مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 04-11-2003, 09:19 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي ؛د.الأهدل: رمضان محطة سفر إلى الجنة (11)

رمضان محطة سفر إلى الجنة.. (11)

المجال السابع: بذل العون للمستحقين..

بذل المال عبادة لله كإقامة الصلاة والصيام والحج والجهاد، وكلها تنقسم قسمين:

القسم الأول: فرض يجب القيام به، ويأثم تاركه...


ومن هذا القسم الزكاة، كما هو معلوم، ومنه نذر المسلم المشروع، بشيء من ماله، وإغاثة من لم يجد ما يأكله من الطعام، أو يلبسه من الثياب، أو يسكنه من المنزل.. لأن هذه الأمور من ضرورات حياة الإنسان أو حاجاته القريبة من الضرورة..

وبذل المال لمستحقيه في شهر رمضان، فيه أجر عظيم، لأن الحسنات تضاعف في الأماكن والأوقات الفاضلة، كما هو الحال في المساجد الثلاثة، وشهر رمضان، والعشر من ذي الحجة...

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع كثرة جوده في كل الأوقات، أكثر جوداً في شهر رمضان..

كما في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة". [البخاري رقم (6)].

وقد اعتاد كثير من أغنياء المسلمين أن يخرجوا زكاة أموالهم في هذا الشهر المبارك، وهي عادة حسنة مباركة...

وينبغي أن يعلم أن في المال حقاً غير الزكاة، خلافاً لمن قال: ليس فيه حق إلا الزكاة، مستدلين بحديثين:

الحديث الأول:
ما ورد في قصة إسلام ضمام بن ثعلبة، الذي ذكر فيه بعض أركان الإسلام..
وقوله "والله لا أزيد عليها ولا أنقص"..
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أفلح إن صدق ) وهو في الصحيحين.

الحديث الثاني:
ما روي عن فاطمة بنت قيس:
أنها سمعته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم – يقول: ( ليس في المال حق سوى الزكاة ) [ابن ماجه رقم 1788].

ويجاب عن حديث ضمام رضي الله عنه، بجوابين:

الجواب الأول:
أنه كان في أول الإسلام، قبل أن تفرض كثير من الفرائض، وتحرم كثير من المعاصي، وقد وجبت بعد ذلك أمور كثيرة، وحرمت أمور كذلك، فلو اقتصر المسلم على ما ذكر في حديث ضمام، لكان تاركاً لكثير من الواجبات، ومرتكباً لكثير من المحرمات.

قال الشوكاني رحمه الله:
"وفي جَعلِ هذا الحديث دليلاً على عدم وجوب ما ذكر نظر عندي، لأن ما وقع في مبادئ التعاليم، لا يصح التعلق به في صرف ما ورد بعده، وإلا لزم قصر واجبات الشريعة بأسرها على الخمس المذكورة، وأنه خرق للإجماع وإبطال لجمهور الشريعة.

فالحق أنه يؤخذ بالدليل المتأخر إذا ورد مورداً صحيحاً، ويعمل بما يقتضيه من وجوب أو ندب أو نحوهما، وفي المسألة خلاف وهذا أرجح القولين.

والبحث مما ينبغي لطالب الحق أن يمعن النظر فيه، ويطيل التدبر، فإن معرفة الحق فيه من أهم المطالب العلمية، لما ينبني عليه من المسائل البالغة إلى حد يقصر عنها العد، وقد أعان الله وله الحمد، على جمع رسالة في خصوص هذا المبحث وقد أشرت إلى هذه القاعدة في عدة مباحث". [نيل الأوطار(1/364)].

الجواب الثاني:
ما ورد في بعض ألفاظ الحديث: ".. فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام..
قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله علي شيئاً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفلح إن صدق، أو أدخل الجنة إن صدق )..
[البخاري رقم (6556)].

قال الحافظ:
"فإن قيل كيف أثبت له الفلاح بمجرد ما ذكر، مع أنه لم يذكر المنهيات، أجاب بن بطَّال باحتمال أن يكون ذلك وقع قبل ورود فرائض النهي، وهو عجيب منه؛ لأنه جزم بأن السائل ضمَّام، وأقدم ما قيل فيه أنه وفد سنة خمس، وقيل بعد ذلك، وقد كان أكثر المنهيات واقعاً قبل ذلك، والصواب أن ذلك داخل في عموم قوله فأخبره بشرائع الإسلام كما أشرنا إليه". [فتح الباري (1/108)].

أما حديث فاطمة بنت قيس، فيجاب عنه بثلاثة أجوبة:

الجواب الأول:
أن الحديث رواه كثير من المحدثين، بعكس رواية ابن ماجه، ولفظه: عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( إن في المال حقا سوى الزكاة ).. [وقد ترجم له الترمذي بقوله: "باب ما جاء أن في المال حقاً سوى الزكاة" وهو برقم (659)، ورواه الدارمي، برقم 1637، وهو في سنن البيهقي الكبرى، برقم 7034، وفي سنن الدارقطني، برقم 11].

الجواب الثاني:
ما وقع في الحديث من الاضطراب، الموجب لضعفه..

قال المناوي رحمه الله:
"وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث مضطرب المتن، والاضطراب موجب للضعف، وذلك لأن فاطمة روته بلفظ: ( إن في المال حقا سوى الزكاة ) فرواه عنها الترمذي هكذا، وروته بلفظ: ( ليس في المال حق سوى الزكاة ) فرواه عنها ابن ماجه كذلك". [فيض القدير (5/375)].

الجواب الثالث:
حمل النفي على وجوب شيء في المال لذاته، كما هو الحال في الزكاة، فإنها واجبة في المال لذاته بشروطها، وحمل الإثبات على ما قد يعرض من الحاجة إلى إيجاب إخراج شيء من المال..

كما قال المناوي أيضاً:
( ليس في المال حق سوى الزكاة ) : "يعني ليس فيه حق سواها بطريق الأصالة، وقد يعرض ما يوجب فيه حقاً، كوجود مضطر، فلا تناقض بينه وبين الخبر". [نفس المصدر، ونفس الجزء والصفحة].

وقال في موضع آخر:
( إن في المال لحقاً سوى الزكاة ): "كفكاك الأسير، وإطعام المضطر، وسقي الظمآن، وعدم منع الماء والملح والنار، وإنقاذ محترم أشرف على الهلاك".. ونحو ذلك.

قال عبد الحق:
"فهذه حقوق قام الإجماع على وجوبها وإجبار الأغنياء عليها، فقول الضحاك: نسخت الزكاة كل حق مالي، ليس في محله، وما تقرر من حمل الحقوق الخارجة عن الزكاة على ما ذكر، هو اللائق الموافق لمذهب الجمهور". [فيض القدير (2/472)].

والنصوص الواردة في وجوب شيء في المال غير الزكاة، كثيرة، نذكر منها ما يأتي:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ) [البخاري رقم (3140) ومسلم رقم (2242)].

فقد دل الحديث على أن هذه المرأة دخلت النار، لحبس الهرة، وعدم إطعامها وسقيها، ومعنى هذا أن إطعام الهرة – ومثلها بقية الحيوانات – واجب على من حبسها، والإطعام إنما يكون من مال الحابس، فثبت أن في المال حقاً غير الزكاة.

وهو حق عارض، وليس بالأصالة.

ومنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما آمن بي من بات شبعان، وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به ). [رواه الطبراني والبزار وإسناد البزار حسن].

وعن ابن عباس، أنه قال، وهو ينْحَل ابنَ الزبير:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع ) رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجاله ثقات. [مجمع الزوائد (8/167)]

ونفي الإيمان هنا لا يراد به الإيمان المندوب، وإنما يراد به الإيمان الواجب، الذي يأثم صاحبه، فدل الحديث على وجوب حق في المال غير الزكاة، عند الضرورة أو الحاجة.

ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه، مات على شعبة من نفاق ). [ مسلم برقم1910].

هذا الحديث بظاهره لا دليل فيه على أن في المال حقاً غير الزكاة؛ لأنه لم يذكر فيه المال..

ولكن حديثاً آخر، رواه أبو أمامة، رضي الله عنه:
عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ( من لم يغز، ولم يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ). [سنن الدارمي برقم (2418) وأبو داود برقم (2503)]

وهو يدل على أن من جهز غازياً، سلم من النفاق الذي ذكر في حديث أبي هريرة، ومعنى ذلك أنه تجهيز الغازي بالمال، أحد الواجبات على المسلم، وهي: أن يغزو، أو يحدث نفسه بالغزو، أو يخلف أهل الغازي بخير، أو يجهز غازياً، ليسلم من النفاق.

ولهذا المجال بقية.

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #12  
قديم 06-11-2003, 12:31 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي ؛د.الأهدل: رمضان محطة سفر إلى الجنة (12)

رمضان محطة سفر إلى الجنة (12)

تابع للمجال السابع: بذل العون للمستحقين..

سبق أن الصحيح أن في المال حقا سوى الزكاة... وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما آمن بي من بات شبعان، وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به ).

وفي هذه الحلقة نريد أن نذكر أنفسنا، بأنه لا يوجد مسلم في الأرض، بدون أن يكون له جيران محتاجون وكثير منهم يبيتون جياعاً، والجار قد يكون قريباً من دار جاره، وقد يكون بعيداً، والقرب والبعد أمر نسبي..

وذكر بعض العلماء أن حَدَّ الجيرة أربعون داراً من كل ناحية، ونقل عن آخرين أن من سمع النداء فهو جار. [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5/185)].

وكلما كانت دار الجار أقرب إلى دار جاره، كان أهلها أكثر استحقاقاً لإحسانه من غيرهم...

وبتصور هذا الحد يظهر أن الجيرة تشمل مدناً بأسرها، لأن الذي لا يكون جاراً للمرء، يكون جاراً لجاره، وهكذا..

فإذا لم ينل المرء إحسان رجل لكونه ليس جاراً له، ربما ناله إحسانه على يد جار المحسن، مادياً كان كالهدايا والهبات، أو معنوياً كالتعليم والقدوة الحسنة والأخلاق الحميدة، فإن الجار يؤثر في جاره، وهذا يؤثر في جيرانه وهكذا..

تصور لو أن كل مسلم وأسرته اجتهدوا في إيصال إحسانهم إلى أربعين داراً من جيرانهم من جميع الجهات المحيطة بدارهم، وهذا الإحسان كما تقدم يشمل الإحسان المادي والإحسان المعنوي.. كيف سيكون حال المجتمع الإسلامي في تعاونه وتحابه وأمنه..؟

ومعلوم أن كثيراً من المحتاجين أعزاء نفوس، يصعب عليهم إظهار حاجتهم للناس، فضلاً عن طلب الإحسان إليهم..

وأمثال هؤلاء ينبغي لمن أغناهم الله من فضله، أن يطرقوا أبوابهم على غفلة من الناس، ويعطوهم من مال الله الذي آتاهم، بطريقة لا تشعرهم بالدون..

(( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) [البقرة (273)].

قال القرطبي:
"واختلف العلماء في معنى قوله (( لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً )).. على قولين:

فقال قوم منهم الطبري والزجاج:
إن المعنى لا يسألون البتة، وهذا على أنهم متعففون عن المسألة عفة تامة، وعلى هذا جمهور المفسرين، ويكون التعفف صفة ثابتة لهم، أي لا يسألون الناس إلحاحاً ولا غير إلحاح.

وقال قوم:
إن المراد نفي الإلحاف، أي إنهم يسألون غير إلحاف، وهذا هو السابق للفهم أي يسألون غير ملحفين" [الجامع لأحكام القرآن (3/342)]

وقد خص البخاري رحمه الله، هذه الآية بباب مستقل، فقال: "باب قول الله تعالى لا يسألون الناس إلحافا.... لقول الله تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.. )) إلى قوله (( ..فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ))..

ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحيي أو لا يسأل الناس إلحافاً ) [صحيح البخاري برقم (1406) والحديث في صحيح مسلم (2/719) بلفظ:( ليس المسكين بالذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين المتعفف اقرؤا إن شئتم لا يسألون الناس إلحافا )]

وليس المقصود عدم إعطاء السائل ولو ألحف، بل المقصود الاهتمام أكثر بغير السائلين، أو الذين يسألون على استحياء لشدة حاجتهم..

والأصل في الزكاة والصدقات أن تصرف في المحتاجين من أهل البلد، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (... فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم...) [البخاري برقم (1389) ومسلم برقم(19)]

وقد يفيض المال في بعض البلدان الإسلامية، أو يكون المسلمون في بلد آخر، أشد ضرورة، من أهل البلد الزكاة والصدقة، فيجب أن يوازن بين المصالح، وتقدم أعظم المصلحتين، وبين المفاسد، فتدرأ أعظم المفسدتين.

ولإيضاح هذه المسألة لا بد من ذكر أمثلة واقعة في عصرنا هذا، لتطبيق الحكم الشرعي عليها:

إن الذي يشاهد أحوال المسلمين اليوم في فلسطين، فيرى أهلها وقد هدمت منازلهم، فلا يجدون المأوى في شدة الحر أو البرد، ويراهم يتضورون جوعاً، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، لا يجدون لقمة العيش..

ويراهم وقد أثخنتهم الجراح، وفتكت بهم الأمراض، فلا يجدون الدواء، وأعداؤهم يقصفونهم ليلاً ونهاراً، بأشد الأسلحة فتكاً، من البر والبحر والجو...

إن الذي يشاهد ذلك، ثم ينظر إلى كثير من بلدان المسلمين التي لا تخلو من فقراء ومحتاجين، ثم يوازن بين الجهتين، يجد أن المحتاجين في غير الشعب الفلسطيني يجد غالبهم ما يسد رمقه من الطعام، وما يكنه من المأوى الضروري.

لهذا يجب على أغنياء الأمة، أن يوازنوا بين الفئتين، فيعطوا أهل بلد الزكاة الحد الأدنى الذي يخفف حاجتهم، ويجتهدوا في إيصال غالب زكاتهم وصدقاتهم، إلى الشعب الفلسطيني الذي تلك حاله، فهو في حالة ضرورة وغيره في حالة حاجة، أو ضرورة أخف.

يضاف إلى ذلك أنهم يقومون بجهاد أعداء الله اليهود، الذين جهادهم فرض عين على جميع المسلمين، حتى يدفع عدوانهم، ويطردوا من الأرض المباركة التي احتلوها بغير حق...

تنبيه مهم جداً…

ومما يجب التنبيه عليه، أن الجهاد في سبيل الله – خاصة في فلسطين - هو فرض عين اليوم على جميع المسلمين، ولكن عقبات كثيرة تمنع من يريد أن يجاهد بنفسه مباشرة في صف إخوانه الفلسطينيين..

وأعظم تلك العقبات، حراسة الجيوش العربية لليهود، في الحدود المحيطة بالشعب الفلسطيني.

لهذا لم يبق إلا الجهاد بالمال، الذي لا عذر لمسلم قادر عليه، في تأخره عنه، فيجب على كل قادر أن يبذل ما يقدر عليه من المال، لنصرة إخوانه المجاهدين، الذين زلزلوا الأرض من تحت أقدام اليهود، في حدود إمكاناتهم الضعيفة، مع ما يملكه عدوهم من سلاح فتاك، وجيش قوي.

وكل مسلم قادر على الإنفاق من ماله في سبيل الله، لهؤلاء المجاهدين ثم يبخل به فهو آثم، ويجب أن يجتهد من يريد الإنفاق في سبيل الله، في وضع ماله في الأيدي الأمينة التي توصله إلى المجاهدين في سبيل الله.

ومعلوم ما يقوم به أهل العدوان وبخاصة الحكومة الأمريكية، من ملاحقة أهل الأموال الذين يعينون بها المجاهدين، ويسجلونهم في قائمة ما يسمونهم "الإرهابيين" ويجمدون أموالهم، ويقومون باختطاف بعضهم أو اغتيالهم..

ولكن هذا لا يسوغ لهم الكف عن إنفاق أموالهم في سبيل الله، وإعانة أولئك المجاهدين.

وإذا كانت أمريكا تتخذ وسائل قوتها، وتستعين على عدوانها بعملائها في كثير من البلدان الإسلامية، فالواجب على أغنياء الأمة أن يتخذوا كل حيلة تحبط مؤامرة المحاربين للإسلام والمسلمين..

ولا بد إذا كانوا صادقين، أن يجدوا من المخارج ما يؤدون به الواجب الذي فرضه الله تعالى عليهم، وقد وعد الله المتقين من عباده، بأن يهيئ لهم مخرجا...

كما قال تعالى: (( …وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً )) [الطلاق (2)].

(( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً )) [الطلاق (4)]

وإنه لمن المؤسف، أن نرى كثيراً من الأغنياء، لا يهتمون في إنفاق أموالهم، إلا بإغاثة من سقط في حُفَر الجوع والعطش والمرض والتشريد، ولا يهتمون بهؤلاء قبل أن يسقطوا في تلك الحفر.. كيف؟

إن كثيراً ممن يعانون من تلك المحن، كانوا من الأغنياء الأصحاء المستقرين في منازلهم، ولكنهم تعرضوا للعدوان من الظلمة المعتدين، كحال الفلسطينيين الذين اغتصب أرضهم اليهود، فقتلوهم، وشردوهم، وجرحوهم، وحاصروهم حتى أجاعوهم…

وبعد أن وصلوا إلى هذه الحال، بدأ الأغنياء يهتمون بهم بعض الاهتمام، لإغاثتهم بالطعام والشراب والدواء...

ولو أنهم اهتموا بهم قبل أن ينال منهم العدو هذا النيل الظالم، فبذلوا لهم المال الذي يوفر لهم السلاح الذي لا خلاص لهم من العدوان بدونه، لكان لهم شأن آخر غير ما هم فيه الآن..

وهذه ظاهرة مؤلمة في الأمة الإسلامية، يرى كثير من أغنيائهم المظلومين المعتدى عليهم، يهينهم عدوهم ويذلهم، وهم قادرون على الدفاع عن نفسهم، لو أتيح لهم العون المادي الذي يوفر لهم السلاح..

فلا يلتفتون إلى نصرتهم بذلك، حتى إذا شردهم العدو، وأصبحوا في حاجة إلى المأوى والطعام والشراب والدواء، تنادوا لجمع التبرعات، ليقيموا لهم الخيام، ويحضرون له ما تيسر من أنواع الإغاثة...

أيهما أولى..؟؟

وقاية المظلوم بعونه قبل أن يصل إلى هذه الحال السيئة..؟ أم التفرج عليه وهو يهان ويذل ثم يقرب له حفنة من الأرز وقارورة من الماء..؟

إني أحث أغنياء الأمة أن يضعوا أنفسهم مكان إخوانهم في فلسطين، في هذه الأيام المباركة، التي يشاهدون فيها على تلك الحالات المزرية، ثم يتصورون ما ذا سيطلبون من إخوانهم المسلمين في البلدان الإسلامية....

ولست أريد من هذا التنبيه، تثبيط المسلمين عن إغاثة إخوانهم الذين تلك حالهم، حاشا... كيف وإغاثة الحيوانات – حتى الكلاب – يكتب الله بها الأجر لمن فعلها، ويغفر بها كبائر الذنوب؟

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش، فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج، فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له )
قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟
قال: ( في كل كبد رطبة أجر )..
[البخاري برقم (2234) ومسلم برقم (2244)].

وروى كذلك:
عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن امرأة بغياً رأت كلبا في يوم حار، يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنـزعت له بموقها فغفر لها ) [مسلم برقم (2245)].

ومعنى "يُطيف" يدور حول البئر، ومعنى "أدلع لسانه" أخرجه لشدة العطش و"الموق" بضم الميم هو الخف فارسي معرب. ومعنى "نزعت له بموقها" استقت. [راجع شرح النووي على مسلم (14/242)].

أقول:
لست أريد من هذا التنبيه، تثبيط المسلمين عن إغاثة إخوانهم الذين تلك حالهم، فهذا فرض يأثمون إذا تأخروا عن القيام به، ولكني أريد أن يهتموا بالمظلومين، قبل أن يصلوا إلى هذه الحالة.

هذا أحد ميادين السفر إلى الجنة، فليغتنمه المؤمنون الصادقون، وبخاصة في هذا الشهر الكريم.


موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #13  
قديم 06-11-2003, 09:30 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي ‘د.الأهدل: رمضان محطة سفر إلى الجنة (13)

رمضان محطة سفر إلى الجنة (13)

المجال الثامن: الصيام عن المعاصي..

يعرف جمهور العلماء الصيام بأنه: الإمساك عن المفطرات في نهار رمضان..

ويقصدون بالمفطرات: الطعام والشراب والجماع، وقد مضى في الحلقة الأولى.


وبناء على ذلك لا يبطل الصوم إلا بالمفطرات الثلاثة المذكورة... وإذا ارتكب الصائم بعض الذنوب، كالغيبة والنميمة، والسب والضرب والسرقة، وشهادة الزور والكذب، فلا يكون مفطراً بذلك، وإن تضاعف إثمه في هذا الشهر الكريم... هذا هو مذهب جماهير العلماء...

قال النووي رحمه الله:
"فلو اغتاب في صومه عصى ولم يبطل صومه عندنا، وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد والعلماء كافة، إلا الأوزاعي فقال يبطل الصوم بالغيبة ويجب قضاؤه...." [المجموع (6/372-374)].

ويرى بعض العلماء، أن المعاصي تبطل الصوم، واستدلوا بأدلة منها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)". [البخاري برقم (1804)]

ومنها حديثه – أيضاً - قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر)". [أحمد برقم (8843) والحاكم في المستدرك برقم (1571) وقال: ""هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه" وذكره في مجمع الزوائد عن ابن عمر ((3/202) وقال: " رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون"].

ومنها حديث أبي هريرة قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد وجهل عليك، فقل: إني صائم )". [المستدرك برقم (1570) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه].

ومنها حديثه قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: .... الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذ، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم )". [باختصار من البخاري (1795) ومسلم (1151)].

وقد جزم ابن حزم الظاهري رحمه الله، بأن الصائم إذا تعمد إتيان المعاصي، عالماً بها، ذاكراً لصومه، بطل صومه، وذكر الأحاديث السابقة وغيرها، مستدلاً بها على رأيه، كما ذكر من رأى ذلك من الصحابة والتابعين وغيرهم، وأطال الرد على المخالفين.

قال ابن حزم:
"ويُبطل الصومَ أيضا تعمدُ كل معصية، أي معصية كانت لا تحاش، إذا فعلها عامدا ذاكرا لصومه، كمباشرة من لا يحل له، من أنثى أو ذكر، أو تقبيل امرأته وأمته المباحتين له، من أنثى أو ذكر، أو إتيان في دبر امرأته أو أمته أو غيرهما، أو كذب أو غيبة أو نميمة، أو تعمد ترك صلاة، أو ظلم ذلك من كل ما حرم على المرء فعله...." [المحلى (6/177)].

وفي المذهب الحنبلي قال أحمد:
"لو كانت الغيبة تفطر ما كان لنا صوم ... وذكر الشيخ تقي الدين وجهاً يفطر بغيبة ونميمة ونحوهما، قال في الفروع فيتوجه منه احتمال يفطر بكل محرم.. وقال أنس: إذا اغتاب الصائم أفطر، وعن إبراهيم قال: كانوا يقولون الكذب يفطر الصائم، وعن الأوزاعي أن من شاتم فسد صومه لظاهر النهي، وذكر بعض أصحابنا رواية يفطر بسماع الغيبة، وأسقط أبو الفرج ثوابه بالغيبة". [المبدع (3/41)].

وقد تأول الجمهور هذه الأحاديث بأن المراد منها زجر الصائم وتحذيره، من ارتكاب الآثام في هذا الشهر الفضيل، ليصون صومه مما يشوبه من المعاصي، ويكون كامل الثواب، وليس المراد بطلان صومه.

قال النووي:
"وأجاب أصحابنا عن هذه الأحاديث، بأن المراد أن كمال الصوم وفضيلته المطلوبة إنما يكون بصيانته عن اللغو والكلام الرديء، لا أن الصوم يبطل به... وأجاب عنه الماوردي والمتولي وغيرهما، بأن المراد بطلان الثواب، لا نفس الصوم". [المجموع (6/372-374)].

ومهما يكن الأمر..
فإن القائلين بصحةِ صومِ مرتكبِ المعاصي، وعدم بطلان الصوم بها، إنما ينظرون إلى الحكم الفقهي الظاهر، وهو سقوط الحكم عن الصائم، ويبقى بعد ذلك قبول عمله عند ربه في واقع الأمر..

الذي لا يجرؤ أحد على القول بقبول الله تعالى صيام من لم تصم جوارحه عن معاصي الله تعالى، فقد يحبط الله عمله، لجرأته على معصية الله، وانتهاكه لحرمة هذا الشهر الفضيل..

وقد تزيد سيئاته في شهر رمضان على حسناته، فيخسر أجر صيامه وقيامه، فيكون كمن لم يصم رمضان، وهذا يكفي زاجراً للمسلم العاقل.

وإذا رجعنا إلى كتاب الله، وجدنا فيه أن العبادة التي يقوم بها المسلم، تؤدي إلى تقواه وتعينه على فعل طاعاته وترك معاصيه.

فقد أكد تعالى أن إقامة الصلاة على الوجه الشرعي الذي يرضي الله، تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر..

فقال تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )) [العنكبوت (45)].

والصلاة تطهر صاحبها من الذنوب والآثام..

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه:
"أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ )..
قالوا: لا يبقى من درنه شيء..
قال: ( فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ).
[البخاري برقم (505) ومسلم برقم (667)].

وذكر تعالى أن المؤمن الذي يقوم بفريضة الحج، يجب أن يدع ما يفوت عليه كماله المفضي إلى فوات أجره أو نقصه، وأمر الحاج أن يتقيه تعالى ويتزود من تقواه..

فقال تعالى: (( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )) [البقرة:197].

ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم، من حج واتقى الله في حجه، أنه يرجع من حجه طاهراً من الذنوب والآثام، وكأنه خرج لتوه من رحم أمه..

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه )". [البخاري (1449)].

وأشار تعالى في فرضه الصيام، أن من آثاره تقوى الله..

فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [البقرة (183)].

وهؤلاء المتقون وحدهم هم المنتفعون بكتاب الله، والمهتدون بهداه، مع أنه نزل يدعو كل الناس إلى هدايته..

كما قال تعالى في سياق آيات شهر رمضان: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ…)) [البقرة (185)].

ولكنه في واقع الأمر (( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ )) [البقرة (2)].

وهؤلاء المتقون هم الذين يحبهم الله: (( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) [آل عمران (76)].

وهم وحدهم الذين يقبل الله أعمالهم: (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) [المائدة (27)].

وهم وحدهم المؤهلون لدخول الجنة: (( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )) [الحجر(45)].

((وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ )) [النحل(30)].

وتقوى الله تدفع المؤمن إلى طاعته، وترك معاصيه، ولا يتأهل للسفر إلى الجنة إلا المتقون.

وهذا المعنى هو الذي يجب أن يجعله المؤمن هدفه من صيامه، وهو المزيد من طاعة الله، والطمع قبوله طاعته، والفوز بتقواه، ونيل ثوابه ورضاه، الوقاية من إحباط عمله بالبعد عن معاصي الله..

ولا يقف به همه عند التفكير في صحة صيامه فقط، بل يكون من المتنافسين في طاعة الله، ليصل إلى درجات عباد الله الصالحين..

ليكون ممن قال الله تعالى فيهم: (( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) [المؤمنون:57-61].

وإذا اقترف المؤمن شيئاً من المعاصي، فلا ييأس من رحمة الله وليجاهد نفسه، وليعزم على التوبة النصوح التي يبدل الله بها سيئاته حسنات..

(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) [البقرة: من الآية222].

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [التحريم (8)].

(( …وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [النور (31)].

(( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) [التوبة:112].


موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #14  
قديم 07-11-2003, 05:50 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم

نشكرك على المواضيع القيمة التي تتحفنا بها لكن أرجو منك أن تضعها متسلسلة في موضوع واحد و شكراً لك
__________________
معين بن محمد
  #15  
قديم 08-11-2003, 04:31 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أردت أن أرسل الرسالة التالية لك لكن يبدو أنك اخترت عدم استقبال الرسائل الخاصة ..


أخي الكريم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز أرجو منك أن تضع المواضيع المتسلسلة تحت عنوان واحد و موضوع واحد و ليس في مواضيع متفرقة .. بالنسبة للجزء الرابع عشر من موضوعك فأرجو أن تعيد طرحه في ذات السلسلة .. ولك جزيل الشكر
__________________
معين بن محمد
  #16  
قديم 08-11-2003, 09:30 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي

الأخ يتيم الشعر..

لكم الشكر على الاهتمام والمتابعة..

سأعيد إرسال الحلقة الرابعة عشر.. من محطات رمضان..

ولكن مسألة وضع السلسلة كلها تحت عنوان واحد يمكن هذا عن طريق المشرفين..

لأن مسألة التعقيبات والردود.. كيف سيكون تعاملي معها؟

وهل سيكون الموضوع ثابت في مكان ما.. أم أبحث عنه في الصفحات الأولى من القسم الخاص برمضان..

على كل حال.. بقي القليل..

أعاننا الله وإياكم على العلم النافع.. والعمل الصالح..

آمين..
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #17  
قديم 09-11-2003, 06:13 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم

الرجاء مرة أخرى أن تتابع وضع بقيثة الحلقات في هذا الموضوع و ليس في موضوع مستقل يا عزيزي و هذه من مهام الأعضاء وليس المشرفين

تستطيع وضعها هاهنا بشكل رد ( تعقيب ) فهكذا يسهل التعامل معها و قراءتها من قبل الجميع .
__________________
معين بن محمد
  #18  
قديم 10-11-2003, 01:33 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي "د.الأهدل: رمضان محطة سفر إلى الجنة (16)

رمضان محطة سفر إلى الجنة (16)

إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به..

في بداية طلبي العلم، كانت تعرض لي مشكلات كثيرة، في كثير من علوم اللغة العربية، والعلوم الإسلامية..

ثم اتضح لي أن سبب كثير من تلك المشكلات، إنما هو قلة علمي، وضعف فهمي... وتقصيري في البحث والاطلاع على جهود علماء الإسلام..

ممن أفنوا أعمارهم في فقه الإسلام، تعلماً وتعليماً، وكتابةً وتأليفاً، وغوصاً في أعماق معاني القرآن والسنة، وعلوم الآلة المعينة على فهمهما، واستخراج درر المسائل وغررها، وإبرازها لطلاب العلم... صافية نقية، لذيذة شهية....

وما كنت أرجع إلى كتب فقهاء الإسلام [بعزم وصبر] لأسألهم عن مسألة إلا وجدت عندهم جوابها، وما رجعت من عندهم خائباً – غالباً - إلا بسبب عجلتي وضعف صبري على البحث والتنقيب...

ولا زالت المشكلات تعرض لي إلى الآن، وقد مضى لي في طلب العلم خمسين عاماً، ولا أزال أكتشف إلى الآن عجلتي في البحث وضعف صبري…

وأضرب لذلك مثالاً بالموضوع الذي بين أيدينا اليوم.. فقد أشكل علي قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما يحكي عن ربه سبحانه وتعالى: (( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به))..

وسبب الإشكال أن نصوص القرآن والسنة، دلت على أن عمل ابن آدم كله لله، وهو معنى "الإخلاص" الذي دلت نصوص كثيرة على وجوبه، بصفة عامة في كل العبادات..

كما قال تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )) [البينة:5].

وقوله تعالى: (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) [الأنعام:163].

ودلت نصوص أخرى على وجوبه في عبادات بعينها، كما في الصلاة التي تفتح بتكبيرة الإحرام الدالة على أن المصلي إنما يؤدي صلاته لله..

وكما في الحج والعمرة اللذين يدخل الحاج والمعتمر فيهما بالتلبية: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)..

وكما في الجهاد الذي قيد في القرآن والسنة بهذا القيد: "في سبيل الله" فكيف يخص الله الصيام وحده بأنه له ((إلا الصيام فإنه لي...))؟..

ورجعت إلى فقهاء الإسلام، أطلب منهم حلاً لهذا الإشكال، فوقعت عيني على العبارات الآتية:

"وإنما خص الصوم بأنه له وإن كانت العبادات كلها له لأمرين بَايَنَ الصوم بهما سائر العبادات:
أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات..
الثاني: أن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له..
فلذلك صار مختصاً به، وما سواه من العبادات ظاهر ربما فعله تصنعاً ورياء، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره هذا". [تفسير القرطبي (2/273)].

وتكرر هذا المعنى في كثير من كتب التفسير، وشروح الحديث، وكتب الفقه.... ولم يُزِلْ هذا الجوابُ الإشكالَ الذي عرض لي..

لأن الصائم يستطيع أن يظهر للناس أنه صائم، تصنعاً ورياءً، بالقول، فيقول: أنا صائم، وبالحال، حيث يمسك عن الطعام والشراب وغيرهما في الظاهر، ويتسحر ويفطر مع الصائمين، فيعرفون أنه صائم…

ولهذا أكثرت من التفكير في حل هذا الإشكال، وشعرت بأنني وجدت الحل قبل سنة في وقت الإفطار من إحدى ليالي رمضان....

وهو كما يأتي:

استحضرت قوله تعالى: (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) [الأنعام:160].

وقوله تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) [البقرة:261].

كما استحضرت حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه عز وجل، قال: ( إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة). [البخاري رقم (6126) ومسلم رقم (131)].

الحل الذي فهمته، هو أن ثواب الحسنات، يكون مضاعفاً عشر مرات، أو سبعين ضعفاً، أو أضعافاً كثيرة، غير محصورة، وهذه لا يعلم عدها إلا الله تعالى: ((…وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) [البقرة:261].

فهمت من قوله تعالى في الحديث الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم، عن ربه: (( إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به ))..أن مضاعفة أجر الصيام مما استأثر الله تعالى به، فلا يعلمه العبد، وليس هو من الحسنات العشر، ولا من السبعين، وإنما هو من الأضعاف الكثيرة غير المحصورة....

وكم كان فرحي بهذا الفهم الذي ظننت أنه لم يسبقني إليه أحد من العلماء.... وقد ذكرت ذلك لبعض طلابي، وطلبت منهم إبداء رأيهم في هذا الفهم، فأيدوه وسرهم ما وصل إليه أستاذهم...

ثم أخذت أفكر وأسأل نفسي: هل تظن أن فقهاء الإسلام في جميع العصور الماضية، غاب عنهم هذا الفهم وخصك الله تعالى به؟

ورجعت إلى الأحاديث التي ذكر فيها النص: (( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به ))..

وسجلت النصين الآتيين:

النص الأول: عن أبي هريرة رضي الله، رضي الله عنه، قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ). [مسلم رقم (1151)].

والنص الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها ). [البخاري رقم (1795)].

النص الأول لم يذكر مضاعفة الحسنة، والنص الثاني ذكر فيه مضاعفتها إلى (عشر أمثالها) بعد قوله: ( الصيام لي وأنا أجزي به ) فشعرت بأن في النص الثاني إشارة إلى أن الذي اختص به، هو علم أجر الصائم....

وقادني ذلك إلى الرجوع إلى فقهاء الإسلام، لمعرفة ما إذا كانوا قد فهموا ما فهمته، وأخذت أقرأ بصبر وتأن شروح الحديث، وبخاصة "فتح الباري" لابن حجر الذي، عرف بطول نفسه في جمع النصوص، وأقوال العلماء...

فإذا هو ينقل عن البيضاوي النص الآتي:
"وقوله: (( إلا الصيام.. )) مستثنى من محكي دل عليه ما قبله، والمعنى أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فلا يضاعف إلى هذا القدر، بل ثوابه لا يقدر قدره ولا يحصيه إلا الله تعالى، ولذلك يتولى الله جزاءه بنفسه، ولا يكله إلى غيره". [فتح الباري (4/110)].

أدب الطلب..

الهدف من سوق هذا المشوار ثلاثة أمور:

الأمر الأول:

نقل خبرتنا في طلب العلم سلبية كانت أم إيجابية، لإخواننا الطلبة، ليستفيدوا منها، فيأخذوا الإيجابي منها ويتركوا السلبي.

الأمر الثاني:
وجوب تلقي طالب العلم علمه على أيدي علماء، تلقوه عن علماء سابقين، ولا يكتفي بقراءة الكتب، بدون شيخ يفقهه في الدين على أسس متينة، ويصقل عقله بفكر نير، ويعلمه أدب طلب العلم، ويكون له قدوة حسنة في العمل والخلق، لينال بركة العلم ويزينه بالعمل.

فهذا هو سبيل الرسالة النبوية، أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي عن جبريل، وتلقاه عنه أصحابه، وتلقاه عن أصحابه التابعون، ولهذا كان أهل هذا السبيل، سائرين على صراط الله المستقيم، بدون إفراط ولا تفريط..

وعندما انحرف عن نهجهم بعضُ الفِرَق، فأخذوا علمهم من الدفاتر والورق، وآثروا على حلقات العلم والعلماء، اعتلاءَ المنابر لقيادة الدهماء، ضلوا عن صراط الحق و الهدى، وأضلوا من قلدهم فغوى...

ولهذا قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي رحمه الله:
"من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به، أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام..

وللعالم المتحقق بالعلم أمارات وعلامات:

إحداها: العمل بما علم، حتى يكون قوله مطابقاً لفعله، فإن كان مخالفاً له، فليس بأهل لأن يؤخذ عنه، ولا أن يقتدى به في علم..

والثانية: أن يكون ممن رباه الشيوخ في ذلك العلم لأخذه عنهم، وملازمته لهم، فهو الجدير بأن يتصف بما اتصفوا به من ذلك، وهكذا شأن السلف الصالح.

فأول ذلك ملازمة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذهم بأقواله وأفعاله، واعتمادهم على ما يرد منه، كائناً ما كان، وعلى أي وجه صدر..

وصار مثلُ ذلك أصلاً لمن بعدهم، فالتزم التابعون في الصحابة سيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فقهوا ونالوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية.

وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالماً اشتهر في الناس الأخذ عنه، إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك. وقلما وجدت فرقة زائفة ولا أحداً مخالفا للسنة، إلا وهو مفارق لهذا الوصف". [الموافقات (1/91ـ95) بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله دراز].
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #19  
قديم 10-11-2003, 01:37 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي بقية الدرس السادس عشر

الأمر الثالث:
الاطلاع على أقوال العلماء في مسائل الاجتهاد والخلاف، ومعرفة أدلتهم وأوجه استدلالهم، وحل ما يشكل على الطالب..

لأن ذلك يوسع أفق طالب العلم، ويكسبه القدرة على فقه النصوص، ويجعله يعرف قدر أهل العلم والأدب معهم، و يعرف قدر نفسه كذلك، فلا ينصب نفسه ندا لأكابر العلماء..

ويقول: "نحن رجال وهم رجال" وما قوله بصدق إلا إذا قصد أنه مثلهم في الذكورة الطبيعية، وإلا فالفرق بينهم وبينه كالفرق بين السماء والأرض.

[poet font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وَالْعِلْمُ لاَ بُدَّ لَهُ=مِنْ عَالِمٍ يَبْذُلُهُ
لِطَالِبٍ مُجْتَهِدَ=عَلَى يَدَيْهِ يَهْتَدِي
يَلْتَزِمُ التَّوَاضُعَا=وَيَنْبُذُ التَّرَفُّعَا
أَمَا تَرَى جِبْرِيلاَ=قَدْ حَمَلَ التَّنْزِيلاَ
مُعَلِّماً لِلْمُصْطَفَى=مِنْ رَبِّهِ مُكَلَّفَا
وَصَحْبُهُ قَدْ حَازُوا=عُلُومَهُ فَفَازُوا
وَهَؤُلاَءِ عَلَّمُّوا=مَنْ جَـاءَ مِنْ بَعْدِهُمُ
عَلَى أُصُولٍ سَامِيَهْ=مِثْلَ الْجِبَالِ الرَّاسِيَهْ
فَحَقَّقُوا لِلأُمَّةِ=كُلَّ مَعَانِي الْعِزَّةِ
وَلَمْ تَزَلْ آثَارُهُمْ=رَافِعَةً أَقْدَارَهُمْ
وَمَا أَضَلَّ الْفِرَقَا=وَسَبَّبَ التَّزَنْدُقَا
فِي كُلِّ عَصْرٍ غَابِر=وَفِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ
إِلاَّ السُّلُوكُ الشَّارِدْ=عَنِ السَّبِيلِ القَاصِدْ
ثُمَّ أَتَتْ أَزْمَانُ=خَفَّ بِهَا الإِيمَانُ
وَقَلَّ فِيهَا الْعُلَمَا=وَالْعُقَلاَ وَالْحُكَما
وَصَارَ فِيهَا الْجَهَلَه=بَيْنَ الْمَلاَ مُبَجَّلَهْ
وَنَبَتَتْ شَرَاذِمُ=سِيمَاهُمُ التَّعَالُمُ
شُيُوخُهُمْ دَفَاتِرُ=صَمَّا وَفَهْمٌ قَاصِرُ
لِذَا أَسَاؤُوا الأَدَبَا=وَجَهْلُهُمْ تَرَكَّبَا
حَتىَّ إِذَا مَا ذُكِرَا=إِمامُ عِلْمٍ غَبَرَا
مِثْلُ إِمَامِ الدَّارِ(1)=وَرَكْبِهِ الأَبْرَارِ
قَالُوا - وَهُمْ أَذْيَالُ=نَحْنُ وَهُمْ رِجَالُ
وَخَبَطُوا فِي الْفَتْوَى=لِلنَّاسِ خَبْطَ عَشْوَى
وَأَصْبَحَ التَّكْفِيرُ=لَدَيْهُمُ يَسِيرُ
رَمَوْا ذَوِي الْجِهَادِ=بِأَلْسُنٍ حِدَادِ
وَقَدْ تَرَى الْخَوَارِجَا=أَعْدَلَ مِنْهُمْ مَنْهَجَا
لِذَا تَرَى الشَّبَابَا=يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَا
[/poet]

( 1 ) أي إمام دار الهجرة ، وهو الإمام مالك رحمه الله ، وركبه هم أئمة العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء..

نسأل الله أن يفقهنا في دينه ويرزقنا الإخلاص له، والتواضع مع علماء الأمة، ويوفقنا للعمل بما علمنا…

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
  #20  
قديم 11-11-2003, 12:30 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي "د.الأهدل: رمضان محطة سفر إلى الجنة (17)

رمضان محطة سفر إلى الجنة (17)

العَشْرُ وليلةُ القدر..

إذا أحب الإنسان شيئاً، حرص على ملازمته وعدم مفارقته، وجدَّ واجتهد في مصاحبته، وحاول استغلال كل وقت يمكنه الاستفادة منه..

فإذا علم أن محبه مفارقه ولا بد، زاد حرصه على مصاحبته، واشتد اجتهاده في أخذ أقصى ما يستطيع الحصول عليه منه مما يفيده وينفعه.

والمرء مع من أحب، كما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:
"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المرء مع من أحب )". [مسلم، رقم (5817)].

وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم بالحرص على ما ينفعه..

كما روى أبو هريرة قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.... احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز...) [مسلم رقم (2664)].

ومن هنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يجتهد في العشر الأخيرة من شهر رمضان، ويحرص على العمل فيهن، أكثر من غيرهن من الليالي التي سبقتهن..

رغبة على المزيد من الخير في هذا الشهر قبل تَصَرُّمه، وعلى الليلة العظيمة التي دلت الأحاديث الصحية على أنها أكثر رجاء في العشر الأواخر المباركة منه.

ومعلوم فضل العمل في العشر الأواخر، وفي ليلة القدر، ففي هذه الليلة نزل كتاب الله الهادي، وهذه الليلة هي إحدى تلك الليالي العشر..

قال تعال: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) [البقرة (185)]

وقال تعالى: (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ )) [الدخان (3)].

وقال تعالى: (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) [القدر].

روت عائشة رضي الله عنها، قالت:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر، شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله". [البخاري رقم (1920) ومسلم، رقم (1174)].

وروت عائشة كذلك:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( تحروا ليلة القدر، في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ). [البخاري، رقم (1913) ومسلم، رقم (1169)].

وروى أبو هريرة رضي الله عنه، قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه ). [البخاري، رقم (35) ومسلم، رقم (404)].

أي ربح وأي خسارة؟!

شهر أنزل فيه القرآن، تضاعف حسناته، أمر بصيامه وقيامه، وعشره الأخيرة ذات فضل خاص فيه، خصها الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في العبادة أكثر من غيرها من ليالي الشهر، وأمر المسلمين بالاقتداء به في الاجتهاد فيها..

وفي هذه العشر ليلة هي خير من ألف شهر، وأمر الرسول صلى الله أمته بتحري هذه الليلة والحرص على موافقتها..

الشهر كاد ينصرم، والعشر بدأت تولي، والليلة مبهمة في العشر، وإن كانت أوتارها أكثر رجاء، وليلة السابع والعشرين، أقرب.... ولكنها ليست قطعية..

شهر هذا موضعه من الفضل، وعَشْرٌ تلك مزيتها منه، وليلة لا توجد إلا مرة واحدة في السنة كلها...

كم سيربح المسلم الصادق الذي صام هذا الشهر إيماناً واحتساباً؟

وكم سينال من رضا الله ورحمته، من قام لياليه إيماناً واحتساباً؟

وكم من الحسنات التي سيكتبها الله لمن وافق الليلة المباركة فيه، وهو مقبل على ربه خاشع خاضع متذلل، يرجو رحمته ويخاف عذابه، ويناجيه؟

يناجيه بالدعاء: الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم زوجه عائشة رضي الله عنها في هذه الليلة المباركة، ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني )..


عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"قلت: يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟
قال: ( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ).
[الحاكم في المستدرك، برقم (1942) وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه].

خير من ألف شهر..!! لم يقل: إنها كألف شهر، بل قال : (( خير من ألف شهر )) وهي خيرية مطلقة، قد لا يكون للعدد فيها مفهوم كما يقول علماء الأصول، أي قد تكون خيراً من آلاف الشهور..!!

وكلما كان العبد أشد إخلاصاً لله، وأكثر إقبالاً عليه، كان فضل الله عليه أوسع، وإذا كان أجر العمل هذا الشهر لا يحصيه إلا الله، فإن للعشر الأواخر فيه خصوصيتها، وفي الليلة المباركة فيه مزيتها....

إن المسلم الذي صام ما مضى من رمضان إيماناً واحتساباً، وقام ما مضى من لياليه إيماناً واحتساباً، وشد مئزره في العشر الأواخر من شهر رمضان، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم..

وتحرى الليلة المباركة في هذا الشهر، حرصاً على فضلها وترقباً لمشاركة الملائكة المقربين الذين يتنـزلون فيها، وامتثالاً لأمر رسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، بتحريها في هذه العشر..

إن المسلم الذي يفعل ذلك لجدير برحمة الله ومغفرته، وعتقه من النار..

ولهذا قطع النبي صلى الله عليه وسلم علائقه المعتادة، في شهر رمضان، وكان للعشر الأخيرة منه حظها الأوفر من الإيثار، فجاور فيها ربه حتى لحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم..

وإن المسلم الذي فرط في العشرين من الشهر المبارك، ثم وفقه الله تعالى، لتدارك ما فات، فشمر عن ساعد الجد، وأقبل إلى الله بإرادة قوية، وإخلاص كامل، فصام إيماناً واحتساباً، وقام إيماناً واحتساباً..

وندم على الخير الذي فاته أشد الندم، وتضرع إلى الله بالدعاء أن يعوضه عن ذلك بعفوه ومغفرته، وعمله الجاد فيما بقي من الشهر، قد يلحق من سبقه، والأعمال بالخواتيم...

وهي فرصة ينبغي أن يغنمها المفرطون في عبادة الله، في شهر رمضان وفي غيره من الشهور، فقد تتنـزل عليهم رحمة الله وعفوه وتوفيقه، فيتوب عليهم، ويهديهم للحرص على عبادته وطاعته وترك معاصيه، حتى يلقوه..

أما من أغواه الشيطان في نهار رمضان، فلم يَصُمه، وبال في أذنه في لياليه، فلم يقمها، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيمن يبيت ليله نائماً لا يقوم للصلاة.. [صحيح البخاري، رقم (1093) من حديث ابن مسعود]..

فإن مَن هذه حالُه جدير ببعده من ربه وسخطه عليه، وحرمانه من عفوه ورحمته ومغفرته، وجدير بالقرب من عدوه إبليس وضلالته إن لم يتدارك نفسه بالتوبة النصوح..

(( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )) [سورة النور(40)].

(( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً )) [الكهف (17)].

فأي ربح يناله من اجتهد في عبادة ربه في هذا الشهر الكريم، وخص العشر الأواخر منه، بالمزيد من الاجتهاد، وتحرى الليلة المباركة في هذه العشر؟

وأي خسارة لمن فرَّط في هذا الشهر حتى خرج، وهو مصر على تفريطه؟

وقد أنذر الله المفرطين في هذا الشهر بالخسارة إنذاراً يوجب له الحسرة، ويورثه الندم، فدعا عليه جبريل وعلى من عق والديه، وعلى من جفا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يصلِّ عليه، إذا ذكر عنده..

دعا عليه ثلاثاً، وأكد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمَن على دعاء جبريل.


فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقي المنبر..
فقال: (آمين، آمِين، آمين)..
فقيل له: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟
فقال صلى الله عليه وسلم: ( قال لي جبريل أرغم الله أنف عبد أو بَعُد، دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين..
ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُد، من أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: آمين..
ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُد، ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين ).
[صحيح ابن خزيمة، برقم (1888) وصحيح ابن حبان(907) و رواه جابر بن سمرة، ذكره في مجمع الزوائد، وقال: "رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن ولهذا الحديث طرق في الأدعية في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (8/139)].

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م