مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 10-08-2001, 12:39 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

وأما النص الثاني وهو حديث غدير خم، فانه في الرواية الصحيحة وهي رواية مسلم يوصي المسلمين بالتمسك في كتاب الله وفي اهل بيته ليكرموهم ويحترموهم ولا يؤذوهم، وليس فيه أي دلالة على ان الرسول يستخلف اهل بيته في الخلافة، فالحديث يقول " واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي " وهذا ليس فيه ما يدل على انه جعل اهل بيته خلفاء على الناس في الحكم من بعد وفاته . واللفظ صريح ومنطوقه ومفهومه لا يفهم منه ابدا انه استخلف اهل بيته او احدا منهم على حكم المسلمين في الخلافة من بعده.
واما الروايتان الثانية والثالثة وجميع الروايات التي مثلها فانها لا تخرج عما جاء فيها ، فان في هذه الروايات امرين : احدهما جعل عليا مولى للمؤمنين بقوله " ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من انفسهم، من كنت مولاه فهذا مولاه – يعني عليا- اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". اما الامر الثاني فهو انه يوصي في عترته خيرا فيقول " وعترتي اهل بيتي ، فانه نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ". ولا يوجد في هذه الاحاديث كلها على تعددها وعلى اختلاف رواياتها غير هذين الامرين. اما الامر الاول، وهو الموالاة، فسنتحدث عنه عند الكلام عن احاديث الولاية بعد هذا النص مباشرة. واما الامر الثاني فلا يخرج عن كونه وصية للمسلمين بعترته اهل بيته خيرا، ليكرموهم ويحترموهم ولا يؤذوهم ، فانه سيسألهم عنهم، وان اهل بيته وكتاب الله سيظلان مقترنين الى يوم القيامة. فلا يوجد في هذه الاحاديث – احاديث غدير خم – اكثر من توصية المسلمين خيرا بعترته ولا يوجد فيها اي شيء يدل على استخلاف علي او استخلاف آل بيته في الخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فأين الاستخلاف في قول الرسول حسب جميع الروايات السابقة التي روت حديث غدير خم " واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي " او قوله " واني قد تركت فيكم الثقلين ، كتاب الله تعالى وعترتي " او قوله " واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي " او قوله " فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين " او قوله " فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ". أيوجد في هذه النصوص اكثر من تذكير المسلمين بعترته عليه السلام وتوصيته بهم خيرا ؟ وهل يفهم احد من ذلك ان هذا يعني انهم خلفاء على المسلمين في الحكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ومن أين يؤخذ هذا ؟ أمن منطوق الكلام ام من مفهومه ؟
وعليه فليس في حديث خم في الروايات السابقة اي دليل على استخلاف علي على الخلافة ولا على استخلاف آل البيت فيسقط الاستدلال به .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #12  
قديم 10-08-2001, 12:41 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

وأما النص الثالث وهو احاديث الولاية ، فان هذه الاحاديث بهذه الالفاظ لم يخرجها الشيخان البخاري ومسلم. على ان هذه الاحاديث لو صحت عند من يحتجون بها على استخلاف علي، فان النصوص التي اوردوها لا يمكن ان يستنبط منها الاستخلاف. لان جميع الفاظها لا تخرج عن " ولي كل مؤمن بعدي " " وليكم بعدي " " انت ولي كل مؤمن بعدي " ولي المؤمنين من بعدي " " فمن تولاه فقد تولاني " " فان ولايته ولايتي " " وال من والاه " . فهذه الالفاظ وامثالها من سائر الروايات لا تخرج عن لفظ الولي ، والمولى ، والموالاة، ولذلك سموها احاديث الولاية. وتفسرها جميعها روايتهم في حديث غدير خم " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فالمراد منها نصرتهم ، وان يكونوا معهم وان يحملوا لهم الولاء والمحبة. وقد وردت كلمة ولي ووالى وتولى في القرآن ، قال تعالى { وهو يتولى الصالحين } { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } { انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } { إنما سلطانه على الذين يتولونه } { الله ولي الذين آمنوا } { والله ولي المؤمنين } { ليس لهم من دون الله ولي } { ومن يتخذ الشيطان وليا } { لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء } { فقد جعلنا لوليه سلطانا } { ان وليي الله } { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم } .
وفي اللغة : الولي ضد العدو . يقال منه : تولاه . والمولى الناصر، والسيد، والموالاة ضد المعادة، والولي : من يلي امر الصغير كالأب والجد . وولي النكاح وولي المال وولي اليتيم الذي يلي امره ويقوم بكفالته . وفي معجم لسان العرب " الولي من اسماء الله تعالى هو الناصر وقيل المتولي لامور العالم والخلائق القائم بها " وقال " والولي الصديق والنصير التابع المحب ". قال ابو العباس في قوله صلى الله عليه وسلم " من كنت مولاه فعلي مولاه " اي من احبني وتولاني فليتوله. وكلها في غير معنى الحكم والسلطان.
حتى ان شراح هذا الحديث ممن يقولون بانه ينص على خلافة علي لم يستطيعوا ان يأتوا بأي معنى صريح من اللغة بأن كلمة مولى معناها لغة الحكم والسلطان. فمثلا يقول الشيخ عبد الحسين احمد الاميني النجفي في كتابه ( الغدير ) في شرح حديث الغدير ما نصه : " الى هنا لم يبق للباحث ملنحد عن البخوع لمجيء المولى بمعنى الاولى بالشيء وان تنازلنا الى انه احد معانيه وانه من المشترك اللفظي ". وقد اورد لكلمة المولى سبعة وعشرين معنى ولم يذكر منها الحكم والسلطان فقال : بعد ان علمنا ان شيئا من معاني المولى المنتهية الى سبعة وعشرين معنى لا يمكن ارادته في الحديث الا ما يطابقهما من المعاني ألا وهي : : 1- الرب 2- العم 3- ابن العم 4- الابن 5- ابن الاخت 6- المعتق 7- المعتِق 8- العبد 9- المالك 10 – التابع 11- المنعم عليه 12- الشريك 13- الحليف 14- الصاحب 15- الجار 16- النزيل 17- الصهر 18- القريب 19- المنعم 20- الفقيد 21- الولي 22- الاولى بالشيء 23- السيد غير المالك والمعتق 24- المحب 25- الناصر 26- المتصرف في الامر 27- المتولي في الامر ". هذه هي المعاني التي اوردها ولم يورد اي معنى صريح لكلمة مولى بمعنى الحكم والسلطان. ولذلك فانه حين شرح هذه المعاني بالنسبة للحديث توصل الى معنى منها اختاره فقال " على ان الذي نرتأيه في خصوص المقام بعد الخوض في غمار اللغة ومجاميع الادب وجوامع العربية ان الحقيقة من معاني المولى ليس الا الاولى بالشيء وهو الجامع لهاتيك المعاني جمعاء ومأخوذ في كل منها بنوع من العناية ".
ومن ذلك يتبين انه لم يرد الولي بمعنى الحاكم، ولم ترد الموالاة بمعنى الحكم، لا في القرآن ولا في الحديث ولا في اللغة. والالفاظ تفسر اما بمعناها اللغوي او بمعناها الشرعي ، فمن اين يأتي تفسير هذه الاحاديث بان الولي والموالاة ، معناها اعطاء الخلافة لعلي ولآل البيت ؟ واننا لو سرنا مع الذين يستدلون بهذه الاحاديث بكل معنى من معاني ولي ومعاني مولاة فانه لم يرد لها معنى تولي الحكم مطلقا ولا في نص من النصوص. نعم حين نقرن كلمة ولي بكلمة امر فحينئذ يصبح معناها الحاكم فيقال " ولي الامر " . وفي الاحاديث التي يسمونها احاديث الولاية لم ترد كلمة الامر مع كلمة ولي لا في روايات من رواياتهم، ولا من روايات غيرهم، وحينئذ ينتفي من الاحاديث معنى تولي الخلافة بعد رسول الله .
نعم ان كلمة ولاية فقط – لا كلمة مولى ولا كلمة ولي ولا كلمة موالاة – لفظ مشترك له عدة معاني ، منها النصرة ومنها السلطان اي الحكم. وورد في الاحاديث التي يروونها حديث ذكره كنز العمال ، جاءت فيه كلمة ولاية فقد يقال ان هذه تعني الحكم بحسب ما نصت عليه اللغة . والجواب هو ان هذه الكلمة وردت في الحديث بمعنى تولى، ونص الحديث يدل عليها. فنصه كما يرويه المحتجون به هو ( اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن ابي طالب فان ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله تعالى ) وهذا النص يعين ان المراد منها النصرة، اذ الرسول يدعو من آمن به ليتولى علي بن ابي طالب، لان من يتولاه يتولى الرسول ومن يتولى الرسول يتولى الله. هذا هو معنى كلمة ولاية، ولذلك جاء التعبير بالفاء " فان ولايته ولايتي " ولا يمكن ان يفهم " فان اخذه السلطان هو اخذي " بل الذي يفهم فقط هو ان نصرته نصرتي . وبذلك يظهر ان جميع الاحاديث التي ورد فيها ان عليا ولي المؤمنين بعد الرسول ومولاهم، وان عليهم موالاته ، وان يتولوه لان ولايته ولاية للرسول، جميع هذه هذه الاحاديث مهما جرى تفسيرها حسب اللغة وحسب نصوص القرآن فانه لا يمكن ان تعطي تولي الحكم لا بحسب معنى الكلمة ولا بحسب وضعها في الجمل التي وردت في الاحاديث المذكورة. فلا تصلح لان تكون دليلا على ان الرسول استخلف عليا بالخلافة من بعده فيسقط حينئذ الاحتجاج بها .

وهنا لا بد ان ننبه الى مسألتين : احداهما ان كون الكلمة مشتقة من مادة معينة لا يعني ان جميع مشتقات هذه المادة تتحد في المعنى وان احداها تعطي معنى الاخرى. بل قد تعطي اللغة اكثر من كلمة للمعنى وقد لا تعطي للكلمة الا معنى واحدا وضعت له ولا يعطي هذا المعنى غيرها، وذلك كله حسب وضع العرب. فاتحاد الكلمات بالاشتقاق لا يعني الاتحاد في المعنى ، بل تأخذ الكلمة معناها الذي وضعه لها العرب بغض النظر عن مادة الاشتقاق. فكلمة جاء وكلمة أجاء هما من مادة واحدة ومع ذلك فجاء معناها أتى وأجاء معناها ألجأ، والنضو بكسر النون معناها البعير المهزول وبضم النون معناها الثوب الخلق. وكلمة مولى لا يعني كون من معانيها المتصرف بالامر والمتولي للامر وأولى الناس، ان يكون ذلك يعني الحكم والسلطان لان كلمة ولي الامر تعني الحكم والسلطان لانهما من اشتقاق واحد . فالمولى غير ولي الامر في المعنى ، والمتصرف في الامر والمتولي للامر ايضا غير ولي الامر في المعنى. فولي الامر خاصة بالحاكم. ومولى لها عدة معاني ليس منها الحكم. والمتصرف في الامر تعني المتصرف في كل امر ولا تعني الحاكم بخصوصه، ولا يفهم منها انها تعني الحكم، لان اللغة لم تضع ذلك لها. والمسألة مسألة توقيفية على ما وضع العرب للكلمة من معنى لا حسب ما يفهم الشخص من مجموع الكلمات او من مجموع المدلولات . وعليه فان كلمة مولى ما دام لم يضع لها العرب معنى الحكم والسلطان صراحة فلا تفسر بها مطلقا. هذه واحدة. أما المسألة الثانية ، فهي ان القرائن في الجملة مهما كانت لا تعطي الكلمة معنى غير معناها الذي وضعها له العرب في صريح أقوالهم. فالقرائن تعين معنى من المعاني المشتركة او المتضادة للكلمة وتصرفه عن غيره ولا تجعل هذه القرائن للكلمة معنى جديدا لم يضعه لها العرب. فكلمة مولى لفظ مشترك والجمل التي وردت فيها تعين لها معنى من هذه المعاني ولكنها لا تعطيها معنى جديدا. فكون كلمة مولى جاءت في الحديث الذي يقال له حديث الثقلين او حديث الغدير جاءت قرائن من الجمل تدل على الحث على اعتبار المسلمين لعلي بناء على اعتبارهم للرسول لا يعطيها معنى جديدا وهو ان يكون علي حاكما بعد الرسول، ما دامت اللغة لم تضع لها هذا المعنى. ومن هنا يظهر ان حديث الغدير وغيره مما جاءت فيه كلمة مولى وولي من الاحاديث لا يستنبط منها ان عليا خليفة لعدم وضع العرب هذا المعنى لهذه الكلمات صراحة .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #13  
قديم 10-08-2001, 12:42 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

واما النص الرابع وهو احاديث المؤاخاة ، فإن مجرد قراءتها يسقط الاحتجاج بها من رؤية جملها والفاظها. فان النصوص التي وردت فيه هي " انت أخي وارثي " " أخي وابن عمي " " أخي وأبو ولدي " " ومني وإليّ " " أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرىء ذمتي " " علي أخو رسول الله " وكلها ألفاظ وجمل لا يمكن لاحد أن يستنبط منها الاستخلاف لا من قريب ولا من بعيد. لانها لا تزيد عن امور خاصة بين اثنين احدهما يعبر عن شدة قرب الآخر منه بانه اخوه. فالرسول يعبر عن شدة قرب علي منه بانه اخوه وبانه منه، وبانه معينه ويقضي ديونه . وليس في هذا اي امر عام ولا علاقة له بالحكم والخلافة. ولو فرضنا ان عليا اخ الرسول الشقيق او انه ابنه، فانه لا يدل على ان ذلك معناه ان يكون خليفة بعده. فقوله لعلي انت اخي او ابني او وزيري او غير ذلك لا علاقة لها بالحكم ولا دلالة فيها على الاستخلاف في الخلافة، لا من قريب ولا من بعيد، لا لغة ولا شرعا، ولا بأي وجه من الوجوه. فلا تصلح هذه الاحاديث حجة على ان الرسول عهد إلى علي بالخلافة من بعده، فيسقط الاحتجاج بها
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #14  
قديم 10-08-2001, 08:45 AM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الأخ الكريم صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله سبحانه وتعالى على تمكنك من إرسال ردك ويسرني قبول اقتراحك بعدم الانتقال إلى نقطة جديدة إلا بعد الفراغ من النقطة التي قبلها مع ملاحظة أننا قد نصل في بعض النقاط إلى طريق مسدود ولكن هذا لا يمنع من استمرار الحوار لأن نقاط هذا الحوار كثيرة فإن عجزت نقطة عن إقناعي أو إقناعك فلن تعجز النقاط الأخرى وأما عن اعتذارك عن التأخير فإنك في غنى عنه فمن هو في مثل أخلاقك لا يحتاج لأن يعتذر وأنت معذور عندي على كل حال .. وها أنا أتأخر هذه المرة أيضا في الرد فليعذر كل منا الآخر .

وأما ما يخص التعقيب الذي كتبته فإننا نستطيع من خلاله أن ننتهي إلى أننا متفقون تمام الاتفاق على ضرورة تعيين إمام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ولكننا مختلفين في الاستدلال على هذه الضرورة . فأنت ترى أن الدليل على هذه الضرورة محصور في الأدلة الشرعية بينما أنا أرى أن الأدلة على هذه الضرورة هي أدلة عقلية وشرعية.
وأما تعليقي على ما ورد في تعقيبك السابق فهو كالآتي :

أولا : لقد حكمت بخطأ الاستدلال بالعقل أو المنطق على ضرورة ( الإمامة ) وعلى ضرورة بيانها من قبل الشارع المقدس وذكرت لذلك عدة أسباب فقلت في السبب الأول أن ( العقل أو الفكر هو نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع ) وملاحظتي على كلامك هذا هي أنك أولا جعلت العقل والفكر شيئا واحدا وهما بالطبع ليسا كذلك فالعقل هو الملكة التي حبانا الله إياها لنكون قادرين على إدراك الأمور المنطقية .. فبالعقل ندرك أن الكل أعظم من الجزء وبالعقل ندرك أن الشيء الواحد لا يمكن أن يكون في أكثر من مكان واحد في وقت واحد .. فالعقل إذن هو أداة التفكير الأولى .. وأما الفكر فهو حصيلة ما اكتسبه الإنسان من خلال استخدامه للعقل ومن خلال تعلمه وتجاربه.. ثانيا أنك اعتبرت العقل هو عملية ( نقل الواقع إلى الدماغ ) والعقل كما أوضحنا ليس كذلك بل وليس من مهمته ذلك أيضا وإنما هو أداة تعمل كما يعمل الميزان فالعقل إذن ميزان يوزن به ما يتم نقله للدماغ لإصدار الحكم عليه وهذه العملية هي ما يعرف بالتفكير. كما وأنك قلت أن ( التفكير في غير الواقع المحسوس ليس فكرا ولا تفكيرا وإنما هو تخيل وأوهام ) والواقع أن حصرك التفكير في الأمور الحسية في غير محله لأننا نرى العقل يدرك أمورا غير حسية كثيرة فمثلاً نرى العقل يدرك المعاني والمعاني ليست من المحسوسات ولا يقتصر إدراكه للمعاني على معاني الأمور المحسوسة بل يدرك معاني الأمور غير المحسوسة أيضا فيدرك مثلا معنى العدم ولا خلاف بأن العدم من الأمور غير المحسوسة كما أن العقل يدرك أن الأعداد لا نهاية لها ويدرك عدم وجود أكثر من إله ( دون الحاجة إلى أي دليل نقلي ) ويدرك ضرورة أن يكون هناك خالق لكل مخلوق وعلة لكل معلول ويدرك أن هناك أمورا مستحيلة كاجتماع المتناقضين وكل ذلك ليست من الأمور الحسية. لذلك فإن محاولتك إثبات أن مجال العقل هو فقط العالم المحسوس نرى أنها محاولة غير ناجحة. وبما أنك اعتمدت في إثبات عدم قدرة العقل على إدراك ( ضرورة الإمامة ) على هذه المحاولة فإن إثباتك غير قائم.

والغريب أنك تتبنى هذا الرأي فحسب معلوماتي أن الماديين هم الذين يقولون بأن العقل مجاله المحسوسات فقط وقد تم التصدي لقولهم وإثبات فساده حتى خلت الساحات العلمية من هذا القول.

وأما الآيات الكريمة { لا تدركه الأبصار } { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } { ليس كمثله شيء } فإنها تـنـزه الله عن إن إمكانية وصفه أو رؤيته عز وجل ولا تنفي وجود ضروريات يحكم بها العقل حتى لو كانت هذه الضروريات متعلقة بالله سبحانه وتعالى وقد يعتبر البعض لأول وهلة أن في هذه العبارة جرأة على الله سبحانه وتعالى ولكن بقليل من التأمل فإن تلك العبارة هي من كمال التوحيد وللتوضيح أذكر هذه الأمثلة :
1ـ العقل يدرك أن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود وأنه قديم وليس محدث.
2ـ العقل يدرك ويقرر أن الله سبحانه وتعالى ليس له جسم لأن لو كان له جسم لكان محدودا ومفتقرا للمكان الذي يوجد فيه والله تعالى غني مطلق غير مفتقر لأي شيء ثم أننا لو قبلنا بقول أن الله مجسم وأنه محدود وأنه محتاج للمكان فإن ذلك يلزمنا بالقول بأن المكان قديم وليس مخلوق والحال أن المكان من المخلوقات ولم يقل أحد خلاف ذلك.
3ـ العقل يقرر أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يصدر منه القبيح كالكذب أو الظلم.
وغير ذلك مما يقرره العقل.

بل لولا هذه الضروريات التي يقررها العقل لما ثبت شيء مما جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وآله لأننا إذا قلنا أن العقل لا يقرر هذه الضروريات ومنها ( نفي الكذب عن الله سبحانه وتعالى ) فإن إمكانية الكذب تبقى قائمة مهما نفاها الله عن نفسه لأنه كلما نفى ذلك عن نفسه يبقى احتمال كونه كاذبا في كل نفي يأتي به .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وبذلك نقول أن العقل يقرر ويدرك أن الصدق واجب على الله تعالى. والجدير بالملاحظة أننا عندما نقول أن شيئا ما واجب على الله فإننا لا نقولها من باب إصدار الأوامر على الله بل من باب الإقرار بالواقع فعندما نقول يجب على الله الصدق فنحن لا نصدر الأمر على الله بأن يكون صادقا بل هو إقرار بشيء لا يمكن إلا أن يكون.

ذكرت حفظك الله في ( ثالثا ) أن : الاستخلاف بعد موت الرسول صلى الله عليه وآله قياسا على استخلافه لبعض أصحابه على المدينة أثناء غيابه عنها لبينما يرجع من غزواته ليس قياسا شرعيا وإنما هو قياس عقلي وإدراك منطقي ، والقياس العقلي خطأ ولا يجوز.

فأقول تعقيبا على ذلك أن القياس المنطقي ليس خطأ في جميع الأحوال فهناك نوع من القياس المنطقي صحيح ولا غبار عليه وذلك عندما يكون تحت قاعدة الأولى ( بفتح الهمزة ) ومثال ذلك : الآية الكريمة ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) فإن الآية منعت من قول أف للوالدين وهذا يدل على منع ما هو أعظم من ذلك بمعنى أننا نستطيع القول : بما أن قول أف للوالدين محرم فمن باب أولى أن يكون الصراخ عليهم محرم وكذلك ضربهم وهذا قياس منطقي ولا يعترض عليه أحد. والقياس في الاستخلاف من هذا الباب أيضا.

على أن ضرورة الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واضحة عقلا بشكل لا يحتمل أي تشكيك .. فهل يجيز العقل أن تظل الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وآله دون خليفة ؟ لا أظن أن أحدا لديه أدنى درجات العقل يقول بذلك.


وأما قولك في ( ثانيا ) : تتفاوت العقول في فهم المعالجات ، فكما يمكن أن يتصور العقل معالجة مسألة خلافة الرسول في الحكم بتعيينه من قبل الشارع يمكن أن يتصورها بجعل الأمر للمسلمين يختارون من بينهم من يرضونه خليفة، أو بتشكيل مجلس دائم لاختيار الخليفة، أو بغير ذلك من الحلول والمعالجات ممكنة التطبيق عقلا وفعلا. فلا يستطيع العقل أن يوجب معالجة بعينها على الله تعالى . فالايجاب العقلي للتعيين خطأ من هذه الناحية أيضا.

فإنك بذلك قد أثرت نقطة من نقاط الخلاف الأساسية بين الشيعة والسنة وهي تتعلق بالقول بضرورة العصمة للإمام الذي يخلف الرسول وبيان ذلك هو الآتي :

من المعلوم أن من الضروري أن يكون هناك إمام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ومن المعلوم أيضا أن الله قد فرض علينا طاعته فإذا لم يكن هذا الإمام معصوما فمن الممكن أن يأمرنا بما يخالف شرع الله فإذا حصل منه ذلك وقد أمرنا الله بطاعته فمعنى ذلك أن الله أمرنا بتنفيذ تلك الأوامر المخالفة للشرع.. وقد تقول أننا نستطيع أن لا نطيعه إلا إذا أمر بالحق أما إذا خالف الحق فليس له علينا طاعة.. فأقول ردا على هذا القول أن الإمام العادل عندما يأمرنا بشيء فلابد أنه قد رأى ذلك حقا وصوابا . ولكن في حالة أن أصبح ما يراه الإمام حقا يراه بعض الرعية باطلا كيف بنا أن نميز من هو صاحب الرأي الصحيح ؟ ثم رأي من يكون نافذا ؟ فإن قلت أمر الإمام هو الذي يجب أن يكون نافذا فسوف نقع في نفس الإشكال الذي أوضحناه قبل قليل وهو أنه في حالة كون الإمام مخطئا فسوف تكون النتيجة أن الله قد أمرنا بتنفيذ ما يخالف الشرع ؟ كما وسينتج عندنا إشكال آخر وهو كيف يستطيع أولئك الذين رأوا الإمام مخطئا أن يطيعوه ؟ ألا يعتبر ذلك طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟
أما إذا قلت أمر من خالفه هو الذي يكون نافذا فنكون قد خالفنا رأي الإمام دون أن نجزم بخطئه فنحن لم نجزم بصحة رأي من خالفه .. ثم ماذا لو تعددت الآراء التي خالفت رأي الإمام ولم يتيسر الاتفاق ؟ هل يعمل كل صاحب رأي برأيه ؟ وباختصار فإن الإمام إذا لم يكن معصوما فلن تستقيم الأمور ولن نستطيع أن نطيع الله الطاعة الحقيقية ولن نعرف هل نحن نطيع الله أم نعصيه ..

ومن خلال ما سبق يتضح أن الإيجاب العقلي للتعيين صواب لأن من خلال ما سبق يثبت أن العقل لا يقبل معالجة الخلافة بغير العصمة وحيث أن العصمة محصورة في جهة معينة اختارها الله سبحانه وتعالى فإن الخلافة محصورة في نفس تلك الجهة.

وأما قولك : ( أن الاستعانة بالمنطق لأجل إثبات صحة رأي معين يعتبر دليلا أو مؤشرا إما على افتقار ذلك الرأي إلى الدليل الشرعي أو على ضعف دلالة الدليل الشرعي عليه وإلا فيجب أن يُصار الى الدليل الشرعي نفسه مباشرة دون الحاجة إلى المقدمات المنطقية . فإذا كان الشارع قد عيّن الخليفة من بعد الرسول فيجب أن يؤتى بنص التعيين، فلا حاجة لوضع مقدمات منطقية لأجل اثبات ضرورة وجود نص في التعيين . فالاتيان بنص التعيين يكون هو الدليل على وجوده، وتكون دلالة النص على تعيين الشخص المعين كخليفة من بعد الرسول هي الدليل على تعيينه ).


فتعليقا على ذلك أقول أننا قد أوضحنا أن الاستعانة بالمنطق على دلالة رأي معين من الأمور المقبولة . بل من الثابت أن إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ينحصر في الإثباتات العقلية والمنطقية ومعنى ذلك أن الإثباتات العقلية لا تدل على الضعف بل العكس هو الصحيح على أننا لا نحصر أدلة تعـيـيـن الخليفة على العقل والمنطق فقط بل لدينا من الأدلة النقلية ما يكفي لذلك سواء من القرآن أو السنة وقد ذكرت لك في مشاركتي السابقة بعض تلك الأدلة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك أيها الأخ العزيز ولجميع المؤمنين والمؤمنات وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
  #15  
قديم 10-08-2001, 12:46 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الأخ العزيز صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إليكم هذا التوضيح :
فلقد غبت عن الخيمة وعن الإنترنت عموما لظروف معينة ولما عدت فوجئت بالكم الهائل من التعقيبات التي وردت من شخصكم الكريم وإني أهنئكم على هذا العزم القوي والجهد الكبير الذي بذلتموه وما ورد في تلك التعقيبات يدل على عظيم معرفتكم وسعة اطلاعكم .
وأود الإشارة إلى أن مشاركتي السابقة هي تعقيب على تعقيبك الأول فقط وسوف أقوم بالتعقيب على تعقيباتكم التي تفضلتم بها على التوالي. مع رجاء تقدير أنني لا أستطيع أن أجاريكم في سرعة الرد ولكم خالص الشكر والتقدير.
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
  #16  
قديم 10-08-2001, 12:46 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb



[ 10-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أسعد الأسعد ]
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
  #17  
قديم 11-08-2001, 07:07 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أخي الفاضل أسعد الأسعد
كان قد بقي من الرد على أدلتكم القسم الثالث من الأدلة ، فأحببت أن أضع الرد بين يديك قبل ان ابدا بالرد على تعقيبك حتى يتسنى لك دراسته مع ما سبقه.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #18  
قديم 11-08-2001, 07:11 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أما القسم الثالث الذي ورد فيه نص صريح ان الرسول استخلف عليا ليكون خليفة من بعده فهو حديثان : احدهما رواية من روايات حديث الغدير في رواية من روايات صاحب كتاب ( الغدير ) ، والثاني الحديث الذي يسمونه حديث الدار.


اما رواية صاحب كتاب الغدير فانه ذكر رواية له في اول كتابه لم يذكر فيها كلمة " وصيي وخليفتي " وذكر رواية أخرى نسبها للطبري ورد فيها لفظ وصيي وخليفتي صريحا فقد قال – اي الشيخ عبد الحسين احمد الاميني النجفي صاحب كتاب الغدير في كتابه تحت عنوان : الغدير في كتاب العزيز – ما نصه " الحافظ ابو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310ه . اخرج باسناده في – كتاب الولاية في طريق الغدير – عن زيد بن ارقم قال : لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحى وحر شديد امر بالدوحات فقمت ونادى بالصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال : ان الله تعالى انزل إلي { بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } وقد امرني جبريل عن ربي ان اقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود ان علي بن ابي طالب اخي ووصي وخليفتي والامام بعدي ". هذه احدى روايات غدير خم.

وهذه الرواية ترد دراية، ونصها يجعل ما قيل فيها من الوصاية والاستخلاف والامامة بعد الرسول باطلا لا اصل له وذلك لعدة وجوه :

أحدها : ان هذه الآية لم تنزل في حجة الوداع وانما نزلت بعد سورة الفتح عام الحديبية ، فان هذه الآية من سورة المائدة ، وسورة المائدة نزلت بعد سورة الفتح وسورة الفتح نزلت اثناء رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من صلح الحديبية. ونظرة واحدة الى المصحف تري ببساطة ووضوح وقت نزول آية { يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك } وتري انها نزلت بعد الفتح. فتكون الآية نزلت قبل حجة الوداع بأربع سنين ولا علاقة لها بحديث غدير خم على جميع الروايات، لان جميع روايات حديث خم تقول انه حصل في حجة الوداع. وهذا وحده كاف لرد الحديث والقطع ببطلان ما زعم فيه من الوصية والاستخلاف .

ثانيها : ان معنى الآية صريح في منطوقها ومفهومها في ان الرسول أمر بتبليغ ما أنزل اليه من ربه، وما أنزل اليه من ربه هو الرسالة الاسلامية. ويعين ذلك ويجعله وحده المعنى المقصود دون غيره قوله في نفس الآية { وان لم تفعل فما بلغت رسالته } أي وان لم تبلغ ما أنزل إليك فانك لا تكون بلغت رسالته، وهذا نص بأن المراد بقوله { ما أنزل اليك } رسالة الله وليس شيئا آخر.
وفوق ذلك فإن كلمة { بلغ } حيثما وردت في القرآن فالمراد منها تبليغ رسالة الله ، ولم ترد في غير هذا المعنى في القرآن مطلقا. قال تعالى { يبلغون رسالات الله } { أبلغكم رسالات ربي } { وأبلغكم ما أرسلت به } { أبلغوا رسالات ربهم } { أبلغكم رسالة ربي } { أبلغتكم رسالات ربي } { أبلغتكم ما أرسلت به }.
وأيضا فإن كلمة { ما أنزل إليك } حيثما وردت في القرآن فالمراد منها الشريعة ولم ترد في غير هذا المعنى في القرآن مطلقا . قال تعالى { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } { نؤمن بما أنزل علينا } { آمنا بالله وما أنزل إلينا وما انزل الى ابراهيم } { آمن الرسول بما انزل اليه من ربه } { قل آمنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم } { وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم } { هل تنقمون منا الا ان آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل من قبل } { ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم } { حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وليزيدنَّ كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا } { واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع } وهكذا جميع الآيات في القرآن . وآية { بلغ ما انزل اليك } قد ذكرت في الآية التي قبلها كلمة ما انزل وفيها وفي الآية التي بعدها بمعنى واحد هو الشريعة ، حتى أن اللفظ في الآية التي بعدها هو نفس اللفظ الذي فيها { ما أنزل إليك من ربك } وهذا كله يعين أن معنى { ما أنزل إليك } في قوله { بلغ ما انزل اليك } هو الشريعة الاسلامية. وهو واضح لكل من يتتبع كل كلمة من هاتين الكلمتين { بلغ } و { ما أنزل إليك } في جميع آيات القرآن .

ثالثها : ان { أنزل } في قوله { ما أنزل إليك } فعل ماض مبني للمجهول وهو يعني أن ما يريد منه أن يبلغه سبق ان انزل إليه من الله ، أي سبق ان جاء به الوحي وانزل على الرسول، فالله يأمر الرسول ان يبلغ الناس ما سبق وانزل اليه. فيكون المعنى تبليغ شيء نزل قبل نزول الآية، لا تبليغ امر معين حاصل بنزول الآية ونزلت الآية في شأنه وأمر بتبليغه وفسره الرسول بانه الوصية والاستخلاف. لذلك لا يتأتى جعل الحديث شرحا لسبب نزول الآية . لأن الحديث الذي يكون سبب نزول الآية ، تكون الآية نزلت في الحادثة التي يذكرها الحديث فتكون نزلت في شيء وقت حصوله، وهذه الآية صريحة بأنها تبليغ شيء حصل قبل ان تنزل الآية . ومن هنا لا يصلح الحديث سببا للنزول.

رابعها : ان كلمة { ما } في قوله { ما أنزل إليك } اسم موصول او نكرة مقصودة وهي تصلح لان يكون ما أنزل اليه امرا واحدا وحكما واحدا ، وتصلح ان يكون ما انزل اليه امورا متعددة واحكاما كثيرة. أي يصلح لان يكون معناها بلغ الحكم الذي انزل اليك، ويصلح ان يكون معناها بلغ جميع ما انزلناه اليك من الامور والاحكام . والذي يعين احد المعنيين هو القرينة. ومن مجرد قراءة الآية فضلا عن التدقيق فيها يتبين ان قوله { فما بلغت رسالته } يعين في قوله رسالته ان معنى { ما } هو جميع ما انزل اليك وهو رسالة الله ، وينفي ان يكون معنى { ما } الحكم الذي انزل اليك نفيا قاطعا، فوق كون كلمة رسالته قد بينت معنى ما أنزل اليك بانه رسالة الله .

خامسها : ان قوله تعالى في ختام الآية { والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين } تطمين من الله للرسول وأمان له من الأذى الذي يصيبه من جراء تبليغ رسالته، وهذا التطمين لا يكون من اذى يصيبه من تبليغ حكم معين وانما هو تطمين من اذى يصيبه من تبليغ الرسالة كلها للكفار ولا سيما اذا كان تبليغها يصحبه القتال. فمعنى ختام الآية والله يعصمك في تبليغ هذه الرسالة بواسطة الجهاد من اذى الناس . لانه حين نزلت هذه الآية كانت طريقة تبليغ الرسالة هي الجهاد أي القتال بالسيف . ولا يمكن ان يراد يعصمك من حساد علي في جعل الخلافة له اي يعصمه على حد قولهم من ابي بكر وعمر وعثمان وامثالهم. لان العصمة في الآية من الناس لا من المؤمنين. ويعين ان المراد بالناس هم الكفار قوله في ختام الآية { ان الله لا يهدي القوم الكافرين } . وعليه يكون وعد الله للرسول في حمايته وحفظه من اذى الكفار في تبليغ ما انزل اليه يعين ان المراد من التبليغ في الآية تبليغ رسالة الاسلام .

قد يقال ان الرسول سبق وبلغ الرسالة قبل نزول هذه الآية فلا معنى لقوله بلغ ما انزل اليك وهو قائم بالتبليغ. والجواب على ذلك هو ان هذا الامر بالتبليغ لا يخرج عن احد امرين : اما ان يكون الرسول كتم الرسالة ولم يبلغها ، واما ان يكون هنالك اناس لم يبلغهم الرسالة بعد ويعتبر عدم تبليغهم عدم تبليغ للرسالة للعالم. ولا يمكن ان هذا الامر يعني كتمانا لحكم معين انزل اليه ولم يبلغه، ولا تبليغا لحكم معين لا تتم الرسالة الا به. وذلك لان كتمان حكم واحد يطعن في نبوة الرسول ورسالته ككتمان رسالته كلها فيستحيل ان يكون كتمانا لحكم معين. ولأن الآية تقول { فما بلغت رسالته } فهي تنفي التبليغ . وهذا يعني انه لم يبلغ الرسالة ، لا انه لم يبلغ حكما معينا، لا سيما وان تبليغ حكم واحد يعتبر تبليغا للرسالة . والرسول من اول يوم كان يبلغ الاحكام حسب نزولها منجما وكان يعتبر تبليغه كل حكم تبليغا . ولهذا لا يمكن ان يكون المعنى لم تبلغ حكما معينا ، بل الذي تعطيه الجملة انه لم يبلغ الرسالة . وبما انه يستحيل عليه عدم التبليغ وثبت انه قبل نزول هذه الآية كان يبلغ ، فيكون معنى نزول الآية ان هنالك اناسا لم يبلغهم الرسالة بعد ، ويعتبر عدم تبليغهم عدم تبليغ للرسالة للعالم، والتبليغ للرسالة لا يعتبر تبليغا لهم الا اذا كان تبليغا للعالم. لذلك امره الله بتبليغ الرسالة للناس الذين لم يبلغهم ، اي بتبليغها للعالم حتى يعتبر تبليغا، وان يكون هذا التبليغ بطريقة الجهاد. ويؤيد هذا ان الآية نزلت على الرسول بعد صلح الحديبية، وقد كان العدو الرئيسي الذي يحاربه الرسول لنشر الدعوة حتى ذلك التاريخ هم قريش ، فبصلحهم ربما يفهم وقف التبليغ في الجهاد، فأمره الله بالاستمرار في التبليغ بطريقة الجهاد لباقي الناس الذين لم يبلغهم من العرب والروم والفرس والقبط وغيرهم حتى يكون تبليغه تبليغا للرسالة للعالم حتى يعتبر تبليغا لهذه الرسالة العالمية. وهذا ما حصل بالفعل ، فبعد نزول هذه الآية قاتل الرسول اليهود في خيبر، وجهز معركة مؤتة، وذهب في جيش ضخم الى تبوك ليحارب الروم وأقام فيها، وفتح مكة ، وكاتب ملوك فارس والقبط والروم وسائر الملوك مما يتضح منه معنى نزول قوله { بلغ ما أنزل إليك } وقوله { فما بلغت رسالته } وقوله { والله يعصمك من الناس } وقوله { ان الله لا يهدي القوم الكافرين }.
.....
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #19  
قديم 11-08-2001, 07:14 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

واما حديث الدار كما يرويه كنز العمال وشرح نهج البلاغة فانه يتلخص فيما يلي:
لما نزلت { وانذر عشيرتك الاقربين } دعا الرسول عليا وكلفه بتحضير الطعام ودعوة آل عبد المطلب ، فقام علي بتنفيذ الاوامر . وبعد ان شبع القوم وارتووا ، وقف الرسول بينهم خاطبا : يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم ان شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله ان أدعوكم اليه فأيكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم ، احجم القوم عن الدعوة الا عليا وهو احدثهم سنا، فقد أجاب قائلا : انا يا رسول الله اكون وزيرك عليه، اما النبي فقد اعاد القول ولا يزال القوم محجمين، ولا يزال علي معلنا القبول، وعندئذ اخذ النبي برقبة علي وقال للحاضرين : هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا ، والقوم يضحكون من النبي ودعوته وقد قالوا لابي طالب وهم يخرجون من دار النبي : قد أمرك ان تسمع لابنك وتطيع ". هذه خلاصة حديث الدار كما يرويها المحتجون بها .

وقد روى البخاري حادثة يوم نزلت { وانذر عشيرتك الأقربين } بأن الرسول صعد على الصفا ولم يرو اعداد الطعام. وروى احمد بن حنبل في مسنده حديثين، حديثا عن صنع الطعام ولم يذكر فيه انه كان يوم نزلت { وانذر عشيرتك الأقربين } وحديثا ذكر فيه انه صنع الطعام يوم نزلت الآية. ونعرض هذه النصوص اولا ثم نبين ما فيها :
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ولما نزلت { وانذر عشيرتك الأقربين } صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل اذا لم يستطع ان يخرج، ارسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء ابو لهب وقريش فقال : ارأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم اكنتم مصدقي ؟ قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا ، قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب : تبا لك سائر هذا اليوم، ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت { تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب }. وهذا يدل على ان حادثة صنع الطعام لم تكن يوم نزلت { وانذر عشيرتك الأقربين } لانها لا تلتئم مع ما ورد في نص الحديث.

روى أحمد بن حنبل في مسنده قال : ( حدثنا عفان ، حدثنا ابو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم او دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب العرق، قال فصنع لهم مدا من الطعام فأكلوا حتى شبعوا، قال وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بِغُمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس او لم يشرب، فقال : يا بني عبد المطلب، اني بعثت لكم خاصة والى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون اخي وصاحبي ؟ قال فلم يقم اليه احد ، قال فقمت اليه وكنت اصغر القوم قال : فقال اجلس. قال : ثلاث مرات كل ذلك اقوم اليه فيقول لي اجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ) انتهى النص . ومنه يتبين انه لا ذكر لحادثة نزول { وانذر عشيرتك الأقربين } وان الرسول عرض عليهم الاسلام ومن يسلم يكن اخا الرسول وصاحبه ولم يقل لعلي شيئا.
واما الرواية الثانية فقد روى احمد بن حنبل في مسنده قال : ( حدثنا اسود بن عامر حدثنا شريك عن الاعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الاسدي عن علي قال : لما نزلت هذه الآية { وانذر عشيرتك الأقربين } قال : جمع النبي صلى الله عليه وسلم اهل بيته ، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليلي في اهلي ؟ فقال رجل لم يسمه شريك : يا رسول الله انت كنت بحراً من يقوم بهذا . قال : ثم قال الآخر ، قال : فعرض ذلك على اهل بيته، فقال علي : انا ) انتهى النص . ومنه يتبين ان الرسول طلب من اهله شخصا يضمن دينه ومواعيده وجزاء ذلك يكون معه في الجنة ويكون خليله في اهله، فقال علي أنا . ولا يوجد في هذين النصين كلمة وصيي ، ولا كلمة خليفتي. وهذه النصوص هي التي وردت في الكتب الصحاح ووردت هي نفسها بروايات متعددة بالفاظ متقاربة ومعاني واحدة، ولم يرد فيها جميعها كلمة وصيي ولا كلمة خليفتي، ولم يرو أحد من أصحاب الصحاح جميعهم، ولا من طريق ثقة من الثقات حديثا فيه كلمة وصيي او كلمة خليفتي، لا بالنسبة لعلي ولا بالنسبة لغيره..

اما النص الذي رواه من يحتجون باستخلاف علي واطلقوا عليه اسم حديث الدار، فان هذا النص بهذه الرواية مردود دراية. والحديث يرد دراية من حيث المعنى، ورواية من حيث السند. فاذا رد رواية او رد دراية سقط اعتباره، وسقط الاحتجاج به. اما رده دراية فلعدة امور منها :

اولا- في هذا الحديث يُرى ان الرسول يطلب مؤازرة آل عبد المطلب له في دعوته ويشترط ان يكون لهم الامر من بعده . وهذا باطل من وجهين :
احدهما انه يناقض قول الرسول وفعله في حادثة حين رفض طلب قبيلة ان يكون لها الامر من بعده اذا اسلمت ، وقال " الامر لله يضعه حيث يشاء ". فقد روى روى ابن هشام في كتابه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قال ابن اسحق وحدثني الزهري انه اتى عامر بن صعصعة، فدعاهم الى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس : والله لو اني اخذت هذا الفتى من قريش لاكلت به العرب، ثم قال له : أرأيت ان نحن بايعناك على امرك ثم اظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الامر من بعدك ؟ قال : الامر لله يضعه حيث يشاء. قال : فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الامر لغيرنا ، لا حاجة لنا بأمرك، فابوا عليه ) فكيف يقول الرسول " الامر لله يضعه حيث يشاء " اي أمر الخلافة والحكم من بعده، ويقول لبني عبد المطلب " فأيكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم " أليس ذلك تناقضا واضحا ؟ فلا بد ان يكون احد القولين مردود حتما. وبما ان حديث الدار يقال انه كان حين نزلت { وانذر عشيرتك الأقربين } اي في السنة الثالثة للبعثة وحديث " الامر لله يضعه حيث يشاء " قد حصل حين عرض الرسول نفسه على القبائل اي في السنة العاشرة للبعثة اي بعد حديث الدار فيكون حديث الدار هو المردود.

اما الوجه الثاني فهو ان الرسول في هذا الحديث يجعل للكفار شيئا حتى يسلموا ، بل يجعل لهم أعظم الامور وهو الخلافة من بعده على المسلمين جميعا ثمنا لدخولهم في الاسلام ، وهذا يناقض عمل الرسول في دعوته ويناقض احكام الشرع. فالرسول كان يدعو الناس للاسلام لانه الدين الحق، ولم يرو عنه ولا حديث ضعيف ، انه جعل شيئا قل او كثر لكافر مقابل ان يدخل في الاسلام. واما المؤلفة قلوبهم فهم مسلمون يعطون من الزكاة لتتقوى بهم الدولة، وليسوا كفارا يعطون ليدخلوا في الاسلام، ولا يجوز أن يعطى الكفار شيئا مقابل ان يدخلوا في الاسلام.

ثانيا- ان الحديث يذكر ان الرسول قد أولم الوليمة وأعد الطعام للكفار من اجل ان يدعوهم للاسلام، وجمعهم على الطعام ليدخلوا في الاسلام، ولم يصنع الطعام لعلي المسلم، فاذا رفض هؤلاء الاسلام ورفضوا ان يكون لهم الامر من بعده مقابل ان يسلموا ، فلا شأن لعلي في ذلك حتى يتصدى للاجابة لانه ليس مدعوا للاسلام اذ هو مسلم، ولا خطاب موجه له، فلا شأن له في هذا الاجتماع حتى يقول له " هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " اذ هو ليس محل خطاب ولا محل مفاوضة.

ثالثا- ان الحديث يذكر ان القوم رفضوا الاسلام، وبالرغم من تكرار عرضه عليهم اصروا على الكفر وعلى رفض ان يكون لهم الامر من بعده مقابل دخولهم في الاسلام ، وظلوا كفارا فكيف يقول لهم الرسول مخاطبا اياهم " هذا خليفتي فيكم " ويأمرهم بالسمع والطاعة له ، وهو يعلم انهم كفار قد رفضوا الاسلام ؟ وكيف يكون خليفة فيهم وهم كفار ؟

رابعا- ان الرواية التي يروونها تقول " هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " فهو خطاب لآل عبد المطلب، اذ صدّر الكلام بقوله يا بني عبد المطلب، فهو خاص بهم، اذ قد جعله خليفة فيهم، اي في آل عبد المطلب لا خليفة للمسلمين، اذ قال " وخليفتي فيكم " فلا يكون حينئذ خليفة للمسلمين كما هو صريح النص . ولا يقال هنا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، لأن هذه واقعة عين ، وليست سببا. فضلا عن ان اللفظ أيضا خاص وليس بعام " يا بني عبد المطلب " " وخليفتي فيكم " فتلزمه الخصوصية من حيث كون الحادثة واقعة عين لا سببا، ومن حيث عدم عمومية اللفظ.

فهذه الامور الاربعة يكفي واحد منها ان يبرز كذب هذا الحديث وتناقضه، وانه واجب الرد دراية. وبهذا يتبين ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينص على جعل علي خليفة بعده. ومن ذلك كله يتبين ان الاحاديث التي رواها من يحتجون بان الرسول صلى الله عليه وسلم قد عيّن شخصا للخلافة بعده احاديث مردودة لا تصلح للاحتجاج فتسقط. فلم يبق اي دليل على ان الرسول عين احدا ليتولى الخلافة بعده، بل قام الدليل على عكس ذلك ، اي على ان الرسول ترك الامر للمسلمين من حيث الاشخاص يختارون من يريدون ولكنه عين لهم طريقة نصب الخليفة.


واما خطأ القول بان الرسول عين الاشخاص الذين يكونون بعده، فانه ظاهر من عدم دلالة الاحاديث التي قالوا انه عين عليا فيها. ومن يقولون ان الخلافة لهم انما يقولون ذلك لهم لانهم ابناء علي، فاذا سقطت حجيتهم بالنسبة لعلي سقطت بالنسبة لاولاده تبعا لسقوط الحجة بالنسبة له. وفوق ذلك فان الاحاديث التي يروونها باعتبارها دليلا على خلافة ابناء علي بالنص من الله ورسوله، هي الاحاديث المتعلقة بآل البيت ، كلها تتضمن المدح وليس اكثر من ذلك ، ويعتبر حديث الثقلين اي حديث غدير خم نموذجا لها، وقد تبين بوضوح سقوط الاحتجاج به وتتبعه باقي الاحاديث " .
انتهى البحث المنقول.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #20  
قديم 12-08-2001, 03:00 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

تحية خالصة من القلب والعقل للأخ صالح عبد الرحمن، ففي موضوعه من الموضوعية والعلمية والحيْدة ما يصلح أن يكون قدوة لكتابنا ومشاركينا وكثير ممن يتصدون لعرض الفكر الإسلامي على الناس.
جزاكم الله خيراً.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م