السلام عليكم في الدرس الثاني
حسن المالكي
عضو جديد
تاريخ التسجيل : محرم 1423 هـ
البلد :
عدد المشاركات : 34 الأخ المحترم محمد فارس القرشي
السؤال
شيخنا حسن المالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
سؤالي هو هل من أمل بايجاد تقارب او تفاهم بين السنة والشيعة...
ففي البداية كنت اعتقد ان تعصب بعض السنة واقصد السلفيون تحديدا يحول بين هذا التقارب..
لكنني الان ارى ان عند الشيعة من التعصب مايفوق تعصب السلفية...
فهل من أمل ؟؟
السؤال الثاني
هل يمكن ان يتفرغ الشيخ لكتابة التاريخ...
هل يمكن ان نحلم بتاريخ حسن المالكي...؟
السؤال الثالث:
الى تعتقد ان الأخوة الشيعة بحاجة الى زعيم ديني تصادمي...يحاول ان يخلص المذهب الشيعي الذي يفترض ان يكون بني على الحب...فيخلصه من الكره الذي يسيطر على عقول كثير من الشيعة...
هل من عمر بن عبد العزيز الشيعي....ليوقف شتم الشيخين...كما اوقف عمر السني شتم الأمام .؟؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك صحيح من حيث أن أكثر السلفية وأكثر الشيعة تغذي اطروحاتهم الفرقة بين المسلمين.
لكن الشيعة في ديار السنة يدعون للتقارب والسنة في ديار الشيعة يدعون للتقارب، والخلاصة أنه عند القوة (قوة الطائفة) لا تريد التقارب مع الأخرى، (إن الإنسان ليطغى) متى؟! (إن رآه استغنى)! أما عند الضعف فتنادي الطائفة بالتقارب والتعاون وقبول الاجتهاد...الخ.
لكن هذا ليس على الإطلاق فهناك سنة في ديار السنة يحبون التقارب بين كل المسلمين (ليس بين السنة والشيعة فحسب) بل بين سائر المسلمين، ولعلك من الأمثلة الناصعة على ذلك، فأنا أعرف عنك أنك سني في ديار سنية وتحب اعتصام المسلمين بحبل الله أما عن أسس التقارب بين المسلمين فيكون في إحياء ما أحياه القرآن الكريم ومتواتر السنة والتقليل مما قلل منه القرآن الكريم ومتواتر السنة بل اجتمعوا على أوامر القرآن ونواهيه لكفاهم.
بمعنى أن يعيد المسلمون ترتيب الألويات كأركان الإسلام وأركان الإيمان والدوران حول تأكيد الواجبات المشهورة (الصدق والعدل وصلة الرحم والأمانة والتعاون والتضامن والرحمة.... الخ) والدوران كذلك حول تحريم المحرمات المشهورة كالظلم والسرقة وشرب الخمر والزنا والغش والمكر... الخ.
وترك موضوعات (الصحابة وأهل البيت وخلق القرآن والاختلاف في تفاصيل موضوعات الصفات والقدر ونحو ذلك تحت الحوار والنقاش) لكن دون أن يكون هناك تكبير لها على حساب الأصول والثوابت التي سبق ذكرها وكررها القرآن الكريم وأكد عليها ولم يكررها عبثاً.
ولم يكن كبار الصحابة يوالون ويعادون (في الأشخاص) كما هو حال السنة والشيعة اليوم، وإنما كانوا يدورون مع الأوامر والنواهي، بمعنى لم يكونوا يهمهم إن فضل هذا أبا بكر أو علياً أو اتهم هذا أو حتى كفر هذا –وغاية ما يعدون هذا معصية من سائر المعاصي- وإنما كانوا يدورون حول أصول الإسلام نفسه.
وأنت تعلم إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه منع من عقوبة من سبه وكذا الامام علي لم يعاقب الخوارج على تكفيره وأجرى عليهم رزقهم ولم يقاتلهم حتى خرجوا وسفكوا الدماء.
إذن فمسألة (الموقف من الأشخاص) ليست من (قواطع الإسلام) حتى نتحارب فيها ويكفر بعضنا بعضاً فما الذي يمنع من أن يصحب خارجي (يرى كفر علي) شيعياً (يرى أن الإمام عليا هو الامام بلا فصل) ما دام أن الإمام علي نفسه اعتبر الاثنين مسلمين لهم حقوق واحدة، فلماذا لا يجتمع هذان ضد العدو المشرك كاليهود مثلاً.
وما المانع أن يصاحب شيعي (يسب أبا بكر) سنياً (يراه الأفضل) ما دام أن أبا بكر نفسه لم يعاقب مسلماً ولم يعزره واعتبره مسلماً فما المانع أن يكون لهذين عدوا مشركاً.
لا نستطيع أن نجعل السنة والشيعة متفقين، ولا نستطيع أن نجعل الأشعري والسلفي متفقين فهل ننتظر حتى يتفق جميع المسلمين؟
لن يتفق السنة والشيعة، ولن يتفق السنة مع بعضهم ولا الشيعة مع بعضهم، بل لن يتفق السلفية فيما بينهم فكيف نطمع أن يتفق السنة والشيعة؟! يكفي أن نعرف للمسلم حق الإسلام وتكون مخالفاته معاصي كسائر المعاصي، ومسألة خلق القرآن أو التفضيل أو ذم صحابي ليست كالظلم ولا السرقة ولا شرب الخمر ولا السبع الموبقات لكن الغلاة من الأطراف جعلوها في المقدمة وأخروا ما قدمه الله ورسوله وأكثر ما تخاصموا فيه كان مهما أهمله الشرع الحكيم.
على أية حال:
لا بد من هم الاتفاق والاعتصام بحبل الله ولو انتظر النبي (ص) حتى يتفق الصحابة والأعراب ما فتح مكة ولا قام الإسلام، ولو انتظر السملمون في القرن الأول حتى تتفق التيارات المختلفة لما تقدموا خطوة للأمام.
وكذا في سائر الثقافات والشعوب هناك (أسس) فإذا توفرت فهي (الحد الجامع) بين الثقافات، لا الاختلافات.
البعض قد يخالف ويرى أن وجوب الثناء على الإمام علي وأهل البيت شرط في الالتقاء، وقد يرى آخر أن الثناء على أبي بكر وعمر شرط في الالتقاء، لكن هؤلاء نسوا أن أبا بكر نفسه وعلياً نفسه لم يكونا يشترطان حبهما لإثبات إسلام المسلم او اجتماع المسلمين، إنما اشترطته المذاهب وخصوماتها فيما بعد، حتى أصبح الشيعي يرى كفر من انحرف عن علي وأصبح السني يرى كفر من انحرف عن الشيخين.
وفي ظني لو قام أبو بكر وعلي من قبريهما لقالا: ربكم واحد ونبيكم واحد وقبلتكم واحدة وتؤمنون باليوم الآخر ووجوب الصلاة وتحريم الظلم ووو.... الخ.
فاتفقوا على هذه ودعوا من انحرف عنا أو أبغضنا أو كفرنا فما نحن إلا خدم لهذا الدين ولا نرتضي أن نكون سببا في تفريق المسلمين، دعونا ومن ظلمنا حتى نلتقي يوم القيامة فلا تفشلوا وهذا القرآن بين أظهركم فالتزموا أوامره واجتنبوا نواهيه فالاتفاق على القليل الثابت خير من التفرق في الكثير المظنون.
هذا نموذج واحد من النماذج التي بولغ فيها (الصحابة والقرابة) حتى أصبحت عند غلاة الفريقين من أسس التفريق، ونسينا أسس التوحيد من الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر وعمل الصالحات.
أما سؤالك الثاني:
فنعم أريد إخراج (موسوعة تاريخية) تختلف عن السرد المعروف، تكون أكثر توثيقا وأعمق جرحاً وتعديلا من السائد الذي جرى عليه المتأخرون، بحيث أضيف المؤثرات النفسية والاجتماعية والسياسية على تدوين التاريخ وهذا (مشروع عمر) أسأل الله أن يوفقني لإتمامه، ولعل ما يشجعني له أنني سأكون –إن شاء الله- أبعد عن المؤثرات التي تلبس بها أكثر (التدوين التاريخي) ولعل من فضل التدوين عند المسلمين أنه يحمل في داخله تصحيحه وهذا ما أغفله كثير من المتمذهبين من السنة والشيعة على حد سواء، ولعل مما يشجعني أنني أجد مثل هذا الأخ الكريم ممن يكونون صرحاء معي بالعلم والمعلومة.
حسن بن فرحان المالكي
أخبر المراقب عن هذا الرد |
24-1-1423 هـ 03:15 مساءً
حسن المالكي
عضو جديد
تاريخ التسجيل : محرم 1423 هـ
البلد :
عدد المشاركات : 34 الأخ المحترم حيدرة 2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطبيبن الطاهرين ..
اشكر الاخوان الاعزاء على استضافة الشيخ حسن بن فرحان المالكي ..فجزاك الله الف خير ..
عندي سؤال لو سمحتم ..
جاء في صحيح البخاري ج9 ص 145 كتاب الفتن باب سترون بعدي امورا تنكرونها
قال رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم (من كره من اميره شيئا فليصبر ، فأنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهليه ) انتهى .
س/ ما حكم من خرج على امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) .هل ماتوا ميتة جاهليه ..او ماذا؟
الجواب
الأخ حيدرة
الخارج على الامام العادل سواءً خرج على الامام علي أو غيره من الأئمة العادلين فقد ارتكب أمراً محرماً لكن ليس الحديث على ظاهره (ميتة جاهلية) لأن الثورة على العادل إثم وظلم وليس كفراً.
ثم من خرج لشبهة دينية يختلف عمن خرج وسفك الدماء لشهوة السلطان والدنيا فالأول أخف.
وعلى هذا فالخارجون على الامام علي صنفان صنف خرج لشبهة دينية كأهل الجمل والخوارج، وصنف خرج للدنيا كأهل الشام وأهل فارس وبني ناجية.
حسن بن فرحان المالكي
أخبر المراقب عن هذا الرد |
26-1-1423 هـ 06:14 مساءً
حسن المالكي
عضو جديد
تاريخ التسجيل : محرم 1423 هـ
البلد :
عدد المشاركات : 34 الأخ المحترم هادي العاملي
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام في صفحة الميزان
وفقكم الله لما فيه خير هذا الدين وكتبكم من المدافعين عنه والهادين إليه
سماحة الشيخ حسن فرحان المالكي حفظكم الله
أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بهذا اللقاء المبارك إن شاء الله وأن يهدينا سواء السبيل
شيخنا العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان إمام الزهراء مع أنها لم تمت ميتة جاهلية بلا شك
وقد ماتت وهي مهاجرة لأبي بكر فهو لم يكن إمامها فعلاً
والسلام عليكم ورحمة الله
الجواب
الأخ هادي العاملي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق الجواب على سؤالك فيما مضى.. فقد سبق أن ذكرت أن مسألة أحاديث الوعيد من الأمور المتعلقة بـ (الأسماء والأحكام) التي خاض المسلمون بطوائفهم حروباً كلامية كثيرة، ليس كل من خرج على الامام مات ميتة جاهلية بالمعنى الحرفي للحديث، وقد ذكر له العلماء تأويلات كثيرة لتعارض ظاهره مع أدلة أخرى، فنحن ينبغي أن ننظر في مجمل الأدلة كلها لا أن نتمسك بأحاديث الوعيد أو أحاديث الرجاء.
وأنا لا أقول ببطلان إمامة أبي بكر ولا بموت الزهراء ميتة جاهلية لكن من رأى بطلان إمامة أبي بكر أو موت الزهراء ميتة جاهلية يبقى مسلماً وإن ارتكب في هذا الرأي خطأ عظيماً.
فالخوارج كفروا عليا وهو كالزهراء في الفضل ولم يكفرهم بذلك علي بذلك.
أيضاً إغضاب الزهراء بتأويل أو لغضب عارض أو نحوه يختلف عن إغضابها بغضاً ومعاداة، بل حتى إغضاب النبي (ص) بحسن نية واجتهاد ليس كفراً أما إغضابه تعمداً وعناداً فهو من علامات النفاق والكفر.
الأمور تحتاج أن نبحثها بهدوء بعيدا عن ضيق المذهبيات.
حسن بن فرحان المالكي
تم التحرير بواسطة حسن المالكي بتاريخ 26-1-1423 هـ الساعة 06:34 مساءً
أخبر المراقب عن هذا الرد |
26-1-1423 هـ 06:18 مساءً
حسن المالكي
عضو جديد
تاريخ التسجيل : محرم 1423 هـ
البلد :
عدد المشاركات : 34 الأخ المحترم عدو المشركين
السؤال
وكيف أزورك ؟
قد أضفتك في الماسنجر
وأرسلت لك رسالة
فلم يحصل شيء
abomalk@hotmail.com
اليس كذلك ؟
ثم ان الخراشي قد رد على ما ذكرتموه بحق شيخ الاسلام .. فما رأيكم ؟
الجواب
تستطيع أن تزورني بأن تسأل عن مكاني ونتواصل أما الانترنت فلا أمكث عنده إلا لضرورة لأنه يأخذ مني وقتاً.
أما ما ذكرته عن رد بعضهم على ما ذكرته من (نصب ابن تيمية) فأنا أعرف قبل أن أقول هذا القول أن غلاة السلفية كلهم على تبرئة ابن تيمية من الإساءة إلى علي وأهل بيته، لكن تبرئتهم لابن تيمية لا يعني البراءة، كما أن تبرئة الشيعة لابن المطهر لا يعني أنه لم يسيئ لأبي بكر وعمر ، فتنبه لهذا.
نحن بحاجة للبحث بهدوء بعيدا عن التعصب المفرط، فنحن لا نهمل فضائل ابن تيمية وعلومه ولا فضائل غيره كالأشعري وابن حزم وواصل بن عطاء وابن المطهر وجابر بن زيد وغيرهم ممن يتنازع فيهم الناس اليوم.
إذا كنا عادلين في الحديث عن سقراط وأفلاطون وأرسطو وامرئ القيس والزير سالم... فينبغي أن نكون عادلين مع علماء المسلمين مهما كانت مذاهبهم واختلافاتهم، ومن تمام العدل ألا نبرئ بباطل ولا نتهم بباطل.
أما بريدي فقد تغير ويمكن أن تراسلني على العنوان التالي: (webalmalky@yahoo.com(
تحياتي لك.. (آمل من الأخوة في الشبكة إرسال رقم جوالي للأخ عدو المشركين إن رغب في التواصل).
حسن بن فرحان المالكي
26-1-1423 هـ 06:37 مساءً