تحويل الرجال إلى نساء !

[الجلاد10]

تحويل الرجال إلى نساء !

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد ..

يا قوم ... لقد انبهر شبابنا بالغرب أيما انبهار، وحاكوه في كل ما يفعل .

جعلوه النموذج والقدوة بل المعلم والمرشد .

وما يجعل صورة الغرب مبهرة في عيون شبابنا هو امتلاكه لتلك الثروة العلمية والتكنولوجية التي بهر بها أعين الناس وجعلها دليل عظمة ورقى .

وهذه الطفرة الصناعية والعلمية التي يمتلكها الغرب الآن هي التي تدارى سوءة الغرب وتبعد الأنظار عن أفعاله القبيحة وانحلاله الخلقي ، ولو قـُدر لهذا العلم الذي لا يحميه أدب ولا ترعاه فضيلة أن يضمحل ويختفي ما بقى من الغرب إلا النفايات والتفكك والضياع ، وما أصبح له رأى ولا غلبه .

والكارثة أن شبابنا لم يأخذ من الغرب إلا أسوأ ما فيه ، ولم يحاكيه في جهد أو علم أو تميز أو إبداع !!

لقد قايضنا كل تراثنا وكل ما تميزنا به من قيم وأخلاق بتعري وسفور ولهو وضياع .. تركنا كنز وأخذنا وباء.

لم ينتقل إلينا الانحلال الخلقي عن طريق الجهل والانغلاق وإنما وصلنا عن طريق العِلم والإعلام وولاة الأمر فينا .

وزراء ثقافتنا يكرسون الغزو الفكري ..

وزراء إعلامنا ينشرون الزيف والكذب ..

وزراء تعليمنا يعلمون الكفر والعهر والجهل ويقلصون الدين والعلم ..

وكتابنا ومفكرونا وصحفيونا – الأشد سوءا منهم أصبحوا أخطر أدوات الغزو الفكري.. أخطر حتى من الدبابات والطائرات والصواريخ والمدافع ..

يا قوم ... إننا نعيش أسود فترة عرفها التاريخ الإسلامي .

ضاع الحياء من عيون الشباب وافتقدناه رويدًا رويدًا دون أن نشعر بعد أن تحولت كل وسائلنا التربوية والثقافية والإعلامية إلى أدوات هدم وتدمير تحض على الرذيلة وتشجع على البغاء، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وخلق الإسلام الحياء فأين ذهب هذا الحياء وكيف تحول المجتمع إلى وكر للساقطات والشواذ ومحترفي البغاء، وعندما ينزع الحياء من أمة تصبح الأمة خاوية وخالية من كل خلق وفضيلة وتتحول فيها عيون البشر إلى عيون وقحة تتعامل مع الحرام وكأنه حلال .. لا تستحي من منكر ولا تخجل من عار.

إن ما نعيشه من محن وكروب ليس بعيدًا عن ما تقترفه أيادي الإجرام والفواحش في بلادنا .. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة).

ويقول أيضا: ( ويل للعرب من شر قد اقترب... قالوا يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟؟ .. قال: نعم إذا كثر الخبث ) .

إن للغرب أطماع كثيرة لا تتوقف عند حد، ولقد حذرنا الله تعالى من موالاة الكفار والسير على هداهم وأخبرنا جل شأنه بحقيقة هامة ذكرها في القرآن الكريم وقال وهو القادر على كل شئ : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ )

كلما اقتربنا من أمريكا شبر ـ ابتعدنا عن الحق ميل ... هذا ما أثبتته الأحداث وبرهنت عنه التجارب وأكدته الأيام والسنين .

في فترة الضعف التي نحياها استطاع الغرب الملحد أن يفرض علينا أسلوبه في أمور عديدة لا حصر لها ، وأصبحنا نتشبه به في كل شئ .. في الملبس والمأكل وفى البيع والشراء وفى كل أنماط الحياة المختلفة بما فيها حتى اللغة بغض النظر عما هو حلال وحرام، فابتعدنا بذلك عن الإسلام وتعاليمه وسرنا خلف الغرب ذراع بذراع وشبر بشبر إلى أن بلغنا جُحر ضب أقمنا فيه مراسم العار ومسابقات اللهو واختيار ملكات الجمال، وأصبحت الإباحية أمرًا عاديًا والشذوذ أمرًا مقبولاً، وقبلنا كل شئ بالتدرج حتى أضعنا الذات وفقدنا الهوية وكل ما كان يميزنا بين الأمم، ولعل أخطر شئ ابتلينا به هو زيف الديمقراطية التي أصبحت بديلاً للشورى، والديمقراطية اختراع شيطاني يناسب رجال العصابات والمافيا واللصوص لكنه لا يتناسب مع نظم سوية تدين بالإسلام .

يا قوم ... إن أعراضنا اليوم تعرض على القنوات الفضائية، وشرفنا اليوم صار مادة إعلامية يشاهدها الشرق والغرب، وما خفي كان أعظم.. صور ترويع وإذلال، وصور تعبر عن حقد دفين للإسلام والمسلمين، ولا كلب واحد من الحكام العرب أخذته الحمية وحركته النخوة واعترض على ما يحدث في العراق وفلسطين !!

بل زنادقة يحددون شروط الإيمان، وعهار يدرّسون الأخلاق، وطواغيت جعلوا من أنفسهم حراسا على الحرية .

يا قوم ... لا بد أن نغير..
لكنه تغيير في عكس الاتجاه الذي يفرضه علينا الطواغيت..
في عكسه على طول الخط..
تغيير يدفع تلك الجيوش الذليلة الرابضة على قلوب أمتها إلى المبادرة بمواجهة أمريكا و إسرائيل وقتالها..
تغيير يحيي الولاء والبراء ..
تغيير يعيد للإسلام سيادته وسؤدده..
تغيير يحتكم للقرآن والسنة
تغيير يردع الداعرات وينفي الشواذ لا تغييرا يدفعهم إلى مقاعد التحكم والسيطرة والسلطة..
تغيير يحاكم اللصوص والخونة وليس الأبطال والمجاهدين..
تغيير يعيد إلى الأمة كرامتها التي أهدرها الحكام الخونة..
تغيير لا يبدأ إلا بتغييرهم..

وأقول للذين يعولون على الخيار الأمريكي .. أو الذين ينتظرون خيرا من الغرب بوجه عام .. أقول لهم لا تغرقوا في الوهم .. فلن يصلح بلادنا غيرنا .. ولن يبني ديارنا إلا سواعدنا .. نظموا صفوفكم .. ووحدوا رايتكم .. ولا تجعلوا للمرجفين والمعوقين مكانا بينكم .. ولا تكترثوا بكثرة النباح فقافلة النصر تمضي .. والتغيير آت لا محالة.

كيف يعيش من أراد أن يكون رجلاً وسط النساء ، والعزيز وسط الأنذال ، والشامخ وسط الأقزام ، والصالح وسط معاقل الإجرام ؟!!

كيف يعيش في أمان من اختار أن يكون عدوًا للشيطان ؟!!

يا رب .. خسارتنا كبيرة وعظيمة ، وأنت القائل ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ) اللهم اجعل ما حسبناه شرًا خالصًا خيرًا خالصًا يا رب العالمين ..

ولن يتخلف وعد الله .. ولن تتبدل سنته .. وسينتصر الحق .. ويسود العدل .. ويندحر الطغاة ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي.. إن الله قوي عزيز ) .

اللهم مَكِنا منهم من قبل أن تمكنهم منا وادحر كل من خذلنا وانسلخ عنا ..

اللهم لا تبارك للغادرين والعن الشامتين وسود وجوه الخائنين .

[غــيــث]

أعذرني أخي سانقله الى خيمة الأسرة والمجتمع

مراعاة للتخصص