إنـتـفــاضــات مـن زمـن الــذل و الـحـكــــرة...

[issam]

السلام عليكم ....
صفحة موضوع رهيب ...عاشه إخوانكم المغاربة في مغرب القمع و القتل و التشريد ...منذ الإستقلال الى عهد قريب ...
و لن ينفع فضولكم مهما زاد لتعلموا حجم الحسرة التي تتكبدها العائلات المنكوبة إلى يومنا هذا.
و ستتساءلون مالذي يبقى للمغاربة كي يصونوه من مواطنة هلامية حينما يتذكرون جثت أجساد دويهم و هي تكنس كأنهم أسمال أو أزبال ، بل و أطفال ماتوا تحت ضربات أحذية الشرطة السوداء الثقيلة.
و آخرون زج بهم في زنزانات صغيرة ، يكفي أن يتوسلوا في اللحظات الأخيرة من حياتهم لفتح النافذة الصغيرة لإستنشاق الأكسجين حتى تربط فتحة الزنزانة بخرطوم مياه تأتي على ما تبقى من أنفاسهم ..
هناك من مات في التحقيق قبل أن يحكم عليه بالبراءة و هناك من سلب منه كناش الحالة المدنية و خير بين الصمت و النسيان أو الموت..
عائلات و عائلات و عائلات حرمت من ذفن جثت دويها و أناس يطرحون السؤال: أين ذفن أبناؤنا، زوجاتنا، آباؤنا؟ ..
أحدثكم عن سنة 1981.. و انتفاضة 20يونيو التي دفع الأبرياء ثمنها ...ثمن قول كلمة لا للسلطة ..
ما أصعبك يا لا و ما أسعد من يمتلكك ...
يحكي لي الوالد أنه اضطر للبقاء في البيت 24/24 لأن من يخرج فحتما لن يعود ، لا روحه و لا جثته..
يقول أنه أرسلني مع الوالدة الى الباديه عند جدي ( كنت حينها صغيرا) و بقي هو في المدينة بضواحي العاصمة يشارك موجة الإضرابات التي تسميهل الدولة إضطرابات ... و ما بين قتيل و جريح و مفقود و ناج .. كان الوالد ممن كتب لهم لروح جديد ...
بالإضافة الى شهادته و شهادة بعض أصدقاء العائلة أسوق أيضا ما كتبته بعض الصحف المغربية و الأجنبية بعد عشرين سنة عن هذه الإنتفاضة الثانية ...( فالأولى كانت سنة 1967) و كان لون المرحلة لون الدم .. و لأن هذه الفترة قد لفهابعض الغموض و النسيان فلن أبدأ منها ... يكفي أن نتحدث من 1981 ...
و لن أكذب أو أبالغ إن حدثتكم عن مقابر جماعية.
نعم مقابر جماعية أبرزها واحدة في الدار البيضاء قد يكون جميع شهداء إنتفاضة يونيو81 ذفنوا فيها ...و تقدر منظمة العفو الدولية أن عددهم يتجاوز ألف شهيد، و قد فنوا فيهابأحذيتهم
و ملابسهم و دمائهم، دون غسل أو تكفين، أما أين فنوا فهنا تكمن عبقرية القتل وإتقان فن المجازر ....
ذفن القتلى تحت ملعب لكرة القدم، أي بلغة واضحة إستحالة اكتشاف أمر المجزرة بالصدفة علما أن البناء فوق المجزرة نهائي سيستمر عشرات السنين .. و قد مرت عشرون سنة ..

.......................
الموضوع في حلقات

[issam]

في بلادي ، أموات بدون قبور !
تلاميذ ، طلبة ، عمال ، و آخرون قتلوا أيام إنتفاضة 1981 .
تاهت العائلات في تلك الأيام بعد أن رعبت . و من دروب الفقر البيضاوية سارت تبحث عن دويها ، بالثكنة العسكرية ن بالمعرض الدولي ، بالأحياء ، في كل السجون الرسمية ، بالمستشفيات و المحاكم أيضا ، دون جدوى !

أيامها شعرت الدولة بهشاشتها ، إحساسها بالخوف من أن تنفلت الأمور من بين يديها جعلها تقتل و تقتل ...
من هنا يمكن أن نفهم كيف تتصور الدولة المواطن.
إذا مات أحدهم لا يهم ، إذا مات مليون لا داعي للقلق . المتبقون كافون لتشكيل شعب .
بالمغرب لا يوجد مواطن ، هنالك بشر يستمرون في الحياة ، و العصا هي الوسيط الوحيد بين المغربي و الدولة ...
أيستطيع وطن لكل هذا القرف صبرا !?!?! .

.............
يتبع ..

[ARGUN]

أخي عصام أعجبني موضوعك هذا و أنا أنتظر أن تتكرم بإكماله
تقول: "من هنا يمكن أن نفهم كيف تتصور الدولة المواطن.
إذا مات أحدهم لا يهم ، إذا مات مليون لا داعي للقلق . المتبقون كافون لتشكيل شعب .
بالمغرب لا يوجد مواطن ، هنالك بشر يستمرون في الحياة ، و العصا هي الوسيط الوحيد بين المغربي و الدولة ...
أيستطيع وطن لكل هذا القرف صبرا !?!?! ."

لو استبدلت كلمة مغربي بجزائري ما تغير من الأمر شيء.
كما قال شاعرنا أحمد مطر
في بلادنا لايوجد انسان
يوجد مواطن أو سلطان

لذلك لا تجدني جادا في خيمة Muppet Show هذه إلا عندما أتكلم على هكذا مواضيع.

تحياتي

[ARGUN]

لذلك لا تجدني جادا في خيمة Muppet Show هذه إلا عندما أتكلم على هكذا مواضيع.

تحياتي

[ 01-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: ARGUN ]

[issam]

..أخي أرغون
.. أضف أننا ضحايا تساعد جزاريها على ذبحها
و حتما يا يستطيع أبدا وطن لكل هذا القرف صبرا
==

في ذلك الشهر ،قال بلاغ لوزير الداخلية إدريس البصري أن وزارته أحصت"66قتيلا قتلوا إثر جروح بالسلاح الأبيض غير الحاد كالعصي و القطع الحديدية و الحجارة .و من بين جملة الضحايا أجنبي من جنسية فرنسية و 110 جريحا من بينهم 73 لمصالح الأمن و 37 ..."من المتظاهرين

حسنا أين هم إذن ؟ هم مدفونون ؟ أين ؟
أيتحول الحق في عيش كريم خارج لغة السياسة إلى مسلسل مفجع ، يبدأ بالحق في إكرام الميت بدفنه لينتهي إلى دوامة فراغ و ألــم !!؟

الوزير الأول و وزير العدل آنذاك كما إدريس البصري ، لم يتكلما مطلقا عن مصير جثت شهدت وزارة الداخلية و اعترفت بهم .لقد قال الوزيران في بلاغ مشترك أصدراه نفس الشهر ..." ألقت قوات الأمن القبض على مدبري تلك الأعمال وبمجرد ما ستنتهي الشرطة من استنطاق المعتقلين لديها ، فإنها ستحيل من ثبتت مشاركتهم على القضاء فب إطار القوانين المسنونة عملا بما تفرضه مبادئ الحفاظ على حقوق و حريات مواطنينا و سلامة الدولة ".... ـ

و انتهت الشرطة من تحرياتها بعدما اعتقلت تلميذا من غرفته أمام أعين أمه ، التلميذ كان يستعد لاجتياز إمتحانات الباكالوريا!و اعتقلت آخر من منزله وقضت المحكمة في حقه بالسجن عشر سنوات ! و اعتقل رجال الجيش الموشومون عائلة بأكملها كانت مجتمعة حول مائدة الغذاء ... إنتزعت جثتا من أحضان الأم و الأب ، و من داخل البيوت ...لقد اعتقل رجال و أطفال دفعة واحدة ، منهم من لفظ أنفاسه الأخيرة في المقاطعة آنذاك...ضربا..أو اختناقا
و القتلــى ، أين هـــم ؟

مسؤولو المنتدى المغربي للحقيقة و الإنصاف و هي مؤسسة حقوقية بالدار البيضاء ، الشهود ، الضحايا المفرج عنهم ، و عائلات الضحايا ... كلهم خائفون من مواجهة الدولة بالحقيقة ، شهود مرعوبون ، مازالوا يحملون رهبة الحدث و يفكرون في عواقب أدنـى تصريح، شهود لم يسمعوا ، بل رأوا جثتا تهوي في حفرة حفرت بمقر الوقاية المدنية مقابل مقبرة الشهداء، و بني فوقهم ملعب لكرة القدم
لعل مسؤولينا كانوا رحيمين بالضحايا عنكما اختاروا مكانا يحضن رائحة الموتى... أهي صدفة ؟ أصدفة أن إختار منتدى الحقيقة و الإنصاف تنظيم وقفة إحتجاجية مؤخرا يوم 20 يونيو الماضي بساحة مقبرة الشهداء ؟!!؟
........
يتبع

[ 03-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: issam ]

[السنونو المهاجر]

غريب هذا التشابه العجيب.. هل هو مصادفة..
كل ما تفضلتم بذكره يكاد أن يكون وصف لضحايا حلب وحماة في مطلع الثمانينات.. ضحايا كل مدن وقرى العراق التي تتكدس كل يوم.. ضحايا لبنان، كل لبنان.. أما فلسطين فحدث ولا حرج...!
وعليه نلاحظ أن الفعل متطابق، الفاعل غالبا ما يكون الحاكم الرسمي وحاشيته..أما الضحية فهم الدهماء..

[aboutaha]

اظن يا اخواني انه علينا ان نحتفظ بهذا الموضوع فقد يلزمنا لبعض عشرات من السنين واكثر فهو سيكون مطابقا لما سيكون عليه الحال

اللهم بدل الحال لاحسن

[issam]

أخي السنونو المهاجر و أخي أبو طـــه

لم تكن هذه أحداثا عشوائية بل كانت مظاهرات و نضالات تؤطرها نقابات و أحزاب وطنية معترف بها و لكن عندما يصير الزمن رديئا الى درجة العفن ، لا تستغرب أن يدفع المواطن ضريبة العيش و الإنتماء الى وطن ، هنا أو في أي مكان أو زمن

نعود الى موضوعنا
في يوم الثامن عشر من شهر يونيو ،كان مرآب شركة النقل الحضري بالدار البيضاء مراقبا و محاصرا من طرف أعداد كثيرة من سلطات أمنية مختلفة ، الجيش ، الدرك ، قوات التدخل ، شرطة بزيهم الرسمي أو بدونه ...لقد كانت السلطات تعلم أن القوة الضاربة للنقابات تكمن في قطاع النقل الذي إن شل فإن المدينة الكبرى كلها ستشل ،مشاركة القطاع في الإضراب كانت حتما سترفع من نسبة نجاحه، مما سيعجل بتوترات و احتجاجات لا يمكن التحكم فيها، كان عليها إذن أن تضع النقل الحضري تحت مجهرها الأمني اليومي ، و هذا ما حدث
و بالفعل منعت السلطات الأمنية شركة النقل من العمل يوم 18 يونيو ، الا أنه بعد ذلك نفس السلطات أجبرت القطاع على العمل و أجبرت الحافلات على الخروج فماذا حدث؟
إن هذا الإضراب الذي دعت اليه النقابة و دعمه حزب الإتحاد الإشتراكي (خارج الحكومة) لم تتقبله الأجهزة الحكومية و الأمنية
لذلك قال وزير الداخلية آنذاك ادريس البصري أن صحيفة المحرر إنسلخت من صبغتها الصحفية لتتحول الى منشور ، و حمل ما نتج عن الإضراب للحزب الذي ـ حسبه ـ كان ينوي إسقاط الحكومة غير الشرعية في نظره ، و استاء حزب الإستقلال المشارك في الحكومة في تلك الظروف ، و غضب الملك الراحل بعد عودته من قمة نيروبي التي ناقشت موضوع الصحراء المغربية و قال في خطاب يوم 10 يوليوز التالي : أما و أن أراكم تفكرون لأن شردمة من الصعاليك لا تتعدى الألفين سيقدمون للمحكمة ، تسببوا في القتل و النهب فهذا أمر لا يدعو الى القلق، حتى لو كان الأمر يتعلق بخمسمائة ألف من الصعاليك . و لقد عشنا من قبل أحداثا مهولة لم تؤثر في مضي عزيمتنا، ما وقع سنة 1965 هل نسيتموه؟ فلمن بقيت الكلمة الأخيرة للشارع أم للمغرب ؟)ن ك
منذ أشهر قام بعض الحقوقيين و الناشطين في مجال حقوق الإنسان بتنظيم وقفة إحتجاجية أمام مقبرة الشهداء تخليدا لذكرى الضحايا لكن عامل الإقليم أبلغهم بالمنع الفوري لأسباب أوحيت له من فوق أهمها الإنفلاتات الأمنية التي قد تقع و احتمال ركوب بعض"المتزمتين"على الحدث
و لأن المنظمين لم يتمكنوا من إخبار المشاركين بالمنع فورا فإن العامل أخبرهم كخطوة أولية الإبتعاد عن المقبرة الى حيث سور مقر الوقاية المدنية حيث يوجد الملعب ، و هناك يمكن تفريق المتجمعين و إخبار القادمين بالمنع ، و هنا أدرك الناس أن العامل لا يعرف شيئا عن أسباب اختيار ذلك المكان و أنه سهل لهم الوقوف عشرة دقائق رمزية في مكان كانوا يبحثون عنه

ببلادي تمنع الوقفات الإحتجاجية و إن كانـت سلمية، و إن كان منظموها مسؤولون ، أو حتى من الحكومة ، مثلما تمتنع السلطات عن ولوج مغرب قيل إنه عهد جديد،و لأن وزارة الداخلية تعرف خلفيات الوقفة بساحة المقبرة ،فقد طوقت كل الأزقة و الشوارع المؤدية للمكان ، كما اعتقلت عضوين من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ... و كان شريط السبت الأسود يعاد الصيف الماضي ، و لكن بأقل الأضرار المادية و البشرية

و حسب الحقوقيين ، فإن حرية التعبير تبدأ و تنتهي عند الدولة في الحديث عن مختفين أو مجهولي مصير ...إلا الكلام عن شيء إسمه مجازر جماعية في المغرب

يؤكد كثير من المغاربة الشهود من الذين شاركوا في إضرابات 1981 ، و الذين ظهر عليهم بؤس إجتماعي إضافي لبؤس ذلك اليوم، أنهم رأوا أشخاصا يرمون بجثت في حفرة محادية للحائط الفاصل بين الملعب و الشارع، يقولون أنهم رأوا جثتا تدفن و أخرى كانت تتحرك ، كانت الروح ما تزال تسري بداخلها و كانت الأيدي و الأرجل تخبط خبط عشواء ..كانوا شبه أحياء ، أو يحتضرون،
إنها صفحة سوداء في تاريخ المغرب ، لم يطلع على حقيقتها إلا رجال دولة من الوزن الثقيل ، فإذا العمال اليوم الذين لا يفقهون شيئا في خبايا و دهاليز الحكم يتذكرون و يحكون لأبنائهم و بطلاقة
عن فاجعة إسمها مقبرة جماعية
و عن شاحنات رآها الناس تدخل الى مقر الوقاية المدنية حيث الملعب ، و أخرى تخرج ليلا، شاحنات محملة بأجساد نساء ،رجال، أطفال سقطوا بدروب و أحياء البيضاء بالرصاص و الضرب ، و آخرون ماتوا اختناقا في مقر المقاطعة
كما يؤكد الشهود أن العمل تواصل تلك الليلة و يقصدون الزيادة في علو الحائط ، كما أن الشوارع ضلت تلك الليالي تحت أعين السلطة التي لا تنام ، و أن حفاري المقبرة الحفرة استعملوا الكشافات الضوئية
و هذه الحفرة و المقبرة الجماعية التي بني فوقها ملعب موجودان لحدود اللحظة، مثلما يضيف بعض النشطاء الحقوقيون أن التحليل العلمي للعشب الذي نبت فوق أو بجوار الحفرة سيمكن من تأكيد الحقيقة المرة :أنه يوجد هنا مقبرة جماعية
........
يتبع

[issam]

بعد الإضرابات و ليلة الدفن تكون الأيادي الخفية قد انتهت من تبديد آثار جثث الى الأبد، و بسـلام
ليلتها تبدأ عائلات كثيرة حلقات البحث الخاوية !!برعشة ملحوظة، و بدون سلام
من المقدم ثم شيخ الحي الى رجال السلطة ، مرورا بسؤال أولاد الدرب ، فوكلاء الملك الى كل الوزراء..عائلات قدر لها أن تقتنع أن ذويها رحلوا عنوة ، و هي اليوم تبحث عن الرائحة ، و عن الرفات.....هل ضاعت الحقيقة و ضاع معها الحق ؟
يوم الإضراب المعلوم ، لم تتدخل الشرطة مباشرة ، لقد ظلت تنتظر مطوقة الشوارع و الأزقة ، ربما لأن قرار التدخل لمكافحة الشغب في أحداث من حجم مثيلتها في البيضاء ، أكبر من كوميسير أو مدير عام ،أو على الأقل قرار يحتاج إلى تنسيقات مختلفة

لقد إنتظرت السلطات الأمنية إشارة ضوء أخضر من يد يعلمها الله وحده ، اتطير طائرات مروحية و يبدأ مسلسل إطلاق الرصاص ، ....لقد قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أنه لا يجب الحديث عن حوادث و لمن عن مذبحة حقيقية شبيهة بتلك التي وقعت في الرباط سنة 1965 و التي نفذها الجنرال أوفقير الذي كان وزير داخلية آنذاك في حق الطلبة المتظاهرين

و انطلق الرصاص مرة أخرى ليصيب و يقتل الأطفال و النساء و الطلبة و العمال و آخرين ...لا فرق بين كبير و صغير ، بين متظاهر أو متفرج أو مار بقرب منزله
و قتل الأبرياء ، هم في دفاتر الحالة المدنية و البطاقة الشخصية أحياء يرزقون ،هم مجهولو مصير ، هم مفقودون ، أو هم قتلى في مغربهم

................
يتبع

[issam]

شـهــــادات مــن هـــول الـــمـــأســــــاة ...

يحكي أحدهم و هو يتذكر موت أخيه فيقول :

تحلقنا حول مائدة الغذاء، و لما فطنت الوالدة إلى أن الخبز لم يحضر بعد من الفرن ، طلبت من أخي أن يصنع ذلك ، فخرج حينها لكنه عاد برصاصة في كليته اليسرى ، أحضره أبناء الحي شبه ميت .
مرت دقائق فقط ، فإذا برجال يحملون السلاح ، كانت وجوههم موشومة بالأخضر دونما استثناء ، حمله أحدهم كما تحمل البطانة ، فيما قطع أحدهم لنفسه قطعة من الخبز بطريقة وحشية . و كان الخبز ممتلئا بالدم ، و أسرعوا بعد ذلك يغسلون شفاههم من الدم و هم يضحكون ..
لم نستطع أن ننبس ببنت شفة ، ليس لأننا كنا على استعداد للتخلي عن أخينا و كان حينها يدرس في الباكالوريا ، و لكن لأن البندقيات الموجهة صوبنا أخرستنا ، لقد تبول معضمنا في سرواله ....
مع مرور الزمن إقتنعت أن أخي سلبته الدولة منا ، حتى أنها لم تترك جثته كي نغسله و ندفنه و حتى يتسنى لنا الترحم عليه في قبره ،
لهذا أصيب الوالد بمرض عقلي و أصبح وضع العائلة برمته مهزوزا ....

.........
يتبع