السعودية وانتخابات العراق

[الهلالى]

الآن، وبعد ان تبدد غبار الانتخابات، التي شهدها العراق يوم الاحد الماضي، نستطيع ان نتأمل الكثير من المفارقات، التي وقعت على هامشها، بعين الفاحص، بعيدا عن ضغوط اللحظة، وانفعالاتها، تأييدا او معارضة.

كان لافتا ان اجهزة الاعلام الخليجية، والسعودية منها على وجه الخصوص، هي الاكثر ترحيبا واحتفالا بهذه الانتخابات، وحجم المشاركة فيها، والنتائج الطيبة، التي يمكن ان تترتب عليها بالنسبة الى امن العراق، واستقراره، ورخاء شعبه.

فاذا كانت هذه الاجهزة الاعلامية على هذه الدرجة من الحماسة للعملية الديمقراطية في العراق، فلماذا لا تطالب بمثلها في المملكة العربية السعودية، على اساس ان الاقربين اولى بالمعروف ؟

وحتى لا يُساء فهمنا، نود التأكيد مسبقا على اننا مع العملية الديمقراطية والاقتراع الحر المباشر، واحترام حقوق الانسان في اي بلد عربي، واذا كنا قد اعترضنا على الانتخابات العراقية الاخيرة، فمرد ذلك الى انها تجري في ظل حراب الاحتلال، ومقاطعة نسبة كبيرة من العراقيين لها، من مختلف ألوان الطيف العراقي، السني منه والشيعي (جماعة السيد مقتدى الصدر والخالصي)، فالمملكة السعودية التي اعتبرت الانتخابات العراقية عرسها، وأوعزت لاجهزتها الاعلامية، المرئية منها والمقروءة، بالاحتفال بها، لم تعرف الانتخابات البرلمانية في تاريخها، وظلت مؤسستها الدينية الرسمية تعتبرها خروجا على الشريعة الاسلامية وبدعة غربية، واكد كبار الامراء فيها، في مقابلات موثقة، ان هذه الديمقراطية لا تناسب المجتمع السعودي وتراثه الاسلامي، وتقاليده الراسخة.

فهناك المجالس المفتوحة التي يستقبل فيها الامراء المواطنين دون قيود او موانع للتعبير عما في نفوسهم، ولطرح شكاويهم، دون خوف او وسيط.

وربما يجادل البعض، بان مدن المملكة العربية السعودية ستشهد بعد اسبوعين انتخابات بلدية، هي الاولى من نوعها، ولكن هذه الانتخابات منقوصة ، تنحصر مهمتها في انتخاب نصف المجالس البلدية، علي ان تتولى الحكومة تعيين النصف الآخر، ولا يسمح للمرأة فيها بالترشيح او التصويت.

وحتى عندما قررت السلطات السعودية توسيع عضوية مجلس الشورى المعين، من تسعين عضوا، الى مئة وخمسين عضوا، فانها لم تتلفظ مطلقا بكلمة الانتخابات، او توسيع الصلاحيات، او تغيير المعايير المتبعة في اختيار هؤلاء، وهذا يعني ان دار ابو سفيان ستظل على حالها دون اي تغيير او تبديل.

أجهزة الاعلام السعودية، التي اشادت بنزاهة الانتخابات العراقية، وادانت بطريقة واضحة مقاطعيها، لم تتعاطف مطلقا مع ثلاثة من الاصلاحيين السعوديين (متروك الفالح، عبد الله الحامد، وعلي الدميني) يقبعون حاليا خلف القضبان منذ اكثر من عامين، وكل ذنبهم انهم طالبوا بملكية دستورية، وانتخابات برلمانية، واصلاح القضاء، والتوزيع العادل للثروة، والسماح للمرأة بلعب دور في تنمية بلادها.

نريد ان نرى انتخابات برلمانية نزيهة في الامارات وقطر والسعودية، وكل الدول العربية الاخرى، يختار فيها ابناء الشعب ممثليهم في برلمانات تحاسب الوزراء، وتشرع القوانين، وتضع الدساتير، وتحمي المال العام من السرقات والنهب، وتراقب اداء السلطة التنفيذية بدقة، وفي ظل قضاء عادل مستقل.

فهل ننتظر حتى تغزو القوات الامريكية الرياض، وابو ظبي، والدوحة، والقاهرة، مثلما غزت العراق، حتى نشاهد انتخابات بالطريقة التي شاهدناها في بغداد مثلا، وهل قدرنا ان تكون الانتخابات الحرة النزيهة هي تلك التي تأتي باصرار من سيد البيت الابيض، وتحت حراب قواته؟

نحن نتحدث عن الاعلام السعودي لانه الاوسع انتشارا، والاكثر تأثيرا في محيطه العربي، ونلمس ازدواجية واضحة في ادائه، فهو مع الديمقراطية والانتخابات والليبرالية طالما انها تجري في اي مكان آخر غير السعودية، وتباركها واشنطن، وتخدم مشاريعها في المنطقة، وهو مع الحداثة والرقص والقنوات المنفتحة على مصارعها، طالما انها تصدر في الخارج، وتنطلق من دول الجوار الاخرى، لان السعودية يجب ان تظل بلد الشريعة والمحافظة على التراث والعقيدة.

نريد ان نرى انتخابات برلمانية في جدة والرياض وبريدة والقصيم وحائل، نريد ان نرى المواطنين السعوديين يرفعون اصابعهم المدموغة بالحبر الانتخابي الازرق او الاسود، بعد ادلائهم باصواتهم في انتخابات حرة نزيهة، المرأة جنبا الى جنب مع الرجل، لاختيار برلمان يحاسب الوزراء، ويقر الميزانيات، ويطلع على كل ريال يدخل الموازنة العامة، وعن ثمن كل برميل نفط يصدّر الى الخارج.

ورغم رأينا المعروف في الانتخابات العراقية، نتمنى ان يحدث عُشرها في السعودية التي يرقص اعلامها طربا في عرس ليس له.

نريد ان نرى تعددية سياسية حقيقية، واحزابا تمثل كل انواع الطيف، تتنافس لكسب اصوات الناخبين من خلال برامجها الاصلاحية، وخططها لحماية المال العام وتوفير فرص العمل والعيش الكريم للـمــــواطنين، والارتقاء بمستوى الخدمات العامة.

فالانغلاق الحالي، وجلد المواطنين لانهم فكروا في التظاهر، واعتقال الاصلاحيين لانهم وقعوا عرائض تطالب بالاصلاح، ومصادرة حريات اناس ومنعهم من وظائف او مناصب معينة في الامن والجيش والتدريس، لانهم من طائفة مختلفة، كلها تؤدي الى تفاقم حال الاحتقان الحالية، وتصعيد العنف، وتحول شوارع الرياض وجدة الى ساحات معارك بين التيارات العنفية وقوات الامن.

نتمنى ان يدرك المسؤولون السعوديون، وبعض القائمين على اعلامهم، اننا في زمن يعيش متغيرات متسارعة، وثورة اتصال غير مسبوقة، نحن نعيش في زمن تتحدث فيه الصحافة المغربية عن راتب الملك محمد السادس الشهري (30 الف يورو فقط) ومصاريف الاسرة الحاكمة، فهل يا ترى سنفتح اعيننا يوما على صحيفة خليجية تتحدث عن مصاريف الاسرة الحاكمة وارصدتها ونصيبها من الدخل القومي؟
=================================


أعتقد أن هذا الكاتب حالم جدا و لن يفيق من أحلامه إلا و هو مثل باقى الأحرار ..داخل السجون

[اباالزهراء]

اقول لك اتق الله فيما تقول وهذه الديمقراطيه التى تدعوا لها لاتخلف الا الدمار والا فساد فهل انت تدعوا الى الافساد واذا كان على الا نتخابات فهذا بلد ال سعود وحدهم من اراده فليقعد ومن لا يريده يدور على مكان ثاني يجد فيه الديمقراطيه والحريه التي يريدها فاين كان ابائك واجدادك عندما استولى عبد العزيز على السعوديه بالسيف اما انهم من الذين هزمهم واما انهم مع من حارب معه وكلهم يدخلون تحت حكمه واما انك اتيت بعد التحرير فانت ضيف واشكرهم على حسن الضيافه فعبد العزيز رحمه الله حررها بالسيف لا بالانتخايات التي تريدها انت وغيرك فهي مملكتهم فليهنئوا فيها فوالله انه من العيب ان تطالب بانتخابات وهم اذا قوا المر اجدادهم لتحريرها بالسيف تحت راية الاسلام وشكرا

[الوافـــــي]

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة اباالزهراء
اما انك اتيت بعد التحرير فانت ضيف واشكرهم على حسن الضيافه

هو كذلك يا أبا الزهراء ..
وقد جاء صاحبنا طالبا للجنسية السعودية
فعندما ( رفضوه ) آل سعود ... جعل من الدين سلاحا يحاربهم به
وما علم هذا الأفاك أن أهل هذه البلاد هم أهل الدين وحماته
فجد له العذر لأنه يفقد أبسط أبجديات المعرفة
حتى أن السنتين إلا شهرين عنده تساوي سنه وثمانية أشهر
أرأيت غباءً كهذا ...

تحياتي

[الحـارق]

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي

فجد له العذر لأنه يفقد أبسط أبجديات المعرفة
حتى أن السنتين إلا شهرين عنده تساوي سنه وثمانية أشهر
أرأيت غباءً كهذا ...

تحياتي

يمكن يكون العذر أنه مستعجل على الجنسية!!