يلي :

وهي بعد أن كثرت الخطيئة عند بني آدم ، شرعت الملائكة تطعن بأعمال البشر ، فأراد الله عز وجل ، أن يبتلي الملائكة أنفسهم ، فأمرهم أن يختاروا ملكين من أكثر الملائكة تقوى وورع وخوفا من الله ، فاختاروا هاروت وماروت ، وأهبطا الى الأرض بعد أن ركبت فيهما شهوات الإنس ، وأمرا أن يعبدا الله ولا يشركا به أحدا ، ونهيا عن قتل النفس و الزنا وشرب الخمر ، وغير ذلك من المعصيات ، وفي الأرض عرضت لهما امرأة هي الزهرة ، فغلبت عليهما الشهوة ، فأقبلا عليها وراوداها عن نفسها ، فأبت إلا أن يكونا على دينها ، وأخرجت لهما يعبدانه ويسجدان له ، فامتنعا وصبرا ردحا ثم أتياها وراوداها عن نفسها ، فأبت ثانية واشترطت عليهما إحدى ثلاث ، إما عبادة الصنم أو قتل النفس أو شرب الخمر ، فقالا كل ذلك لا ينبغي ، ثم احتدمت بهما الشهوة ، فآثرا أهون المطالب ، وهو شرب الخمر .

فسقتهما حتى أخذت الخمر منهما ، فمر بهما إنسان ، فقتلاه حتى لا يكشف أمرهما و يفضحا ، ويشاآن الصعود الى السماء بعد أن عرفا وقوعهما بالخطيئة فلم يستطيعا ، ويكشف الغطاء بينهما وبين الملائكة في السماء ، فتنظر الملائكة الى ما وقع به هاروت وماروت من الذنب فيعجبون كل العجب ، ويأخذون في الاستغفار لمن في الأرض من البشر .

ويروى أنها طلبت منهما تعليمها الكلام الذي يصعدان به الى السماء فعلماها ، وعرجت بواسطة الكلام السري الى السماء ، ونسيت أن تسألهما عن الكلام الذي يجعلها تهبط ، فبقيت معلقة في السماء 3

أما هاروت وماروت فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا لأنه ينقطع ، فجعلا ببابل يعذبان منكوسين في بئر الى يوم القيامة 4

ويروى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه كلما رأى الزهرة يلعنها ويقول : هذه التي فتنت هاروت وماروت 5 وعندما سأله أحدهم عن سبب ذلك ، قال : لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كلما رآها كان يقول : طلعت الحمراء فلا مرحبا ولا أهلا 6 .

ويزعم ( ديسو) أن قوما مسلمين ظلوا على عبادة الزهرة سرا ، حتى بعد هدم معبدها ـ الممثل في معبد اللات ـ وإقامة مسجدا مكانه ، وقد ذكر ابن الكلبي مثل ذلك 7

كما يزعم ( د أنيس فريحة ) أن عشيقها تموز ، بقي حيا ، وهو نفسه (الخضر) حيث اللون الأخضر رمز الخصوبة ، وله مقامات في أكثر من بلد عربي ، ولم ينزل في القرآن اسم الخضر ، لكن اختلاط المعارف هو ما قد يكون وراء هذا الاعتقاد 8

هذه هي الزهرة منذ فجر تاريخها حتى الإسلام ، ولا أعتقد أنني غطيت موضوعها بشكل كافي ، لكنها مساهمة قد تقرب تفسير ما يخلط بين مفاهيم أسطورية و دينية ..

ــــ
المراجع :
1 ـ د أنيس فريحة ، دراسات في التاريخ ، دار النهار ، بيروت 1980
2 ـ القرآن الكريم سورة البقرة آية 102
3 ـ تفسير الطبري ج1 ص 343ـ 346
4 ـ الطبري نفس المصدر
5 ـ الطبري نفس المصدر
6 ـ الطبري نفس المصدر
7 ـ العرب في سوريا قبل الإسلام /رينيه ديسو / ترجمة عبد الحميد الدواخلي القاهرة 1959 ص 136
8 ـ فريحة / المصدر السابق
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م