مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-07-2001, 12:22 PM
الغيور على دينه الغيور على دينه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 5
إرسال رسالة عبر ICQ إلى الغيور على دينه
Lightbulb الرد على التيجاني بادعائه أن القرآن يذم الصحابة:

الرد على التيجاني بادعائه أن القرآن يذم الصحابة:

يقول التيجاني (المهتدي ) في بداية هذا المبحث (( قبل كل شيء لا بد لي أن أذكر بأن الله سبحانه وتعالى قد مدح في كتابه العزيز في العديد من المواقع صحابة رسول الله الذين أحبوا الرسول واتبعوه وأطاعوه في غير مطمع وفي غير معارضة ولا استعلاء ولا استكبار، بل ابتغاء مرضاة الله ورسوله، أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه، وهذا القسم من الصحابة الذين عرف المسلمون قدرهم من خلال مواقفهم وأفعالهم معه (ص) فأحبوهم وأجلوهم وعظموا قدرهم وترضوا عنهم كلما ذكروهم. وبحثي لا يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذي هم محط الإحترام والتقدير من السنة والشيعة، كما لا يتعلق بالقسم الذي اشتهر بالنفاق والذين هم معرضون للعن المسلمين جميعاً من السنة والشيعة، ولكن بحثي يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذين أختلف فيهم المسلمون(!!) ونزل القرآن بتوبيخهم وتهديدهم في بعض المواقع، والذين حذرهم رسول الله (ص) في العديد من المناسبات أوحذر منهم، نعم( الخلاف ) القائم بين الشيعة والسنة هو في هذا القسم من الصحابة....))(1).

هنا يحاول التيجاني أن يبرز السنة والشيعة على أنهم متفقون على أن من الصحابة من هم محل اتفاق وأن هناك قسم محل اتفاق أيضاً وهم المنافقون ولكن الخلاف بين السنة والشيعة هو في القسم الثالث من الصحابة! ونسي أو تناسى أنه ذكر أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها فادعاء التيجاني بأن الخلاف بين السنة والشيعة في أقسام الصحابة تخرص واضح وفاضح منه، أما المنافقون فهم ليسو عندهم بحال من جملة الصحابة، ولكنه هنا أبى إلا أن يجعل من الصحابة ثلاثة أقسام والغريب أن ممـا يؤكده التيجاني خـلال بحثه المعمق أنه يرجع إلى مصادر الطرفين ولكنه هنـا أقحـم رأى الشيعة فـي تقسيم الصحابة واتخذه مرتكزاً ليلوي أعناق نصوص القـرآن ويفسرها بما يوافق هواه وأهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة فمرحى بالإنصاف!؟

أولاً: استدلاله بالآية الأولى على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

يستدل التيجـاني فيما يسميها ( آية الانقـلاب ): قال تعالى في كتابه العزيز { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } فهذه الآية الكريمة صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرة ولا يثبت منهم إلا القليل كما دلت على ذلك الآية في تعبير الله عنهم: أي عن الثابتين الذين لا ينقلبون بالشاكرين، فالشاكرون لا يكونون إلا قلة قليلة كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وقليل من عبادي الشكور } وكما دلت عليه أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة التي فسرت هذا الانقلاب، والتي سوف نذكر البعض منها ....))(2) وللرد عليه أقول:

1ـ يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي في كتابه ( البرهان ) (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها و متشابهها، و ناسخها و منسوخها، و خاصها و عامها، و مطلقها و مقيدها، و مجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها و حرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها ))(3) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، و التيجاني لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.

2ـ وأما بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}(4) وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية(5)، وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل ))(6) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بقي ))(7) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم علـى أعقابكم، أي: كيف ترتـدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخـلو ويتمسك أتبـاعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل ))(8) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام ـ فلن يضر اللـه شيئـاً ـ من الضرر وإنما يضر نفسه ـ وسيجـزي الله الشاكرين ـ أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام ))(9).

3ـ هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه ))(10).

4ـ من هنا نعلم أن قول التيجاني ( المهتدي ) (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم جهله بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها هو وإذا فسرت الآيـة حسب عقليتـه لأصبح المعنى أن اللـه سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً!!! وأنا لا أستغرب هذا الهراء من مثل هذا وأمثاله لأن كتب التفسير لدى الرافضة قد حشيت بأقاصيص فيها من السفاهة والسخافة ما يجعلها تصلح لإضحاك الأطفال، فضلاً من أن تسمى كتب تفاسير لكتاب العزيز الغفار، وبما أن التيجاني أيضاً قد جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه وخصوصاً أنه ذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة الى ثلاثة أقسام منهم قسم من الصحابة مرضي عنهم وقسم اختلف فيهم المسلمون! ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن التيجاني يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم الثلاثة أو السبعة(*) الذين تعترف بهم الرافضة وتترضىَّ عنهم لأنه سوف يصطـدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبـتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي وقاص الذي انـدقت سية قوسـه وطلحة بـن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن )(11) وهؤلاء جميعاً ليسو من ضمن القسم المعظم عند أهل الرفض فما هو جواب التيجاني المهتدي وإخوانه الرافضينا؟! بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الرافضة الاثنا عشرية وتشهد على ذلك مراجعهم الأصلية، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحـابة إنما هم بشر يخطئـون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهـد لهم القرآن الكريم في غير مـا موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100) فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي المهتدي،...وكقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا أصحـابي فوالذي نفسـي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ))(12) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.

ثم يسترسل فيقول (( ولو أردنا استقصاء ما هنالك من الآيات الكريمة التي تؤكد هذا المعنى وتكشف بوضوح عن حقيقة هذا التقسيم الذي يقول به الشيعة بخصوص هذا القسم من الصحابة لاستوجب ذلك كتاباً خاصاً، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بأوجز العبارات وأبلغها حين قال: ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) صدق الله العلي العظيم، وهذه الآيات كما لا يخفى على كل باحث مطلع تخاطب الصحابة وتحذرهم من التفرقة والاختـلاف من بعـد ما جاءهم البينات وتتوعدهم بالعذاب العظيم وتقسمهم إلى قسمين قسم يبعث يوم القيامة بيض وهم الشاكرون الذين استحقوا رحمة الله، وقسم يبعث مسود الوجوه وهم الذين ارتدوا بعد الأيمان وقد توعدهم الله سبحانه بالعذاب العظيم ))(48) أقول:

1ـ قال المفسرون في تفسير هذه الآية (( ولتكن منكم أيها المؤمنون جماعة يدعون الناس إلى الخير والإسلام وشرائعه (ومن) في منكم للتبعيض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، وينهونهم عن الكفر بالله وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا...} قال جمهور المفسرين هم اليهود والنصارى، وقال بعضهم هم المبتدعة من هذه الأمة وقال أبو أمامة: هم الحرورية ))(49)(( وأما قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه...} فقد اختلف أهل التفسير في تعيينهم فقال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة، وقال الحسن البصري: هم المنافقون كانوا أعطوا كلمة الإيمان بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم، وقال أبو أمامة: هم الخوارج فعن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوساً منصوبة على درج دمشق فقال أبو أمامة: كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم قرأ { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً ـ حتى عد سبعاً ـ ما حدثتكموه ))(50) وعن قتادة هم المرتدون، وقيل عنه أيضاً:هم أهل البدع فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إني فرطكم على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم وسيؤخذ نـاس دونـي، فأقول: يارب مني ومن أمتي، فيقال لي هـل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ))(51) وقال أبي بن كعب: هو الإيمان الذي كان قبل الاختلاف في زمان آدم، حين أخذ منهم عهدهم وميثاقهم وأقروا كلهم بالعبودية وفطرهم على الإسلام فكانوا أمة واحدة مسلمين. وقال القرطبي ((والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فمن بدل أو غير أو ابتدع في دين الله مالا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتعدين منه مسودي الوجوه، وأشدهم طرداً وإبعاداً من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها (!!) والمعتزلة على أصناف أهـوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون ومبتدعـون...))(52) وقال ابن جرير الطبري (( وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بالصـواب القـول الذي ذكرنـاه عن أبي بن كعب أنه عنى بذلك جميع الكفار، وأن الإيمـان الذي يوبخون على ارتدادهم عنـه هـو ايمان الذي أقـرّوا به يوم قيل لهم { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } ))(53) فهذه هي أقوال المفسرين لهذه الآية فهل ترى رعاك الله أحداً منهم قال هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة؟! فلست أدري والله من أين يأتي هذا التيجاني بتلكم التفاسير.

ثالثاً ـ إستدلاله بالآية الثالثة على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الخشوع ) فيقول (( قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون ) صدق الله العلي العظيم، وفي الدر المنثور لجلال الدين السيوطي قال: لما قدم أصحاب رسول الله (ص) المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد، فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه ( فعوقبوا ) فنزلت ( ألم يأن للذين آمنوا ) وفي رواية أخرى عن النبي (ص) أن الله استبطأ قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة سنة من نزول القرآن فأنزل الله ( ألم يأن للذين آمنوا..)، وإذا كان هؤلاء الصحابة وهم خيرة الناس على ما يقوله أهل السنة والجماعة، لم تخشع قلوبهم لذكر اللـه وما نزل من الحـق طيلة سبعة عشرة عاماً حتى استبطأهم اللـه وعاتبهم وحـذرهم من قسوة القلوب التي تـجرهم للفسوق، فـلا لـوم علـى المتأخرين مـن سراة قريش الذين أسلموا في السنة السابعة للهجرة بعـد فتح مكة))(1).

1ـ بالنسبة للرواية الأولى التي ذكرها التيجاني نقلاً عن الدر المنثور لجلال الدين السيوطي فهي رواية عن الأعمش ولم ترفع للنبي صلى الله عليه وسلم إطلاقاً فقد قال السيوطي أخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن المنذر عن الأعمش قال: لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد، فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه ( فعوتبوا ) فنزلت ( ألم يأن للذين آمنوا..) الآية(2) ، فالرواية موقوفة على الأعمش وهو معروف بالتدليس بالإضافة لتفرده بها وعلى العموم الرواية ليست من قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما ادعـى التيجاني إضافة إلى تحـريف التيجاني الرواية، فبينما الرواية تقول ( فعوتبوا ) حرفها لتستقيم مع كذبه إلى ( فعوقبوا ) فتنبه!...وأما الرواية الأخرى التي أوردها التيجاني فقد قال السيوطي أخرج ابن مردويه عن أنس لا أعلمه إلا مـرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: استبـطأ اللـه قلوب المهـاجرين بعـد سبـع عشـرة سنة من نزول القرآن، فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } الآية(3) وهذه الرواية التي أخرجها ابن مردويه عن أنس لم أجدها في جميع كتب التفسير المعتمدة إضافةً لمخالفتها للرواية الصحيحة عن ابن مسعود فقد أخرج مسلم في صحيحه أن ابن مسعود قال: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية { ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } إلا أربع سنين ))(4) بالإضافة إلى أن ابن مسعود أقدم إسلاماً والأعلم بنزول القرآن، فرواية أبن مردويه شاذة ومنكرة، فهي شاذة لأنها خالفت رواية ابن مسعود الأوثق سنداً، ومنكرة لتفرد ابن مردويه في إخراجها فلا متابع له ولا شاهد، والملاحظ هنا ان السيوطي عند تفسيره لهذه الآية أورد عشرين رواية ومن ضمنها رواية ابن مسعود الصحيحة فَلَمْ يعجب التيجاني إلا هاتان الروايتان ظناً منه أن فيها ما يثلب الصحابة كاشفاً عن سوء خبيئته وفساد طويته ولكن هيهات، فاستدلاله بالسيوطي ليس حجة له بل عليه لأن السيوطي معروف لدى علماء الحديث بإيراده الأحاديث الضعيفة والموضوعة فليس مجرد الاستدلال يدل على الصحة.


2ـ ولو فرضنا أن الروايتين اللتين استدل بهما التيجاني صحيحتان فيكون قول الله لهم مجرد عتاب وحث لهم على زيادة الخشوع وديمومة الخوف من الله لأن الصحابة بلا شك ليسوا معصومين من الأعراض البشرية كالنسيان والغفلة وقد ذكرت في الفقرة السابقة أن القرآن نزل لتربية الصحابة على قيادة الدنيا وليحضهم على الخير وينهاهم عن كل ما فيه شر لهم وضرر فعن ابن مسعود قال: إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأوعها سمعك فإنه خيرٌ يؤمر به أو شر ينهى عنه(5) والآية التي نحن بصددها نزلت لتنبيه الصحابة وحضهم على الخشوع وتنبيههم إلى أن اليهود والنصارى قد طال عليهم الأمد فأصيبوا بقسوة في قلوبهم فأصبح الكثير منهم فاسقون وذلك ليحذر المؤمنون من هذا الطريق فيجتنبوه وهذا بلا شك في عداد تربية الصحابة وإلا إن كان لا يجوز مجرد عتابهم فإذاً هم في عداد الملائكة وليسوا في عداد البشر! وحتى النبي صلى الله عليه وسلم نزل القرآن يعاتبه كما في قصة ابن أم مكتوم { عبس وتولى } فإذا كان عتاب الله للصحابة ذماً فماذا بالله سيقول التيجاني عن عتاب الله للنبي صلى الله عليه وسلم؟! وقـد نـزل القرآن لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللـه له { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين } وقوله تعالى { فإن كنت في شكٍّ مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك } ( يونس 94) فماذا سيقول هذا التيجاني عن نبي الرحمة؟! هل سيقول أن النبـي صلى الله عليه وسلم لم يتق اللـه ويشك فيما أنزل اللـه إليه؟؟!! أهذا هـو التفسير الذي اهتدى بسببه التيجاني؟! بالطبع نعم.... لأن التفسير إذا لم يكن مقروناً بأصـوله التي حـددها العلماء فسيتحول إلى تفسير أشبه بتفسير العقلاء المجانين؟!

3ـ وأخيراً أقول قد مرّ معنا في الفقرة السابقة أن علياً رضي الله عنه قد مدح الصحابة وهو بصدد تعليم شيعته وتوبيخهم وحثهم على اتخاذ الصحابة قدوةً وذلك حينما قال (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم وخدودهم ...الخ ))(6) بالإضافة إلى قول جعفر الصادق حينما وصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (( ....كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(7) فإذا كان الأئمة أنفسهم يصفون الصحابة بهذه الصفات ـ ومن مصادركم ـ فكيف يدّعي هذا الآبق بأن الصحابة لم تخشع قلوبهم لذكر الله ( هكذا! ) وحتـى ألقم هذا التيجاني المهتدي الحجارة في فمه وأوقفه عن مشاغبته في حـق الصحـابة الكرام أورد ما جاء على لسان ( الإمام الحادي عشر المعصوم ) الحسن العسكري في تفسير قوله في حق من يبغض الصحابة ((.. إن رجلاً ممن يبغض آل محمد ( وأصحابه ) الخيرين وواحداً منهم (!!) لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين ))(8) علّق أيها التيجاني المهتدي؟!

__________________
قال الرسول"أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي:لا أله ألا الله".

المصيبة لاتي لا تقتلني تجعلني أكثر قوة....
  #2  
قديم 27-07-2001, 10:12 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الأخ الغيور على دينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإني أرجو فعلا أن تكون غيورا على دينك بشكل حقيقي بحيث يكون الحق هو ما تسعى إليه فتقبل أن تتخلى عن أي فكرة أو أي معتقد يثبت لك أنه خطأ وتقبل أن تعتقد بكل ما يثبت لك أنه صحيح وأن يكون الحق مقدما لديك على كل موروث ورثته وتربيت عليه فإذا كنت كذلك فسوف يطيب الحديث معك أما إذا كنت من الذين لا يقبلون التراجع عن أي موروث مهما كان باطلا فإن الحديث معك سيكون بلا فائدة..

وأما بخصوص ما أوردته في مقالتك فإن لنا بعض الملاحظات نذكرها لعل يكون فيها بعض الفائدة :

أولا : لقد أنكرت على التيجاني أنه قسم الصحابة إلى أقسام وقلت ( أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها ) وتعليقا على هذه العبارة أقول أن التقسيم الذي أورده التيجاني هو تقسيم موجود فعلا شئنا ذلك أم أبينا ولا يمكن نكرانه فهل يمكن نكران أن هناك بعض الصحابة قد نالوا احترام ومحبة الشيعة والسنة ؟وهل يمكن نكران أن هناك بعض الصحابة اختلف الشيعة والسنة في محبتهم وإجلالهم ؟ وهل يمكن نكران أن هناك منافقين مردوا على النفاق هم محل بغض الشيعة والسنة ؟
بالطبع لا يمكن نكران مثل هذا التقسيم ورفضك لهذا التقسيم في غير محله .. ومن الواضح أن الذي دفعك لعدم قبول هذا التقسيم غيرتك الشديدة على الصحابة بحيث انفعلت انفعالا شديدا واندفعت بلا روية مما جعلك ترى أن هذا التقسيم يتنافى مع نظرة أهل السنة إلى الصحابة والحال أن هذا التقسيم لا يتنافى أبدا مع نظرة أهل السنة إلى الصحابة ولا يلغيها وإنما يبين ويوضح كيف ينظر الطرفين إلى الصحابة لا أكثر ولا أقل .. ولكن الانفعال والاندفاع دائما يتسببان في عدم إدراك أبسط الأمور.

ثانيا : في نفس عبارتك السابقة ذكرت أن أهل السنة يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها .. وأنا أستغرب مثل هذا الكلام فالذي أعرفه أن أصول الدين عند أهل السنة ثلاثة هي : التوحيد والنبوة والمعاد ولا أدري هل تم إضافة أصل رابع ؟؟ ليتك تخبرنا متى تم إضافة هذا الأصل ومن الذي أضافه وكيف تم ذلك ؟

أما قولك أن هذه القضية لا يجوز الخلاف فيها ( مع أن الأصح أن تقول لا يجوز الاختلاف وليس الخلاف ) فأقول أن الاختلاف في ذلك قد وقع بالفعل عند أهل السنة .. صحيح أنه يقتصر على فـئـة قليلة من الصحابة كمعاوية وأتباعه ولكنه موجود فالكثير من العلماء السنة ( من غير أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) يحملون معاوية مسؤولية حرب صفين وقتل ألوف من الصحابة ويقررون بأن معاوية وجيشه هم الفئة الباغية التي قتلت عمار ابن ياسر لقول الرسول ( عمار تقتله الفئة الباغية ) فهل قتل ألوف من الصحابة من الأمور الهينة البسيطة التي ينبغي التسامح فيها هل الصحابة الذين قتلوا في هذه المعركة من التفاهة بحيث يجب التغاضي عمن تسبب في قتلهم وهل من تسبب في مقتل الصحابة يكون عادلا وهل خروجه لمحاربة الخليفة الشرعي من الأمور الهينة ؟ ألا تعرف ما حكم من خرج على إمام زمانه ؟ وهل محاربته الإمام الحسن سبط رسول الله وريحانته وسيد شباب أهل الجنة من الأمور الهينة التي يجب التغاضي عنها ؟ وهل قتله حجر بن عدي من الأمور التي يجب التغاضي عنها أيضا ؟ هل من المعقول أن كل تلك الأمور لا تؤثر في العدالة ؟مالكم كيف تحكمون !

إن هذه الأمور واضحة ولا يتجاهلها إلا معاند


ثالثا : لقد اتهمت التيجاني بالجهل العظيم لأنه قال أن آية ( الانقلاب ) صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً . ثم قلت أن ذلك يؤدي إلى القول بأن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله بكل وضوح أنهم سينقلبون في المستقبل القريب ( أي بعد وفاة الرسول ) واعتبرت أن ذلك هراء من جملة الهراء الموجود في تفاسير الشيعة.

وتعليقا على هذا القول أود أن أتساءل ألستم تقولون وبكل إصرار أن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ارتد جماعة من الصحابة وكان عددهم من الكثرة بحيث استطاعوا أن يكونوا لأنفسهم جيشا يواجه جيش أبي بكر ؟ فإذا كان كذلك لماذا نستبعد أن الله أراد أن يخبر الرسول بما سوف يقع بعد وفاته ؟ هل يعتبر ذلك من الهراء ؟ فإن أصررت أن ذلك من الهراء فينبغي لك أن تبين لماذا هو هراء . هل لأنه ليس من المعقول أن ينقلب بعض الصحابة على أعقابهم ؟ بالطبع لن تقبل بذلك لأنكم تقولون بالردة. أم لأنه ليس من المعقول أن الله سبحانه وتعالى يخبر نبيه بما سوف يحدث بعد وفاته ؟ أين الهراء في ذلك ؟
على أنك لابد أن تلاحظ هنا أنني لا أقول أن سبب نزول هذه الآية هي أن الله سبحانه وتعالى يريد إخبار النبي بأن بعد وفاته سوف ينقلب بعض الصحابة على أعقابهم ولكن أقول أننا نستطيع أن نستفيد من هذه الآية إمكانية حدوث الانقلاب لدى جماعة من الصحابة بعد وفاة رسول الله وخير شاهد على ذلك ما حدث في غزوة أحد لما شاع خبر استشهاده صلى الله عليه وآله وما حدث أيضا بعد وفاته وحسب ما تروونه فإن هناك من ارتد فعلا وأن هناك من ارتج حتى خطب فيهم أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

ألا تستنتج معي من هذا العرض أن كلامك هو الهراء بعينه؟

ثم إنك قلت أن تفاسير الشيعة تقول بأن هذه الآية نزلت بمناسبة ما حدث في غزوة أحد وقلت أن الطبرسي ذكر ذلك وأنا أقرك على ذلك وأضيف لمعلوماتك أيضا أن السيد الطباطبائي ( أعلى الله مقامه ) صاحب ( الميزان في تفسير القرآن ) أيضا يقول بذلك وهو من عمدة المفسرين الشيعة فهل تتفضل علينا وتخبرنا أي التفاسير رأيت فيها ذلك الهراء.

رابعاً : لقد استبعدت أن يكون هناك من سينقلب على عقبيه بحجة أنه لو كان هناك من سينقلب على عقبيه فإن القرآن لابد وان يخبر بهم فقلت مستنكراً : ( ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القضية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه[ وآله ] وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا ) فأقول إذا كان هذا هو استنكارك لماذا لم تضع نفس هذا الاستنكار في قضية المرتدين ؟ ولماذا لم تضع هذا الاستنكار في قضية المنافقين ؟ بمعنى لماذا لم يخبر القرآن بالمنافقين فردا فردا بأسمائهم حتى لا يتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا ؟


خامسا : ذكرت في جملة كلامك أن الصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.فأقول فأما بالنص المنقول فإليك هذا النص : جاء في صحيح البخاري في باب غزوة الحديبية : ( عن أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبا لك صحبت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وبايعته تحت الشجرة . فقال يابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده )

وإليك هذا النص أيضا : روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( إني فرطكم على الحوض من مر علي شري ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول : أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي )

أما بالمنطق المعقول فأقول أننا جميعا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أوصى بأهل بيته واعتبر أن كل من آذاهم فقد آذاه وأن من حاربهم فقد حاربه وهذا من المسلمات بحيث لا نحتاج إلى تقديم الأدلة على إثباته ( ومن أرادها فليخبرني لأخبره بها عن طيب خاطر ) ومن الثابت أيضا أن بعض الصحابة قد حاربوا أهل البيت وأرادوا قتلهم فماذا يقول العقل هنا ؟ فنحن هنا أمام خيارين إما أن نقر بقول الرسول بأن من حارب أهل بيته كمن حاربه أو أننا ننكره . وبما أننا لا نستطيع أن ننكره لثبوته عند الشيعة والسنة فلابد لنا أن نقره فإذا أقررناه فنحن أمام خيارين إما أن نعمل به أو لا نعمل به . وبما أننا لا نستطيع أن نرد أو نعطل قول الرسول صلى الله عليه وآله فلابد أن نختار الخيار الأول وهو أن نعمل به وهذا يتطلب منا أن نعتبر كل من حارب الإمام علي والإمامين الحسن والحسين معاملة من حارب النبي . فهل من المعقول أن من حارب النبي نحكم عليه بالعدالة ؟؟


سادسا : أنك أخذت على التيجاني أنه أهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة وقلت تعليقا على ذلك :
( فمرحى بالإنصاف !؟ )
فإذا اعتبرت ذلك مغايرا للإنصاف فلماذا وقعت فيه عند ردك على استدلاله بالآية الثانية ؟ فإنك خلال ردك على استدلاله بالآية الثانية اقتصرت على المصادر السنية فقط فمرحى بالإنصاف !؟ ثم كيف تريد أن ترد على شيعي بأدلة من المصادر السنية ؟ مرحى بالفطنة !؟

سابعا : في ردك على استدلاله بالآية الثالثة أيضا اقتصرت في أدلتك على المصادر السنية ووقعت في نفس ما وقعت فيه عند ردك على استدلاله بالآية الثانية ومع ذلك لم تأت بما ينافي ما قاله التيجاني سوى الاختلاف في عدد سنوات الفترة التي بين إسلام بعض الصحابة وبين نزول آية العتاب أما المعنى الأساسي الذي أقرته الآية فلم يتم نفيه أما محاولتك تخفيف هذا العتاب بقولك انه مجرد عتاب فهذا لا يغير شيئا فالعتاب موجود وسببه قد تم توثيقه بهذه الآية وهو سبب ليس هين وبسيط فهل من البساطة أن يصف الله أي أحد بأنه لم يخشع قلبه لله وان يشبهه باليهود والنصارى ؟

أما مقارنتك هذه الآية بآيات نزلت في الرسول فأقول أين هذا من ذاك فالفرق بين تلك الآية وبين هذه الآيات كبير وواضح فليس في ظاهر هذه الآيات ما يثبت صدور أي تقصير من الرسول بينما آية ( ألم يأن ) تدل بوضوح على أن ألئك الذين عوتبوا في هذه الآية لم تخشع قلوبهم لذكر الله وان عدم الخشوع هذا قد طالت مدته واستنفذ مداه بدليل لفظة ( ألم يأن ) والتي لا تستخدم عادة إلا بعد نفاذ الصبر ..

ثامنا : أنك لم توثق المصادر التي اعتمدت عليها حيث انك اكتفيت بوضع أرقام أمام بعض النصوص ولا ادري ما قيمة تلك الأرقام حيث لم أجد في أسفل الصفحة أي مصدر.

هذا وأرجو أن يكون الحق هو ما نصبو إليه وأن لا تأخذنا العزة فنتعصب لرأينا حتى عندما يثبت بطلانه
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

[ 28-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أسعد الأسعد ]
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
  #3  
قديم 29-07-2001, 09:25 AM
مسلم مسالم مسلم مسالم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 156
Post

بسمه تعالى،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أثابك الله يا أسعد الأسعد على توضيحك لشبهات الغيور على دينه.

ونتمنى أن نرى رده قريباً.
__________________
  #4  
قديم 29-07-2001, 12:34 PM
الغيور على دينه الغيور على دينه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 5
إرسال رسالة عبر ICQ إلى الغيور على دينه
Lightbulb

أولا أريد أن أشكر الأخوين أسعد الأسعد وأقول للأخ أسعد أنني لست من أولئك الذين يتعصبون لرأيهم,وقبل أن أرد عليك اريد أن أسئلك هل أنت سني أم شيعي(كما بدا من كلامك) فاذا كنت شيعيا فانني لن اتحدث معك اأنني لا أعترف بهم ولا بكل الطوائف شبه الخارجة عن الاسلام ,أماان كنت سنيا فأهلا و سهلا بك...
أما قولي من أصول الدين فاني لا أقصد الأصول نفسهابل أعني أنها شئ معلوم بالضرورة للمسلمين(الحقيقين طبعا)

أما حديثك عن الفتنة فذلك أمر يفضل عدم الخوض فيهوان كان معك حق في أن الحق مع علي كرم الله وجهه

وأما قوللك أنني فقط استدللت بالمصادر السنية فهذا لأنه لايوجد مصدر اخر (بعد القران)لؤخذ به بعد السنة.

وأخيرا احمد الله الذي جعلنا على الطريق الصواب لا طريق تلك الفرق الضالة
__________________
قال الرسول"أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي:لا أله ألا الله".

المصيبة لاتي لا تقتلني تجعلني أكثر قوة....
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م