الفتوحات الوهبية في كشف حقيقة السادة الصوفية

[أبوأحمد الهاشمي]

من أخي في الله حسن الحداد :
الحمدلله المستعان به على كشف الغشاوة عن الأبصار لتستنير القلوب والأبصار والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم حق قدره ومقداره العظيم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فقد قرأت رسالة الجابر عن التصوف في موضوع سماه إله ابن عربي فألزم الصوفية فيما هم منه براء واتهمهم بأمور ما أنزل الله بها من سلطان وتفوه بألفاظ جدير بها أن توضع في قاموس جديد فأوقع نفسه في المحظور من تكفير وتشنيع على طائفة من أهل السنة والجماعة تشهد بالتوحيد وشهد لها أئمة الإسلام بالفضل في تزكية النفوس من الأمراض القلبية والتي يحمل بعضها إن لم يكن جلها صاحب المقال المذكور فنعود إلى رسالته ونقول له بأي حق ألزمت أهل التصوف بما في كتب ابن عربي والشعراني فهي ليست تمثلهم وهي ليست كتابا وسنة ملزمين ولو كان هذا صحيحا لألزم أهل السنة والجماعة بكثير من الفرق المخالفة والدخيلة عليهم وحوسبوا على كل أمر خولفوا فيه وهذا لا يقول به عاقل ونقول : نحن نمنع من التسليم لما يرى في كتاب الفتوحات المكية خاصة من العبارات التي هي صريحة في الكفر , وفصوص الحكم , ونرى في ذلك أنها مدسوسة عليه لأمرين : أحدهما الحفاظ الثقات من أهل عصره والمتأخرين عنه فقد مدحوه وزكوه فقد قال :الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 5/314 في ترجمة ابن عربي ( اعتد به حفاظ عصره كابن النجار وابن الدبيثي ) وقد نقل إطراء بعضهم ومنهم ابن الزملكاني الذي قال عن ابن عربي ( هو البحر الزاخر في المعارف الإلهيه ) وانظر ما ذكر عنه ابن عماد في شذرات الذهب 5/190 ,والكتبي في فوات الوفيات 3/438 فقال ( وعلى الجملة فكان رجلا صالحا عظيما ) فترى من هنا أن الحفاظ من أهل عصره قد زكوه ومدحوه . والأمر الثاني: أن الشعراني قال إنه اطلع النسخة الأصلية التي هي بخط الشيخ فوجدها خالية من هذه الكفريات[ وهي نسخة مخطوطة الموجودة حاليا في مكتبة قونيا بتركيا وموجودة أيضا في المغرب فيسر الله من يحققها ويطبعها ] وأن صاحب ( المعروضات المزبورة ) المشهورين من أهل المذهب الحنفي { تيقنا أن اليهود دسوا عليه في فصوص الحكم } راجع كتاب لطائف المنن والأخلاق, ومسألة الدس في كتب العلماء مسألة قديمة ابتلي بها العلماء منهم من اكتشف الدس في حياته كالشعراني وأعلن هذا على الملأ ومنهم اكتشفه غيرهم بعد موتهم ومثال ذلك ذكر الحافظ الذهبي في الميزان 2/624 , والحافظ ابن حجر في لسان الميزان 4/26 الطبعة الهنديه 4/32 دار الفكر في ترجمة عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي وقال فيه ( من رؤساء الحنابلة وأكابر البغادده إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد , قال ابن زرقويه الحافظ كتب عليه محضرا بما فعل , كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله العافية والسلامة) .
فكما ترون كثير من الأمور دست على العلماء في كتبهم وفي أقوالهم وفيما نقل عنهم من بعض الأقوال أو العقائد مثلما حاول المعتزلة عندما كان الإمام أحمد على فراش الموت عندما حاولوا دس عقيدتهم تحت فراشه حتى إذا مات ضنوا الناس أنه مات على عقيدتهم , ومن هنا إذا تبصر الإنسان هذه الأمور دون استعجال وتروى قبل أن يحكم فيكفر ويشنع على فئة وهي بريئة مما نسب إليها , ولا ننكر أنه هناك كثير ممن نسب نفسه إلى التصوف وهو بريء منه فأدخلوا كثيرا من البدع والخرافات بسبب تصدرهم للمشيخة بغير علم فلا يجب أن نخلط بين هؤلاء وبين أهل التصوف الحق الذين أخذوا علمهم ودينهم من الكتاب والسنة المطهرة , وهنا ننقل لكم أقوال أهل التصوف الحق :
= سئل الإمام الجنيد ( هو سيد الطائفة الجنيد بن محمد البغدادي شيخ وقته ونسيج وحده صحب الأجلاء أمثال خاله السري السقطي والحارث بن أسد المحاسبي ودرس الفقه على الإمام المجتهد أبي ثور , وكان الجنيد يفتي في حلقته . وذكر أبو نعيم في الحلية 10\255 – وابن عساكر في تاريخ بغداد 7\243 : { قال الجنيد : من لم يحفظ القرآن , ولم يكتب السنة لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة .
وقد سئل عن التصوف فقال : تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد صفات البشرية ومجانبة الدواعي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية واستعمال ما هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة واتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الشريعة .
= وقال سهل التستري ( قال عنه الحافظ الذهبي في السير 13\330 : له كلمات نافعة ومواعظ حسنة وقدم راسخ في الطريق ). لا يعين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر عليه , وسئل إلى متى يكتب الرجل الحديث قال حتى يموت ويصب باقي الحبر في قبره .
- وقال أصولنا سبعة أشياء : التمسك بكتاب الله والإقتداء بسنة رسولة صلى الله عليه وآله وسلم و أكل الحلال وكف الأذى واجتناب المعاصي والتوبة وأداء الحقوق .
= وقال أبو حسن الشاذلي : من دعا إلى الله تعالى بغير ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو دعي .
- وقال ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخالة و إنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية . أنظر ترجمته في طبقات الأولياء ص 458 – الوافي بالوفيات 21\ 214 .
= وقد ذكر الإمام الحافظ الفقيه سراج الدين أبو حفص ابن الملقن الشافعي عددا كبيرا من الأممة المفسرين والمحدثين والفقهاء الصوفية وغيرهم في كتابه طبقات الأولياء , و أيضا العلامة المناوي في كتابه الكواكب الدرية في مناقب الصوفية , فمنهم الحافظ أبي نعيم والإمام العز بن عبد السلام والحافظ بن الصلاح والإمام النووي والحافظ السبكي وابنه والحافظ السيوطي وغيرهم .
= قال الإمام الشافعي : صحبت الصوفية فاستفدت منهم كلمتين قولهم : الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك وقولهم : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .
= وقال الشيخ زكريا الأنصاري : إذا لم يكن للفقيه علم بأحوال القوم واصطلاحاتهم فهو فقيه جاف . وبعد هذه النقول لا ننكر أنه دخل في الطريق دخلاء وأدعياء وجهلاء أغبياء اتخذوا الطريق سلما لتحصيل أغراضهم وشهواتهم وابتدعوا فيه بدعا ما أنزل الله بها من سلطان وزعموا أنهم أهل الحقيقة يجوز لهم ما يكون محرما في الشريعة وكذبوا فإن الشريعة والحقيقة صنوان وما خالفت الشريعة الحقيقة قط إلا في نظر جاهل فمثل هؤلاء ليسوا من الصوفية في شيء وأول من يبرأ منهم الصوفية , ومن الظلم البين أن يعترض بعض الناس بفعل هؤلاء الجهلة ويجعله حجة على الصوفية و التصوف .
فما التصوف إلى إتباع الكتاب و السنة .
وما الصوفية إلا أقوام جاهدوا أنفسهم في الله فهداهم الله .

[طالب]

الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك وقولهم
: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .


WALLAHI Kalimat yanfatih Laha el Kaleb

[المداح]

الى اخيى احمد الحبيب

وفقك الله الى كل مايجب ويرضى وجعلك لسان ناطق بالحق وهاديا اليه

شكرا لك على جميع مشاركاتك وننتظر منك المزيد

[المداح]

الى اخيى احمد الحبيب

وفقك الله الى كل مايجب ويرضى وجعلك لسان ناطق بالحق وهاديا اليه

شكرا لك على جميع مشاركاتك وننتظر منك المزيد

[الخليجي]

بارك الله فيك

كلام جميل، وموضوع مفيد.

[أبوأحمد الهاشمي]

جزى الله الأخ حسن خير الجزاء

[الباز الأشهب]

اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك , ونور عقولنا بخشيتك ومعرفتك ,و وفقنا للإلتزام بكتابك وسنة نبيك
(صلى الله عليه وسلم ).