مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-12-2005, 12:35 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
Unhappy امرأة من سالم ...



كانت مثل لبؤة جريحة.. يتطاير الشرر من عينيها غضبا.. أنفاسها تتسارع وشفتاها ترتجفان.. الهيجان وصل عندها حدا أنساها أنها تواجه بصدرها العاري جيشا بأكمله جاء ليحاصرها - وليس غريبا أن يقتلها - حملت جذع شجرة زيتون وانهالت به على رؤوس أولئك الجنود، الذين تعودوا القتل واستمرؤوه.. لتنتقم ممن ذبحوها من الوريد إلى الوريد بقطعهم أشجار زيتونها.
صوتها كان مزمجرا قويّا مثلما الرعد.. صرخت فرددت الجبال من حولها ( ويلكم أيها المجرمون.. ما ذنب الشجر لتقطعوه.. ماذا تريدون منا..؟؟ أن نرحل..!!؟؟ أن نترك الأرض لكم..!!؟؟ لا والله لن نرحل .. ووالله سنبقى هنا كالشوكة في حلوقكم.. سنقاومكم حتى آخر قطرة دم في عروقنا.. سندافع عن أرضنا.. عن عرضنا.. عن وجودنا على ارض آبائنا.. وسننتصر عليكم مهما طال الزمن أو قصر.. وسترحلون إلى مزابل التاريخ وستهزمون شر هزيمة ).
كانت تقاتل بشراسة منقطعة النظير.. وكأنها نمرة تدافع عن صغارها.. تصرخ أحيانا.. تسب وتلعن.. وتبكي وتنوح أحيانا أخرى.. تتنقل بين الأشجار الذبيحة وتتفحص آثار الجريمة.. فيزيدها ذلك غضبا وهياجا.. أحيانا تجمع الأغصان المقطوعة لتضمها إلى صدرها، وكأنها أم تحتضن رضيعها وتتشمم رائحته.. وأحيانا تتحسس جراح الأشجار، وكأنها تمسح دموع أطفالها.. فيرتفع صوتها ممزوجا بالبكاء ( أيها الملاعين أبناء الملاعين ووالله لن تفلتوا بفعلتكم).. كل ذلك كان يحدث وكتيبة من الجيش مدججة بكل أسلحتها كانت تراقب المشهد، وسرعان ما أصدر قائدها أوامره ليتقدم الجند نحو السيدة وحصارها، تمهيدا لإلقاء القبض عليها وإخراجها بعيدا عن أرضها.. عندها امتشقت الفلاحة الأصيلة سلاحها، الذي لم يكن سوى جذع شجرة قطّعته الأيدي الهمجية.. ولم تنتظر أم غانم إطباق الجنود عليها.. بل هاجمتهم هي، وهوت بالجذع على رؤوسهم.. فتراجعوا للحظة ثم عاودوا التقدم نحوها، مصوّبين أسلحتهم النارية نحو رأسها وصدرها، مهددين متوعدين متلفظين باحقر العبارات.. ولما أيقنت سيدتنا أنهم سيلقون القبض عليها، وأنهم سيجرّونها خارج كرمها الذبيح.. سارعت لاحتضان جذع شجرة زيتون كبيرة وطوقته بذراعيها.. أرادت التوحد معه وفضلت الموت معه على تركه لأعداء الحياة.. وصرخت بأولئك الجنود قساة القلوب ( أيها الجبناء اقتلوني في كرمي.. اشنقوني في ارضي.. لكن لا تبعدوني من هنا.. هنا أفنيت سنين عمري.. هنا زرعت بيدي وسقيت زرعي من دمعي.. هنا عرق أبنائي وآبائي وأجدادي.. ومهما فعلتم بي سأعود حتما إلى هنا لأزرع من جديد مكان كل شجرة تقطعوها شجرة، وسأحوّل الجبل كله إلى كرم زيتون اخضر.
كانت الصورة صارخة معبرة-- فلاحة متقدمة في السن ترتدي ملابسها التقليدية، تلتصق بجذع شجرة مارس عليها الغزاة الصهاينة ساديتهم وهمجيتهم، وافرغوا بها كل أحقادهم الدفينة، بتقطيعها وتحويلها إلى أشلاء متناثرة، بظن منهم أن فعلتهم الخسيسة هذه، ستدخل اليأس والخوف إلى قلوب الفلاحين أصحاب الأرض الحقيقيين.. متوهّمين بان الفلاحين سيصابون بالهلع والإحباط، وسيهجروا أرضهم ويوقفوا نضالهم وصمودهم.
لكن المرأة السالمية ومثل كل النساء الفلسطينيات-- أظهرت لهم أن جبروتهم لن يحقق لهم ما يبغون.. وأثبتت لهم أن شعبنا مثل زيتون بلادنا، جذوره ضاربة في أعماق أرضه، يمتلك عزيمة من حديد، ومستعد لتقديم اعز ما يملك فداء لأرضه، ودفاعا عن وجوده.
كانت بطلتنا ( أم غانم ) تحتضن الشجرة وكأنها أم شهيد حقيقية.. قاومت إبعادها عن شجرتها الشهيدة.. وفعلت ما تفعله كل أمهات وزوجات وبنات شهداءنا، عندما يتشبثن برفات أبنائهن ويرفضن بإصرار تركها، حتى لرفاقهم الذين يأتون كالعادة لزفهم إلى مثواهم الأخير.
ما أروعها.. ما أعظمها تلك الفلاحة ( أم غانم ) التي حتما تستحق منا أن نروي قصتها لكل أبناء شعبنا.. إنها النموذج الذي يستحق أن نبني مثله آلاف وعشرات آلاف النماذج- نساء ورجالا- كي تنبض عروقهم بمثل حبها للأرض وبمثل انتمائها لها، واستعدادها للتضحية من اجلها والدفاع عنها.
فكل التحية والإجلال والإكبار لهذه المرأة الريفية العظيمة، التي أسهمت دون أن تدري برفع مكانة المرأة الفلسطينية.. أكثر بعشرات المرّات مما تفعله آلاف البيانات، الصادرة عن كثير من الأطر التي لا تمثل سوى سيدات المجتمع الراقي.. وحريّ بكل الناشطات النسويّات أن يذهبن لزيارة هذه المرأة المناضلة، ليكتسبن شيئا جديدا يضفنه إلى ثقافتهن ووعيهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**** ملاحظة: سالم قرية فلسطينية عدد سكانها 5000 نسمة، تقع شرقي مدينة نابلس، على بعد 6 كم منها، صودر ربع أراضيها لخدمة أغراض مستوطنة ألون موريه، وقد بنى المستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أراضيها في منطقة اللحف، الأمر الذي جعلها تظل عرضة لاعتداءات المستوطنين، فقبل أسابيع حرق المستوطنون أكثر من 350 شجرة زيتون، وفي يوم 27/11/2005 قطعوا ودمروا أكثر من 300 شجرة زيتون أخرى.
كتابة: خالد منصور- نابلس

من بريدي
  #2  
قديم 02-12-2005, 01:38 AM
aboutaha aboutaha غير متصل
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 5,729
إفتراضي

حياك الله يا ام غانم .... وشكرا للنقل يا اوركيدا

بالفعل شاهدت هذه الاحداث على ال TV وفي وقتها احسست بعمق المعاناة لهؤلاء الناس الذين بالفعل قد لا يفرقون بين ابنائهم واشجارهم فارضهم وطنهم وزرعها ابناءهم وسقاية الارض والزرع دموع فرح وعرق كد وجهد وعطاء عمر



أفنيت سنين عمري.. هنا زرعت بيدي وسقيت زرعي من دمعي.. هنا عرق أبنائي وآبائي وأجدادي.. ومهما فعلتم بي سأعود حتما إلى هنا لأزرع من جديد مكان كل شجرة تقطعوها شجرة، وسأحوّل الجبل كله إلى كرم زيتون اخضر.
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع
  #3  
قديم 02-12-2005, 01:47 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
Unhappy

ربنا يعين
هيدي معاناة امرأة واحدة من ملايين الناس التي تعاني
حول العالم بطريقة او بأخرى
هؤلاء لارحيم لهم الا الله تعالى
والله ارحم بعبده
فوالله قصة هذه المرأة وحدها تنغص الحياة دهرا كاملا من الحزن عليها
ورؤية دموعها كالنار تحرق بالقلب ان لم تكن أكثر
أشكرك عزيزي ابو طه على مرورك العاطر من هنا
أتركك بأمان الله
  #4  
قديم 02-12-2005, 03:11 AM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي

لله درها من امرأة تعدت حدود الخوف وحدود السن ...البعض ينال ما يريد ولكن


بذلة ... وهي فقدت ما تحب ولكن بعزة وقوة ....الامهات الفلسطينيات سطرن


ملحمة في الصبر والقوة وشدة البأس ..وليس بغريب عليهم فهن امهات الشهداء الابطال ..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م