إفلاس"كمارت"ثالث أكبر شركة أمريكية ـ تحليل ـ

[عباس الشامي]

إفلاس"كمارت"ثالث أكبر شركة أمريكية ـ تحليل ـ:
بإعلان شركة كمارت ثالث أكبر شركة أمريكية للبيع بالتجزئة إفلاسها قبل أيام تكون مركبة الولايات المتحدة الاقتصادية قد انحدرت فعلا بشكل متسارع أكثر من المتوقع إلى المجهول.
وكون هذه الشركة التي تبلغ فروعها 2114 فرع مرتبطة بعدة شركات أخرى مما يزيد من تعقيد المشكلة ،فتأثير سقوط هذه الشركة سوف يمتد لشركات كبرى أخرى هي أيضا متأثرة أساسا من الهجمات على كل من نييوورك وواشنطون،ويزيد من الإشكالة طريقة الأمريكيين في إدارة إقتصادياتهم كما يرى بعض المحللين.
فعامة الشعب الأمريكي كثيرا ما يكيلون الاتهامات لكبار المتنفذين في هذه الشركات ومع تلك الصورة الامعة التي يصنعها الإعلام لكل للاقتصاد الأمريكي إلا أنه يخفي ورائه حقيقة مرة لايمكن إخفائها دائما وما حدث لأنرون أقرب شاهذ على ذلك وقضية انتحار نائب رئيسها السابق قبل أيام لازالت دعوى لم تثبت فهناك من يرجح أنه تعرض لعملية تصفية مدبرة.
وفي حالة هذه الشركة "كمارت"فقد رفضت بعض الشركات المتعاملة معها تزويدها بمنتجاتها ،كما رفض مصرفيون انقاذها لاعتقادهم بأنها وصلت درجة لايمكنها معه سداد أي من ديونها المتراكمة.
ومن جهة أخرى تعود كثير من الأموال من البورصة الأمريكية إلى أماكن أخرى بسبب العجرفة الأمريكية الأخيرة في التعامل مع أرباب الأموال فقد بلغت الأموال السعودية فقط التي عادت من هناك حسب متوسط التقديرات ثمانية مليارات دولار بينما اعترف مدير مؤسسة النقد السعودية بعودة نصف هذا المبلغ تقريبا.
ويدرك البعض أن ظلال الحرب فضلا عن تكلفتها تلقي بأثرها البالغ في هذا الصدد،فلا زال الشعب الأمريكي يشعر بالرعب مما جرى ولازال يزيد في الاحتياطات ويقتصد في النفقات ومع أن الحكومة تعلن على الطريقة ذاتها في بعض الدول أن "الأمن مستتب"إلا أن ممارساتها الفعلية تجعل المواطنين غير مستجيبين لهذه التطمينات الحكومية.
ويرغب البعض في سماع نبؤات قريبة بسقوط الاقتصاد الأمريكي،لكنني أعتقد أن الأمر ربما يتأخر بعض الشئ لكن السقوط في حالة حدوثه سوف يتميز بأمرين:
الأول:سوف يكون مريعا ومدمرا.
الثاني:سوف يكون مفاجئا.
وذلك يرجع لعدة أسباب ليس من أهمها الهجمات على نييوورك وواشنطن بل إن هذه يمكن أن توصف بأنها القشة التي قصمت ظهر البعير لاأكثر.
وتعود إلى الذاكرة حالة الاتحاد السوفيتي سابقا فبقدر ماكان يظهر بأنه القوة الثانية في العالم كان المرض ينخر في أجزائه حتى انهار في لحظة واحدة فاجأت العالم بأسره.