مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-03-2001, 03:12 PM
التميري التميري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 124
Post لماذا العدول عن العزيز الغفار

بسم الله الرحمن الرحيم
من التميري الى اخوانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان المشاهد اليوم في المزارات وغيرها مما يرى يحتاج منا الى وقوف ونصح، ووهو باب شر ،فلماذا لانسد ذلك الباب بحث الناس على التعلق بالله ،وحيث
أن الصحابة فهموا من التوسل التوسل بالدعاء لا بالذوات، فعمر بن الخطاب. رضى الله عنه توسل بدعاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاوية بن أبي سفيان توسل بدعاء يزيد بن الأسود.

ولو كان التوسل بالذوات جائزا عندهم لأغناهم عن تكلف غيره، ولتوسلوا بذات أكرم الخلق وأفضل البشر وأعظمهم عند الله قدرا ومنزلة، فعدلوا عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم الموجودة في القبر، إلى الأحياء ممن هم دونه منزلة ورتبة. فعلم أن المشروع ما فعلوه، لا ما تركوه.

قال الشهاب الألوسي في روح المعاني " (6/113) في الكلام على عدول الصحابة: "وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس إلى التوسل بعمه العباس وهم يجدون أدنى مساغ لذلك.

فعدولهم مع أنهم السابقون الأولون، وهم أعلم منا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبحقوق الله تعالى، ورسوله عليه الصلاة والسلام، وما يشرع من الدعاء وما لا يشرع، وهم في وقت ضرورة ومخمصة، يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق: دليل واضح على أن المشروع ما سلكوه دون غيره " انتهى.

ولو قيل تنزلا: لا يخلو التوسل بالذوات أن يكون أفضل من التوسل بأسماء الله وصفاته، والأعمال الصالحة أو لا . فإن قيل التوسل بالذوات أفضل فهو قول كفري باطل. وإن كان التوسل

بأسماء الله وصفاته وبالأعمال الصالحة أفضل فلم ينافح عن المفضول، وتترك نصرة الفاضل وتأييده ونشره وتعليمه للناس.
ارجو التعليق

  #2  
قديم 11-03-2001, 04:05 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

التميري لعل الآلوسي لم يسمع بهذه الأحاديث أو أنها غابت عنه عند التصنيف فهل كلامه صحيح بعد هذه النقول؟ وهناك المزيد إنما نسخت لك ما كتبته في موضوع ءاخر:

لما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:

إن ءادم وحواء لما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إلى الله.
رواه أبو الحسين بن بشران ومن طريقه الحافظ ابن الجوزي في الوفا قال الحافظ ابن الصديق الإدريسي في الرد المحكم إسناده قوي كما قال الحافظ ابن حجر وغيره. وقال ابن تيمية: ثابت.

فهل هذا من الرسول شرك؟

وقد قال عليه الصلاة والسلام للضرير: إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: وفيه.... يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي.

قال عليه الصلاة والسلام: (((وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك))).

رواه ابن أبي خيثمة بإسناد صحيح على شرط مسلم

فهل هذا من الرسول شرك؟

وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (((يــــــــــــــــــــــــــــــــا رسول الله))) استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فجاءه النبي في المنام وقال له أقرئ عمر السلام.... فأخبر عمر فبكى عمر وقال: يا رب ما ءالو إلا ما عجزت.

صححه شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن كثير وقال ابن تيمية: هذا حق. كما في اقتضاء الصراط المستقيم ص 373

فهل هذا من عمر إقرار على الشرك؟

وقد قال عليه الصلاة والسلام: والذي نفس أبي القاسم بيده، لينزلن عيسى بن مريم إماماً مقسطاً وحكماً عدلاً فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد
(((( ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد، لأجبته))))


قال الحافظ الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

هل هذا شرك من سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم؟ هل يقره الرسول صلى الله عليه وسلم عليه؟

الفاروق
  #3  
قديم 11-03-2001, 04:18 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

وهذا احد المواضيع القديمة التي نشرت في هذه المسألة أرجو قراءتها بتمعن:

بسم الله الرحمن الرحيم
ردَّ سيفُ الله الصقيل: ناصرُ الحق، السيدُ الإمامُ الشيخُ طارقُ بن محمد السعدي حفظه الله على مبتدع زعم أن ( التوسل ) شرك!! فقال رضي الله عنه:
(( قال الخبيث:" .. أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرّسول صلى الله عليه وسلم، وندائه والاستنصار به على الأعداء "اهـ !!!
{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [ التوبة: 32 ]، { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [ الصف: 8 ]:
فقال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [ المائدة: 35 ]. قال الإمام القرطبي في تفسيره:" ( الوسيلة ): هي القربة، عن أبي وائل والحسن ومجاهد وقتادة وعطاء والسد وابن زيد وعبد الله بن كثير. وهي فعيلة من ( توسلت إليه ) أي: تقربت، قال عنترة:
إن الرجال لهم إليك وســيلة * أن يأخذوك تكحلي وتخصبي
والجمع الوسائل، قال:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا * وعاد التصافي بيننا والوسائل
ويقال: منه سلت أسأل، أي: طلبت. وهما يتساولان، أي: يطلب كل واحد من صاحبه؛ فالأصل الطلب، والوسيلة القربة التي ينبغي أن يطلب بها "اهـ
ومعنى ( التوسل، والاستغاثة، والتبرك.. الخ، بالشخص أو الجاه ): ما قاله الإمام الحصني وهو:" أسأل الله عز وجل برسوله وأتشفّع إليه به. فهو [ يعني: المتوسل ] سائل لله عز وجل لا لغيره. ولا يلزم من التوسل به أو بشخص والتشفّع إليه به أن يكون عَبَدَه ولا اتخذه إلها وربّا من دون الله ولا جعله شريكا له في الإلهيّة، ومَن جعل التوسل بشخص مثل هؤلاء فهو من جهله وسوء فهمه وعدم تعقّله ما يقول؛ ومثل هذا لا يحل لأحد أن يقلده ولا أن ينظر في كلامه إلا مَنْ له رتبة التمييز بين الحق والباطل وإلا هلك وهو لا يشعر "اهـ [ دفع الشبه: 121 ـ 122 ].
وذلك ما بيّنه سبحانه من كون ( الوسيلة ) لا تقتصر على فعل العبادات المعروفة، بل تتعدّاها إلى الطلب من خلال كل ذي جاه عنده سبحانه. فقال: { وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } [ آل عمران : 45 ]، { وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً }[ الأحزاب: 69 ]، و( الوجيه ): ذو الوجه والمنزلة، المُشَفّع فيما يسأل، وكذا: ( المكين ) كما في حديث ( الضّرس ) الذي علمه سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة أسماء بنت سيدنا أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما، وهو:" ضعي يدك عليه ثم قولي ـ ثلاث مرات ـ بسم الله، اللهم أذهب عني شرّ ما أجد، بدعوة نبيّك الطيّب المبارك المكين عندك، بسم الله "[ أخرجه الخرائطي وابن عساكر، وهو حديث حسن كما قال العزيزي ]، و ( صاحب الحقّ ) كما في حديث ( فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ) أن سيدنا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم اضطجع في قبرها بعد حفره وقال:" الله الذي يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد، ووسّع عليها مُدخَلَها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين قبلي، فإنك أرحم الرّاحمين "[ أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني، وصححوه ]، وحديث ( الخروج للصّلاة ) وهو:" من قال حين يخرج إلى الصلاة: اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك، وبحقّ ممشاي هذا، إني لم أخرج أشراً ولا بَطراً ولا رياءً ولا سُمعةً، خرجت خوف سخطك وابتغاءَ مَرْضاتك، أسألك أن تُنقِذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذّنوبَ إلا أنت )، وكّل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرُغَ من صلاته"[ أخرجه أحمد وابن ماجة وغيرهما، وهو لا ينزل عن مرتبة الحسن ].
وقوله: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ } [ البقرة: 255 ]، مؤكداً تفضله على خواصّ من عباده بمزيد شرف يتوسطون به لحاجات لهم ولغيرهم.
ثم بيّن جل جلاله لعباده خصوصيّة ذوي الجاه عنده، تشريفا لهم وإظهارا لمكانتهم، فقال: { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء: 64 ] غير مكتف ببيان خصوصيّة التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفضلها، حتى بيّن فضل التوسل بآثاره التي منها مقامه. وهو ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم، فعظّموا مقامه، وصاروا يقتتلون على فضل وضوءه الشريف، ويشربون عرقه بل منهم من شرب دمَه وبولَه صلى الله عليه وسلم، وتمسّحوا بنخامه، وغير ذلك .. مما ثبت في الصّحاح وغيرها من السنن.
ولسيّدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاصّة خصوصيّة تفوق العالمين عند رفيقه الأعلى سبحانه وتعالى، إذ أعلم به الأولين والآخرين وجعله وجيها للعالمين: فتوسل به سيدنا آدم عليه السلام بعد خطيئته قائلا:" يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي .."الحديث [ أخرجه البيهقي في الدلائل والحاكم والطبراني، وأقل ما يُقال فيه: أنه ( حسن ) ]. وكذا اليهود { كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } بقولهم:" اللهمّ إنا نستنصرك بحقّ النبي الأميّ إلا نصرتنا، فينتصرون "[ أخرجه أبو نعيم وغيره، وانظر تفسير النيسابوري والكشاف والخازن والبغوي والنسفي وروح المعاني للالوسي، وغيرها ]؛ وروى ابن أبي الدنيا بإسناده أن قريشا تتابعت عليها سنون أقحلت الضّرع، وأدقّت العظم، فدعا لهم عبد المطلب متوسلا بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ غلام، فما راموا حتى تفجّرت السّماء كالأنهار ، وتكرّر ذلك زمن أبي طالب، حتى أنشد في شعرا ـ كما سيأتي ـ. وثبت توسل الأمة به صلى الله عليه وسلم ـ كما ستعلم بعد هذا ـ. ويوم القيامة ـ كما في حديث ( الشفاعة ) المتفق عليه ـ تلجأ الأمم إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مستغيثين به ليشفع لهم في الحساب.
تنبيه: والتشاهد باستفتاح اليهود به صلى الله عليه وسلم إقرار الله تعالى لذلك في كتابه العزيز، لا أن شرائع اليهود يستدل بها ـ كما ادّعى هؤلاء في التوحيد خاصّة!! ولكنه لا يُستغرب منهم لكون اليهود هم أسلافهم على التحقيق، في التجسيم وغيره من مفاسد مذهبهم الرّقيق ـ.
وكذا يقال في توسل قريش الذي تلقته الأمة بالقَبول: فروى البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن دينار عن أبيه قال:" سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل "
كما رَوَى عن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :" ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي ..".

وقد بيّن ذلك سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله لرجل استغاث به لكشف بصره:" اذهب إلى الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين وقل: اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى لي، اللهم شفّعه فيّ " [ رواه الحاكم وغيره، وهو صحيح ]، وفي رواية صحيحة أيضاً عند النسائي في عمل اليوم والليلة ، أنه قال عند ذكر الحاجة:" أن يقضي حاجتي، أو حاجتي إلى فلان، أو حاجتي في كذا وكذا "، وهذه الزيادة: لا تتعارض مع الأولى، فتُعتبر زيادة مقبولة. مع العلم أنها لو كانت على غير ذلك فإنها تدل على ما فهمه الرواة من الخبر، وهو فهم صحيح من جهة الفقه كما لا يخفى، ومنه تبويب الحفاظ لحديث ( الأعمى ) هذا بـ ( باب صلاة الحاجة ). وهذا صريح في مشروعية وفضل التوسّل به صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الحاجات، ما دامت الأرضون والسماوات، مع اعتقاد أن ذلك إنما جُعل سبب إجابة للتشريف وإظهار الفضل ، لا أن لغير الله تعالى ـ من الحبيب سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما دونه ـ تأثير في شيء من العالم، وهو ظاهر في قوله:" اللهمّ شفّعه فيّ "، ومعلوم بكلمة التوحيد الطيّبة ( لا إله إلا الله ). وإليه يرجع معنى نحو خبر:" إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله "، فيكون معناه: عند سؤالك أو استعانتك غير الله تعالى كن سائلا مستعينا الله سبحانه، لأن غيره ليس له تأثير في شيء ولا ينفع أو يضر إلا بإذنه. ولا يُقال: فلا تسأل أو تستعن غير الله ؟ لأنّه أذن بذلك، وسنّه، بل جعله سببا للإجابة ومحلا لتعظيم خطر المسألة وضرورة حلها. فالمانع منه مانع لما شرعه الله تعالى، ومعطل لما لم يشرعه الله تعالى عبثا. مع العلم: أن هذا الحديث أعم من مسألة التوسل التي نحن بصددها، فيشتمل على كل ما يباشره العبدُ حتى من نفسه. فتنبه

وعمل الصّحابة رضي الله تعالى عنهم ومن بعدهم بالتوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبغيره :
فأخرج الطبراني بسنده: أن الصحابيّ الجليل عثمان بن حنيف رضي الله عنه علّم الدعاء المتقدّم ـ في حديث الأعمى ـ لذي حاجة عند سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه زمن خلافته.

وقال مالك خازن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ وهو تابعيّ متفق عليه كما قال الحافظ الخليلي في الإرشاد ـ:" أصاب الناس قحط في زمن عمر [ بن الخطاب رضي الله عنه ]، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرّجل في المنام فقال له: ( ائت عمر فقل له: سقيتم فعليك الكيس الكيس )، فبكى عمر وقال: ما آلو إلا ما عجزت عنه "[ أخرجه ابن أبي شيبة وغيره، وهو صحيح، وممن حكم بصحّته الحافظ ابن كثير ( صاحب التفسير ) في البداية والنهاية، والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري. ولا عبرة بمن ضعفه للجهالة بحال مالك الدار بعد بيان الحافظ الخليلي لحاله ]، وهو دليل على أن من مذهب سيدنا عمر رضي الله عنه التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خلافا لما يدّعيه هؤلاء الحشوية المتمسلفين المتمسّكين بشبهة توسّله رضي الله عنه بسيدنا العباس رضي الله عنه تلبيسا منهم الحق بالباطل لكتمانه، إذ هذه الشبهة في حقهم هي حجة لا يشوبها شائبة عليهم في إثبات التوسّل عموما ـ الذي يندرج في عموم أدلة التوسل، وأشار إليه سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:" اللهم إني أسألك بحقّ السائلين عليك "[ أخرجه ابن ماجة وابن السني، وهو لا ينزل عن مرتبة الحسن ] ـ وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا: وذلك أنه توسل بالتوسّل، إذ أتى بسيدنا العباس رضي الله عنه خاصة مع وجود من هو أفضل منه لما كان يعنيه لسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان في الحقيقة متوسلا به له إلى الله تعالى.
ثم كيف يُفهم من التوسل به حرمة ما أثبته الشرع وأقره نفس المتوسِّل كما علمت؟!!
وقد ثبت أن سيدنا عمر رضي الله عنه استسقى ودعا بدون توسل بأحدٍ في غير مرّة، فهلا حرّم هؤلاء العنجهيّون التوسّل مطلقاً!!
وقضى بالتفرقة بين ديّة الأصابع ـ لعدم علمه بالسنّة فيها ـ، فهلا قضى هؤلاء المتنطعون المتفيقهون برأيه ونسخوا به السنّة!!
وليتهم إذ ادعوا بذلك حرصهم على اتّباع سيدنا عمر رضي الله عنه، اتّبعوه وابنَه عبد الله رضي الله عنهما وغيرهما من سلف الأمة الصالح: في تصريحهم بالبدعة الحسنة. ولكنهم كما قال الله تعالى في سلفهم الحقيقي: { يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [ التوبة: 37 ].
ومن قال بـ ( التفرقة ) بين الحياة الدنيوية والموت ، مستدلا بهذا الحديث ـ ( يعني الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه ) ـ وأوهام خياله الفاسد وعلمه الكاسد، فقد حقّق نسبته إلى أهل الزيغ والزّندقة؛ لأن ميتة الدنيا لا تفني العبد ولا العمل فضلا عن الجاه عند الله تعالى، كما هو ثابت في الكتاب والسّنة ـ وذكرناه مفصلا في كتابنا ( إجابة السائلين ) ـ. سيما والقرآن والسنة صرّحا وبيّنا حياةَ الأنبياء والصالحين .
وإن التصريح الوارد في الأدلة المتقدّمة والآتية يُبطل هذه الدّعوى الخبيثة ويردها، سيما وأنه: ( لا مساغ للاجتهاد في مورد النص ) و( لا عبرة بالدلالة في مقابلة التصريح ) كما تقرر عند أهل الاستنباط والفقه. فتنبه
وقال الإمام الكوثري:" وقول عمر في الاستسقاء [ بالعباس رضي الله عنهما ]: ( وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا ) نصّ على توسّل الصحابة بالصّحابة؛ وفيه إنشاء التوسّل بشخص العباس رضي الله عنه: وليس في هذه الجملة فائدة الخبر [ كما يدعي الحشوية ]؛ لأن الله سبحانه يعلم توسّل المتوسلين، ولا لازم فائدة الخبر؛ لأن الله يعلم أيضاً علم المتوسلين بتوسلهم، فتمحّصت الجملة لإنشاء التوسّل بالشّخص.
وقوله: ( كنّا نتوسّل ) فيه أيضا ما في الجملة الأولى. على أن قول الصحابي ( كنا نفعل كذا ) يَنْصَبّ على ما قبل زمن القول، فيكون المعنى: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتوسلون به صلى الله عليه وسلم في حيلته وبعد لحوقه بالرّفيق الأعلى إلى عام الرّمادة. وقصْر ذلك على ما قبل وفاته عليه السلام تقصير عن هوى [ كما علمت من الأدلة المتقدّمة وما هو آت ]، وتحريف لنصّ الحديث، وتأويل بدون دليل.
ومَن حاول إنكار جواز التوسل بالأنبياء بعد موتهم بعدول عمر إلى العباس في الاستسقاء قد حاول المحال، ونَسَب إلى عمر ما لم يخطر له على بال، فضلا عن أن ينطق به، فلا يكون هذا إلا محاولة إبطال السنّة الصحيحة الصّريحة بالرّأي . وفعل عمر إنما يدل على أن التوسّل بقرابة الرّسول .. جائز كجوازه بالنبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، ليس غير. بل في استيعاب ابن عبد البر: بيان سبب استسقاء عمر بالعباس حيث يقول فيه: ( إن الأرض أجدبت إجدابا شديدا على عهد عمر زمن الرّمادة ـ وذلك سنة سبع عشرة ـ، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء. فقال عمر: هذا عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه وسيّد بني هاشم ، فمشى إليه عمر، وشكا إليه .. )، فهل استبان الآن أن استسقاء عمر بالعباس لم يكن من جهة أن الرسول ميت لا يسمع نداء، ولا جاه له عند الله تعالى؟ حاش لله ما هذا إلا إفك مفترى "اهـ [ المقالات: 411 ] وما بين المعقوفتين [ ] من زيادتي.
وقال سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" قَدِمَ علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحَثا على رأسه من تُرابه ، فقال: قُلْتَ يا رسول الله فسَمِعنا قَولَك، ووَعَيْتَ عن الله عز وجلّ فوعينا عنك، وكان فيما أنزل عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك .. } الآية، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي. فنودي من القبر: أنه قد غُفِر لك "[ ذكره القرطبي في تفسيره ]. وهذه القصة غير قصّة العتبي التي ذكرها الأئمة بالأسانيد.
وحدّث سفيان الثوري عن الشعبي أنه كان بفناء الكعبة الشريفة مع سيدنا عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان، واتفقوا أن يقوم كل رجل منهم إلى الركن اليماني ويسأل الله حاجته. ففعلوا، وكان من دعاء عبد الله بن الزبير:" اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم ، أسألك بحرمة وجهك، وحرمة عرشك، وحرمة نبيك صلى الله عليه وسلم .."؛ ومن دعاء عبد الملك:" .. وأسألك بحقك على جميع خلقك، وبحق الطائفين حول بيتك ..". قال الشعبي:" فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل رجل منهم قد أُعطي ما سأل .." [ أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره ]. والشاهد في هذا الأثر: الحاضر وراوي الخبر.
وقال أبن حميد:" ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له مالك: لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله عز وجل أدّب أقواماً فقال: { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } الآية، ومدح قوماً فقال: { إن الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله } الآية، وذمّ قوما فقال: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون }، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا. فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، أستَقْبِل القِبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى يوم القيامة، بل استَقبله، واستشفع به فيشفّعك الله، قال الله تعالى: { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك .. } الآية "اهـ، وفي رواية :" يوم القيامة ". قال الإمام الحصني :" القصّة معروفة مشهورة ، ذكرها غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بأسانيد جيدة .. ولم نعلم أنّ أحداً طَعَنَ في قصة مالك إلا هذا الفاجر ابن تيمية .. فإن هذا شأنه: إذا وَجَد شيئاً لا مساس فيه لِمَا ابتدَعَه قال به وقَبِلَه ولم يَطْعَن، وإذا وجد شيئا على خِلاف بدعتِه طَعَنَ فيه وإنْ اتُّفِقَ على صِحّته، ولا يذكر شيئا على خِلاف هَوَاه وإن اتُّفِقَ على صِحّته لاسيما إذا كان آيةً أو خبراً عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولو أمْكَنَه أنْ يَطْعَن في الآيةِ لَفَعَل!! إلا أنّه تَعَرّض لتخصيصها!! وهي دَعوى مجرّدة، وعلى خِلاف ما فهمه العلماء من العموم، ووقع العمل عليه. فمن ادّعى التخصيص بغير دليلٍ سَمْعِيٍّ ظاهر الدّلالة، قطَعْنَا بخطئه، واتّهمناه، واستدللنا بذلك على استنقاصه سيّد الأولين والآخرين الكامل المكمّل، وهو كُفْرٌ بإجماع أهل التوحيد "اهـ [ دفع شبه من شبه وتمرّد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد ] .
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين: أن المنصور ظلمه ، فصلى ركعتين، ثم قال:" اللهمّ بك أستفتح ، وبك أستنجِحُ ، وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل .. "[ ملحق الحافظ السيوطي لكتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا ].
وأخرج ابن أبي الدنيا بسنده أن كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة قال:" جاء رجل إلى عبد الملك بن حيان بن سعيد بن الحسن بن أبجر، فجسّ بطنه فقال : بك داءٌ لا يبرأ. قال: ما هو ؟ قال: هو الدبيلة. فتحول الرّجل، فقال:" الله، الله، ربي لا أشرك به أحدا، اللهمّ إني أتوجّه إليك بنبيّك محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرّحمة ، يا محمد ، إني أتوجه بك إلى ربك وربي أن يرحمني مما بي .. " الحديث.
وأخرج الخطيب في تاريخه بسند صحيح: توسّلَ الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.
وقد استحب العلماء التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاصّة عند زيارته، كما في مراجع الفقه وأمهات الكتب في باب الزيارة . قال الإمام الكوثري:" وعمل الأمة المتوارث طبقة فطبقة في ذلك مما يصعب استقصاؤه، وفي ذلك كتب خاصّة "اهـ [ المقالات: 412 ]
وقد توسعنا في عرض الأدلة ورد شبهات هؤلاء المبتدعين في كتابنا ( إجابة السائلين ) ولله الحمد. ولكن ننبه هنا: وكل ما يستدل به هؤلاء المبتدعة لتحريم التوسل: إما نزل في مشركين اتخذوا شفعاءهم أربابا مع أو من دون الله تعالى، وإما لا يتعارض مع التوسل عند التحقيق. والتفريق بين فعل المشركين والمتوسلين، وتأويل ما اشتبه على هؤلاء المبتدعة بما لا ينفي التوسل لازم: لثبوت التوسل في الكتاب والسنة، وعدم جواز ضرب نصوصهما بعضها ببعض. كما بينا لك فيما تقدم.

فإن علمت هذا، فقد علمت أن ما يتستّر به المدّعي وأسلافه ـ كعادتهم ـ لنشر هذه البدعة من دعوى ( الحفاظ على التوحيد ) ـ الذي هم منه في أقصى البعيد، ولهم على ما حشَوْه فيه أشد الوعيد ـ مظفر آخر لنا عليهم: إذ أوهموا بذلك حفاظهم على التوحيد وفهمهم له أكثر من الشّارع نفسه الذي أباح ما حرّموه.

والعجيب: أن المدّعي وأهل نحلته يبرزون جهلهم في موضع لا أدري أن الناس ممن يتبعونهم لا يروه إلا أن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة!!؛ وذلك أن سبب إنكارهم ذلك: ( توسطيّته )، ونراهم يقبلون ( الواسطة ) في غير هذا الموضع، كتعاطي الدّواء!! حتى لكأنك تشم ريح الحسد والبغض منهم. )) انتهى كلام الإمام

(موضوع للأخ ناصح)


  #4  
قديم 11-03-2001, 04:19 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

بسم الله وبه نستعين

وبعد

كم نعيد ونزيد من الإعادة بأن التوسل جائز شرعا ولا خلاف فيه وما خالف فيه غيركم معشر السلفية، لأنكم قمتم تخلطون بين مقام الخالق ومقام المخلوق فأخذتم تنكرون وتكفرون الناس وهذا دليل بقولك: [ . فإن قيل التوسل بالذوات أفضل فهو قول كفري باطل. ]

إن التوسل أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى والمتوسّل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإن التوسل بهذه الواسطة لها اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد الناس عنها و أشد الناس كرها لها، إن المتوسل لو اعتقد أن من توسل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله دونه فقد أشرك .

أن التوسل ليس أمرا لازما أو ضروريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقا كما قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } كما قال سبحانه : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى } .

لم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة فمن صام أو صلى أو قرأ القرآن أو تصدق فإنه يتوسل بصيامه وصلاته وصدقته بل هو أرجى في القبول وأعظم في نيل المطلوب لا يختلف في ذلك اثنان والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسلوا إلى الله بصالح عملهم فأفرج عنهم، وهذا النوع من التوسل قد فصله وبين أدلته وحقق مسائله الشيخ ابن تيميه في كتبه وخصوصا في رسالته "قاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" .

ومحل الخلاف في مسألة التوسل هو التوسل بغير عمل المتوسّل، كالتوسل بالذوات والأشخاص بأن يقول : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أو أتوسل إليك بأبي بكر الصديق أو بعمر بن الخطاب، وهذا الخلاف شكلي وليس بجوهري لأن المتوسل بالذوات يرجع في الحقيقة إلى توسل الإنسان بعملة وهو المتفق على جوازه ونظر المانع المتعنت في المسألة بعين البصيرة لانجلى له الأمر وانحل الإشكال وزالت الفتنة التي وقع بسببها من وقع فحكم على المسلمين بالشرك والضلالة .

اعلم أن المتوسل بشخص ما فهو لأنه يحبه إذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسبا للظن به أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى ويجاهد في سبيله أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال سبحانه : { يحبهم الله ويحبونه } أو لاعتقاد هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به .

إذ تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأن أعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسئول عنه ومثاب عليه وكأنه يقول: يا رب إني أحب فلانا واعتقد إنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك، واعتقد أنك تحبه وأنت راضٍ عنه، فأتوسل إليك بمحبتي له وباعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا …

ولكن أكثر المتوسلين يتساهلون ويتسامحون في هذا التصريح في الأمر مكتفين بعلم من لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وبهذا ظهر أن الخلاف في الحقيقة شكلي ولا يقتضي هذا التفرق والعداء بالحكم بالكفر على المتوسلين وإخراجهم عن دائرة الإسلام . . . .
سبحان الله هذا بهتان عظيم!!!

وربما شد انتباهك في ذكر واسطة بين العبد وربه وأن هذه الواسطة كفر وبدعة وضلالة وغيرها .

نقول وبالله التوفيق والإستعانة .
إن من الناس يخطئون في حقيقة الواسطة فيطلقون الحكم هكذا جزافا بأن الواسطة شرك وأن من اتخذ واسطة بأي كيفية كانت فقد أشرك بالله تعالى وان شانه في هذا شأن المشركين القائلين : { إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى } .

وهذا الكلام مردود ولا استدلال بالآية في غير محله وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دون الله تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى، فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله تبارك وتعالى .

وفي قوله تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } فإنهم لو كانوا يعتقدون حقا أن الله الخالق وحده وأن الأصنام لا تخلق لكان عبارتهم لله وحده دون الأصنام أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك الحجارة، وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل وغيره على حجارتهم انتقاما لها منه سبحانه وتعالى؟

لقوله تعالى: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } .

إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبدًا وليست الآية التي معنا وحدها تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم لها أمثال منها قوله تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون } .

فلولا أن الله تعالى قال في نفوسهم من تلك الحجارة ما رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله : { ساء ما يحكمون } .

من هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه: أعْلَ هبل …

كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهبل أن يعلو في تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذين يريد أن يغلب آلهتهم، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب العالمين، فليعرف حق المعرفة فإن كثيرًا من السلفية لا يفهمونه كذلك ويبنون عليه ما يبنون .

فالواسطة لابد منها وهي ليست شركا وليس كل من اتخذ بينه وبين الله واسطة يعتبر مشركا وإلا لكان البشر كلهم مشركين بالله تعالى لأن أمورهم جميعا تبنى على الواسطة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تلقى القرآن الكريم بواسطة جبريل، فجبريل واسطة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو واسطة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فقد كانوا يفزعون إليه في الشدائد فيشكون إليه حالهم ويتوسلون به إلى الله ويطلبون منه الدعاء فما كان يقول لهم أشركتم وكفرتم، فإنه لا يجوز الشكوى إليَّ ولا الطلب مني بل عليكم أن تذهبوا وتدعوا وتسألوا بأنفسكم الله لأنه قريب مجيب الدعاء وهو أقرب إليكم مني .

لا، لم يقل هذا بل يقف ويسأل مع أنهم يعلمون كل العلم أن المعطي هو الله وأن المانع هو الله وأن الباسط هو الله وأن الرزاق هو الله، وانه صلى الله عليه وآله وسلم يعطي بإذن الله وفضله وهو الذي يقول: ( إنما أنا القاسم والله معط ) .

وبذلك يظهر انه يجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج الكربة وقضي الحاجة أي كان واسطة فيها فكيف بالسيد الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم النبي العظيم أشرف الكونين وسيد الثقلين وأفضل خلق الله على الإطلاق؟ ألم يقل كما جاء في الحديث الشريف : ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ) .

فالمؤمن مفرج الكربات ألم يقل صلى الله عليه وسلم : ( من ستر مسلما) ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لله عز وجل خلقا يفزع إليهم في الحوائج )؟

ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم : ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) .؟؟؟

ألم يقول صلى الله عليه وسلم : ( من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وتسعين حسنة ) ؟؟؟

وكلها تجد في ما رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي .

فالمؤمن هنا فرج وأعان وأغاث وقضى وستر وفزع إليه مع أن المفرج والقاضي والستار والمعين هو الله تبارك وتعالى ولكنه لما كان واسطة في ذلك صح نسبه الفعل إليه . وقد جاء في الأحاديث النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تفيد أن الله سبحانه وتعالى يدفع العذاب عن أهل الأرض بالمستغفرين وعمار المساجد وأن الله تعالى يرزق بهم أهل الأرض وينصرهم ويصرف عنهم البلاء والفرق .

روى الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن عن مانع الديلمي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لولا عباد الله ركع وصبية رضع وبهائهم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رضّ رضا ) .

وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) .

وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم الناس في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله تعالى ) رواه الطبراني في الكبير وأبي نعيم والقناعي وهو حسن .

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه بلاء) ثم قرأ ابن عمر : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } رواه الطبراني .

وهناك واسطة عظمى وهي يوم الحشر عندما يفزع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!!

فتأمل ذلك وأقرأه مرة أخرى بتركيز جيد لعله يذهب ما تجده في نفسك ضد المتوسلين وأهل المزارات ولا تكفر!!

أقول لا تكفر لا تكفر!!

وأما توسل سيدنا عمر بن الخطاب بسيدنا العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهما هو مشروعية التوسل بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان من دعاء سيدنا العباس رضي الله عنه: اللهم أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبه- وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث واحفظ اللهم نبيك في عمه .

الأولى أن يقدم سيدنا عمر بن الخطاب أحدٌ من العشرة المبشرين بالجنة والأسبق إسلاما من العباس، قدّم العباس تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما كذلك لآل البيت لأنهم هم البركة وهم الخير التي، ونرى دعاء العباس برسول الله صلى الله عليه وآله توسل إلى الله برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

والحمد لله رب العالمين!!
  #5  
قديم 11-03-2001, 04:23 PM
التميري التميري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 124
Post

ستناقش حديثا حديثا...مارايك
حديث آدم
قول (اسناده قوي) ليس تصحيحا،وكذلك قول رجاله رجال الصحيح
ثم هل ذكره اصحاب السنن،وحبذا رواياته ان امكن
والسؤال بجاه محمد لم يقل احد انه شرك،انما بدعة لانه لم يصح عنده حديث ،ومصدر تصحيح ابن تيمية،لانه قال في الفتاوى(ولم يصح حديسث في التوسل بجاه النبي) ,(((الكلام في التوسل بالجاه فقط)))

المؤيد الشعري:لاباس ان تدخل لكن ليس بالقص،اريد حوارا، وتفهم المقال جيدا قبل الرد(فلم اقل بكفره كما ذكرت"""
  #6  
قديم 11-03-2001, 04:50 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

التميري أنا موافق سنناقشها حديثا حديثا, وقولك لم يصح التوسل بجاهه نتكلم عنه لاحقا وقد صح ولا شك التوسل بذاته وهذا أعظم.


هل لك سلف في قولك إن قولهم إسناده قوي ليس تصحيحا له؟

هل قال أحد بأنها لفظة خاصة بالصحيح أم تشمل الحسن لذاته؟

هذه أول نقطة لأنها بها ينحسم الخلاف وأنا بانتظارك, الفاروق
  #7  
قديم 11-03-2001, 05:33 PM
أبو صالح أبو صالح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 237
Post

يا أخي بعد ورود كل هذه الحجج ألا تدل في مجموعها على هذا الأصل العظيم - حتى لو فرضنا جدلا أن هناك ضعف في بعضها ؟؟؟؟؟
  #8  
قديم 11-03-2001, 07:19 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

هل لك سلف في قولك إن قولهم إسناده قوي ليس تصحيحا له؟

هل قال أحد بأنها لفظة خاصة بالصحيح أم تشمل الحسن لذاته؟

هذه أول نقطة لأنها بها ينحسم الخلاف وأنا بانتظارك

الفاروق


  #9  
قديم 12-03-2001, 02:26 PM
التميري التميري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 124
Post

دليل ذلك ان حديث :
توسل ادم بالنبي صلى الله عليه وسلم

ومنهم: الذهبي في "تلخيص "المستدرك " (2/ 615)، قال: "موضوع "، وفي الميزان: قال: "باطل "، فهو موضوع الإسناد باطل المتن.

ومنهم: الشيخ تقي الدين بن تيمية حكم بوضعه في "الرد على البكري " ص 6 من مختصره.

ومنهم: ابن عبد الهادي الحافظ نصر القول بوضعه في "الصارم المنكي ".

ومنهم: الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/323) قال عن راويه: "وهو متكلم فيه" ونقل كلام البيهقي بضعف راويه.

ومنهم: الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/253).

ومنهم: السيوطي في "تخريج أحاديث الشفاء" (ص 30)

ومنهم: الزرقاني في "شرح المواهب " (1/ 76).

ومنهم الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء (2/242)

ومنهم ملا علي القاري في "شرح الشفاء" (1/215)

ومنهم ابن عراق في تنزيه "الشريعة" (67/1) وذكر القول ببطلانه
  #10  
قديم 13-03-2001, 02:49 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

ما هذا يا تميري؟ أسألك سؤالا فتجيب بمسألة أخرى؟

سؤالي كان:
هل لك سلف في قولك إن قولهم إسناده قوي ليس تصحيحا له؟
هل قال أحد بأنها لفظة خاصة بالصحيح أم تشمل الحسن لذاته؟

هذا سؤالي, فأنت قلت إن قول الحفاظ "قوي" ليس تصحيحا وأريد منك جوابا عمن سبقك أم أنه ادعاء من عندك أرجو البيان.

أجب على هذا السؤال
---------------------

أما هنا فأنت بدأت " تخلط " - وعذرا فلا أريد بها الذم بالمرة - الأسانيد فهؤلاء تكلموا عن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ونحن نتكلم عن حديث ميسرة الفجر فما علاقة هذا بذاك؟

أرجو التيقظ مرة أخرى عندما تتكلم على حديث فهناك فرق كبير بين الحديثين بالاسنادين ولا علاقة لأحدهما بالآخر, وسنتكلم على حديث ميسرة الفجر لاحقا وأكرر النصيحة: انتبه فأنا لم أذكر شيئا عن حديث عبد الرحمن بن زيد الذي تضعفه إنما أتكلم عن حديث ميسرة الفجر.

وقولك: دليل ذلك ان حديث :
توسل ادم بالنبي صلى الله عليه وسلم. انتهى

ما فيه شىء لأنك جئت بإسناد لحديث ءاخر ولو كنت تعرف الفرق لما وقعت في هذا الخطأ ولكن سبحان الله.
------------

أنا أتكلم من الناحية الاصطلاحية, ما الدليل على قولك:

(اسناده قوي) ليس تصحيحا.

هل لك سلف في هذا الادعاء أم هو إفتاء بغير علم؟ سؤالي واضح

بانتظارك, الفاروق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م