مناصحة هامة لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين

[ناصح امين]

مناصحة هامة
لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
قال تعالى : (والعصر ان الإنسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق
بالصبر) (العصر:3)
عن أبي بن اوس الداري رضي الله عنه قال: (الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه،
ولرسوله،ولائمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المجاهدين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وبعد
إن اللسان ليعجز عن رد الجميل لكم ولا نقول لكم إلا جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، حيث قارعتم الصليبيين وعملاءه مدنيين وعسكريين حيث كنتم من السباقين في قتال قوات غدر وما يسمى( جيش المهدي)وذلك ثارا لاهل السنة من هؤلاء القتلة وجاهدتم في الله حق جهاده. ولكن الآونة الأخيرة التي تلت الحرب الأمريكية الأولى على الفلوجة، بدأت صفوفكم بالاختراق من مخابرات العدو فأصبحت عناصركم مستهدفة في كل مكان وحصلت خسائر جسيمة في صفوفكم قادة وأفرادا ولعل من باب التناصح أن يكون المسلم مرآة أخيه المسلم، لكي يلتفت وينتبه المسلم إلى أخطائه، وان لا تأخذه العزة بالإثم. ولعل من تلك الأخطاء ما قام العدو بتعميقها لشق الصف وتأليب الناس على المجاهدين. وذلك من خلال دس عناصر مشبوهة وسط تنظيمكم سواء كانوا عراقيين أو غيرهم, ومما عزز هذه التهمة ان تلك الشخصيات يطلق سراحها بعد ايام من اعتقالها مما جعلها( اي التهمة) ترسخ في اذهان الناس.
ومن تلك الأخطاء الكبيرة:
1. مسالة التكفير وإحلال الدم: وهي مسالة من اشد المسائل خطورة حيث تفتون بتكفير المجتمع وعدم الاعتراف به، واعتبار الاهتمام بالمصلحة هي نوع من إعانة الكفر. كما يحكم على الناس جزافا بالكفر والردة بمجرد انه يخالفكم الرأي. كما أنكم تعتبرون القتلى في المجتمع هم من الكفار ولا أسف عليهم.
2. عدم الاعتراف بالسياسة الشرعية: وتسمونها بالسياسة الشركية ومحاولة التخلي عن الكثير من المبادئ الأساسية في الفقه الإسلامي منها المصالح و المفاسد وتقدير الأصلح فالأصلح والقاعدة الشرعية العامة هي لا ضرر ولا ضرار فكل ما من شانه أن يترتب عليه الضرر من التصرفات أو الأشياء يكون محضورا في الشرع ولو كانت تلك التصرفات والأشياء مباحة في الأصل وهي أمور أسقطها من يفتي لكم من أجندته مما دفع بالتنظيم إلى حافة الهاوية وذلك بتعاون المجتمع (بسبب عدم وعيه وتحمله لأخطائكم) مع القوات الأمريكية مما أدى إلى اعتقال الكثير من خيرة شباب التنظيم وقادته. ومثال ذلك استهداف الشرطة وقتلهم في الرمادي بدون أي حق مما افرح المحتل عملكم هذا فاستقدم أراذل القوم من قوات البشمركة وقوات غدر.
3. احتجاز الناس واختطافهم بصورة غير شرعية والسيطرة على أموالهم بابتزازهم. كما أحللتم لأنفسكم أموال رجال الدولة والشرطة واعتبرتموها من الغنائم وليست أموالا تصرف في الصالح العام مما أدى إلى استغلالكم لأموال هؤلاء في بناء القصور وشراء السيارات وغيرها من زخارف الدنيا.
4. الاستخفاف بعلماء العراق وقتل بعضهم كما حصل لبعض علماء الفلوجة واحترام غيرهم من العلماء في الدول الأخرى: ظلما منكم لعلمائنا حيث أنكم تعترفون بالشيخ (أبو محمد المقدسي) وهو الآن يعارض أفعال وأفكار أمرائكم من سجنه، وتعتبرون علماء العراق ضالين مضلين. مع العلم أنكم صدمتم ببعض العلماء في ارض الحرمين الذين كانوا في يوم من مرجعياتكم.
5. سمحتم للكثير من سفلة المجتمع ومن الساقطين بالانتماء إلى صفوفكم: وفضلتم طريق الكم وليس النوع مما جعل من سمعة المجاهدين وذكرهم في الحضيض بسبب تلك الحفنة المنتمية إلى صفوفكم والذين استهتروا بالناس بقصف المواقع الأمريكية من وسط المنازل وتهديد من يعارضكم.
6. سلكتم طريق الدفاع وليس طريق الهجوم: وهي مسالة عسكرية خاطئة في حرب العصابات والكر والفر. وتريدون تحويل المدن إلى ثكنات عسكرية وليس أن تكون مبادرة الهجوم بيدكم بحيث يتكبد العدو خسائر واسعة في صفوفه. وهذا المبدأ فشل في الفلوجة مما دفعكم الآن للعودة إلى قتال الكر والفر في الفلوجة بعد أن أصبحت المراة تفتش من أراذل العراقيين وأقيم فيها اللطم والضرب من الرافضة.
7. كما أنكم ادعيتم القيام بعمليات نسبها العدو الصليبي: لكم لتشويه سمعة المجاهدين ولكنكم تجاهلتم الأمر واخذ الناس يرعب بعضهم بعضا ببيانات هنا وهناك تحمل اسمكم.
8. الالتفات الى الامور الفرعية في العبادات وغيرها واجبار الناس على ترك امور لم ينكرها كبار العلماء لا لانها اصبحت من السنن الواردة بل انها غير مكفرة لصاحبها ما دام يظن انها من الاكثار من الخير المامورين به وليست مما ورد فيها نص شرعي. وهذه الامور كان بالامكان تاجيلها الى ما بعد خروج المحتل من ارض العراق لان في اثارتها مفاسد اكثر من المصالح .
في النهاية اعرف أنكم ستعتبرون كاتب هذه السطور مرتدا كافرا وقد تبحثون عنه وتقطعون رأسه ولكن بعد أن تقطعوا 20 رأسا ظلما وقد تفتحوا جبهة مع بقية الفصائل كما حصل في مدينة حديثة. وأنا أضع أمامكم فرصة ذهبية لمراجعة حساباتكم قبل فوات الأوان. فالاحتلال وأعوانه يعلق الكثير من الجرائم بكم. واعلموا انه لا يوجد من يحميكم بعد الله عز وجل غير شعبكم وأهلكم. كما أنكم تتخذون من الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله دعما لأعمالكم وهو منها بريء لأنه شيخ جليل يتورع عن دماء المسلمين حيث أوصانا بجهادنا ما قاله في خطابه: ((على المجاهدين الاجتهاد في العمليات الاستشهادية وتقنينها للاستفادة من المجاهدين قدر الامكان والتفكير في عمليات استراتيجية تثخن في العدو مع الإبقاء على حياة المجاهدين قدر الامكان، والتذكر أن الله ما شرع الجهاد إلا للإثخان في العدو لتكون كلمة الله هي العليا فعليهم التركيز على ما هو نوعي ومبتكر وأوصي نفسي وإياهم بالصبر والتقوى وان يثخنوا في العدو بقوة مع الحرص على دماء المسلمين أثناء ذلك وان يحذروا ولا يتوسعوا في مسالة التترس، ويقدرها بقدرها علماؤهم الصادقون؛ كل عملية على حدة)). فأين انتم من هذا الكلام العالي؟ وما يصل من معلومات إلى الشيخ حول عملياتكم غير صحيحة ولذلك ما صدر من الشيخ أسامة حول إمارة تنظيمكم على المجاهدين في العراق جاء اجتهادا خاطئا يؤجر عليه الشيخ أجرا واحدا. كما ان الدكتور ( ايمن الظواهري حفظه الله) تطرق في خطابه المتلفز ان على ابي مصعب ان يستوصي بالمجاهدين خيرا وان يحترم العلماء والعشائر تركا كانوا ام اكرادا ام عربا وذلك شعورا منه حفظه الله بخطورة ما يحصل على ارض الرافدين من اخطاء اساءت الى سمعة القاعدة.
فعودوا إلى ما كنتم عليه من أعمال كسر شوكة العملاء والصليبيين، والا فإنكم ستصبون بأعمالكم بمصلحة العدو وذلك من خلال اعتقال عدد كبير من المجاهدين الصادقين من بقية الفصائل ليس ذنبهم إلا أنهم من المجاهدين الذين تنتسبون انتم إليهم. وان هناك حقيقة لا يمكنكم تجاهلها الا وهي ان اهلكم من اهل السنة اصبحوا في مرمى ثلاث فئات ( انتم ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين), والرافضة ( متمثلة في قوات غدر وجيش المهدي), والقوات الصليبية) اما الرافضة فانهم لا يخشون الا طرفا واحدا وهم المقاومة ( وانتم منهم) فرفقا باهلكم الذين انتم وراء ظهرانيهم.
وفي النهاية أخشى أن تكونوا قد دخلتم في نطاق ما قاله (صلى الله عليه وسلم) تابعين اثر الخوارج من الازارقة والنجدات النجدية والصفرية والاباضية:
1 – عن الإمام علي بن أبي طالب قال (إذا حدثتكم عن رسول الله فلان أخر من السماء أحب إلي من أن اكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعة، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ((يأتي أخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)) رواه البخاري.
2 – وعن احمد عن شهر بن حوش: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ((يخرج من أمتي قوما يسيئون الأعمال يقراون القران لا يجاوز حناجرهم)) قال يزيد (احد رواة الحديث): لا اعلمه إلا قال ((يحقر أحدكم عمله مع عملهم يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم اذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرنا قطعه الله عز وجل))، فردد ذلك رسول الله عشرين مرة أو أكثر وأنا اسمع. رواه احمد بن حنبل في مسنده.
أعاذنا الله وإياكم من هذه الصفة
أما للناس فنقول لهم اتقوا الله واعلموا انه كما قال تعالى ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)) (الإسراء: من الآية 15) فلا تحملوا جميع المجاهدين بجريرة بعضهم وفرقوا بين الطيب والخبيث ولا يدفعكم الانتقام للإجهاض على الجهاد والمجاهدين حيث قال (صلى الله عليه وسلم) انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، انصره اذا كان مظلوما افرايت إن كان ظالما كيف انصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم. فان ذلك نصره)) رواه البخاري.
وجاء في حديث صحيح في شرح الامام النووي قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنها ستكون بعدي أثرة أمور تنكرونها قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسالون الله الذي لكم)).
وهذا ما بغيناه في نصيحتنا هذه.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد....اللهم فاشهد....اللهم فاشهد.
خادم من خدم المجاهدين
احد إخوانكم من أهل السنة والجماعة