مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > لقاءات الخيمة
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-04-2006, 03:12 AM
الصورة الرمزية لـ ARGUN
ARGUN ARGUN غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 1,012
Lightbulb

مرحبا بك سيد عبد الرحمن السحيم

سأقتبس بعض الأسئلة لو تفضلت من موضوع مراسلة حدثت بيني و بين احد اتباع مذهبكم الجميل فارجو ان يتسع مجال اختصاصك للرد عليها.

  • ما موقف الاسلام من الاستعباد و بيع الانسان في الاسواق...و لماذا حرّمَتْ كثير من الدول العربية الرق و المتاجرة به بعد ضغوط دولية رغم انه حلال كما أخبرني بذلك اكثر من طالب علم شرعي... اليس هذا من باب تحريم ما احل الله؟
  • القاعدة في المعاملة في الحرب واضحة و هي : " و اعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم .." الآية
ماذا لو قرر المارينز العمل بمثل هذه القاعدة و اطلعوا على ما نخبأه لهم لو كنا مكانهم من استرقاق و جز الرؤوس و قرروا اخذ كل بنات العراق سبايا و كل غلمانه رقيقا؟ و ذبح كل رجل بالغ سواء كان محاربا او لا.

  • ما موقع الآية التي تقول : "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" مما حدث طوال التاريخ الاسلامي من سبي بطريقة آلية لكل النساء و الأطفال الصغار و تشريد العائلات تحت مسمى تحليل الغنائم؟
كيف فهم هؤلاء الآية التي تقول :" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" علما ان النساء و الأطفال و حتى الكثير من سكان البلاد المفتوحة لا يمكن ان يكونوا من المحاربين.

  • لماذا لم نسمع عن سبي القريشيات المشركات مثلا و استرقاق غلمانهم؟
لماذا لم يتبع من جاء بعد رسول الله سنته في اطلاق سراح قريش و العفو عنهم بعد ان انتصر عليهم؟

  • ما الحكمة من تحديد الزواج بأربع و اطلاق اليد في الجواري بدون تحديد؟
  • ما الحكمة من تحريم زواج المتعة اذا كان شراء الجارية من السوق و الاستمتاع بها دون عقد زواج جائز؟ و قد يعاد بيعها بعد ذلك او اهدائها كاي سلعة.
  • جاء الاسلام لحفظ المال و النفس و الدين
اليس الأحكام المتعلقة بالعبيد من قبيل حفظ المال؟

اتوقف هنا رغم ان اسئلة اخرى لا تزال تشغلني منذ سنوات و لا اجد لها تفسيرا منطقيا

شكرا
__________________

ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم


ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-04-2006, 05:47 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنتم يا شيخنا..بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم..ولعل السؤال التالي هو للأخ أرغون..


إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ARGUN
مرحبا بك سيد عبد الرحمن السحيم

سأقتبس بعض الأسئلة لو تفضلت من موضوع مراسلة حدثت بيني و بين احد اتباع مذهبكم الجميل فارجو ان يتسع مجال اختصاصك للرد عليها.

  • ما موقف الاسلام من الاستعباد و بيع الانسان في الاسواق...و لماذا حرّمَتْ كثير من الدول العربية الرق و المتاجرة به بعد ضغوط دولية رغم انه حلال كما أخبرني بذلك اكثر من طالب علم شرعي... اليس هذا من باب تحريم ما احل الله؟
  • القاعدة في المعاملة في الحرب واضحة و هي : " و اعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم .." الآية
ماذا لو قرر المارينز العمل بمثل هذه القاعدة و اطلعوا على ما نخبأه لهم لو كنا مكانهم من استرقاق و جز الرؤوس و قرروا اخذ كل بنات العراق سبايا و كل غلمانه رقيقا؟ و ذبح كل رجل بالغ سواء كان محاربا او لا.

  • ما موقع الآية التي تقول : "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" مما حدث طوال التاريخ الاسلامي من سبي بطريقة آلية لكل النساء و الأطفال الصغار و تشريد العائلات تحت مسمى تحليل الغنائم؟
كيف فهم هؤلاء الآية التي تقول :" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" علما ان النساء و الأطفال و حتى الكثير من سكان البلاد المفتوحة لا يمكن ان يكونوا من المحاربين.

  • لماذا لم نسمع عن سبي القريشيات المشركات مثلا و استرقاق غلمانهم؟
لماذا لم يتبع من جاء بعد رسول الله سنته في اطلاق سراح قريش و العفو عنهم بعد ان انتصر عليهم؟

  • ما الحكمة من تحديد الزواج بأربع و اطلاق اليد في الجواري بدون تحديد؟
  • ما الحكمة من تحريم زواج المتعة اذا كان شراء الجارية من السوق و الاستمتاع بها دون عقد زواج جائز؟ و قد يعاد بيعها بعد ذلك او اهدائها كاي سلعة.
  • جاء الاسلام لحفظ المال و النفس و الدين
اليس الأحكام المتعلقة بالعبيد من قبيل حفظ المال؟

اتوقف هنا رغم ان اسئلة اخرى لا تزال تشغلني منذ سنوات و لا اجد لها تفسيرا منطقيا

شكرا

فما جوابكم إن شاء الله؟؟
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 17-04-2006, 07:15 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ARGUN
مرحبا بك سيد عبد الرحمن السحيم

سأقتبس بعض الأسئلة لو تفضلت من موضوع مراسلة حدثت بيني و بين احد اتباع مذهبكم الجميل فارجو ان يتسع مجال اختصاصك للرد عليها.

  • ما موقف الاسلام من الاستعباد و بيع الانسان في الاسواق...و لماذا حرّمَتْ كثير من الدول العربية الرق و المتاجرة به بعد ضغوط دولية رغم انه حلال كما أخبرني بذلك اكثر من طالب علم شرعي... اليس هذا من باب تحريم ما احل الله؟
  • القاعدة في المعاملة في الحرب واضحة و هي : " و اعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم .." الآية
ماذا لو قرر المارينز العمل بمثل هذه القاعدة و اطلعوا على ما نخبأه لهم لو كنا مكانهم من استرقاق و جز الرؤوس و قرروا اخذ كل بنات العراق سبايا و كل غلمانه رقيقا؟ و ذبح كل رجل بالغ سواء كان محاربا او لا.

  • ما موقع الآية التي تقول : "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" مما حدث طوال التاريخ الاسلامي من سبي بطريقة آلية لكل النساء و الأطفال الصغار و تشريد العائلات تحت مسمى تحليل الغنائم؟
كيف فهم هؤلاء الآية التي تقول :" لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" علما ان النساء و الأطفال و حتى الكثير من سكان البلاد المفتوحة لا يمكن ان يكونوا من المحاربين.

  • لماذا لم نسمع عن سبي القريشيات المشركات مثلا و استرقاق غلمانهم؟
لماذا لم يتبع من جاء بعد رسول الله سنته في اطلاق سراح قريش و العفو عنهم بعد ان انتصر عليهم؟

  • ما الحكمة من تحديد الزواج بأربع و اطلاق اليد في الجواري بدون تحديد؟
  • ما الحكمة من تحريم زواج المتعة اذا كان شراء الجارية من السوق و الاستمتاع بها دون عقد زواج جائز؟ و قد يعاد بيعها بعد ذلك او اهدائها كاي سلعة.
  • جاء الاسلام لحفظ المال و النفس و الدين
اليس الأحكام المتعلقة بالعبيد من قبيل حفظ المال؟

اتوقف هنا رغم ان اسئلة اخرى لا تزال تشغلني منذ سنوات و لا اجد لها تفسيرا منطقيا

شكرا


الجواب :

ومرحبا بك يا صاح ..

أُقَدِّم بمقدِّمة للجواب ..

وهي أن العقلاء يَتّفِقون على أنه إذا أُرِيد سُلوك طريق فإنه يُمهّد ويُزال ما يَعوق السالكين من أحجار تتعثّر بها الأقْدَام ..
فإن لم يُتمكَّن من إزالة تلك الأحجار إلا بتكسيرها ، فيتم تكسيرها وإزالتها ..

وتتّفِق الشرائع السماوية على وُجوب توحيد الله ، وإفراده بالعبادة ، لأنه هو الربّ الْمُسْتَحِقّ للعبادة دون مَن سِواه
ففي التوراة والإنجيل دعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، فمن ذلك ما جاء في :

-سفر التثنية الإصحاح 4 : 35 " أن الرب هو الإله . ليس آخر سواه "
-سفر التثنية الإصحاح 6 : 4 " الرب إلهنا رب واحد "
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 6 : 16 " الذي وحده له عدم الموت "
-إنجيل متى الإصحاح 4 : 10 من أقوال المسيح عليه السلام :-" للربّ إلهك تَسجد وإياه وحده تَعْبُد "
-إنجيل مرقس الإصحاح 12 : 29 من أقوال المسيح عليه السلام:-"إن أول كل الوصايا ... الرب إلهنا ربّ واحد"
-إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 18 " الله لم يَرَه أحد قط "


ولم يدعُ نبيّ واحد إلى عبادته مِن دون الله .. بل كلهم دَعَوا إلى عبادة الله وحده ..
وهذا ما جاء به الإسلام (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [القرآن الكريم – سورة آل عمران : 79 ، 80] .

ودَعوة الأنبياء من أوّلهم إلى آخرهم هي دَعوة إلى توحيد الله وإلى عبادته ، وإلى إنقاذ الإنسان من الهلاك ..

إذا عُلِم هذا فإن الأنبياء يَدْعُون إلى عبادة الله وحده .. ولا يَسْعَون أول ما يسْعَون إلى القتال .. بل لا يَكون إلا في زَمن مُتأخِّر مِن دعوتهم ..
وهذا إنما يَكون إذا كان هناك حَجَر عثرة يَقِف في هذا الطريق – في طريق تعبيد الناس لِربِّهم – ..
واتّفقنا أن الحَجَر الذي يتعثّر به الناس يُزال ، ولو أدّى ذلك إلى تكسيره !

وهكذا من يَقِف في طريق تعبيد الناس لِرَبِّهم .. يُزال .. لأنه هو الذي اختار هذه الطريقة !
وإزالته بِقِتَالِه ..
وليس القِتال مقصودا لِذاتِه .. بل لأجل تعبيد الناس لِربِّهم .. لأن ذلك الحجر هو الذي منَع الناس من عِبادَة ربّهم .. إذ الناس عادة تَبَع لكبرائهم ..
فالمقصود هو إنفاذ أمْر الله .. والذي يَعترِض إنما يَعترَض على أمْر الله .

أمّا مَن أسْلَم فإنه يُقَـرّ على مُلكِه ..
ومن أسْلَم واستجاب لِداعِي الله لم يَكن بِحاجة إلى قِتال ..

وأما مَن لم يَسْتَجِب فإنه يَحتاج إلى جِدال فإن لم يَنفع فيحتاج إلى جِلاد !

ولذا جاء الجهاد في الشرائع السابقة ، فمن ذلك :

جاء ذِكْر الجهاد في سِفْر العدد - الإصحاح 31 : 1-13

والكافِر الذي كَفَر بِربِّه وبِرُسُلِه مُعانِد لِربِّه .. مُتنكِّر لِسَيِّدِه وخالِقِه .

ولذا جاء قَتل الكافر في الشرائع السابقة :

حيث جاء في :
سفر الخروج الإصحاح 34 : 11-15 تدمير ممتلكاتهم
سفر التثنية الإصحاح 13 : 1-6 وجوب قتل النبي الذي يَدعو لعبادة غير الله سبحانه وتعالى
سفر التثنية الإصحاح 13 : 8-9 وجوب قَتْل الْمُرْتَدّ
سفر التثنية - الإصحاح 13 : 15-17 قَتْل الكفار وحَرْق ممتلكاتهم
سفر التثنية - الإصحاح 13 : 10 وسفر التثنية - الإصحاح 17 : 5
رجم الذي يَعْبُد غير الله سبحانه وتعالى حتى الموت أمام شُهود

وفي إنجيل مَتّى – الإصحاح 10 : 34 - 37
لا تَظُنُّوا أنِّي جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا .
فإنّي جِئتُ لأُفرِّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ ، والبِنتِ وأمِّها ، والكَنَّةِ وحماتِها.

وفي إنجيل لوقا – الإصحاح 22 : 36
أمَّا الآنَ ، فمَنْ عِندَهُ مالٌ فَلْيأخُذْهُ ، أو كِيسٌ فَلْيَحمِلْهُ . ومَنْ لا سيفَ عِندَهُ ، فَلْيبِـعْ ثوبَهُ ويَشتَرِ سَيفًا .



إذا اتّفقنا على هذا فإن الرِّق في الإسلام لم يَكن لِمجرّد شَهوة التملّك ، أو إذلال الناس ..
بل الإنسان هو الذي وَضَع رِبْقَة العبودية والذّل في رَقَبَتِه .. لأنه لم يَسْتَجِب لله ولا لِرُسُلِه ..
بل حارَب الله ورُسُلَه .. فاستِحقّ هذا الذّلّ ..

وهذا أمْر مُتّفق عليه بين العقلاء ، ولذا كانتْ دَعوة الإسلام : أسْلِم تَسْلَم .

فالذي لم يُسْلِم ولم يُسالِم هو الذي اختار قرار الحرب والمحارَبَة .. فإذن غُلِب فإن الذّل حليف المغلوب غالبا ..

فإذا كان المحارِب كافِرًا فإنه يُسْتَرَقّ ، فيكون رقيقاً .. وهذا أمْر لا يَخلو مِن حِكَم ، منا :

1 – أن يشعر بِذلّة وصَغَار الكُفْر ، ومضادّة الله ورُسُلِه
2 – أن يَكون بين المسلمين ، فيَرى أخلاقهم ومعاملتهم التي بَعثَهم عليها الدِّين فيُؤثِّر فيه فيُسْلِم ، فينجو من النار في الآخرة .
3 – أن يَكون بعيدا عن قادته وكبراء قومِه ، فيستطيع أن يتّخِذ قراره بِنفسه .

وفي عالمنا المعاصر شَهِدتُ حالات وسمِعت عن أُخْرَيات – عن أُناس ينتحِلون مذاهب باطلة ، ويُريدون الدخول في الإسلام ، ولكنهم لا يستطيعون لِسيطرة الأكابر عليهم !

وفي الرِّق إبعاد الشخص عن مُحيط التأثير ليتّخِذ قراره بِنَفْسِه ..

وللحديث بقية ..
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 17-04-2006, 07:20 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

بقية الحديث :


ولا يُعرف دِين أو عُرف أو نِظام أكْرم أسير الحرب ( الرقيق ) كما أكْرَمه الإسلام ، فمن ذلك :

1 - حثّ الإسلام على عِتْقِ الرِّقاب في مناسَبة وفي غير مناسبة ، بسبب أو بغير سبب .
بل جاء الترغيب الأكيد في عتق الرِّقاب .
روى البخاري ومسلم من طريق سعيد بن مرجانة - صاحب علي بن حسين – قال : قال لي أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار . قال سعيد بن مرجانة : فانطلقت به إلى عليّ بن حسين فَعَمِدَ عليّ بن حسين رضي الله عنهما إلى عَبْدٍ له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار ، فأعْتَقَـه .
وفي رواية للبخاري ومسلم : مَن أعتق رَقبة مُسْلِمة أعْتَق الله بكلّ عُضو منه عُضوا من النار حتى فَرْجَه بِفَرْجِـه .

2 – حث الإسلام على مُكاتَبة الرقيق إذا رَغِبَ في ذلك ، وأراد فكّ رِبقة الرق من رقبته ، فإنه لا يُمانَع من ذلك ، بخلاف أسير الحرب لدى أمم الأرض قاطبة !

3 - الأسير إذا اسْـتُرِقّ لم يُجعل في رجلِه قيد ، ولا في يَده غِلّ ، بل هو حُـرّ طليق في بلاد المسلمين ، إلا أنه مملوك فحسب .
فَشَـتّان ما بين الرِّق في الإسلام ، وما بين معاملة أسرى الحروب في كل مكان !

4 – الأمر بالإحسان إلى الرقيق في كلّ شيء حتى في الملبَس والمشرب .
وقد أمَرَ الله بالإحسان إلى الرقيق فقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .
وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إخوانكم خَوَلُكم جَعَلَهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخُوه تحت يده فليُطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يَلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم . رواه البخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام : للمملوك طعامه وكسوته . رواه مسلم .

فانْظَر كيف وَصَف نبينا صلى الله عليه وسلم الرقيق بالأخ ، وفي هذا إشارة إلى أن الرقيق المسلم أخٌ للمسلم الْحُرّ ، فيُحسِن إلى أخيه .

5 – لا يُكلِّف الرقيق ما لا يُطيق ، وإذا كُلِف أُعِين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقيق : لا يُكلّف من العمل إلا ما يُطيق . رواه مسلم .

6 – مُراعاة نَفْسِيّة الرقيق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين ، أو لقمة أو لقمتين ؛ فإنه وَلِيّ حَـرّه وعِلاجه . رواه البخاري ومسلم
وهذا فيه مراعاة لنفسيته فضلا عن تكليفه ما لا يُطاق .

7 – الرقيق له ما لنا وعليه ما علينا ، فإذا أحْسَن كان له الأجر المضاعَف .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العبد إذا نَصَحَ سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجْره مرتين . رواه البخاري ومسلم .
والمقصود بالعبد أو اللملوك : الرقيق .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للعبد المملوك الْمُصْلِح أجْران . وكان أبو هريرة يقول : والذي نفس أبي هريرة بِيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبِـرّ أمي لأحْبَبْتُ أن أموت وأنا مملوك . رواه مسلم .

وإن كانت امرأة فأحسن إليها وليها ثم أعتقها وتزوّجها كان له أجران .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت له جارية فَعَالَها فأحْسَن إليها ثم أعتقها وتزوّجها كان له أجْران . رواه البخاري .

وقد جاء الإسلام بالحث على العِتْق ، وجاء العِتق أيضا في الكفّارات ، فمن ذلك :

في كفارة قَتْل النفس خطأ
وفي كفّارة الظِّهار
وكفّارة الوطء في نهار رمضان
وفي كفارة اليمين


وانظر كيف جاء الحث على العِتق وتحرير الرِّقاب في الكفارة الكبيرة والصغيرة ، فهي في قتل النفس وفي في كفارة الظِّهار وفي كفارة الوطء في نهار رمضان ، وهي تُقابِل صيام شهرين مُتتابِعين .
كما جاءت في مُقابِل صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين .
وجاء الترغيب في العتق من غير سبب طلبا لمرضات الله ، كما جاء الترغيب في العتق تَقرّبا إلى الله
وجاء الأمر بالمكاتبة ، وتخليص الرقيق من رِقِّـهِ إذا رَغِبَ في ذلك ، فقال الله تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ) .

ونحن نُطالب اليوم بمعاملة أسْرى الحرب مُعاملة الرقيق في الإسلام ! وقد رضينا بذلك !
سواء من كانوا في جوانتانامو أم كانوا في العراق !


لِـيُـعْـلَم أن الرق في الإسلام رحمـة وليس نِقْمَـة .

أما إلغاء بيع الرّقيق فهناك فَرْق بين أن يُنسب الفِعل إلى الإسلام وشرائعه ، وبين أن يَكون تصرّفا من بعض أتْبَاعِه ..

فإلغاء الرقيق أو أمْر الناس بِبيع الرقيق وإعتاق مَن أسْلَم له وجْـه ، لأن الحث على عِتق الرقيق جاءت به نصوص كثيرة ، فلو جاء شخص واشترى كل رقيق يَعلمه وأعْتَقَه لم يَكن في ذلك حرَج ، بل يكون مأجوراً مشكورا .

وقد يَكون تَرْك الاسْتِرْقاق مِن باب تَرك بعض الاختيار .. فلا يَكون فيه تحليل حرام ، ولا تحريم حلال ..
مع أن تصرّفات الأشخاص ليست هي الدِّين ، بل قد تكون مِن الدِّين وقد تكون مُنافية له ..

وأما الآية القرآنية التي اسْتَشْهَدتَ بها فهي : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) .

أما تساؤلك عن المارِينـز .. وماذا لو قرّروا .. إلى آخره

فهذا سؤال لا يَرِد علينا نحن أهل الإسلام !

لماذا ؟

لأن الإسلام يَفتَح البلاد ولا يَحتلّها .. !
فما يَحصل في العراق أو في أفغانستان - أو في غيرها في الماضي – هو احتلال لِتلك البلاد إما للقضاء عليها وعلى أهلها ، أو لاستِغلال خيراتها ..
أما في الإسلام فالأمر على العكس مِن ذلك
لو أسْلَم أهل بَلَد لم يَكن الإسلام بِحاجة أصلا إلى سَلّ سيف ولا إلى إشهار سِلاح
بل يُقَرّون على ذلك ، ولهم ما بأيديهم
ومن هذا الباب أن زكاة أهل البلد تُؤخَذ مِن أغنيائهم فتُرَدّ إلى فقرائهم ..
وما كان بأيدي أهل ذلك البلد من أموال أو أعْرَاض فهو لهم ..

فالإسلام يَحقِن الدماء ، ويعصِم الأموال ، ويحفظ الأنفس ..

ولذلك يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ أن أُقَاتِل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عَصَمَ مِنّي مَالَه ونَفْسَه إلا بِحَقّه ، وحِسَابُه على الله . رواه البخاري ومسلم .

فالجندي الأمريكي في العراق هو بمثابة العدوّ المحْتَلّ .. والعدو الْمُحارِب ..



وللحديث بقية ..
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 17-04-2006, 07:21 AM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي الجزء الأخير من الإجابة

..

أما قوله تعالى : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)[البقرة:256] ..


فأولاً :
لم يَحدِث – كما قُلْتَ – سبي بطريقة آلية لِكل النساء والأطفال ..

بل لم يحصل السَّبي إلا في حال الحرب ، وهذا - كما تقدّم – إنما هو خِيار اختاره أصحابه وقرار اتَّخَذوه بأنفسهم ! وهو قرار الحرب .

ثانياً : مِن باب العدل والإنصاف أن تُذْكَر الجوانب المشرقة في هذا الباب :
فمعاملة الرقيق ( أو أسير الحرب ) لم تَكن في زمان أو في عُرْف كما كانت في الإسلام ، مما تقدّم بعضه من مزايا مُعاملة الرقيق في الإسلام .

ومن ذلك أيضا أن أرباب تلك الأموال ورعايا تلك الأنفس ( من أطفال ونساء ) إذا جاءوا مُسلِمين فإنّ ديننا حثّنا على ردّ ما اُخِذ منهم
وهذا ما حصل في غزوة الطائف التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

لما جاء وفدُ هوازنَ مُسْلِمين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَرُدّ إليهم أموالهم وسَبْيَهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبُّ الحديث إليّ أصْدَقُـه ، فاخْتَارُوا إحْدى الطائفتين ؛ إمّا السّبي وإمّا المال ، وقد كنت اسْتَأنَيْتُ بهم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَهم بضع عشرة ليلة حين قَفل من الطائف ، فلما تّبَيّن لهم أن رسول الله غيرَ رادٍّ إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا : فإنا نختار سَبْيَنَا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين ، وإني قد رأيت أن أردَّ إليهم سَبْيَهم فمن أحبَّ منكم أن يُطيِّبَ بذلك فليفعل ، ومن أحبَّ منكم أن يكون على حَظِّه حتى نُعْطيَه إياه من أول ما يَفيء الله علينا فليفعل . فقال الناس : قد طَـيّبْنا ذلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نَدري من أذِن منكم في ذلك ممن لم يأذَن ، فارْجِعُوا حتى يَرفعَ إلينا عرفاؤكم أمرَكم ، فَرَجَع الناس فَكَلّمهم عرفاؤهم ، ثم رَجَعُـوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فـأخْبروه أنهم قد طَـيّبوا وأذِنُوا . رواه البخاري .

ثالثاً : معنى الآية التي أشرتَ إليها :

فالآية قد نَزَلَتْ في أهل الكتاب خاصة ، وأنهم لا يُكْرَهُون على الإسلام إذا أدّوا الجزية ، والذين يُكْرَهون أهل الأوثان ، فلا يُقبل منهم إلا الإسلام .
والحجّة لهذا القول ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية : أسْلِمي أيتها العجوز تَسْلَمِي ، إن الله بعث محمدًا بالحق قالت : أنا عجوز كبيرة والموت إليّ قريب ! فقال عمر : اللهم اشهد ، وتلا : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) . كما قال القرطبي .
ومِن معنى الآية :
لا إكراه في الدِّين من ناحية إدخال الإيمان إلى القلوب ، لما عُلِّل به الْحُكم في قوله تعالى : (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)[البقرة:256] . أي إذا كان الحقّ بهذا الوضوح فلا يَحتاج الأمر إلى إكراه ، كما أنه لا أحد يستطيع أن يُكرِه غيره فيُدْخِل الإيمان في قلبه .. لأن هذا الأمر ليس بيد أحد من البشر .

وأما قوله تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) فالْحُكْم للأغلب .
فالذي لم يُقاتِل هو من سالَم كبيرا كان أو صَغيرا
أما مَن قاتَل رِجالهم فالنساء والأطفال تبَع لهم

ومِن هذا المعنى ما جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الذراري من المشركين يُبَيَّتُون فيُصِيبون من نسائهم وذراريهم . فقال : هم منهم .

فالنساء تبَع للرِّجال .. وإلا فمن المعلوم أن المرأة لا تُقاتِل غالبا

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْهى عن قَتْل النساء والأطفال لأنهم لا يُقاتِلون ..

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصَّتِه بتقوى الله ، ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغْزُوا باسم الله في سبيل الله ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ بالله ، اغْزُوا ولا تَغُلُّوا ، ولا تَغْدُرُوا ، ولا تُمَثِّـلُوا ، ولا تَقْتُلُوا وَليداً ، وإذا لَقِيتَ عَدوك من المشركين فادْعُهم إلى ثلاث خصال أو خلال ، فأيتهنّ ما أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم : ادْعُهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، ثم ادْعُهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فَلَهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن أبَوا أن يَتَحَوّلُوا منها فأخبرهم أنهم يكَونون كأعراب المسلمين يَجري عليهم حُكم الله الذي يَجري على المؤمنين ، ولا يَكون لهم في الغنيمة والفيء شيء ، إلا أن يُجَاهِدوا مع المسلمين ، فإن هُم أبَوا فَسَلْهُم الجزية ، فإن هُم أجابوك فاقْبَل منهم وكُفّ عنهم ، فإن هُم أبَوا فاسْتَعِن بالله وقاتِلهم . رواه مسلم .

ولذلك يُسْبَون لأن رجالهم اخْتَارُوا القِتال .. ولا يُقتَلُون لأنهم لم يُقاتِلوا ..

وإذا أردنا أن نقلِب الدعوى قلنا : ما ذنب أطفال أفغانستان والعراق بل وفلسطين – حينما يُقتل ابن الخامسة أو السادسة ؟ أو الطفل في مهدِه ؟ أمام سَمْع العالَم وبصَرِه مِن غير نَكِير !

ثم إن الإحسان إلى غير المحارِبين لم يُـنْـهَ عنه في دِيننا ..

ولذلك أهْدَى عمر رضي الله عنه جُبّة إلى أخٍ له بمكة ، وكان مشرِكا . كما في الصحيحين ( البخاري ومسلم ) .

واستأذَنَتْ أسماء بنت أبي بكر أن تَصِلّ أمّها ، فإذِن لها النبي صلى الله عليه وسلم . كما في الصحيحين ( البخاري ومسلم ) .


وهذا كله داخل في الآية (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
ثم إن هذه الآية أعقبها قول رب العِزّة سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .

وأما البلاد المفتوحة أو التي أسْلَمَت أو أُعْطِيت الأمان فلا يُمكن أن تُسبى نساؤهم .. ولم يَكن ذلك في الإسلام أبدا

ولذلك لم يَكن في مكة سبي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهم الأمان ، فقال : مَن دَخَل دار أبي سفيان فهو آمِن ، ومَن ألْقَى السلاح فهو آمِن ، ومَن أغْلَق بابه فهو آمِن . رواه مسلم .

وهذا يُؤكِّد على أن الإسلام ليس مُتطلِّعا إلى السبايا ولا إلى أخذ أموال الناس .. فرسولنا صلى الله عليه وسلم ردّ على أهل الطائف نساءهم – كما تقدّم – وأمّـن أهل مكة بمجرّد إغلاق الأبواب وعدم المحارَبَة .

كما أن مكة ليست كغيرها فهي بلد مُحرّم لا يُقتَل صيده ، ولا يُقطَع شجره .. وذلك من زمان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .. فجاء الإسلام فزاد ذلك توثيقا وتقديسا .

وبعد فتح مكة صارتْ بلد إسلام يُهاجَر إليها ولا يُهاجَر منها ، ولم تُصبَح بعد ذلك بلد كُفْر ولن تُصبِح كذلك ..
فلا يَرِد السؤال : ( لماذا لم نسمع عن سبي القرشيات المشركات مثلا و استرقاق غلمانهم ؟ )

لأن أهل مكة أُعْطُوا الأمان ..
ولأن مكة تختلف عن غيرها من البلاد .

أما ما يُثار عن التعدد في الإسلام فليس فيه ما يُعاب به الإسلام ، بل هو مَحَلّ مَدْحٍ !
كيف ؟
عندما جاء الإسلام كان الرَّجُل يتزوّج بما شاء من النساء ..
بل كان ذلك قبل الإسلام ففي سِفْر التكوين الإصحاح 4 : 19 تَزَوّج من امرأتين . ما زال المبشِّرُون النصارى يَتغاضون عن تعدد الزوجات في إفريقية وغيرها .
وفي سِفر الملوك الأول الإصحاح 11 : 3
700 زوجة و 300 سُرّية لسليمان عليه السلام



يقول الدكتور مصطفى السباعي : حين كنت في " دبلن " زرت مؤسسة الآباء اليَسُوعيين فيها ، وجَرَى حديث طويل بيني وبين الأب المدير لها ، وكان مما قلته له :
لماذا تَحْمِلُون على الإسلام ونَبِـيِّه ، وبخاصة في كُتبكم المدرسية بما لا يَصِحّ أن يُقال في مثل هذا العصر الذي تَعَارَفَتْ فيه الشعوب ، والْتَقَتْ فيه الثقافات ؟
فأجابني : نحن الغربيين لا نستطيع أن نَحْتَرِم رجلا تزوّج تِسْع نساء !
قلت له : هل تَحْتَرِمُون نبي الله داود ، ونبيّه سليمان ؟
قال : نعم ، وهما عندنا من أنبياء التوراة .
قلت : إن نبي الله داود كان له تسع وتسعون زوجة كما هو معلوم ، ونبي الله سليمان كانت له – كما جاء في التوراة – سبعمائة زوجة من الحرائر ! وثلاثمائة من الجواري ، وكُنّ أجمل أهل زمانهن فلِمَ يَسْتَحِقّ احترامكم من يتزوّج ألف امرأة ، ولا يَسْتَحِقّ مَن يتزوّج تِسعـاً ؟!
لماذا لا يستحق احترامكم من تزوّج تسعـاً ، ثمانية منهن ثيبات وأمهات ، والتاسعة هي الفتاة البكر الوحيدة التي تزوجها طيلة عمره ؟
فَسَكَت قليلاً وقال : لقد أخطأت التعبير ، أنا أقصد أننا نحن الغربيين لا نَستسيغ الزواج بأكثر من امرأة ، ويبدو لنا أن من يُعَدِّد الزوجات غريب الأطوار ، أو عارِم الشهوة !
قلتُ : فما تقولون في داود وسليمان وبقية أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا جميعاً مُعَدِّدِين للزوجات بدءًا من إبراهيم عليه السلام ؟
فَسَكَت ولم يَجِد جوابـاً !


فالإسلام لم يأتِ بالتعدد ابتداءً ، وإنما حدّدَه وضَبَطه وقيَّدَه .

ومبدأ التعدد تتفّق عليه أمم الأرض قديما وحديثا ..
وهو في مصالِح الشعوب ..

وهذا سبق أن بَسَطْتُه في مقال بعنوان :
قضية تعدد الزوجات بأعين الأمم المعاصرة
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/39.htm

أما التّسَرِّي وبيع وشراء الإماء فهو مُختَلِف تماما عن الزواج ، فالزواج له أحكامه الخاصة به ، والتسَرِّي له أحكامه الخاصة به أيضا .
أما المتعة فهي بمثابة تأجير قصير ! تَعمل به بعض الطوائف المنتسِبة إلى الإسلام !

ثم إن العمل بِموجب هذا لم يَكن في الإسلام فحسب ، بل هو في الشرائع السابقة .

كما أن التشريع الرباني قد تُعلَم حِكمته وقد لا تُعلَم ، وربّ العِزّة سبحانه وتعالى (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) .

ووفقك الله لما يُحب ويَرضى
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 17-04-2006, 07:28 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

أحسن الله إليكم يا شيخنا..ونفعنا بكم آمين..هل نتوقف عند هذا القدر أم نكمل إن شاء الله يا شيخ؟؟ بقي سؤال واحد لأحد الإخوان وبعده فلتأذنوا لي بطرح بعض الأسئلة الشخصية..
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م